رئيس «فيدرالي» شيكاغو يقلّل من مخاوف الركود

غولسبي يحذّر من فهم خاطئ لموجة البيع في أسواق الأسهم

مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

رئيس «فيدرالي» شيكاغو يقلّل من مخاوف الركود

مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي، الاثنين، إن صنّاع السياسة في «الفيدرالي» بحاجة إلى مراقبة التغيرات في الاقتصاد الأميركي بعناية؛ لتجنّب الإفراط في فرض القيود على أسعار الفائدة، لكن في الوقت الحالي لا تشير العلامات إلى ركود رغم بيانات الوظائف الأضعف من المتوقع.

وقال غولسبي، في مقابلة مع محطة «سي إن بي سي» التلفزيونية: «لا تريد أن تكون مقيداً بهذا الشكل إلا إذا كنت تعتقد أن هناك مخاوف من ارتفاع درجات الحرارة. هذه البيانات، بالنسبة لي، لا تبدو كما لو كانت تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة... كما ترون، أرقام الوظائف جاءت أضعف من المتوقع، ولكنها حتى الآن لا تشير إلى ركود. أعتقد أنه من المهم أن تكون حذراً ومتطلعاً نحو المستقبل فيما يتعلّق بالاتجاهات الاقتصادية لاتخاذ القرارات».

كما حذّر غولسبي من الإفراط في أخذ إشارات من موجة بيع سوق الأسهم العالمية التي تسارعت يوم الاثنين، وسط مخاوف من أن «المركزي» الأميركي انتظر طويلاً قبل البدء في خفض أسعار الفائدة. كما أسهمت عواقب قرار بنك اليابان الأسبوع الماضي برفع أسعار الفائدة، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط؛ في الهزيمة.

وقال غولسبي، مستشهداً بالأهداف المزدوجة التي حدّدها «الكونغرس» لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي»؛ إذ أشار إلى مدى تعرّض الأسواق المالية للتقلبات: «لا يقول القانون أي شيء عن سوق الأسهم؛ إنه يتعلّق بالتوظيف واستقرار الأسعار».

ومع ذلك، يحتاج المسؤولون إلى إدراك إمكانية أن تكون التحركات في الأسواق بمثابة إشارة إلى تغيير في اتجاه الاقتصاد.

وقال غولسبي: «إذا أعطتنا تحركات السوق إشارة على مدى قوس طويل بأننا نتطلّع إلى تباطؤ النمو، يجب أن نتفاعل مع ذلك».

وظلّت الأسهم منخفضة بصورة حادة في «وول ستريت»، مع تسارع انزلاقها الأخير يوم الاثنين بعد أن عانى مؤشر نيكي الياباني من أكبر انخفاض له منذ عام 1987. ومع ذلك، كانت المؤشرات الأميركية بعيدة عن أدنى مستوياتها في اليوم، بعد بيانات قطاع الخدمات الذي انتعش من أدنى مستوى له في أربع سنوات الشهر الماضي، مع ارتفاع مقياس التوظيف في قطاع الخدمات للمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني).

وقال الخبير الاقتصادي في «أكسفورد إيكونوميكس»، ماثيو مارتن، إن بيانات الخدمات الأميركية «تتماشى مع وجهة نظرنا بشأن اقتصاد في مرحلة انتقالية وليس على وشك الانهيار. التوقعات بخفض أسعار الفائدة بقوة في سبتمبر (أيلول) مبالغ فيها».

وعندما سُئل عن إمكانية خفض أسعار الفائدة بين الاجتماعات، قال غولسبي: «كل شيء على الطاولة دائماً» من زيادات أسعار الفائدة إلى التخفيضات، مع استمرار «الفيدرالي» في التركيز على التوظيف والتضخم والاستقرار المالي.

وقال غولسبي: «إذا بدأت الظروف بصورة جماعية في الظهور على الخط المستقيم بأن هناك تدهوراً في أي من هذه الأجزاء، فسوف نصلحها».

وقال كبير خبراء الاقتصاد لدى «كابيتال إيكونوميكس»، نيل شيرينغ: «إن استجابة (الفيدرالي) سوف تتحدد من خلال عاملين؛ مدى تجسيد المخاطر السلبية على الاقتصاد الحقيقي، وما إذا كانت عمليات البيع الحادة في الأسواق المالية تتسبّب في كسر شيء ما».


مقالات ذات صلة

التضخم في السعودية يتباطأ إلى 1.9 % في ديسمبر

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

التضخم في السعودية يتباطأ إلى 1.9 % في ديسمبر

تباطأ التضخم في السعودية في ديسمبر الماضي إلى 1.9 % على أساس سنوي من 2 % في نوفمبر الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

الأسواق العالمية تتأرجح بانتظار بيانات التضخم الأميركية

أشارت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأميركية إلى انتعاش متواضع يوم الثلاثاء، رغم أن ارتفاع عوائد السندات والدولار القوي جعلا المستثمرين يتوخون الحذر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد أشخاص يسيرون حاملين أمتعتهم في محطة للقطارات ببكين (إ.ب.أ)

رسوم ترمب قد تخفّض نمو الصين إلى 4.5 % في 2025

أظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن النمو الاقتصادي في الصين من المرجح أن يتباطأ إلى 4.5 في المائة في عام 2025، وأن يتراجع أكثر إلى 4.2 في المائة في عام 2026.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)

نائب محافظ بنك اليابان يرجح رفع سعر الفائدة الأسبوع المقبل

قال نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو إن البنك المركزي الياباني سيناقش ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل مع تزايد احتمالات استمرار مكاسب الأجور.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبورصة مدريد (وكالة حماية البيئة)

تراجع الأسهم العالمية وسط مخاوف من التضخم

تراجعت الأسهم العالمية يوم الاثنين، مدفوعةً بتراجع الأسهم الأميركية، حيث أضافت الأخبار الإيجابية بشأن سوق العمل مزيداً من المخاوف بشأن التضخم.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

الخريّف: مؤتمر التعدين في السعودية أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
TT

الخريّف: مؤتمر التعدين في السعودية أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم

وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف متحدثاً في افتتاح مؤتمر التعدين (الشرق الأوسط)

أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف أن مؤتمر التعدين أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم، موضحاً أن المملكة باتت من بين أبرز وجهات الاستثمار في المعادن.

كلام الخريّف جاء في افتتاحه أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي في الرياض، وذلك وسط إقبال غير مسبوق فاقَ الـ20 ألف مسجل، ومشاركة الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية المتخصصة، وقادة القطاعات ذات الصلة؛ لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه قطاع المعادن، مع تقديم رؤى وحلول مبتكرة تدعم مستقبل الصناعة وتعزز استدامتها.

ومن المتوقع أن يشهد الحدث توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجهات المحلية والدولية، ما يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً رائداً في قطاع المعادن، ودعم الجهود الرامية إلى بناء أطر التعاون الدولي في هذا القطاع الحيوي لتحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح الخريّف، في كلمته الافتتاحية، أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، أصبح هذا المنتدى منصة عالمية رائدة للدعوة إلى إمدادات المعادن بشكل مرن ومسؤول، وعرض بشكل فريد التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه هذا القطاع على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ولفت إلى أن المؤتمر تطوَّر وتوسَّع في أعداد الحضور منذ نسخته الأولى وحتى الرابعة الحالية، حيث ازداد من 3500 مشارك في 2022 إلى أكثر من 20 ألفاً هذا العام. وأوضح أن برنامج هذا العام يضم أيضاً 250 متحدثاً، بما في ذلك رؤساء تنفيذيون من 11 من أكبر 20 شركة تعدين، إلى جانب قادة من الحكومات والمؤسسات البحثية والصناعات التابعة.

وقال الخريّف: «نطلق مبادرة استوديو الابتكار التعديني، الذي يهدف إلى جذب المواهب العالمية، وتسريع التكنولوجيا الحديثة. وهذه خطوة واحدة نحو جعل المملكة وادياً سيليكونياً للتعدين".

وأضاف: «نطلق، لأول مرة، القيادة الإقليمية في أفريقيا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية، حيث نجمع دول المورّدين لإنشاء مجتمع عالمي قوي. أيضاً، نطلق المناظرة، التي ستجمع قادة القطاع، لمناقشة قضايا صعبة؛ مثل توزيع الموارد، والاستدامة، وإشراك أصحاب المصلحة».

ولفت إلى أن السعودية تفتخر بأن تكون قدوة في قطاع التعدين، حيث أصبح، تحت مظلة «رؤية 2030»، الأسرع نمواً، مع تقدير احتياطات المعادن في المملكة بنحو 2.5 تريليون دولار. وقال: «ساعد تركيزنا على الابتكار في الإطار التنظيمي، وتطوير البنية التحتية للمملكة في أن تكون وجهة استثمارية رائدة في مجال التعدين واستكشاف المعادن». وأضاف: «هذا العام، نروِّج أيضاً لفرص استكشاف جديدة عبر 50 ألف كيلومتر مربع من أحزمة المعادن الواعدة».

وأوضح أن برنامج تحفيز الاستكشاف، الذي جرى إطلاقه العام الماضي بدأ بالفعل يحقق نتائج، حيث حصلت ست شركات على تمويل.