غانا تتوصل إلى تفاهم مع دائنيها الثنائيين بعد عام ونصف العام من التعثر

صورة عامة لمنطقة أدابراكا في أكرا، غانا (رويترز)
صورة عامة لمنطقة أدابراكا في أكرا، غانا (رويترز)
TT
20

غانا تتوصل إلى تفاهم مع دائنيها الثنائيين بعد عام ونصف العام من التعثر

صورة عامة لمنطقة أدابراكا في أكرا، غانا (رويترز)
صورة عامة لمنطقة أدابراكا في أكرا، غانا (رويترز)

توصلت غانا، يوم الجمعة، إلى مذكرة تفاهم مع دائنيها الثنائيين، بما في ذلك الصين وفرنسا، لإعادة هيكلة ديون بقيمة 5.4 مليار دولار، وذلك وفقاً لمصدرين حكوميين بعد عام ونصف العام من تعثر الدولة الواقعة في غرب أفريقيا عن سداد ديونها، وفق «رويترز».

وتمهد مذكرة التفاهم الطريق أمام المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي للموافقة على صرف 360 مليون دولار بموجب برنامج إنقاذ غانا، البالغ 3 مليارات دولار لمدة 3 سنوات، الذي يُتوقع حدوثه الشهر المقبل.

وبمجرد توقيع الاتفاقية، ستشكل أساساً لاتفاق لإعادة هيكلة القروض المقدمة من دائنيها الرسميين، بما في ذلك الصين وفرنسا بموجب «نادي باريس للدائنين»، الذي تم الاتفاق عليه في يناير (كانون الثاني).

وكانت غانا ثاني دولة في أفريقيا تتخلف عن سداد معظم ديونها الخارجية البالغ 30 مليار دولار خلال جائحة «كوفيد - 19»، حيث تكافح الدولة المصدرة للذهب والكاكاو والنفط للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية لها منذ جيل. وكانت زامبيا الدولة الأولى التي تتخلف عن السداد.

ومنذ ذلك الحين، بدأ الاقتصاد الغاني يتعافى، حيث انخفض التضخم من 54.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2022 إلى 25 في المائة في أبريل (نيسان) 2024، وتجاوز نمو عام 2023 البالغ 2.9 في المائة توقعات صندوق النقد الدولي البالغة 2.3 في المائة.

وتعمل غانا إلى جانب زامبيا وإثيوبيا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، على إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، وهي عملية تم إنشاؤها خلال الجائحة لتسريع عمليات إعادة هيكلة الديون.

ومع ذلك، كان التقدم بطيئاً، مما يعيق تعافي اقتصادات هذه الدول وصولها إلى القروض الخارجية والمساعدات والاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها.

وأعلن صندوق النقد أن ديون غانا غير مستدامة في تحليل القدرة على تحمل الديون، ويهدف إلى إعادة البلاد إلى مستوى «مقبول» من مخاطر ضائقة الديون بحلول عام 2028.

وسيؤدي ذلك إلى خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي لغانا من 88.1 في المائة في نهاية عام 2022 إلى 55 في المائة بحلول عام 2028.

وستكون شروط الدائنين الرسميين موضع اهتمام حملة سندات غانا، الذين هم التالون في ترتيب التوصل إلى اتفاق، حيث سيطالبون بحل عادل بموجب مبدأ قابلية المقارنة في المعاملة، وهو عنصر رئيسي في الإطار المشترك لإعادة هيكلة الديون.

وتوصلت غانا في أبريل (نيسان) إلى أرضية مشتركة مع بعض أكبر حملة سنداتها، بما في ذلك مديرو الأصول الغربيون وصناديق التحوط بالإضافة إلى المصارف الإقليمية الأفريقية. لكن صندوق النقد قال إن الاتفاق المؤقت كان خارج نطاق تحليل استدامة الدين ويحتاج إلى تعديل.

كما رفضت المصارف الإقليمية الأفريقية أجزاء من الاتفاقية، بما في ذلك خيار الاحتفاظ بالقيمة الأصلية للسندات مع استحقاق أطول وقسيمة «كوبون» أقل.

وأكدت الحكومة أنها تعمل على تلبية متطلبات صندوق النقد الدولي.

وأكملت البلاد عملية إعادة هيكلة للديون المحلي في أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تم استبدال 206 مليارات سيدي غاني (17.5 مليار دولار) بديون طويل الأجل وبفائدة أقل، مما أدى إلى توفير 61 مليار سيدي غاني، وفقاً لما قاله وزير المالية آنذاك كين أوفوري أتا.


مقالات ذات صلة

أنغولا تدرس اللجوء إلى صندوق النقد الدولي بعد انخفاض أسعار النفط

الاقتصاد مواطنون يسيرون بجانب مبنى البنك المركزي في العاصمة الأنغولية لواندا (رويترز)

أنغولا تدرس اللجوء إلى صندوق النقد الدولي بعد انخفاض أسعار النفط

قالت وزيرة المالية الأنغولية، فيرا ديفيس دي سوزا، إن انخفاض أسعار النفط الخام يزيد من احتمال حاجة أنغولا لقرض من صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي امرأة سورية تتحدث مع موظفة في محل صرافة بدمشق (أ.ف.ب)

آمال التعافي السوري معلقة على رفع العقوبات الأميركية

وزير المالية السوري: «الطاولة المستديرة بشأن ⁧‫سوريا‬⁩ على هامش اجتماعات ⁧‫صندوق النقد‬⁩ والبنك الدوليين حدث غير مسبوق، والفضل يعود للمملكة العربية ⁧‫السعودية».

سعاد جروس (دمشق )
الاقتصاد الجدعان وغورغييفا في مؤتمرهما الصحافي المشترك في ختام اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (أ.ف.ب)

الجدعان من واشنطن: التوترات التجارية تزيد حالة عدم اليقين

قال رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن التوترات التجارية تزيد حالة عدم اليقين عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان يتحدث مع أليكسي موروزوف المدير التنفيذي المناوب لمجموعة البنك الدولي خلال إحدى جلسات اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن (رويترز)

السعودية وصندوق النقد والبنك الدولي يؤكدون دعمهم لتعافي سوريا الاقتصادي

أصدر وزير المالية السعودي محمد الجدعان بياناً مشتركاً مع كريستالينا غورغييفا وأجاي بانغا تناول فيه نتائج اجتماع الطاولة المستديرة رفيعة المستوى بشأن سوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد د. جهاد أزعور يتحدث على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن (من موقع الصندوق على «إكس»)

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.3% العام المقبل

قال مدير الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إن معدل النمو المتوقع للاقتصاد المصري سيصل إلى 3.8 في المائة في السنة المالية الحالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بعد أسبوع مربح... الحذر يخيّم على «وول ستريت»

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
TT
20

بعد أسبوع مربح... الحذر يخيّم على «وول ستريت»

متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

تراجعت الأسهم الأميركية، يوم الاثنين، في ظل الترقب بشأن تطورات محتملة قد تُثير مزيداً من التقلبات في الأسواق المالية خلال الأيام المقبلة.

واستقر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تقريباً في تعاملات الصباح بعد أسبوع مربح، رغم التقلّبات التي أثرت في معنويات المستثمرين خلال الأسابيع الأخيرة. كما ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 145 نقطة، أي بنسبة 0.4 في المائة، بحلول الساعة 10:15 صباحاً بالتوقيت الشرقي، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

ويمثّل هذا التداول الهادئ استراحة مرحباً بها بعد سلسلة من التقلبات التاريخية، التي صاحبت الآمال المتزايدة بتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قراره بفرض الرسوم الجمركية التي كان يُتوقع أن تؤدي إلى ركود اقتصادي. وقد تمكّن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» من تقليص خسائره إلى النصف تقريباً، بعد أن انخفض بشكل حاد في وقت سابق من العام، ليصل إلى نحو 20 في المائة تحت المستوى القياسي الذي سجله في بداية العام.

ويُتوقع أن يحمل الأسبوع المقبل مزيداً من المؤشرات الاقتصادية، حيث سيتم إعلان تقارير أرباح من بعض من أكثر الشركات تأثيراً في «وول ستريت»؛ مثل: «أمازون»، و«أبل»، و«ميتا بلاتفورمز»، و«مايكروسوفت»، التي تشكّل أسهمها الجزء الأكبر من إجمالي السوق.

وبعيداً عن شركات التكنولوجيا، من المتوقع أن تقدم الشركات الكبرى؛ مثل: «كاتربيلر» و«إكسون موبيل» و«ماكدونالدز» إشارات عن رؤيتها للأوضاع الاقتصادية المقبلة. وقد قامت الكثير من الشركات في مختلف القطاعات مؤخراً بخفض تقديرات أرباحها المستقبلية أو سحبها بالكامل، بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

في هذا السياق، صرّحت الخبيرة الاستراتيجية في «بنك أوف أميركا»، سافيتا سوبرامانيان، بأن الشركات الأميركية قد بدأت تتخذ تدابير لتخفيف آثار الرسوم الجمركية مقارنة بالأشهر السابقة، بما في ذلك إعادة ترتيب الإنتاج وزيادة أسعار منتجاتها. لكن، أضافت أن هناك أيضاً «بعض المؤشرات على التوقف المؤقت» في مجالات مثل التوظيف والمشروعات الجديدة.

وتتزايد المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية المتقطعة إلى تغيير سلوك الإنفاق لدى الأسر والشركات، مما قد يعوق خطط الاستثمار طويل الأجل بسبب سرعة تغير الظروف الاقتصادية.

أما بالنسبة إلى شركة «دومينوز بيتزا»، فقد تذبذبت أسهمها بين خسائر طفيفة ومكاسب بعد إعلانها أرباحاً دون التوقعات للربع الأخير، حيث وصف الرئيس التنفيذي للشركة، البيئة الاقتصادية العالمية، راسل وينر، بأنها «صعبة». وعلى الرغم من ذلك، ارتفع سهم الشركة بنسبة 0.7 في المائة.

من جهة أخرى، شهد سهم «دورداش» ارتفاعاً بنسبة 1.2 في المائة، بعد أن أعلنت شركة «ديليفرو»، خدمة توصيل الطعام البريطانية، تلقيها عرضاً نقدياً من «دورداش» للاستحواذ عليها.

وعلى الرغم من التذبذب الذي تشهده الأسواق، تشير التقارير الاقتصادية إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال ينمو، وإن كان بوتيرة أبطأ. ويتوقع الاقتصاديون أن يُظهر تقرير النمو الاقتصادي الأميركي يوم الأربعاء تباطؤاً إلى 0.8 في المائة في الربع الأول من هذا العام، مقارنةً بمعدل نمو قدره 2.4 في المائة خلال الربع الأخير من العام الماضي.

ورغم التحديات الاقتصادية، تظل التقارير التي تركز على قرارات الرئيس ترمب بشأن الرسوم الجمركية محط اهتمام كبير من قِبل الأسواق. كما تترقب الأسواق الأميركية تقرير سوق العمل المقرر إصداره يوم الجمعة، الذي يتوقع الاقتصاديون أن يظهر تباطؤاً في التوظيف إلى 125 ألف وظيفة في أبريل (نيسان)، مقارنة بـ228 ألف وظيفة في مارس (آذار).

أما عن المؤشرات التي تُثير القلق فتظهر استطلاعات الرأي أن المستهلكين الأميركيين أصبحوا أكثر تشاؤماً بشأن الاقتصاد بسبب الرسوم الجمركية، حيث من المتوقع أن تُصدر مجلس المؤتمرات أحدث قراءة حول ثقة المستهلك يوم الثلاثاء.

وفي سوق السندات، حافظت عوائد سندات الخزانة الأميركية على استقرار نسبي بعد الارتفاع المقلق في العوائد الذي حدث في وقت سابق من هذا الشهر، الذي أثر في معنويات كل من «وول ستريت» والحكومة الأميركية. وقد انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.25 في المائة من 4.29 في المائة في نهاية يوم الجمعة.

أما في الأسواق العالمية فقد تباينت نتائج المؤشرات الأوروبية والآسيوية، حيث ارتفع مؤشر «كاك 40» في باريس بنسبة 0.8 في المائة، في حين تراجعت الأسهم في شنغهاي بنسبة 0.2 في المائة.