الكونغرس الأميركي يُصدر حزمة إنفاق بقيمة 1.1 تريليون دولار لتجنب الإغلاق

تحذير من مكتب الموازنة بشأن ارتفاع العجز والديون

حذّر مكتب الموازنة في الكونغرس من أن العجز والديون الأميركية ستزداد بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثين المقبلة (رويترز)
حذّر مكتب الموازنة في الكونغرس من أن العجز والديون الأميركية ستزداد بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثين المقبلة (رويترز)
TT

الكونغرس الأميركي يُصدر حزمة إنفاق بقيمة 1.1 تريليون دولار لتجنب الإغلاق

حذّر مكتب الموازنة في الكونغرس من أن العجز والديون الأميركية ستزداد بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثين المقبلة (رويترز)
حذّر مكتب الموازنة في الكونغرس من أن العجز والديون الأميركية ستزداد بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثين المقبلة (رويترز)

بعد أيام من التأخير، كشف قادة الكونغرس الأميركي في وقت مبكر من يوم الخميس، عن إجراء مشترك من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للإنفاق بقيمة 1.1 تريليون دولار للدفاع والأمن الداخلي وبرامج أخرى، مما منح المشرعين أقل من يومين لتجنب إغلاق جزئي للحكومة.

وسيصوّت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون على الحزمة الشاملة يوم الجمعة، تاركاً لمجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه الديمقراطية ساعات فقط لإقرار حزمة من ستة مشاريع قوانين تغطي نحو ثلثي إجمالي الإنفاق الحكومي التقديري البالغ 1.66 تريليون دولار للسنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وقالت أكبر مفاوضتين في مجلس الشيوخ -باتي موراي، ديمقراطية، وسوزان كولينز، جمهورية- في بيان: «تمثل مشاريع القوانين الستة النهائية هذه تسوية بين الحزبين والمجلسين».

وأضاف البيان: «سوف تستثمر في الشعب الأميركي، وتبني اقتصاداً أقوى، وتساعد في الحفاظ على مجتمعاتنا آمنة، وتعزز أمننا القومي وقيادتنا العالمية».

وحذر مكتب الموازنة في الكونغرس من أن العجز والديون الأميركية ستزداد بشكل ملحوظ على مدى الأعوام الثلاثين المقبلة، متوقعاً أن يصل الدين الوطني للولايات المتحدة البالغ 34.5 تريليون دولار، والذي يمثل حالياً نحو 99 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 166 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2054.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إنه «متفائل» بأن الكونغرس يمكنه تجنب الإغلاق إذا عمل الديمقراطيون والجمهوريون معاً.

ويزيد الجدول الزمني المضغوط من خطر حدوث إغلاق جزئي قصير، على الأقل بعد الموعد النهائي الذي يصادف منتصف ليلة الجمعة، إلا إذا تمكن شومر من التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ لتسريع مشروع القانون.

ورحب رئيس مجلس النواب مايك جونسون، بما وصفها بسلسلة من الانتصارات للجمهوريين، بدءاً من زيادة الإنفاق على الدفاع والأمن الحدودي الأميركي، إلى قطع التمويل الأميركي لوكالة الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة التي تقدم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة.

وقال جونسون في بيان صدر مع نص التشريع: «مشروع قانون الاعتمادات المالية للسنة المالية 24 هذا هو التزام جاد بتعزيز دفاعنا الوطني من خلال تحريك البنتاغون نحو التركيز على مهمته الأساسية».

وقال الديمقراطيون إنهم منعوا بعض التخفيضات والسياسات الجمهورية وأشادوا بالصناديق التي تهدف إلى خفض تكاليف رعاية الأطفال ودعم الشركات الصغيرة ومكافحة تدفق مخدر الفنتانيل الأفيوني.

وقالت موراي، الرئيسة الديمقراطية للجنة المالية في مجلس الشيوخ: «لقد هزمنا التخفيضات الغريبة التي كانت ستصبح ضربة قوية للعائلات الأميركية واقتصادنا، وقد تصدينا لعشرات السياسات المتطرفة التي كانت ستقيّد الحريات الأساسية للأميركيين وتضرّ بالمستهلكين، مع منح الشركات العملاقة ميزة غير عادلة، وتعكس التقدم التاريخي في العمل المناخي».

أغلبية ضئيلة

وقبل أسبوعين، تجنب الكونغرس بصعوبة إغلاقاً كان سيؤثر في البرامج الزراعية والنقل والبيئية.

ويوضح النص الذي كُشف عنه يوم الخميس، تفاصيل اتفاق من حيث المبدأ بين جونسون وشومر، تعهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن بتوقيعه ليصبح قانوناً.

ومع أغلبية ضئيلة في مجلس النواب تبلغ 219 مقابل 213 جمهورياً، سيضطر جونسون إلى الاعتماد على أصوات الديمقراطيين لإيصال مشروع قانون الإنفاق إلى مجلس الشيوخ.

ومن المتوقع أن يعارض كثير من الجمهوريين في مجلس النواب التشريع، بمن في ذلك المتشددون الذين يريدون تخفيضات أكبر في الإنفاق.

وإلى جانب وزارتي الأمن الداخلي والدفاع، سيموّل مشروع القانون الوكالات بما في ذلك وزارة الخارجية ودائرة الإيرادات الداخلية، في الوقت الذي يستعد فيه للموعد النهائي لتقديم طلبات دافعي الضرائب في 15 أبريل (نيسان).


مقالات ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي لتجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل

الولايات المتحدة​ يصوّت مجلس الشيوخ الأربعاء على تجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل (رويترز)

مجلس الشيوخ الأميركي لتجميد الأسلحة الهجومية لإسرائيل

يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، على مشاريع تهدف إلى صدّ تسليم الأسلحة الهجومية لإسرائيل بسبب ممارساتها خلال الحرب في غزة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال لقائه مع الجمهوريين في مجلس النواب 13 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 03:13

تعيينات ترمب المثيرة للجدل تهيمن على إدارته الجديدة

شهد أول أسبوع منذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية، سلسلة تعيينات تماشى بعضها مع التوقعات، وهزّ بعضها الآخر التقاليد السياسية المتّبعة في واشنطن.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زعيم الأغلبية الجمهورية الجديد جون ثون في مجلس الشيوخ في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)

جون ثون زعيماً جديداً للجمهوريين في «الشيوخ»

انتخب الحزب الجمهوري في جلسة تصويت مغلقة السيناتور عن ساوث داكوتا جون ثون ليصبح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بسط الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس الأميركي (أ.ب)

«جمهوريو أميركا» يبسطون سيطرتهم على المرافق الفيدرالية

وقع مجلس النواب في قبضة الجمهوريين، ليلوّن المرافق الفيدرالية باللون الأحمر، ويمهد الطريق أمام الرئيس المنتخب دونالد ترمب لبسط سيطرته وتمرير أجنداته.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ستيفانيك وترمب في نيوهامشير 19 يناير 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يختار داعمة شرسة لإسرائيل مندوبة في الأمم المتحدة

بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تشكيل فريقه الذي سيحيط به في البيت الأبيض، فطلب من النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك أن تتسلّم منصب مندوبة بالأمم المتحدة.

رنا أبتر (واشنطن)

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

TT

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي)
المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي)

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من قفزات في المؤشرات العالمية، أثبتت المملكة اهتمامها الكبير بالبنية التحتية لتقنية المعلومات، وهو ما انعكس إيجاباً على أعمال «سيسكو» العالمية للأمن والشبكات، حيث حقَّقت الشركة أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة في البلاد، وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

هذا ما ذكره المدير التنفيذي لشركة «سيسكو» في السعودية سلمان فقيه، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أكد فيه أن المملكة أثبتت قوة بنيتها التحتية وكفاءتها خلال جائحة «كورونا»، الأمر الذي أثّر إيجاباً على الشركة خلال السنوات الماضية.

و«سيسكو» هي شركة تكنولوجية مدرجة في السوق الأميركية، ومقرها الرئيس في وادي السيليكون بكاليفورنيا، وتعمل في مجال تطوير وتصنيع وبيع أجهزة الشبكات والبرامج ومعدات الاتصالات.

التحول الرقمي

وأشار فقيه إلى أن «سيسكو»، تسعى دائماً للعب دور بارز في دعم التحول الرقمي في السعودية من خلال استثمارات استراتيجية، ففي عام 2023، افتتحت الشركة مكتباً إقليمياً في الرياض، وذلك لدعم عملياتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعزيز حضورها في المملكة، لافتاً إلى أن الإدارة العليا عقدت اجتماعات رفيعة المستوى مع بعض متخذي القرار في القطاعَين الحكومي والخاص، خلال الشهر الماضي؛ لاستكمال الشراكة مع السوق المحلية.

وأضاف: «كانت هناك استمرارية لاستثمارات الشركة في برامج تسريع التحول الرقمي الهادف إلى دعم جهود المملكة في القطاعات الحيوية، وتطوير منظومة الابتكار».

وتابع فقيه قائلاً إنه منذ إطلاق برنامج التحول الرقمي عام 2016 في المملكة ضمن «رؤية 2030»، الهادف إلى تعزيز المهارات الرقمية وتنمية الابتكار، تم تنفيذ أكثر من 20 مشروعاً من قبل «سيسكو» ضمن هذا البرنامج في مجالات حيوية؛ مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والمدن الذكية.

ونوّه الرئيس التنفيذي بالإنجازات التي حققتها المملكة في مجال التحول الرقمي، حيث تمكّنت من تحقيق تقدم ملحوظ في المؤشرات العالمية، وجاءت ثانيةً بين دول مجموعة العشرين في «مؤشر تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» لعام 2024، بالإضافة إلى تصدرها في جاهزية أمن المعلومات.

الأمن السيبراني

وأوضح فقيه أن المملكة وضعت في مقدمة أولوياتها تعزيز الأمن السيبراني، لا سيما في ظل ازدياد الهجمات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. وقال: «الأمن السيبراني يمثل أحد التحديات الكبرى، ونعمل في المملكة لتوفير الحلول اللازمة لحماية البيانات والبنية التحتية الرقمية».

ولفت إلى الزيادة الكبيرة لاستثمارات الأمن السيبراني في المملكة. وأظهرت دراسة أجرتها «سيسكو» خلال العام الحالي أن 99 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أكدوا زيادة ميزانياتهم الخاصة بالأمن السيبراني، في الوقت الذي تعرَّض فيه 67 في المائة منهم لحوادث أمنية في العام الماضي.

كما ذكر فقيه أن من التحديات الأخرى ما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث كشفت دراسة حديثة لـ«سيسكو» أن 93 في المائة من الشركات السعودية لديها استراتيجيات خاصة بالذكاء الاصطناعي، لكن 7 في المائة منها فقط تمتلك الجاهزية الكاملة للبنية التحتية اللازمة لتطبيق هذه التقنيات.

القدرات التقنية

وفيما يتعلق بتطوير القدرات التقنية في المملكة، أوضح فقيه أن برنامج «أكاديميات سيسكو» للشبكات حقق تأثيراً كبيراً في السعودية، حيث استفاد منه أكثر من 336 ألف متدرب ومتدربة، بمَن في ذلك نسبة كبيرة من المتدربات تجاوزت 35 في المائة، وهي واحدة من أعلى النِّسَب على مستوى العالم.

أما في سياق التعاون بين «سيسكو» والمؤسسات الأكاديمية في المملكة، فأبرز فقيه الشراكة المستمرة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وقال: «هذا التعاون يهدف إلى استخدام التقنيات الحديثة في تحسين البيئة التعليمية، وتمكين الكوادر الأكاديمية والطلاب من الاستفادة من أحدث الحلول التقنية».

وتطرَّق فقيه إلى التزام الشركة بالاستدامة البيئية، حيث تستهدف «سيسكو» الوصول إلى صافي انبعاثات غازات دفيئة صفرية بحلول 2040. وقال: «نعمل على تقديم حلول تقنية تراعي كفاءة استخدام الطاقة، والمساهمة في تحقيق أهداف المملكة نحو الحياد الصفري الكربوني».

وفي ختام حديثه، أشار فقيه إلى مشاركة «سيسكو» في مؤتمر «بلاك هات» للأمن السيبراني، الذي تستعد الرياض لاستضافته من 26 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بصفتها راعياً استراتيجياً. وأضاف أن الشركة تسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز التعاون مع العملاء والشركاء في المملكة؛ لتوفير حلول أمنية مبتكرة تضمن حماية البيانات، وتسهيل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن.