«المركزي» التركي يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الرابع

أكد مراقبة المؤشرات المتعلقة بالتضخم واتجاهه الرئيسي عن كثب

شعار المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)
شعار المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)
TT

«المركزي» التركي يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الرابع

شعار المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)
شعار المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)

ثبّت مصرف تركيا المركزي سعر الفائدة على إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير للشهر الرابع على التوالي، متماشياً مع التوقعات السابقة.

وتعهد المركزي التركي، في بيان عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية برئاسة رئيس المصرف فاتح كاراهان الثلاثاء، بالاستمرار في مراقبة مؤشرات التضخم واتجاهه الأساسي.

وذكر البيان أن الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري سجل ضعفاً كبيراً في يونيو (حزيران) الماضي، فيما توضح المؤشرات الرئيسية أنه سيرتفع «مؤقتاً» في يوليو (تموز) الحالي نتيجة لتعديلات الأسعار والضرائب الموجهة التي تقع، نسبياً، خارج نطاق السياسة النقدية، والتطورات المتعلقة بأسعار المواد الغذائية، ومع ذلك، من المتوقع أن يظل الارتفاع في الاتجاه الأساسي للتضخم محدوداً نسبياً.

مراقبة التضخم

وأكد البيان أنه ستتم مراقبة المؤشرات المتعلقة بالتضخم واتجاهه الرئيسي عن كثب، وستستخدم لجنة السياسة النقدية، بحزم، جميع الأدوات المتاحة لها بما يتماشى مع الهدف الرئيسي المتمثل في استقرار الأسعار، وفي إطار شفاف يمكن التنبؤ به وقائم على البيانات.

وكان المركزي التركي رفع سعر الفائدة للمرة الأخيرة في مارس (آذار) الماضي من 45 إلى 50 في المائة بسبب الاتجاه الأساسي للتضخم الذي حقق ارتفاعاً مخالفاً للتوقعات.

وعقب اجتماعها الشهر الماضي، أشارت لجنة السياسات النقدية، إلى أن الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري حقق انقطاعاً مؤقتاً في مايو (أيار) الماضي، الذي بلغ فيه التضخم السنوي ذروته عند 75.45 في المائة، ولفت إلى أن المؤشرات الأخيرة تؤكد أن الطلب المحلي يتباطأ، رغم أنه لا يزال عند مستوى تضخمي. وتباطأ التضخم السنوي في يونيو الماضي إلى مستوى 71.6 في المائة.

ويعد المركزي التركي أن المسار المرتفع وجمود تضخم الخدمات، وتوقعات التضخم، والمخاطر الجيوسياسية، وأسعار المواد الغذائية، كلها عوامل تؤدي إلى استمرار الضغوط التضخمية، ويؤكد أنه يجري، عن كثب، مراقبة مدى امتثال توقعات التضخم وسلوك التسعير للتوقعات، كما تتم مراقبة آثار التشديد النقدي على القروض والطلب المحلي عن كثب أيضاً.

وعلى الرغم من قراره إبقاء سعر الفائدة ثابتاً، مع الأخذ في الاعتبار الآثار المتأخرة للتشديد النقدي، فإن المركزي التركي أكد، مجدداً، موقفه الحذر ضد المخاطر الصعودية للتضخم.

تشديد السياسة النقدية

وقال إنه سيتم الحفاظ على موقف السياسة النقدية المتشددة حتى تحقيق انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع. وإذا تم توقع حدوث تدهور كبير ودائم في التضخم، فسيتم تشديد السياسة النقدية مجدداً.

وشدّد المركزي التركي على أنه سيواصل موقفه الحازم في السياسة النقدية، حتى يتم تحقيق انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع، وإذا كان من المتوقع حدوث تدهور كبير ودائم في التضخم، فسيتم تشديد موقف السياسة النقدية.

ولفت البيان إلى أنه مع الأخذ في الاعتبار نمو القروض وتكوينها، تم اتخاذ تدابير إضافية بشأن القروض بالعملة الأجنبية لدعم الاستقرار المالي الكلي وآلية التحويل النقدي.

وأضاف أنه في حال حدوث تطورات غير متوقعة في أسواق الائتمان والودائع، سيتم دعم آلية التحويل النقدي بخطوات احترازية كلية إضافية، حيث تتم مراقبة تطورات السيولة عن كثب، وسيتم تنويع أدوات التعقيم واستخدامها بشكل فعال عند الضرورة،

وذكر البيان أنه سيتم اتخاذ قرارات السياسة النقدية بطريقة من شأنها الحد من الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتوفير الظروف النقدية والمالية التي من شأنها أن تجعل التضخم يصل إلى هدف 5 في المائة على المدى المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار الآثار المتأخرة للتشديد النقدي.

وجاء قرار المركزي التركي بتثبيت سعر الفائدة عند 50 في المائة، متماشياً مع التوقعات السابقة بالإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، واستمرار هذا الوضع معظم العام أو حتى بعد انتهاء العام الحالي.

تراجع الثقة بالاقتصاد

على صعيد آخر، هبط مؤشر ثقة المستهلك المعدل موسمياً، والذي تم حسابه بناءً على نتائج مسح اتجاهات المستهلك، الذي أجري بالتعاون مع معهد الإحصاء التركي والمصرف المركزي، بنسبة 3.1 في المائة في يوليو مقارنة مع يونيو الماضي.

وتراجع المؤشر، الذي كان عند 78.3 نقطة الشهر الماضي، إلى 75.9 نقطة الشهر الحالي. وبحسب بيان لمعهد الإحصاء التركي، الثلاثاء، انخفض مؤشر الوضع المالي للأسر، الذي كان 63.8 نقطة في يونيو، بنسبة 5.4 في المائة إلى 60.4 نقطة في يوليو. كما تراجع مؤشر التوقعات خلال فترة الـ12 شهراً المقبلة، والذي كان 79.2 نقطة في يونيو، بنسبة 4.2 في المائة في يوليو إلى 75.9 نقطة.


مقالات ذات صلة

الصين تخفض أسعار الفائدة الرئيسية لدعم الاقتصاد مع احتدام الحرب التجارية

الاقتصاد امرأة تمر أمام فرع لأحد المصارف في «الضاحية المالية» بالعاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

الصين تخفض أسعار الفائدة الرئيسية لدعم الاقتصاد مع احتدام الحرب التجارية

خفضت الصين أسعار الفائدة المرجعية على الإقراض لأول مرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضمن المساعدة بحماية الاقتصاد من آثار الحرب التجارية الصينية - الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

البنك المركزي الأوروبي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة لأقل من 2 في المائة

قال محافظ البنك المركزي البلجيكي، بيير ونش، لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة إلى «أقل بقليل» من 2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يخفض الفائدة رغم الانقسام الداخلي ومخاوف الحمائية العالمية

خفّض بنك إنجلترا سعر الفائدة الرئيس بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 4.25 في المائة، اليوم (الخميس)، رغم الانقسام غير المتوقع بين صانعي السياسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل ينزل الدرج بينما يظهر مبنى بنك إنجلترا في الخلفية في لندن (رويترز)

هل يخفض بنك إنجلترا الفائدة اليوم أم يحذو حذو «الفيدرالي»؟

يستعد بنك إنجلترا لتمديد سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة البطيئة اليوم الخميس، حيث يترقب المستثمرون أي مؤشرات على إمكانية تسريع وتيرة التخفيض قريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد باول يتحدث في مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة الفيدرالي للسوق المفتوحة (رويترز)

باول: لا نرى حاجة للاستعجال في تعديل الفائدة

قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن «لا حاجة للاستعجال في تعديل الفائدة»، موضحاً أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

بلغت عملة «البتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قانون «جينيوس»، وهو مشروع قانون مهم لتنظيم العملات المستقرة، متجاوزاً بذلك عقبات تشريعية سابقة.

ويشير مصطلح «Stablecoin» (العملة المستقرة) إلى نوع من العملات الرقمية (العملات المشفرة) التي تم تصميمها للحفاظ على قيمة مستقرة، على عكس التقلبات السعرية الكبيرة التي تشهدها معظم العملات المشفرة الأخرى مثل البتكوين والإيثريوم.

وحققت العملة المشفرة سعراً قياسياً جديداً بلغ 109,400 دولار، متجاوزة بذلك ذروتها السابقة التي سجلتها في يناير (كانون الثاني) تزامناً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وجاء هذا الارتفاع الكبير بعدما شهدت «بتكوين» زيادة تفوق 46 في المائة عن أدنى مستوى لها الذي بلغته في أبريل (نيسان)، مدفوعةً بزيادة المخاوف العالمية بشأن الحرب التجارية والرسوم الجمركية الأميركية.

وكان إقرار مشروع قانون العملات المستقرة، يوم الثلاثاء، بمثابة انتصار كبير لقطاع العملات الرقمية، مما يعزز التوقعات حول بيئة تنظيمية أكثر دعماً لهذا القطاع. ومن المتوقع أن يُطرح مشروع القانون للتصويت في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يمهد الطريق لإحالته إلى مكتب الرئيس ترمب للتوقيع عليه.

إضافةً إلى ذلك، أسهم قرار إدارة ترمب بإنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين في مارس (آذار)، بهدف تعزيز مكانة الولايات المتحدة بوصفها داعماً رئيساً للأصول الرقمية، في زيادة التفاؤل بين المستثمرين.

ومع ذلك، تبقى التوترات الكامنة قائمة، حيث انتقدت الصين بشدة القيود الأميركية الجديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية، ووصفتها بأنها «تنمر»، متوعدةً بالرد. وتُهدد هذه النزاعات بإفساد الهدنة التجارية الهشة بين البلدين، ما قد يعطل مسار انتعاش الأصول الرقمية.

وقد جاء هذا الارتفاع القياسي في وقت شهد فيه مايو (أيار) تدفقات صافية كبيرة لصناديق تداول بتكوين المتداولة في البورصة، حيث استحوذت هذه الصناديق على 3.6 مليار دولار، مما يعكس تجدد الاهتمام الزائد من قبل المستثمرين.

ويمثل هذا التوجه الجديد تعزيزاً لثقة السوق في بتكوين، خصوصاً في ظل دعم عدد من شركات الخزانة الكبرى التي تركز على العملة المشفرة، مثل شركة «استراتيجي» التابعة لرجل الأعمال مايكل سايلور، وشركة «توينتي ون كابيتال» التي تم إطلاقها حديثاً. وكانت هذه الشركات من بين العوامل التي أسهمت في موجة الشراء الكبيرة، مما ساعد على دفع سعر بتكوين إلى مستويات قياسية جديدة.