مؤشر «مديري المشتريات» بالسعودية يبقى في منطقة التوسع الاقتصادي

سجل 55 نقطة نتيجةً لتحسن نشاط القطاع الخاص غير النفطي

مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

مؤشر «مديري المشتريات» بالسعودية يبقى في منطقة التوسع الاقتصادي

مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)

سجل مؤشر مديري المشتريات الصادر من بنك الرياض في السعودية 55 نقطة في يونيو (حزيران) الماضي، نتيجة لتحسن قوي آخر في النشاط التجاري على القطاع الخاص غير المنتج للنفط؛ حيث تشير القراءات التحليلية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى بقاء المؤشر فوق حد الخمسين نقطة ليبقى في منطقة التوسع الاقتصادي.

وقال بنك الرياض، الأربعاء، إن الشركات قامت بزيادة مستويات إنتاجها لدعم المبيعات والمشاريع، وجاء الارتفاع في النشاط على الرغم من وجود أدلة إضافية على تراجع توقعات الطلب؛ حيث انخفض نمو الطلبات الجديدة إلى أضعف مستوى له منذ ما يقرب من عامين ونصف العام.

وسجلت الشركات غير المنتجة للنفط أبطأ ارتفاع في مشتريات مستلزمات الإنتاج منذ ما يقرب من 3 سنوات؛ حيث تتطلع إلى تخفيف الزيادات الأخيرة في المخزون، في حين تراجع نمو فرص العمل أيضاً مقارنة بشهر مايو (أيار).

وفي الوقت نفسه، كانت هناك تقارير أخرى تفيد بأن تقديم تخفيضات للعملاء قد أثر على أسعار البيع الإجمالية وجاء معاكساً للجهود المبذولة لتمرير الزيادة القوية في أسعار مستلزمات الإنتاج إلى العملاء.

ظروف العمل

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الرئيسي للشهر الثاني على التوالي في يونيو؛ حيث انخفض من 56.4 في مايو إلى 55 نقطة في يوليو (تموز)، على الرغم من أن القراءة كانت أعلى بكثير من المستوى المحايد البالغ 50 نقطة، بما يتوافق مع التحسن القوي في ظروف العمل، إلا أنها كانت أدنى قراءة مسجلة منذ يناير (كانون الثاني) 2022.

ويعزى الانخفاض في المؤشر الرئيسي إلى حد كبير لضعف الزيادة في حجم الطلبات الجديدة، مع تباطؤ معدل النمو للشهر الثالث على التوالي إلى أقل مستوى له منذ ما يقرب من عامين ونصف العام.

وأفادت بعض الشركات غير المنتجة للنفط بزيادة الطلب وجذب عملاء جدد والإنفاق على تطوير الأعمال، في حين أشارت شركات أخرى إلى تراجع ظروف السوق.

واستفادت معدلات الطلبات الجديدة الإجمالية بشكل جزئي من الزيادة القوية في مبيعات التصدير التي كانت أيضاً الأسرع في عام 2024 حتى الآن.

مستويات الإنتاج

من ناحيته، ذكر الخبير الاقتصادي الأول في بنك الرياض الدكتور نايف الغيث أن تسجيل مؤشر مديري المشتريات للاقتصاد غير المنتج للنفط 55 نقطة يمثل أبطأ وتيرة توسع منذ يناير 2022. وشهدت الطلبات الجديدة في المؤشر انخفاضاً مقارنة بالشهر السابق، ما يشير إلى تراجع طفيف في نمو الطلب داخل القطاعات غير المنتجة للنفط.

وواصل الدكتور الغيث: «على الرغم من هذا التباطؤ، فقد كان النمو في القطاعات غير المنتجة للنفط مدعوماً بزيادة قوية في مستويات الإنتاج، كما ارتفعت أعداد الموظفين، واستمرت مواعيد تسليم الموردين في التحسن».

وفي نشرة تحليلية لوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، أوضحت أن مؤشر الإنتاج سجل 61.1 نقطة مدعوماً بالتحسن في النشاط التجاري في القطاع الخاص غير النفطي، وأن مؤشرات التوظيف استمرت بالارتفاع مدفوعة بزيادة أعداد الموظفين واستقرار سلاسل التوريد.

وبيّنت الوزارة أن النظرة التفاؤلية لأصحاب الأعمال والمستثمرين استمرت في ظل تحسن ظروف السوق وارتفاع الطلب على السلع والخدمات، التي بدورها تنعكس إيجاباً على النظرة المستقبلية للعام الحالي.


مقالات ذات صلة

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب» العالمي في نسخته الماضية (الشرق الأوسط)

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

من المقرر أن يجمع معرض «سيتي سكيب» العالمي، الذي سيقام من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل، في العاصمة السعودية الرياض، أبرز خبراء المستقبل والمبتكرين.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد صورة في أثناء توقيع الاتفاقيات التجارية بين الدولتين (واس)

اتفاقيات تجارية سعودية - جورجية في قطاعات النقل والطاقة والسياحة

توقيع اتفاقيات سعودية - جورجية لتعزيز الشراكات التجارية، ومناقشة فرص استثمارية في النقل والزراعة والطاقة المتجددة والسياحة.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية تقفز بنسبة 49.6 % في الربع الثاني

شهدت التراخيص الاستثمارية المصدرة من وزارة الاستثمار السعودية خلال الربع الثاني من العام الحالي قفزة نوعية لتبلغ نحو 2728 ترخيصاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو السعودية» في معرض «هايفوليوشن» في باريس (رويترز)

«أرامكو» تنهي إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار وسط إقبال واسع

أعلنت «أرامكو السعودية»، يوم الخميس، إكمال إصدار صكوك دولية بقيمة 3 مليارات دولار، وهو مؤلف من شريحتين من الصكوك المقوّمة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)

أعلى مستوى لنشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية منذ 4 أشهر

تسارعت أنشطة الأعمال في غير القطاع النفطي في السعودية إلى أعلى مستوى خلال 4 أشهر في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)
عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)
TT

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)
عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

أظهرت بيانات صدرت الجمعة أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة قفز في سبتمبر (أيلول) الماضي، مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

وارتفع مؤشر أسعار الغذاء لتتبع أسعار السلع الزراعية الأكثر تداولاً حول العالم، إلى 124.4 نقطة في الشهر الماضي، من 120.7 في أغسطس (آب)، وهو أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) 2023، وبزيادة 2.1 في المائة على أساس سنوي.

وذكرت «الفاو» أن مؤشر السكر ارتفع 10.4 في المائة على أساس شهري نتيجة لتراجع توقعات المحاصيل في البرازيل، ومخاوف من أن قرار الهند إلغاء القيود على استخدام قصب السكر في إنتاج الإيثانول قد يؤثر على توافر الصادرات في البلاد.

وارتفع مؤشر أسعار الحبوب ثلاثة في المائة بدعم من زيادة أسعار تصدير القمح والذرة. وارتفعت أسعار القمح العالمية بسبب المخاوف بشأن الظروف الرطبة المفرطة في كندا والاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن هذا الارتفاع تم تعويضه جزئياً من خلال الإمدادات ذات الأسعار التنافسية من منطقة البحر الأسود. كما ارتفعت أسعار الذرة العالمية، متأثرة بانخفاض مستويات المياه على طرق النقل الرئيسية على طول نهر ماديرا في البرازيل ونهر المسيسيبي في الولايات المتحدة.

وعلى النقيض من ذلك، انخفض مؤشر أسعار الأرز لمنظمة الأغذية والزراعة بنسبة 0.7 في المائة؛ ما يعكس جزئياً أنشطة التداول الهادئة بشكل عام.

وصعدت أسعار الزيوت النباتية 4.6 في المائة على أساس شهري، مع زيادة أسعار جميع أنواع الزيوت، ومن بينها زيت النخيل، والصويا، وعباد الشمس وبذور اللفت. وكان ارتفاع أسعار زيت النخيل العالمية بسبب الإنتاج الأقل من المتوقع في الدول المنتجة الرئيسية في جنوب شرقي آسيا، في حين كان انتعاش أسعار زيت الصويا يرجع في المقام الأول إلى عمليات السحق الأقل من المتوقع في الولايات المتحدة.

وزادت أسعار منتجات الألبان 3.8 في المائة في سبتمبر مع ارتفاع أسعار مسحوق الحليب كامل الدسم ومنزوع الدسم والزبدة والجبن، في حين صعدت أسعار اللحوم 0.4 في المائة، ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع أسعار لحوم الدواجن بسبب الطلب القوي على الواردات من منتجات البرازيل. وظلت أسعار لحوم الأبقار والخنازير العالمية مستقرة، في حين انخفضت أسعار لحوم الأغنام قليلاً عن مستويات أغسطس.

وفي تقرير منفصل، رفعت «الفاو» بشكل طفيف توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي للعام الحالي إلى 2.853 مليار طن، من 2.851 مليار طن سابقاً. وقالت المنظمة إن الزيادة جاءت نتيجة لتحسين توقعات إنتاج الأرز والقمح، والتي كانت أعلى من الانخفاض الطفيف في إنتاج الحبوب الصلدة عالمياً.

ومن المتوقع أن يزداد استخدام الحبوب عالمياً بمقدار 12.4 مليون طن في 2024 - 2025 إلى 2.853 مليار طن. وفي المقابل، خفضت المنظمة توقعاتها لمخزونات الحبوب العالمية عند نهاية موسم 2025 بمقدار 1.7 مليون طن إلى 888.1 مليون طن.

ومن المتوقع الآن أن تبلغ التجارة الدولية في الحبوب 488.1 مليون طن، وهو ما يمثل انكماشاً بنسبة 2.7 في المائة عن مستوى 2023 - 2024. ومع ذلك، يُرى أن زيادة الواردات من أفريقيا والشرق الأدنى يمكن أن تقود التعافي في تجارة الأرز الدولية في عام 2025.