تنصيف البتكوين... العد العكسي بدأ

ترقب كبير في الأسواق وسط انقسام بالآراء حول سعرها بعد إتمام العملية

الغرض الرئيسي من التنصيف هو التقليل من المعروض من العملات الجديدة المتداولة بمقدار النصف (رويترز)
الغرض الرئيسي من التنصيف هو التقليل من المعروض من العملات الجديدة المتداولة بمقدار النصف (رويترز)
TT

تنصيف البتكوين... العد العكسي بدأ

الغرض الرئيسي من التنصيف هو التقليل من المعروض من العملات الجديدة المتداولة بمقدار النصف (رويترز)
الغرض الرئيسي من التنصيف هو التقليل من المعروض من العملات الجديدة المتداولة بمقدار النصف (رويترز)

بدأ العد العكسي لتنصيف عملة البتكوين أو ما يعرف بـ«الهافينغ» Bitcoin Halving في العشرين من الشهر الحالي، وهو الحدث الذي من شأنه أن يقلل من مكافآت التعدين بمقدار النصف. وتترقب الأسواق هذه العملية باعتبارها ثاني الملفات المحورية لعملة البتكوين لهذا العام بعد صدور قرار موافقة الولايات المتحدة على صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين.

قبل بضع سنوات فقط، كان تنصيف البتكوين حدثاً يحتفل به فقط عشاق العملات المشفرة الأوائل. أما الآن، فقد تم احتضان هذه العملة من قبل أكبر المؤسسات في وول ستريت، وهي تستمر في جذب المستثمرين.

والغرض الرئيسي من التنصيف هو التقليل من المعروض من العملات الجديدة المتداولة بمقدار النصف، والتحكم في تضخم البتكوين عن طريق تقليل وتيرة إدخال عملات البتكوين الجديدة إلى السوق.

ويعد هذا التصميم استجابة مباشرة للاتجاه التضخمي الذي يُرى غالباً في العملات الورقية التقليدية، حيث يمكن للحكومات طباعة العملة دون حدود، مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها.

في جوهره، فإن تنصيف البتكوين يحدث كل أربع سنوات تقريباً، أو بعد كل 210 آلاف كتلة يتم تعدينها، مما يقلل فعلياً من المكافأة التي يتلقاها القائمون بالتعدين إلى النصف مقابل جهودهم.

وسيشهد التنصيف المقبل انخفاضاً في هذه المكافأة من 6.25 بتكوين إلى 3.125 بتكوين لكل كتلة، وهو تغيير يهدف إلى تقليل معدل التضخم في بتكوين، وتعزيز ندرتها.

ويلعب عمال المناجم دوراً مهماً في شبكة البتكوين من خلال التحقق من صحة المعاملات، وإضافتها إلى البلوكشين، وهم مسؤولون عن حل المشكلات الرياضية المعقدة التي تتطلب قدراً كبيراً من الطاقة الحسابية. كما أن عمال المناجم مسؤولون عن إضافة كتل جديدة إلى البلوكشين، وفق موقع «فاستر كابيتال» المتخصص.

والكتلة هي مجموعة من المعاملات التي تم التحقق من صحتها تضاف إلى البلوكين، وهي مهمة عامل المناجم لتجميع هذه المعاملات في كتلة، وإضافتها إلى البلوكشين. وأول عامل منجم يحل المشكلة الرياضية ويضيف الكتلة إلى البلوكشين يتلقى مكافأة في شكل عملات البتكوين.

وكمكافأة لجهودهم، يتلقى عمال المناجم عملات البتكوين التي تمت ترقيتها حديثاً. ومن شأن هذه المكافآت أن تحفز هؤلاء لمواصلة تكريس وقتهم وطاقتهم للشبكة.

وستستمر عملية خفض البتكوين إلى النصف حتى يتم تعدين جميع وحدات البتكوين البالغ عددها 21 مليوناً. ومن المتوقع الانتهاء بحلول عام 2140. وحتى هذه اللحظة، شهدت البتكوين ما مجموعه ثلاث مرات انخفاض إلى النصف، والتي حدثت في 2012 و2016 و2020.

ماذا حدث في أحداث التنصيف السابقة؟

حدث التنصيف الأخير من عملة البتكوين في 11 مايو (أيار) 2020، مما أدى إلى خفض مكافآت التعدين بنسبة 50 في المائة من 12.5 إلى 6.25 عملة بتكوين جديدة لكل كتلة. وقد أدى التوافر المحدود إلى جعل عملة البتكوين صعودية؛ حيث ارتفعت أسعارها من 6877.62 دولار في 11 أبريل (نيسان)، قبل شهر واحد من الانخفاض إلى النصف، إلى 8821 دولاراً خلال الحدث. ورغم تعرضه لتقلبات كبيرة، استمر السعر في الارتفاع طوال العام التالي، ووصل إلى 49504 دولارات في 11 مايو 2021.

وحدث اتجاه مماثل خلال التنصيفين السابقين في عامي 2012 و2016، مع حدوث أكبر زيادة في القيمة بعد الحدث. فقد انخفضت مكافآت الكتلة بمقدار النصف إلى 12.5 بتكوين في عام 2016، و6.25 بتكوين في عام 2020.

ورغم الانخفاض الكبير في القيمة بعد نحو 12 إلى 17 شهراً، إلا أن السعر لا يزال أعلى بكثير مما كان عليه قبل التنصيف في عام 2020. وفي عام 2024، ستنخفض مكافآت كتلة البتكوين إلى 3.125 بتكوين.

ويعد التنصيف الرابع المقبل فريداً من نوعه في نظام بتكوين، حيث يتميز بزيادة كبيرة في المشاركة المؤسسية منذ التنصيف الأخير الذي حدث في عام 2020 - إلى جانب تكامل المنتجات المالية التقليدية، مثل الصناديق المتداولة في البورصة، أو صناديق الاستثمار المتداولة.

ومع اقتراب الموعد، يجد مجتمع العملات المشفرة نفسه عند مفترق طرق، مع انقسام الآراء. إذ يتوقع البعض ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، على غرار آثار التنصيف السابق، بينما يحث البعض الآخر على الحذر، مشيرين إلى المستويات العالية من الترقب التي ربما تم تسعيرها بالفعل في السوق.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية (رويترز)

«البيتكوين» تتخطى عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، اليوم، عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».