المستثمرون في الأسواق العربية يترقبون التطورات غداة التصعيد

«أرباح كابيتال» تتوقع حدوث تصحيحات تولد فرصاً استثمارية

أغلقت البورصة الأردنية على ارتفاع بنسبة 0.5 % عند مستوى 2449.25 نقطة (رويترز)
أغلقت البورصة الأردنية على ارتفاع بنسبة 0.5 % عند مستوى 2449.25 نقطة (رويترز)
TT

المستثمرون في الأسواق العربية يترقبون التطورات غداة التصعيد

أغلقت البورصة الأردنية على ارتفاع بنسبة 0.5 % عند مستوى 2449.25 نقطة (رويترز)
أغلقت البورصة الأردنية على ارتفاع بنسبة 0.5 % عند مستوى 2449.25 نقطة (رويترز)

شهدت الأسواق المالية العربية تقلبات ملحوظة تحت وطأة العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، مع ترقب المستثمرين لتطورات الأحداث غداة التصعيد الإيراني الإسرائيلي، وتقييم تأثير ذلك على مسار الاستثمارات.

ويتوقع الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال» محمد الفراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر هذه التقلبات خلال الأيام المقبلة، حيث يُقيّم المستثمرون بعناية تأثير العوامل الجيوسياسية، مثل التوتر العسكري القائم بين إيران وإسرائيل، على الاقتصاد العالمي.

لكن الفراج أكد في المقابل أن هذه التقلبات «مؤقتة بطبيعتها»، وأنّ الأسواق «ستستعيد استقرارها على المدى الطويل»، مشيراً إلى احتمال حدوث تصحيحات والتي من شأنها أن تولد فرصاً استثمارية. إذ قال: «مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، تزداد احتمالية حدوث تصحيحات مؤقتة في الأسواق، ممّا قد يُؤدي إلى انخفاضات في أسعار الأسهم. ولكن تُتيح هذه التصحيحات فرصاً استثمارية رائعة للمستثمرين الذين يتمتعون برؤية بعيدة المدى، حيث يمكنهم شراء الأسهم بأسعار مخفضة والاستفادة من ارتفاعها على المدى الطويل».

ورأى الفراج أنه على الرغم من المخاوف الحالية، تُتيح الظروف الحالية فرصاً استثمارية واعدة في بعض القطاعات، مثل قطاع الطاقة الذي يُتوقع أن يُحافظ على قوته، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط والغاز؛ والرعاية الصحية وهو من القطاعات الدفاعية التي تُحافظ على أدائها الجيد في ظل مختلف الظروف الاقتصادية؛ وقطاع التكنولوجيا حيث يُتوقع أن يُحقق نمواً قوياً مدفوعاً بالابتكارات والتطورات المستمرة والمدفوعات الإلكترونية التي بلغت مستويات نمو غير مسبوقة؛ والتعليم وهو من القطاعات الأساسية التي تُحافظ على نموها بغض النظر عن الظروف الاقتصادية؛ والتعدين الذي يُتوقع أن يحقق نمواً قوياً مدفوعاً بارتفاع أسعار المعادن؛ والتأمين الذي يُتوقع أن يحقق نمواً قوياً مدفوعاً بزيادة الوعي بأهميته وبلوغ نسب نمو تتجاوز 946 في المائة في صافي الدخل لعام 2023؛ والقطاع البنكي الذي يتوقع أن يحقق نمواً قوياً مدفوعاً بارتفاع أسعار الفائدة.

وتفاوت أداء الأسواق المالية العربية غداة الهجوم الإيراني على إسرائيل، فيما شهد معظمها الذي استأنف عمليات بعد عيد الفطر تقلبات طيلة النهار ليغلق على تراجع باستثناء سوقي عمان ومسقط.

وفي السعودية، أغلق مؤشر الأسهم الرئيسية «تاسي»، أولى جلساته بعد عطلة عيد الفطر، منخفضاً 38.52 نقطة، وبنسبة 0.30 في المائة، عند 12666.90 نقطة، بسيولة بلغت قيمتها 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار)، متأثراً بتراجع قطاع البنوك والمواد الأساسية.

في الكويت، أغلقت البورصة تعاملاتها على انخفاض مؤشرها العام 15.70 نقطة بنسبة 0.89 في المائة، ليبلغ مستوى 7116.98 نقطة. وسجلت كمية الأسهم المتداولة 135 مليون سهم عبر 10999 صفقة نقدية بقيمة 39.9 مليون دينار (121.6 مليون دولار).

وطالت موجة الانخفاضات بورصة قطر، التي تراجعت بنسبة 0.80 في المائة بمقدار 79.80 نقطة لتصل إلى مستوى 9844.36 نقطة، بتداولات قيمتها 324.5 مليون ريال تقاسمتها 11.7 ألف صفقة، وبلغ حجمها 116 مليون سهم.

وفي الاتجاه المعاكس، أغلقت البورصة الأردنية على ارتفاع بنسبة 0.5 في المائة، عند مستوى 2449.25 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة مليوني سهم، بقيمة إجمالية بلغت نحو 3.6 مليون دينار (5 ملايين دولار).

كما أغلق مؤشر بورصة مسقط مرتفعا 0.08 في المائة بمقدار 3.8 نقطة، ليصل عند مستوى 4700.59 نقطة، وبلغت قيمة الأسهم المتداولة 3 ملايين ريال (7 ملايين دولار)، منخفضة بنسبة 88.3 في المائة، مقارنةً مع آخر جلسة تداول التي بلغت 30 مليون ريال (78 مليون دولار).


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تكسب 18 نقطة بدعم من البنوك

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الاثنين، بنسبة 0.16 في المائة، وبمقدار 18 نقطة، ليصل إلى مستويات 11830.38 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يراقبون شاشات تعرض معلومات الأسهم في البورصة القطرية (رويترز)

تراجع معظم الأسواق الخليجية تزامناً مع انخفاض أسعار النفط

انخفضت أغلب أسواق الأسهم في منطقة الخليج بنهاية جلسة تداولات الثلاثاء، وذلك تزامناً مع تراجع أسعار النفط بنسبة 5 في المائة خلال الجلستين السابقتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».