تجنب الركود يَلوح في الأفق مع تعافي الاقتصاد البريطاني

الناتج المحلي ينمو للشهر الثاني على التوالي في فبراير

نما إجمالي الناتج المحلي البريطاني بنسبة 0.1 % على أساس شهري في فبراير (رويترز)
نما إجمالي الناتج المحلي البريطاني بنسبة 0.1 % على أساس شهري في فبراير (رويترز)
TT

تجنب الركود يَلوح في الأفق مع تعافي الاقتصاد البريطاني

نما إجمالي الناتج المحلي البريطاني بنسبة 0.1 % على أساس شهري في فبراير (رويترز)
نما إجمالي الناتج المحلي البريطاني بنسبة 0.1 % على أساس شهري في فبراير (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية نُشرت يوم الجمعة، أن اقتصاد بريطانيا الفاتر في طريقه للخروج من ركود ضحل بعد أن نما الناتج المحلي للشهر الثاني على التوالي في فبراير (شباط)، وتم تعديل قراءة يناير (كانون الثاني) بالارتفاع.

ونما إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.1 في المائة على أساس شهري في فبراير، كما هو متوقع في استطلاع أجرته «رويترز» بين خبراء اقتصاد.

وقال مكتب الإحصاء الوطني البريطاني إن قراءة يناير تم تعديلها لتُظهر نمواً بنسبة 0.3 في المائة، ارتفاعاً من 0.2 في المائة في وقت سابق.

وتؤكد البيانات أن اقتصاد بريطانيا بدأ عام 2024 على أساس أقوى، حيث ارتفع معدل النمو المتوسط لمدة 3 أشهر إلى 0.2 في المائة في فبراير من صفر في يناير -وهو أعلى قراءة منذ أغسطس (آب).

ومن المرجح أيضاً أن تعزز هذه الأرقام موقف بنك إنجلترا الحذر بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة، حيث يسير الاقتصاد على المسار الصحيح لتجاوز توقعات المصرف المركزي قليلاً لتوسع بنسبة 0.1 في المائة في الربع الأول.

ودخل الاقتصاد البريطاني في ركود في النصف الثاني من العام الماضي، مما ترك رئيس الوزراء ريشي سوناك، أمام تحدي طمأنة الناخبين على أن الاقتصاد آمِنٌ معه قبل الانتخابات المتوقعة في وقت لاحق من هذا العام.

وقال وزير المالية جيريمي هانت، رداً على بيانات يوم الجمعة: «هذه الأرقام علامة ترحيب على أن الاقتصاد يتجه نحو الأفضل».

وقال حزب العمال المعارض، الذي يتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي، إن بريطانيا أصبحت أسوأ حالاً مع نمو منخفض بعد 14 عاماً من حكم المحافظين.

وتشير استطلاعات الأعمال إلى استمرار النمو في مارس (آذار).

وقالت مكتب الإحصاء الوطني إن بريطانيا يمكنها الآن تجنب الركود حتى لو انكمش الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد في مارس بنحو 1 في المائة -بافتراض عدم وجود مراجعات لبيانات الأشهر السابقة.

وعلى الرغم من التعافي المؤقت، يظل الناتج المحلي الإجمالي أقل من مستواه في يونيو (حزيران) 2023. قبل حدوث الانخفاض الأخير، وظل ثابتاً إلى حد كبير منذ بداية عام 2022.

وقال مدير الشؤون الاقتصادية في معهد المحاسبين القانونيين، سورين ثيرو، وهي هيئة صناعة المحاسبة: «بينما تبدو مخاوف الركود كأنها من الماضي، تظل التوقعات المستقبلية للاقتصاد البريطاني غير واضحة. من المرجح أن تؤدي تأثيرات رفع أسعار الفائدة في وقت سابق، إلى جانب القيود المستمرة على العرض، إلى الحد من إمكانات النمو على المدى الطويل».

كان الناتج الاقتصادي أقل بنسبة 0.2 في المائة عن مستواه في فبراير 2023 -وهو أفضل قليلاً من الفجوة التي توقعها الاقتصاديون بنسبة 0.4 في المائة.

ونما قطاع الخدمات الذي يهيمن على الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة على أساس شهري في فبراير كما هو متوقع. لكن تجاوز إنتاج التصنيع التوقعات، حيث ارتفع بنسبة 1.2 في المائة على أساس شهري. وانخفض قطاع البناء بنسبة 1.9 في المائة، وهو أكبر انخفاض في أكثر من عام بقليل.


مقالات ذات صلة

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)

تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

شهد النشاط التجاري في منطقة اليورو تدهوراً حاداً هذا الشهر، حيث انكمش القطاع الخدمي المهيمن في المنطقة، بينما استمر التصنيع في التدهور بشكل أعمق في الركود.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني في برلين (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتباطأ مجدداً... نمو أقل من المتوقع

نما الاقتصاد الألماني بوتيرة أقل من التقديرات السابقة في الربع الثالث، بحسب ما أعلن مكتب الإحصاء يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد عمال يعملون في موقع بناء بوسط مدريد إسبانيا (رويترز)

التوظيف في منطقة اليورو يتفوق على التوقعات

أظهرت البيانات الجديدة يوم الخميس أن التوظيف في منطقة اليورو ارتفع بشكل أكبر من المتوقع في الربع الماضي، بينما توسع الاقتصاد بوتيرة جيدة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يسلم شهادة الإقالة لوزير المالية كريستيان ليندنر بعد عزله من قِبَل المستشار أولاف شولتز (رويترز)

انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا يزيد الضغوط على الاقتصاد

من المتوقع أن يؤدي انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى زيادة معاناة الاقتصاد في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

تغطية فئة «المؤسسات» في اكتتاب «أوكيو» العمانية في اليوم الأول للطرح

في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)
في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)
TT

تغطية فئة «المؤسسات» في اكتتاب «أوكيو» العمانية في اليوم الأول للطرح

في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)
في اليوم الأول.. تغطية كامل حصة «المؤسسات» في اكتتاب مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان (العمانية)

أعلنت مجموعة «أوكيو» للصناعات الأساسية في سلطنة عُمان إتمام تغطية شريحة «فئة المؤسسات» في المجموعة، والبالغة 30 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب عند الحد الأعلى من النطاق السعري البالغ 111 بيسة للسهم، منذ اليوم الأول من فترة الاكتتاب التي تنتهي في 28 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للأفراد، وحتى الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل للمؤسسات.

وبدأ، الأحد، الاكتتاب العام في 1.70 مليار سهم من أسهم شركة «أوكيو» للصناعات الأساسية بوصفه ثاني اكتتاب للأسهم خلال عام 2024.

المديرة التنفيذية للاكتتابات بمجموعة «أوكيو» الدكتورة لمياء بنت حارب الخروصية (العمانية)

وقالت مديرة تنفيذ الاكتتابات بمجموعة «أوكيو»، الدكتورة لمياء بنت حارب الخروصية، إن هذا الإقبال يعكس قوة الطلب وجاذبية العرض؛ مما يبرز القيمة الاستثمارية المميزة لشركة «أوكيو» للصناعات الأساسية، ويؤكد ثقة المستثمرين من المؤسسات بقدرات الشركة وفرص نموها الواعدة.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ«أوكيو» للصناعات الأساسية، المهندس خالد بن خلفان العاصمي، أن طرح أسهم الشركة يُمثّل خطوة نحو شراكات استراتيجية جديدة، وفرص نجاح مشتركة.

وأضاف: «كما أنّ هذا الطرح العام الأولي يشكّل خُطوة محورية في مسيرة شركة (أوكيو) للصناعات الأساسية، ويفتح آفاقاً استراتيجية لمواءمة نمو الشركة وتوسعها مع تطلعات (رؤية عُمان 2040)، ويفتح المجال أمام شركاء جدد للانضمام إلى مسيرة الشركة».

وأضاف: «لقد حرصت الشركة على إعداد هيكل الطرح العام الأولي بطريقة تضمن وصولاً متكافئاً لمختلف فئات المستثمرين؛ مما يشدّد على التزامنا بالشمولية والنمو الاستراتيجي. ويتم توزيع الأسهم وفقاً للنسب التالية: 30 في المائة من الأسهم مخصصة للفئة الأولى (المؤسسات)، و40 في المائة من الأسهم المطروحة للأفراد بواقع 20 في المائة لصغار المستثمرين، و20 في المائة لكبار المستثمرين، بالإضافة إلى الشريحة الثالثة، وهم المستثمرون الرئيسون الذي تعهّدوا بالاكتتاب بـ30 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب».

المهندس خالد بن خلفان العاصمي الرئيس التنفيذي لـ«أوكيو» (العمانية)

وسيُعتمد سعر موحد للسهم، ويُطبّق على جميع الفئات، ويُحدّد من خلال عملية بناء سجل أوامر الاكتتاب؛ وذلك ضمن نطاق سعري يبدأ من 106 بيسات، وينتهي عند 111 بيسة. ويضمن هذا النهج المُعد بعناية أن يستفيد جميع المشاركين -سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات- بالشفافية والوضوح.

ومن المتوقع أن يؤدي إدراج أسهم الشركة في السوق المالية إلى تعزيز سيولة وجاذبية بورصة مسقط؛ الأمر الذي سيُسهم في تعزيز أسواق رأس المال العُمانية، ويرفع مستوى حضورها في الأسواق الإقليمية والعالمية.

أرباح

في وقت بلغت فيه الأرباح الصافية الفعلية لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 272 مليون ريال عماني (707 ملايين دولار)، بنسبة زيادة قدرها 18 في المائة عن المبلغ المستهدف بالخطة البالغ 230 مليون ريال عماني (599 مليون دولار).

وأشارت البيانات المالية للشركة عن الأشهر التسعة المنقضية من العام الحالي 2024 إلى أن الشركة حقّقت تدفقاً نقدياً حراً بقيمة 236 مليون ريال عماني (614 مليون دولار)، مقارنة بما هو مستهدف في الخطة البالغ قدره 232 مليون ريال عماني (603 ملايين دولار)، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 2 في المائة، ويعود ذلك إلى ضبط النفقات التشغيلية والرأسمالية مقارنة بالخطة والزيادة في معدل الإنتاج.

وسجّل الأداء التشغيلي للشركة خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى سبتمبر (أيلول) 2024 تطوراً ملحوظاً؛ حيث ارتفع الإنتاج إلى 255 ألف برميل نفط مكافئ يومياً، مقارنة بـ253 ألف برميل من النفط المكافئ، بنسبة زيادة بلغت 3 في المائة على المتوسط الإجمالي اليومي لإنتاج النفط والغاز.

ونوّه البيان بأن الزيادة في الإنتاج جاءت نتيجة لارتفاع النفط والغاز الوارد من الأصول المشغلة والمشتركة؛ حيث يمثّل إنتاج الغاز 40 في المائة من إجمالي إنتاج الشركة حتى نهاية سبتمبر 2024، ومن المتوقع أن تختم «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج العام بتجاوز مستوى الإنتاج المستهدف.

وأشارت الشركة إلى أنه تمت بنجاح عمليات اكتشاف إضافي للنفط في منطقة «الامتياز 60» في الربع الثاني من عام 2024، وستبدأ أعمال التطوير في أوائل عام 2025. كما ستُنفّذ جميع المشروعات الإضافية الرئيسة في منطقة «الامتياز 60» وفقاً للخطة، وسيتم تشغيلها في الربع الثالث من عام 2025.

الرئيس التنفيذي لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج المهندس أحمد بن سعيد الإزكوي (العمانية)

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «أوكيو» للاستكشاف والإنتاج، المهندس أحمد بن سعيد الإزكوي، أن النتائج المتميزة التي حقّقتها الشركة تعكس مسؤوليتها في تحقيق نتائج أفضل للمساهمين وتحقيق تطلعاتهم إلى زيادة العائد على الاستثمار، وكفاءة الأداء المالي والتشغيلي الذي تحرص عليه في عملياتها.

وقال إن الشركة ستواصل في الربع الرابع من العام الحالي تحقيق الأهداف المخطط لها في معدلات إنتاج النفط والغاز، مع متابعة متغيرات الأسواق الناشئة وسلوك تسعير السلع.