الصين تتعهد اتخاذ «كل الإجراءات اللازمة» رداً على الرسوم الأميركية الجديدة

يلين: الانتقام التجاري واسع النطاق محتمل دائماً

علما الصين والولايات المتحدة مرفوعان على أحد الأعمدة في ولاية أميركية خلال زيارة سابقة لوفد صيني إلى واشنطن (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة مرفوعان على أحد الأعمدة في ولاية أميركية خلال زيارة سابقة لوفد صيني إلى واشنطن (رويترز)
TT

الصين تتعهد اتخاذ «كل الإجراءات اللازمة» رداً على الرسوم الأميركية الجديدة

علما الصين والولايات المتحدة مرفوعان على أحد الأعمدة في ولاية أميركية خلال زيارة سابقة لوفد صيني إلى واشنطن (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة مرفوعان على أحد الأعمدة في ولاية أميركية خلال زيارة سابقة لوفد صيني إلى واشنطن (رويترز)

تعهّدت الصين الثلاثاء، اتخاذ «كل الإجراءات اللازمة» عقب تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لزيادة الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الصينية؛ مثل السيارات الكهربائية والبطاريات.

ورداً على سؤال حول الإعلان المتوقع الثلاثاء، قال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين، إن «الصين تعارض زيادة الرسوم الجمركية من جانب واحد؛ وهو انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية، وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة».

وأعلن البيت الأبيض في وقت لاحق، أن الولايات المتحدة رفعت الرسوم على السيارات الكهربائية الواردة من الصين من 25 إلى 100 بالمائة، وذلك في إطار إجراءات صارمة لمواجهة الواردات الصينية.

كما تفرض الحكومة الأميركية رسوماً جديدة أو مرتفعة بصورة كبيرة على الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات ورافعات الموانئ ومنتجات طبية معينة مثل الأقنعة الواقية.

وقال البيت الأبيض إن الإجراءات ضرورية، لأن الصين تغرق الأسواق العالمية بصادرات رخيصة بصورة مصطنعة. وقالت لايل بيرنارد رئيسة المجلس الاقتصادي الوطني، إن الرئيس جو بايدن تحرك لمواجهة الواردات الصينية على الرغم من السعي لأن تكون هناك علاقات مستقرة مع بكين.

وجاء في بيان البيت الأبيض: «إعلان اليوم يعكس التزام الرئيس بايدن بالدعم الدائم للعاملين الأميركيين. وعند وجود ممارسات مضادة للمنافسة وغير عادلة من الخارج، سوف يستخدم الرئيس أي - وجميع - الأدوات الضرورية لحماية العاملين الأميركيين والصناعة الأميركية».

ووفقاً للحكومة الأميركية، فإن الواردات من الصين، التي تبلغ تكلفتها 18 مليار دولار، سوف تتضرر من الإجراءات الجديدة. ومن المتوقع بصورة كبيرة حالياً أن تتخذ بكين إجراءات انتقامية محتملة.

ومن جانبها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنها تأمل في ألا تقوم الصين برد انتقامي كبير على أي خطوات تتخذها واشنطن لحماية استثماراتها في صناعات جديدة حيوية، وأضافت: «نأمل في ألا نرى رداً صينياً كبيراً، إلا أن هذا محتمل دائماً».

وأَضافت يلين في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»: «نأمل في ألا ترد الصين بإجراءات ذات ثقل. ولكن هذا يظل احتمالاً قائماً»، مشيرة إلى أنّ القرارات الاقتصادية الأميركية «تستهدف معالجة مخاوفنا، وليست واسعة النطاق».

ويبدو أنّ وزيرة الخزانة الأميركية تؤكد معلومات صحافية نُشرت الجمعة، عن زيادة مرتقبة في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية المرتبطة بالطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، تصل إلى 4 مرات.

وأضافت يلين: «لا أريد أن أتوقّع مراجعة الرسوم الجمركية، ولكنّه التزام من الرئيس جو بايدن، وأنا أوافق على هذا الاحتمال».

ومن المتوقع أن تفرض هذه الرسوم الجمركية في الأيام المقبلة، بعد إعادة تقييم لما فرض خلال الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب فرض تعريفات جمركية على سلع من الصين بقيمة 300 مليار دولار، ثمّ بدأت إدارة جو بايدن مراجعة تلك الإجراءات، لكنّها فشلت في إنهائها خلال هذه الفترة.

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإنّ الزيادة في الرسوم الجمركية يجب أن تطال بشكل خاص المعادن الأساسية ومنتجات الطاقة الشمسية والبطاريات المصنوعة في الصين. كما من المتوقع زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية من 25 في المائة إلى 100 في المائة.

وشدّدت جانيت يلين على أنّه «من الضروري أن تلعب الولايات المتحدة دوراً، وأن يكون لها وجود في الصناعات الحيوية، مثل أشباه الموصلات أو الطاقة النظيفة، لجعلها أساساً للوظائف الجيدة والأمن القومي للعقود المقبلة».

وأضافت يلين أن «الرئيس يريد أن يضمن أنه يقوم بحماية هذه الاستثمارات. إنه يؤمن بأنه من غير المقبول، وأنا أيضاً، أن نعتمد على الصين تماماً في هذه المجالات، في ظل أن بكين تقدم مساعدات ضخمة، ولا تلتزم حقاً بالقواعد».


مقالات ذات صلة

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يضغط على أسواق المنطقة

مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
TT

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يضغط على أسواق المنطقة

مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمرون يتحدثون أمام شاشة تعرض معلومات عن الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

في أولى ساعات التداول يوم الأحد، استمرّت الأسواق العربية في الانخفاض، متأثرةً بتصاعد التوتر في المنطقة، وتكثيف إسرائيل حملتها ضد «حزب الله» المدعوم من إيران.

وكانت أسواق المنطقة بدأت بالتراجع منذ يوم الأربعاء، غداة إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل.

ويوم الأحد، ازدادت خسائر البورصة الكويتية بنسبة 1.13 في المائة، تلتها السوقان الماليتان السعودية والقطرية بانخفاضَين بنسبتَي 0.83 و0.87 في المائة على التوالي.

وكان مؤشر السوق السعودية سجل تراجعاً بنسبة 2.2 في المائة خلال الأيام الثلاثة الأولى من أكتوبر (تشرين الأول)، وخسر 5 في المائة من قمته خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى مستويات أغسطس (آب) 2023.

كذلك، انخفضت مؤشرات بورصتَي مسقط والبحرين بنسبة 0.14 في المائة لكل منهما، بينما تراجع مؤشر بورصة عمّان بنحو 0.17 في المائة.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر البورصة المصرية بنحو 1.24 في المائة، في حين سجل مؤشر الدار البيضاء ارتفاعاً طفيفاً بلغ نحو 0.09 في المائة.

وكان شهر أبريل (نيسان) الماضي قد شهد موجة بيع للأسهم والأصول عالية المخاطر الأخرى، لكنها انتعشت في غضون أيام، مع انحسار المخاوف من اتساع رقعة الصراع.