المملكة تدعو إلى تأسيس «مجلس» لتسهيل المساعدات الإنسانية جوياً

صناع السياسات في السعودية يرسمون ملامح المشهد العالمي للطيران

الدكتور عبد الله الربيعة يعلن للحضور دعوة المملكة إلى تأسيس «مجلس طيران إنساني عالمي» (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد الله الربيعة يعلن للحضور دعوة المملكة إلى تأسيس «مجلس طيران إنساني عالمي» (الشرق الأوسط)
TT

المملكة تدعو إلى تأسيس «مجلس» لتسهيل المساعدات الإنسانية جوياً

الدكتور عبد الله الربيعة يعلن للحضور دعوة المملكة إلى تأسيس «مجلس طيران إنساني عالمي» (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد الله الربيعة يعلن للحضور دعوة المملكة إلى تأسيس «مجلس طيران إنساني عالمي» (الشرق الأوسط)

رسم صناع السياسات وأصحاب المصلحة والخبراء، ملامح المشهد العالمي لمنظومة الطيران، مركزين على سوق الطيران في السعودية، وما تشهده من تطورات خلقت معها مزيداً من الفرص الاستثمارية للنهوض بالمنظمة على المستويين المحلي والدولي.

واختُتمت أعمال «مؤتمر مستقبل الطيران» في نسخته الثالثة، الثلاثاء، في الرياض؛ حيث أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، بحضور أكثر من 5 آلاف من قادة وخبراء صناعة الطيران المدني في العالم، من أكثر من 120 دولة ومنظمة، بينهم ما يزيد على 30 وزيراً، و65 من قادة سلطات الطيران المدني من الدول المشارِكة، إلى جانب رؤساء شركات الطيران والمطارات، والمديرين التنفيذيين لشركات تصنيع الطائرات، وعدد من أكبر المستثمرين في العالم.

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى تأسيس «مجلس طيران إنساني عالمي» يجمع بين مجتمع الطيران والمنظمات الإنسانية وحكومات الدول؛ حيث سيعمل على تسهيل وحماية المساعدات الإنسانية التي تُنقل عبر الطرق الجوية، مؤكدة -حسب المقترح- أن جميع البرامج يجب أن تكون محمية بموجب القانون الإنساني الدولي.

وجاءت الدعوة السعودية لتأسيس المجلس خلال مشاركة المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» الدكتور عبد الله الربيعة، في جلسة حوارية بعنوان «الطيران– شريان حيوي للجهود الإنسانية» ضمن فعاليات مؤتمر مستقبل الطيران 2024.

وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة أن «مجلس الطيران الإنساني العالمي» المقترح، سيساعد في تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية بثلاث طرق، الأولى عن طريق ضمان الوصول غير المقيد إلى المطارات، وممرات الطيران، ومرافق التزود بالوقود للطائرات التي تنقل المساعدات، والثانية بواسطة إلغاء جميع الرسوم والضرائب على الطائرات التي تنقل المساعدات، والثالثة عبر تبسيط تقديم المساعدات؛ حيث سيؤدي إلغاء الرسوم إلى خفض التكاليف، مما يساعد في سد فجوة التمويل الإنساني.

النقل السريع

وأبرز الدكتور الربيعة الدور الحيوي للطيران المدني في تقديم المساعدات الإنسانية خلال الكوارث الطبيعية والنزاعات؛ مشيراً إلى أنه يعد أمراً بالغ الأهمية للنقل السريع للعاملين في المجال الإنساني، وتوصيل إمدادات الطوارئ، مثل الغذاء والمياه والمساعدات الطبية والإيوائية؛ حيث سيسهل «مجلس الطيران الإنساني العالمي» تقديم المساعدات، مما ينقذ الأرواح ويساعد المحتاجين.

ولفت الدكتور الربيعة إلى أن «مركز الملك سلمان للإغاثة» استفاد من الطيران في تقديم الإمدادات الصحية الحيوية والمساعدات لمناطق الأزمات، لافتاً النظر إلى أن الجسور الجوية التي سيَّرها إلى قطاع غزة حتى الآن وصلت إلى 50 رحلة جوية من الرياض إلى العريش في مصر، وإلى أكثر من 20 رحلة جوية إلى السودان. كما تم تقديم مساعدة حيوية لضحايا الزلازل في تركيا وسوريا، بالإضافة إلى إرسال الجسر الجوي إلى أوكرانيا، عبر 21 طائرة محملة بالمساعدات الأساسية إلى المدن الحدودية في بولندا.

جانب من الجلسات الحوارية بمؤتمر مستقبل الطيران في الرياض (الشرق الأوسط)

وفي جلسة حوارية أخرى، أشار المدير الإقليمي بأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لمنظمة خدمات الملاحة الجوية المدنية، خافيير فانيجاس، إلى التحول الكبير نحو الحلول الرقمية والمفتوحة في إدارة الحركة الجوية، ورؤية الأجواء لعام 2045.

وتطرق إلى الاستراتيجيات المبتكرة في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي التي وفرت ملايين الدولارات، وساهمت في خفض الانبعاثات.

من ناحيته، ركز الرئيس والمدير التنفيذي لـ«إمبراير» البرازيلية، أرجان ماير، خلال حديثه عن النقاط الابتكارية لدى الشركة، على تصاميم الطائرات العصرية، والحلول الاقتصادية القابلة للتطبيق، ومدى التزامهم الدائم بالاستدامة.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة الطائرات التجارية الصينية «كومك»، ني فانغ هي، إن شركته تهدف للمشاركة في مشروعات الطيران بالسعودية، والإسهام في دعم طموح البلاد لتكون مركزاً عالمياً في هذه الصناعة.

وبيَّن ني فانغ هي، خلال جلسة بعنوان «محادثة خاصة مع شركة الطائرات التجارية حول خطط النمو المستقبلية والاتجاهات الحالية»، أن الشركة تعمل وفق استراتيجية شاملة مدتها 3 سنوات، تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، وهي تلتزم بالاستدامة.

اقتصاد مستدام

أما كبيرة المستشارين بوزارة السياحة السعودية غلوريا غيفارا، فقد أكدت على الدور الحاسم لصانعي السياسات وأصحاب المصلحة في دفع التغيير الإيجابي في قطاع الطيران، موضحة: «نحتاج إلى العمل مع أصحاب المصلحة لقيادة التغيير نحو الاتجاه الأفضل، لذلك في المرة القادمة التي نسافر فيها سنضع البيئة في عين الاعتبار من أجل الكوكب».

وفي جلسة بعنوان «مستقبل الاستدامة في قطاع الطيران والسياحة» ناقش المتحدثون الخطوات التي تتخذها الجهات المختصة في المنظومة لتقليل بصمتها البيئية، مع استغلال الفرص الاقتصادية، بمشاركة كبيرة المستشارين بوزارة السياحة السعودية غلوريا غيفارا، والمديرة العامة للطيران والشؤون البحرية والأمن في وزارة النقل بالمملكة المتحدة رانيا ليونتاريدي.

وشدد المتحدثون على أهمية مواجهة تحديات الاستدامة وتنفيذ الحلول العملية؛ مثل تقليل هدر الطعام، وتحسين تصميم المجال الجوي، ما يمكن أن يؤدي إلى فوائد بيئية واقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى الاستثمار في المهارات والمواهب؛ لتحقيق هذه المستهدفات وتقديم فرصة لبناء اقتصاد مستدام في المستقبل.

وضمن فعاليات المؤتمر، تناول نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وذكاء الأعمال في الهيئة العامة للطيران المدني، محمد الخريصي، المشهد الاستثماري المتغير وأهمية المنظومة، مفيداً بأنه لتحقيق سياحة ناجحة يجب أن يكون القطاع قوياً، برفع قدرات المطارات، وزيادة الأسطول، ورفع حجم الاتصال، إلى جانب تحسين الخدمات، وغيرها.

وخلال جلسة حوارية أخرى حول «آخر المستجدات على صعيد التخصيص والاستثمار والتمويل»، ناقش الخبر أهمية الاستثمار والتمويل، إلى جانب تحليل المشهد المالي المتغير، وذلك لتحقيق إمكانات الصناعة بالكامل.


مقالات ذات صلة

«المالية السعودية» تدين 14 شخصاً من «ريدان» لمخالفة سلوكيات السوق

الاقتصاد سوق الأسهم السعودية (أ.ف.ب)

«المالية السعودية» تدين 14 شخصاً من «ريدان» لمخالفة سلوكيات السوق

أعلنت هيئة السوق المالية صدور قرار لجنة الاستئناف في منازعات الأوراق المالية القطعي ضد 14 شخصاً من أعضاء مجلس إدارة ومنسوبي شركة «ريدان» الغذائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منطقة بوليفارد الرياض سيتي (الشرق الأوسط)

تحويل «ويبوك» إلى منصة تدفع بأرباح منظومة الترفيه بالسعودية

تنوي الهيئة العامة للترفيه مضاعفة إيرادات «ويبوك»، المنصة الرسمية لتذاكر «موسم الرياض»، من خلال خدمات نوعية جديدة تضاف لأول مرة.

بندر مسلم (الرياض)
يوميات الشرق (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:30

فعاليات متنوعة ونزالات عالمية ضمن «موسم الرياض» بنسخته المقبلة

ينطلق «موسم الرياض» بنسخته الخامسة في 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بمناطق جديدة وفعاليات وحفلات إضافية كبرى، إضافة إلى 12 مسرحية خليجية وعربية وعالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تظهر الباعة والمتسوقين في مهرجان «العلا» السنوي للتمور (واس)

200 مليون دولار قيمة صادرات السعودية من التمور في النصف الأول

كشف المركز الوطني للنخيل والتمور عن ارتفاع قيمة صادرات المملكة من التمور خلال النصف الأول من العام الحالي، لتصل إلى أكثر من 751 مليون ريال (200 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«السيادي السعودي» يقترض 15 مليار دولار من تحالف مؤسسات مالية دولية

حصل «صندوق الاستثمارات العامة» على تسهيلات ائتمانية دوّارة لأغراض مؤسسية عامة تبلغ قيمتها 15 مليار دولار (56.25 مليار ريال)، حيث ستحل محل تسهيل ائتماني دوّار.

زينب علي (الرياض)

شركات الملابس التركية تكافح بسبب التضخم وارتفاع تكاليف التمويل

الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)
الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)
TT

شركات الملابس التركية تكافح بسبب التضخم وارتفاع تكاليف التمويل

الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)
الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)

تكافح الشركات التركية تحت وطأة تحديات اقتصادية متتالية؛ حيث تعاني مزيجاً من ارتفاع التضخم بشكل مستمر، وارتفاع التكاليف، وتضاؤل فرص الحصول على تمويل، وضعف الطلب.

وتعد صناعة الملابس والمنسوجات من بين الصناعات الأكثر تضرراً في البلاد؛ حيث يحاول المسؤولون النقديون ترويض ارتفاع الأسعار على أساس سنوي بنسبة تزيد على 60 في المائة، أو 12 ضعف الهدف الرسمي؛ وفق وكالة «بلومبرغ» الأحد.

وأبقى البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي عند 50 في المائة، منذ أبريل (نيسان) الماضي، وهي الإجراءات الأكثر تشديداً، منذ نحو عقدين من الزمن.

وقال رمضان كايا، رئيس جمعية صناع الملابس التركية، في إسطنبول، الأسبوع الماضي: «نحن نواجه ظروفاً صعبة».

وأضاف كايا: «لقد اعتدنا الخروج منها بشكل أسرع في الماضي. بالنسبة للشركات الموجهة للتصدير، مثل شركات صناعة الملابس، فإن قائمة المشكلات في اقتصاد حجمه 1.1 تريليون دولار تتفاقم، بسبب ضعف الطلب من مشترين في أوروبا، أكبر سوق لصادرات تركيا، وارتفاع سعر الليرة».

في حين انخفضت العملة بنسبة 13 في المائة هذا العام مقابل الدولار -أحد أسوأ العملات أداءً في الأسواق الناشئة- ويقول المصدرون إنها لا تزال قوية للغاية.

وأوضح كايا أن «قطاع الملابس يعترف بأن التضخم بحاجة إلى الترويض؛ لكن الشركات تنفد من النقد»، مع إغلاق الوصول إلى التمويل أو تكلفته العالية للغاية.

وأفاد اتحاد الغرف والبورصات السلعية في تركيا، أكبر مجموعة أعمال في البلاد، في يوليو (تموز)، بأن ما يقرب من 40 في المائة من الشركات أغلقت أبوابها، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

ومن المقرر أن يتم نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تظهر انكماشاً بنسبة 0.5 في المائة في الربع الثاني، من نمو بنسبة 2.4 في المائة في الأشهر الثلاثة السابقة، وفقاً للتوقعات المتوسطة لمسح «بلومبرغ».

والتحدي الرئيسي لوزير المالية محمد شيمشك، هو ضمان خفض التضخم دون إلحاق كثير من الضرر.

وانخفضت ثقة القطاع الحقيقي لمدة 4 أشهر متتالية، ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2020 في يونيو (حزيران). وقال البنك المركزي إن أوامر التصدير والتوظيف وحجم الإنتاج والاستثمارات الرأسمالية وتقييم الأشهر الثلاثة المقبلة، كانت من بين أسباب الانخفاض.

التحول من الفائدة السلبية

وعلى مدى سنوات، استفادت الشركات التركية من أحد أكثر أسعار الفائدة الحقيقية سلبية في العالم؛ حيث تمكنت من الوصول إلى قروض أحادية الرقم، عندما كان التضخم يحوم فوق 80 في المائة. وتغير ذلك في مايو (أيار) من العام الماضي، عندما أنهى الرئيس رجب طيب إردوغان عصر الأموال الرخيصة، بالموافقة على التحول إلى برنامج اقتصادي أكثر ملاءمة للمستثمرين، والذي يهدف إلى استقرار الأسعار بأسعار فائدة أعلى.

يشرف على هذه السياسة محافظ البنك المركزي فاتح كاراهان، وهو مستشار سياسي وخبير اقتصادي سابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

ومن المتوقع أن يبلغ النمو السنوي لتركيا لعامي 2024 و2025، نحو 3.2 في المائة و3.4 في المائة على التوالي، وفقاً لـ«بلومبرغ إيكونوميكس». ويقارن ذلك بمتوسطات أعلى من 5 في المائة، سجلها الاقتصاد التركي في العقد الذي سبق جائحة «كوفيد-19».

وارتفع معدل البطالة إلى 9.2 في المائة في يونيو الماضي، وهو أعلى مستوى في عام، وهناك مخاوف من زيادته مع معاناة الشركات بسبب ارتفاع تكاليف العمالة وانخفاض حقوق الملكية.

وقال بيرك إيكتن، رئيس جمعية صناع الأحذية في تركيا، وفق «بلومبرغ»: «نرى أن 400- 500 من شركاتنا فقدت قدرتها الإنتاجية». ووفقاً لأحدث البيانات، انخفض استخدام الطاقة -وهو مقياس لمستويات الإنتاج المحتملة- في كل من يوليو وأغسطس (آب).