«صندوق النقد» يوافق على مراجعة خطة إنقاذ سريلانكا بقيمة 2.9 مليار دولار

حذر من استمرار هشاشة الاقتصاد

منظر عام للميناء الرئيسي في كولومبو (رويترز)
منظر عام للميناء الرئيسي في كولومبو (رويترز)
TT

«صندوق النقد» يوافق على مراجعة خطة إنقاذ سريلانكا بقيمة 2.9 مليار دولار

منظر عام للميناء الرئيسي في كولومبو (رويترز)
منظر عام للميناء الرئيسي في كولومبو (رويترز)

وافق صندوق النقد الدولي على المراجعة الثانية لخطة إنقاذ سريلانكا بقيمة 2.9 مليار دولار، لكن المُقرض العالمي حذّر من أن الاقتصاد لا يزال ضعيفاً على الرغم من بوادر التعافي، وحث كولومبو على بذل مزيد من الجهد لإعادة هيكلة عبء ديونها الضخم.

وقال في بيان، يوم الأربعاء، إنه سيصرف نحو 336 مليون دولار، ليصل إجمالي التمويل إلى نحو مليار دولار، إلى الدولة التي تعاني من الأزمة. وأشار إلى ظهور بوادر تعافٍ اقتصادي، وفق «رويترز».

ومع ذلك، فقد حذّر من أن الاقتصاد «لا يزال ضعيفاً، ويظل المسار نحو استدامة الدين محفوفاً بالمخاطر».

وطالب الصندوق بالانتهاء السريع من مذكرة التفاهم مع لجنة الدائنين الرسميين (OCC)، التي تضم مقرضين رئيسيين مثل اليابان والهند، والاتفاقيات النهائية مع «بنك الصين للتصدير والاستيراد».

وقال وزير المالية شيهان سيمسينغه، للصحافيين: «إن سريلانكا ستركز على التوصل إلى اتفاق مبدئي مع حملة السندات، وهي في المراحل الأخيرة من التوصل إلى مثل هذه الاتفاقية مع بنك التنمية الصيني».

وأضاف: «لا أستطيع تحديد الجدول الزمني، ولكن كلا الطرفين مهتم للغاية بالتوصل إلى اتفاق. نحن متفائلون للغاية بالتوصل إلى توافق مع الدائنين الثنائيين قريباً، ربما بحلول نهاية هذا الشهر».

وغرقت سريلانكا، التي تعاني من ضائقة مالية، في أسوأ أزمة مالية لها منذ أكثر من 7 عقود في عام 2022، حيث أدى نقص حاد في الدولار إلى ارتفاع التضخم إلى 70 في المائة، وانهيار عملتها إلى مستويات قياسية وانكماش اقتصادها بنسبة 7.3 في المائة.

وساعدت حزمة إنقاذ صندوق النقد، التي تم تأمينها في مارس (آذار) من العام الماضي، على استقرار الأوضاع الاقتصادية. وارتفعت قيمة الروبية بنسبة 7 في المائة في الأشهر الأخيرة، وتباطأ التضخم إلى 0.9 في المائة في مايو (أيار)، على الرغم من أن الطلب لا يزال ضعيفاً ومحادثات إعادة هيكلة الديون تبقي الأسواق متوترة.

وأبلغ مصدر حكومي، على علم مباشر بالموضوع، «رويترز» أن لجنة الدائنين الرسميين وسريلانكا تجريان محادثات متقدمة، وتقومان بفحص المسودة النهائية لمذكرة التفاهم.

وكتب سيمسينغه، في وقت سابق على منصة «إكس»، «إن الموافقة على المراجعة الثانية تعني الالتزام المستمر بالتعافي الاقتصادي والنمو، وهو أمر ضروري لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والصمود».

وعلى الرغم من التعافي الاقتصادي، فإن «النقاط الضعيفة المهمة» المرتبطة بإعادة هيكلة الديون الجارية، وتعبئة الإيرادات، وتراكم الاحتياطات، وقدرة المصارف على دعم التعافي، لا تزال تلقي بظلالها على التوقعات.

وأضاف البيان: «شدد المديرون على أن استعادة الاستدامة المالية تتطلب إجراءات إضافية للإيرادات تدعم ميزانية عام 2025، ومزيداً من إصلاحات إدارة الضرائب، بالإضافة إلى الحد من الإعفاءات الضريبية وجعلها أكثر شفافية».

وحذّر صندوق النقد من مخاطر محلية محتملة من «تراجع الزخم الإصلاحي»، إذا لم يتم الالتزام بسياسات ثابتة. وستجري سريلانكا انتخابات رئاسية قبل منتصف أكتوبر (تشرين الأول). وقالت أحزاب المعارضة إنها قد تراجع سياسات الحكومة الحالية بشأن الضرائب وأهداف برنامج الصندوق إذا فازت.


مقالات ذات صلة

سريلانكا تستعد لتوقيع اتفاقية إعادة هيكلة الديون مع الدول الدائنة

الاقتصاد منظر عام للميناء الرئيسي في كولومبو (رويترز)

سريلانكا تستعد لتوقيع اتفاقية إعادة هيكلة الديون مع الدول الدائنة

قالت الحكومة السريلانكية إنها ستوقع اتفاقية لإعادة هيكلة الديون مع مجموعة من الدول الدائنة يوم الأربعاء، في خطوة رئيسية للمساعدة في استقرار المالية العامة.

«الشرق الأوسط» (كولومبو )
الاقتصاد قوارب راسية في منطقة نيهافن في كوبنهاغن أمام عقارات سكنية وتجارية (رويترز)

صندوق النقد الدولي يشير إلى «نقاط ضعف» في سوق العقارات الدنماركية

قال صندوق النقد الدولي إن الدنمارك بحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية لمعالجة «نقاط الضعف» في سوق العقارات لديها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من محطات الكهرباء في باكستان (وزارة الطاقة الباكستانية)

باكستان ترفع أسعار الكهرباء لتعزيز فرصها بالحصول على قرض من صندوق النقد

تعتزم باكستان رفع أسعار الكهرباء، بنسبة 20 في المائة لتعزيز فرصها في الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد قال صندوق النقد الدولي إن الجهود الرامية إلى تنويع الأنشطة الاقتصادية بدأت تؤتي ثمارها (واس)

صندوق النقد الدولي يشيد بالتحول الاقتصادي «غير المسبوق» في السعودية

أشاد صندوق النقد الدولي بالتحول الاقتصادي «غير المسبوق» في السعودية في ظل «رؤية 2030»، بما فيها إصلاحات المالية العامة وبيئة الأعمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - الرياض)
الاقتصاد قال صندوق النقد الدولي إن معدل البطالة في السعودية يسجل انخفاضات تاريخية (واس)

صندوق النقد يتوقع وصول النمو غير النفطي في السعودية إلى نحو 3.5 % في 2024

توقع صندوق النقد الدولي وصول النمو غير النفطي في السعودية إلى نحو 3.5 في المائة في 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«نايت فرنك»: سوق البناء في السعودية ستصل إلى 181.5 مليار دولار في 2028

شعار شركة «نايت فرنك» في إحدى مقراتها (موقع الشركة الإلكتروني)
شعار شركة «نايت فرنك» في إحدى مقراتها (موقع الشركة الإلكتروني)
TT

«نايت فرنك»: سوق البناء في السعودية ستصل إلى 181.5 مليار دولار في 2028

شعار شركة «نايت فرنك» في إحدى مقراتها (موقع الشركة الإلكتروني)
شعار شركة «نايت فرنك» في إحدى مقراتها (موقع الشركة الإلكتروني)

من المتوقع أن يصل إجمالي قيمة إنتاج سوق البناء في السعودية إلى 181.5 مليار دولار بحلول نهاية عام 2028، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 30 في المائة تقريباً عن مستويات عام 2023، الذي سجلت فيه السوق ما قيمته 141.5 مليار دولار، بحسب ما كشفت شركة «نايت فرنك» العالمية للاستشارات العقارية.

وقالت الشركة التي يقع مقرها في لندن، في تقرير لها، إن قطاع العقارات السكنية هو المساهم الأكبر في نشاط البناء في المملكة بقيمة 43.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن يسجّل 56.9 مليار دولار بحلول عام 2028، يليه قطاع الطاقة والمرافق بـ35.1 مليار دولار.

وبحسب التقرير، تمثل مشروعات المملكة الضخمة محوراً رئيسياً في هذا النمو، حيث تبلغ قيمة هذه المشروعات العقارية 692 مليار دولار، وستضيف أكثر من 265 ألف غرفة فندقية، وما يزيد على 400 ألف وحدة سكنية، و2.4 مليون متر مربع من المساحة المكتبية.

وذكرت «نايت فرنك» أن قيمة التطوير العقاري لمشروعات السعودية الضخمة البالغ عدها 25 مشروعاً تشكل 55 في المائة من إجمالي خطة التطوير في المملكة، البالغة 1.25 تريليون دولار، وبعض هذه المشروعات هي «نيوم»، و«بوابة الدرعية»، و«القدية»، و«البحر الأحمر الدولية»، و«العلا».

وفيما يتعلق بالخطة التطويرية العقارية لمنطقة الرياض، فإن قيمتها الإجمالية وصلت إلى 229 مليار دولار، وتستهدف إضافة 200 ألف غرفة فندقية، و241 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى 2.8 مليون متر مربع من مساحة التجزئة، و3.6 مليون متر مربع من المساحة المكتبية.

أما بقية مناطق المملكة، فبلغت القيمة الإجمالية لخطة التطوير العقارية 14.3 مليار دولار. وتتوقع «نايت فرنك» أن ينتهي تنفيذها في الفترة بين عامَي 2025 و2035، وستتيح أكثر من 2.7 ألف غرفة فندقية، وما يزيد على 20.3 ألف وحدة سكنية، كما تتضمن 140 ألف متر مربع من مساحة التجزئة، و698.2 مليون متر مربع من المساحة المكتبية.

وأبانت الشركة أنه في عام 2023 وحده، تم منح أكثر من 140 مليار دولار من عقود البناء، وكان معظمها في الرياض، التي تستعد لاستضافة معرض «إكسبو» العالمي في عام 2030، ووفقاً للتقرير بلغ إجمالي القيمة المخصصة لتطوير المعرض 7.8 مليار دولار.