«تاسي» يتراجع 6 % بالربع الثاني وسط توقعات وصوله لمستويات 12.2 ألف نقطة

السيولة قفزت 72 % إلى 266 مليار دولار بالنصف الأول

متداولون يراقبون شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)
متداولون يراقبون شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)
TT

«تاسي» يتراجع 6 % بالربع الثاني وسط توقعات وصوله لمستويات 12.2 ألف نقطة

متداولون يراقبون شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)
متداولون يراقبون شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)

شهد «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي) تراجعاً بنسبة 6 في المائة تقريباً خلال الربع الثاني من العام الحالي، بمقدار 722 نقطة عند مستوى 11679 نقطة، بعد أن كان مرتفعاً بنحو 435 نقطة خلال الربع الأول، وسط توقعات باحتمالية وصول المؤشر إلى 12200 نقطة خلال الربع الثالث.

وقفزت السيولة في السوق السعودية خلال النصف الأول من عام 2024 بنسبة 72 في المائة، لتصل إلى أكثر من تريليون ريال (266.5 مليار دولار)، مقارنة مع 594.7 مليار ريال (158.5 مليار دولار) خلال المدة ذاتها من العام السابق.

وسجل قطاع الطاقة، خلال النصف الأول من عام 2024، أكبر نسبة تراجع بـ15 في المائة، يليه قطاع تجزئة وتوزيع السلع الكمالية بـ13 في المائة، وفي المقابل كان قطاع التأمين الأكثر ارتفاعاً بنسبة 29 في المائة، يليه قطاع السلع الرأسمالية بزيادة قدرها 27 في المائة.

عوامل إيجابية

ويتوقع الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، أن يحقّق مؤشر «تاسي» أداءً إيجابياً معتدلاً خلال الربع الثالث من عام 2024، مع إمكانية وصوله إلى 12.200 ألف نقطة، متأثراً بعدة عوامل، منها: استمرار دعم أسعار النفط بفعل الطلب العالمي القوي، وتخفيضات الإنتاج من قبل «أوبك»، ما يؤثّر بصورة إيجابية على سهم شركة «أرامكو» التي تشكّل 15.4 في المائة من وزن المؤشر، بالإضافة إلى توقعات الأداء المالي القوي للشركات خلال الربع الثاني.

كما يرى الفراج، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن السيولة القوية المدعومة بزيادة الإنفاق الحكومي واستمرار الاستثمارات الأجنبية تُعد عاملاً إيجابياً مهماً لنمو السوق، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية الجارية في المملكة، وتوقعات تخفيف انحسار التضخم من الضغوط على أسعار الفائدة، في ظل احتمالية تخفيضها.

وعلى مستوى القطاعات، يتوقع الفراج أن يُحقق كل من قطاعي البنوك والتأمين أداءً إيجابياً، مدفوعيْن بارتفاع أسعار الفائدة وزيادة الطلب على منتجات التأمين على التوالي، بالإضافة إلى استمرار نمو قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا والاتصالات، بدعم من الزيادة في الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية وارتفاع متوسط العمر المتوقع، وازدياد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية وخدمات الإنترنت وخدمات الهاتف الجوال. كما يرجح أن يُحافظ قطاع المواد الأساسية على أدائه الجيد، مدفوعاً بارتفاع الطلب العالمي.

الشركات الأكثر ربحية

تصدرت «مياهنا» الشركات الأكثر ربحية في الربع الثاني من 2024، وذلك من خلال ارتفاع 147 في المائة عند 28.45 ريال، ثم «رسن» ارتفعت 84 في المائة عند 68 ريالاً، و«تكافل الراجحي» ارتفعت 71 في المائة عند 185 ريالاً، ومن ثم «الكيميائية» ارتفعت 64 في المائة عند 11.28 ريال، و«الصناعات الكهربائية» ارتفعت 41 في المائة عند 6.22 ريال.

الشركات الأكثر خسارة

وكانت شركة «سينومي ريتيل» قد سجلت بصفتها أكثر الشركات خسارة في الربع الثاني من خلال انخفاض 50 في المائة عند 8.20 ريال، ومن ثم شركة «صدق» انخفضت 26 في المائة عند 8.48 ريال، و«مجموعة إم بي سي» انخفضت 24 في المائة عند 43.00 ريال، و«تشب» بانخفاض 24 في المائة عند 23.70 ريال، و«سلوشنز» انخفضت 23 في المائة عند 292 ريالاً.

وتراجع سهم «أرامكو السعودية» خلال الربع الثاني بنسبة 9.5 في المائة، في حين ارتفع سهم «أكوا باور» 8 في المائة، وسط تداولات بقيمة 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار). كما انخفض سهما مصرفي «الراجحي» و«الأهلي» بنسبة 3 و10 في المائة على التوالي.

وشهد الربع الثاني من عام 2024 نشاطاً في السوق السعودية، تمثّل في إدراج 5 شركات جديدة، مثل: «فقيه الطبية»، و«سماسكو» لحلول القوى العاملة، و«تالكو»، وتنوع أداء أسهمها ما بين الارتفاع والتراجع، إذ تصدّر سهم «مياهنا» قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً بنسبة 147 في المائة، تلاه سهم «رسن» بنسبة 84 في المائة.

كما شهدت الفترة طرحاً عاماً ثانوياً لشركة «أرامكو السعودية»، إحدى أكبر شركات الطاقة في العالم، شمل 1.545 مليار سهم، مُشكّلة نحو 0.64 في المائة من إجمالي أسهم الشركة المصدرة.


مقالات ذات صلة

السوق السعودية تتراجع عن 12 ألف نقطة بعد صعود دام 9 جلسات

الاقتصاد متداولان يراقبان شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)

السوق السعودية تتراجع عن 12 ألف نقطة بعد صعود دام 9 جلسات

هبط مؤشر السوق السعودية 0.7 في المائة وارتفع سهم «المملكة القابضة» 10 في المائة بعد إعلانها عن اتفاقية برج جدة الأطول في العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاشة التداول في «السوق المالية السعودية»... (رويترز)

مؤشر «السوق السعودية» يتراجع 1.7 %... وقطاع الطاقة الأقل خسارة

تراجعت «السوق السعودية» 1.7 في المائة، الأربعاء، بفعل انخفاض قطاع البنوك، فيما ارتفعت أسعار النفط 3 في المائة وسط التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يراقب معلومات الشركات عبر شاشة التداول بالبورصة القطرية في الدوحة (رويترز)

تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط يهبط بالأسواق المالية العربية

تصاعد التوتر بالشرق الأوسط يهبط بأسواق الأسهم العربية، مع تراجع المؤشرات وازدياد مخاوف المستثمرين حول أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاشات التداول بسوق دبي المالية (رويترز)

تراجع معظم أسواق الخليج في ظل الأوضاع الجيوسياسية وتقلب أسعار النفط

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية والعربية على انخفاض بسبب التوترات الجيوسياسية وتراجع أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المستثمرين في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)

بعد بلوغه أعلى مستوى منذ مايو... مؤشر الأسهم السعودية يُنهي سبتمبر متراجعاً

تذبذب مؤشر الأسهم السعودية بين 11700 و12000 نقطة، ليُنهي سبتمبر عند 12226 نقطة، وتراجعت أسهم «أرامكو» و«الراجحي» و«صافولا».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات وصربيا تتبادلان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
TT

الإمارات وصربيا تتبادلان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)

أعلنت الإمارات وصربيا توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية الشاملة بين البلدين، تهدف إلى تحفيز التدفقات التجارية والاستثمارية، وتعزيز التعاون وبناء الشراكات بين القطاع الخاص لدى الجانبين.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وألكسندر فوتشيتش، رئيس صربيا، مراسم التوقيع؛ إذ أكد الشيخ محمد بن زايد أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة تعد محطة مهمة في علاقات دولة الإمارات وصربيا؛ ذات الاقتصاد الصاعد في منطقة متنامية الأهمية من أوروبا.

وقال على هامش التوقيع: «إنها خطوة متقدمة في مسار شراكاتنا الاقتصادية، التي تمكن مجتمعات الأعمال وتعزز الاستثمار والفرص عبر المشروعات التنموية المشتركة في القطاعات المهمة، مثل الخدمات اللوجستية والأمن الغذائي»، مشيراً إلى أن صربيا شريك مهم ضمن برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة، وأن الاتفاقية تلبي الطموح المشترك لكلٍّ من البلدين من أجل حقبة جديدة من التعاون والنمو المستدام لاقتصاد البلدين.

من جانبه، أكد الرئيس الصربي أهمية الاتفاقية، معرباً عن تطلعه لأن تسهم في فتح آفاق جديدة من التعاون، بما يخدم التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام في البلدين.

وتبادل الاتفاقية الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، وتوميسلاف موميروفيتش وزير التجارة الداخلية والخارجية الصربي، لتنضم صربيا إلى شبكة الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، تحت مظلة برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه الدولة الخليجية منذ شهر سبتمبر (أيلول) 2021.

وستسهم الاتفاقية في إزالة أو تخفيض الرسوم بخطوط التعريفات الجمركية والحواجز غير الضرورية أمام التجارة، وحماية حقوق الملكية الفكرية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، بجانب تسهيل التدفقات الاستثمارية المتبادلة، فيما تعد الإمارات ثالث أكبر سوق للصادرات الصربية في منطقة الشرق الأوسط، في حين توجهت زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو القطاعات ذات الأولوية العالية، التي تشمل الطاقة المتجددة والزراعة والأمن الغذائي والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.

ويشكل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه منذ نهاية عام 2021، ركيزة أساسية لاستراتيجية الدولة للنمو، التي تستهدف مضاعفة إجمالي قيمة التجارة الخارجية إلى 4 تريليونات درهم (1.08 تريليون دولار) بحلول عام 2031، وتغطي الاتفاقيات المبرمة حتى الآن، ضمن البرنامج مناطق أميركا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا وجنوب شرقها وأوروبا الشرقية.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد بحث مع ألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين، والفرص الطموحة لتنميتها وتطويرها، بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

جاءت تلك المباحثات خلال استقبال ألكسندر فوتشيتش، في العاصمة بلغراد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والوفد المرافق، والذي يقوم بزيارة عمل إلى صربيا.

واستعرض الطرفان -وفق «وكالة أنباء الإمارات» (وام)- خلال اللقاء تطور الشراكة الاستراتيجية، خصوصاً في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى التكنولوجيا والأمن الغذائي والطاقة المتجددة وغيرها من فرص التعاون المتنوعة لدى البلدين.

كما تناول الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين في هذا السياق ضرورة العمل على إيجاد حلول سلمية لمختلف الأزمات التي يشهدها عدد من مناطق العالم، وتعوق تحقيق التنمية والازدهار على المستويين الإقليمي والعالمي.

وقال رئيس الإمارات إن بلاده تؤمن بأهمية التعاون والحوار لحل الخلافات بالطرق السلمية لمصلحة جميع شعوب العالم، مشدداً على أن دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في منطقة البلقان، وتولي أهمية كبيرة للعلاقة مع دولها، وفي مقدمتها صربيا، مضيفاً أن العلاقات «الإماراتية - الصربية» متنامية، وشهدت نقلة نوعية كبيرة، إثر التوقيع على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وأكد أن دولة الإمارات تؤمن بالارتباط الوثيق بين التنمية وتحقيق السلام والاستقرار والتعاون في دول العالم، وأن التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين الدول هو المسار الطبيعي؛ الذي من المهم السير فيه من أجل مستقبل أفضل للشعوب في كل أنحاء العالم.

وقال الشيخ محمد بن زايد إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة تُمثل خطوة كبيرة ونوعية تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين، سواء على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص، وتزيد من معدلات التجارة والاستثمار بينهما، مشيراً إلى أن انضمام صربيا إلى برنامج الشراكات الاقتصادية الإماراتي يُعبر عن الإدراك المتبادل للفرص الكثيرة التي يمكن لبلدينا استثمارها من أجل مستقبل أفضل للشعبين.