الأنظار تتجه إلى بيانات التضخم الأميركي وسط توقعات بتراجع بطيء

«الاحتياطي الفيدرالي» يعقد اجتماعاً لبحث سياسته النقدية في 19 و20 مارس

المستثمرون والمتداولون يترقبون بيانات التضخم يوم الثلاثاء باعتبار أنها تساعد في تشكيل السياسة النقدية وتوقعات النمو (أ.ف.ب)
المستثمرون والمتداولون يترقبون بيانات التضخم يوم الثلاثاء باعتبار أنها تساعد في تشكيل السياسة النقدية وتوقعات النمو (أ.ف.ب)
TT

الأنظار تتجه إلى بيانات التضخم الأميركي وسط توقعات بتراجع بطيء

المستثمرون والمتداولون يترقبون بيانات التضخم يوم الثلاثاء باعتبار أنها تساعد في تشكيل السياسة النقدية وتوقعات النمو (أ.ف.ب)
المستثمرون والمتداولون يترقبون بيانات التضخم يوم الثلاثاء باعتبار أنها تساعد في تشكيل السياسة النقدية وتوقعات النمو (أ.ف.ب)

يُحوّل المستثمرون انتباههم، هذا الأسبوع، إلى بيانات التضخم في الولايات المتحدة عن شهر فبراير (شباط). ومن المقرر صدور قراءات مؤشريْ أسعار المستهلك وأسعار المنتجين، وكلاهما سيساعد الاقتصاديين على تقييم صحة الاقتصاد الأميركي والمساعدة في تشكيل السياسة النقدية وتوقعات النمو.

يأتي مؤشر أسعار المستهلك الأميركي «التضخم»، المتوقع صدوره يوم الثلاثاء، بعد صدور بيانات، يوم الجمعة، أظهرت تسارع نمو الوظائف بالولايات المتحدة خلال فبراير، لكن ارتفاع معدل البطالة والزيادات الباهتة بالأجور أبقيا على احتمال أن يخفّض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة في يونيو (حزيران).

وقال مكتب إحصاءات العمل، التابع لوزارة العمل الأميركية، يوم الجمعة، في تقرير الوظائف الذي يحظى أيضاً بمتابعة عن كثب، إن الوظائف غير الزراعية زادت 275 ألف وظيفة، الشهر الماضي، متجاوزاً التوقعات. وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل البطالة بمقدار عُشر نقطة، في فبراير، إلى 3.9 في المائة. وعلى الرغم من أن هذا يمثل أعلى معدل خلال عامين، فإنه لا يزال منخفضاً بالمعايير التاريخية.

كان هذا هو الشهر الخامس والعشرون على التوالي الذي ظلت فيه البطالة أقل من 4 في المائة، وهي أطول سلسلة من نوعها منذ ستينات القرن الماضي.

وفق «بلومبرغ»، فإنه من المتوقع ألا يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تراجع إلا قليلاً، في الشهر الماضي، وانتعشت مبيعات التجزئة، وهو ما يوضح السبب وراء عدم اندفاع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.

إذ يتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي؛ وهو مقياس يستثني الغذاء والوقود للحصول على صورة أفضل للتضخم الأساسي، بنسبة 0.3 في المائة خلال فبراير، مقارنة بالشهر السابق، بعد ارتفاع بنسبة 0.4 في المائة في بداية العام.

من المتوقع أن يرتفع مقياس الأسعار بنسبة 3.7 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يمثل أصغر تقدم سنوي منذ أبريل (نيسان) 2021. وفي حين أن الرقم على أساس سنوي أقل بكثير من الذروة البالغة 6.6 في المائة، التي جرى الوصول إليها في عام 2022، فإن وتيرة التقدم كانت متواضعة.

ويتوافق هذا مع شهادة «الكونغرس» التي أدلى بها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأسبوع الماضي، والذي قال إنه على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون من المناسب خفض أسعار الفائدة «في وقتٍ ما هذا العام»، لكنه وزملاءه ليسوا مستعدّين بعد؛ لأن «الاحتياطي الفيدرالي» يريد علامات مقنعة على أن التضخم يقترب من هدفه البالغ 2 في المائة، بناءً على مقياس منفصل - مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي. وبالإضافة إلى مؤشر أسعار المستهلكين، سيساعد مؤشر أسعار المنتجين الحكومي، يوم الخميس، في تحديد مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، والذي سيجري إصداره بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، التابعة للاحتياطي الفيدرالي، يومي 19 و20 مارس (آذار)، حيث يرجح، على نطاق واسع، إبقاء أسعار الفائدة الفيدرالية عند أعلى مستوى في 22 عاماً، من 5.25 في المائة إلى 5.5 في المائة.

وترى «بلومبرغ» أنه «من غير المرجح أن يوفر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير الطمأنينة التي يحتاج إليها باول لتبنّي موقف متشائم بشدة»، وأنه «من المتوقع أن تستمر الاتجاهات الموسمية التي لوحظت في تقرير يناير (كانون الثاني)، والتي أدت إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، في فبراير».

إلى ذلك، من المتوقع أن تُظهر الأرقام الحكومية، يوم الخميس، تقدماً بنسبة 0.8 في المائة، بمبيعات التجزئة لشهر فبراير، بعد انخفاض بالحجم نفسه في الشهر السابق. ويشير مثل هذه النتيجة إلى عودة المتسوقين الذين أخذوا استراحة بعد موسم تسوق قوي في العطلات.


مقالات ذات صلة

المستثمرون يقيمون 3 سيناريوهات وسط تصاعد الصراع الإسرائيلي - الإيراني

الاقتصاد متداولون يتابعون حركة الأسهم في «وول ستريت» (رويترز)

المستثمرون يقيمون 3 سيناريوهات وسط تصاعد الصراع الإسرائيلي - الإيراني

يدرس المستثمرون مجموعة من السيناريوهات المختلفة للأسواق في حال دخلت أميركا في الصراع الإسرائيلي الإيراني، مع احتمال حدوث تداعيات مضاعفة إذا ارتفعت أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار صندوق النقد الدولي يظهر خارج مقرّه الرئيس في واشنطن (رويترز)

صندوق النقد الدولي: أوروبا متماسكة اقتصادياً... لكن التحديات تتفاقم

قال صندوق النقد الدولي إن اقتصادات أوروبا لا تزال تُبدي قدراً كبيراً من التماسك، في ظل تسجيل معدلات بطالة منخفضة بشكل غير مسبوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

والر من «الفيدرالي» يدعو لخفض الفائدة في يوليو مع تراجع مخاطر التضخم

قال كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي»، الجمعة، إنه لا يتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع معدلات التضخم بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سياح وسكان محليون يزورون سوقاً في المدينة العتيقة بمراكش (رويترز)

تراجع التضخم السنوي في المغرب إلى 0.4 % في مايو

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، يوم الجمعة، أن معدل التضخم السنوي، المُقاس بمؤشر أسعار المستهلك، تراجع إلى 0.4 في المائة في مايو.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد راشيل ريفز تقدم مراجعة الإنفاق لعام 2025 في مجلس العموم بلندن، 11 يونيو 2025 (رويترز)

ريفيز تبدأ عامها المالي الأول بأرقام مشجعة لعجز الموازنة البريطانية

ساهم ارتفاع عائدات الضرائب، لا سيما من مساهمات الضمان الاجتماعي، في تقليص عجز الموازنة البريطانية خلال مايو (أيار)، ليأتي قريباً من التقديرات الرسمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

جهاز الاستثمار العُماني يعلن تجاوز أصوله 52 مليار دولار

جهاز الاستثمار العُماني يستعرض نتائجه المالية لعام 2024 (العمانية)
جهاز الاستثمار العُماني يستعرض نتائجه المالية لعام 2024 (العمانية)
TT

جهاز الاستثمار العُماني يعلن تجاوز أصوله 52 مليار دولار

جهاز الاستثمار العُماني يستعرض نتائجه المالية لعام 2024 (العمانية)
جهاز الاستثمار العُماني يستعرض نتائجه المالية لعام 2024 (العمانية)

كشف جهاز الاستثمار العُماني، الأحد، عن نتائجه المالية لعام 2024، التي أظهرت ارتفاع أصوله لتتعدى حاجز الـ20 مليار ريال عُماني (52 مليار دولار)، بعد تحقيق أرباح بلغت 1.585 مليار ريال عُماني (4 مليارات دولار)، ورفد الميزانية العامة للدولة بمبلغ 800 مليون ريال عُماني (مليارا دولار)؛ الأمر الذي أسهم في حصوله على التصنيف الـ8 عالميّاً في معدل العائد الاستثماري لـ5 سنوات بين صناديق الثروة السيادية، وفق تقرير أصدرته مؤسسة «غلوبال إس دبليو إف».

وأشار الجهاز خلال لقائه الإعلامي السنوي إلى أن استثماراته عبر محافظه الثلاث: «التنمية الوطنية»، و«الأجيال»، و«صندوق عُمان المستقبل»، توزّعت على أكثر من 50 دولة حول العالم، تتصدرها سلطنة عُمان بنسبة 61.3 في المائة، تلتها أميركا الشمالية بنسبة 19.9 في المائة، ثم أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

وأكد الجهاز على أن المحفظة المحلية (محفظة التنمية الوطنية) ركّزت على الاستثمارات المنسجمة مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040»، إذ حظي قطاع الطاقة بنسبة 68 في المائة، تلاه قطاع السياحة والعقارات بنسبة 9 في المائة، ثم قطاعا الخدمات واللوجيستيات بنسبة 8 في المائة لكل منهما، في حين توزعت النسبة المتبقية على قطاعات استراتيجية أخرى مثل التعدين والصناعة والغذاء والاتصالات.

وبين أن «محفظة التنمية الوطنية» أنفقت نحو 1.9 مليار ريال عُماني (نحو 5 مليارات دولار) على المشروعات المحلية خلال عام 2024، متجاوزةً بذلك المستهدف البالغ 1.7 مليار ريال عُماني (4.4 مليار دولار)، ومن بين هذه المشروعات افتتاح مصفاة الدقم في قطاع الطاقة، وإعادة تطوير منجمي «الأسيل» و«البيضاء» في قطاع التعدين، وبدء تشغيل محطة حاويات «أسياد» في قطاع اللوجيستيات، وبدء تشغيل محطتي «منح1» و«منح2» للطاقة الشمسية في قطاع الخدمات العامة... وغيرها من المشروعات.

جهاز الاستثمار العُماني حصل على التصنيف الـ8 عالميّاً في معدل العائد الاستثماري لـ5 سنوات بين صناديق الثروة السيادية وفق تقرير أصدرته مؤسسة «غلوبال إس دبليو إف»... (العمانية)

وأوضح أن المحفظة الخارجية (محفظة الأجيال) استثمرت خلال عام 2024 في 13 صندوقاً استثمارياً عالميّاً تغطي قطاعات متنوعة، من بينها التقنية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة، والرعاية الصحية، والتقنيات المالية، كما استثمرت «المحفظة» في شركة «إكس إيه آي» التي أسسها إيلون ماسك، ضمن توجّه الجهاز لدعم الابتكار الرقمي عالميّاً وتوطين التقنيات العالمية المتقدّمة.

وذكر الجهاز أن «صندوق عُمان المستقبل»، الذي دشّن عملياته التشغيلية في يناير (كانون الثاني) من عام 2024، استقبل نحو 294 طلباً استثمارياً في قطاعات التنويع الاقتصادي، اعتمد منها 44 عرضاً، وبلغت إسهاماته في هذه المشروعات 333.1 مليون ريال عُماني، أبرزها مصنع البولي سيليكون في صحار، وإنشاء شراكات استراتيجية لاستقطاب الشركات الصناعية العالمية عبر 3 صناديق استثمارية بقيمة إجمالية تتجاوز 250 مليون ريال عُماني تستهدف قطاعات: الاتصالات وتقنية المعلومات، والطاقة، والزراعة، والطاقة المتجدّدة، والصحة، والمركبات الكهربائية.

وأكد الجهاز على أن «محفظة التنمية الوطنية» تمكّنت من جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت قيمتها 3.348 مليار ريال عُماني خلال العام الماضي، تركّز معظمها في قطاع الطاقة، ثم قطاعا السياحة والتعدين.

وسدّد الجهاز خلال العام الماضي أكثر من 1.846 مليار ريال عُماني من ديون الشركات التابعة له، منها 545 مليون ريال عُماني من ديون مجموعة «أوكيو» سُدّدت قبل موعد استحقاقها، إلى جانب خفض الضمانات الحكومية بـ1.3 مليار ريال عُماني، لينخفض إجمالي الضمانات الحكومية من 3.4 مليار ريال عُماني في نهاية عام 2023 إلى 1.8 مليار ريال عُماني عام 2024.

واستطاع الجهاز التخارج من 6 من أصوله خلال عام 2024، متجاوزاً بذلك المُستهدف في خطته البالغ 5 أصول، أبرزها الطرح العام الأولي لـ25 في المائة من أسهم شركة «أوكيو للاستكشاف والإنتاج»، وطرح أسهم من «أوكيو للصناعات الأساسية»، إلى جانب التخارج المباشر من بعض الاستثمارات والأصول وإعادة توجيه العوائد من هذه التخارجات نحو مشروعات جديدة تُسهم في تحقيق التنويع الاقتصادي.

واستحدث الجهاز ما مجموعه 1393 وظيفة جديدة للعُمانيين في الجهاز والشركات التابعة له، عبر التوظيف المُباشر والإحلال؛ مما أدى إلى رفع نسبة التعمين إلى 77.7 في المائة بالجهاز وشركاته التابعة.

وفيما يتعلق بالمحتوى المحلي، أنفق جهاز الاستثمار العُماني على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال عام 2024 نحو 265.5 مليون ريال عُماني، منها 139 مليون ريال عُماني خُصّصت لحاملي بطاقة ريادة الأعمال، إلى جانب ارتفاع نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من إجمالي الإنفاق على سلسلة التوريد إلى 19.7 في المائة.

واستكمل الجهاز العمل على برامج المحتوى المحلي التي أطلقها في عام 2023، إذ دشّن النسخة الثالثة من «القائمة الإلزامية» التي تضمنت 311 منتجاً وخدمة، واعتمد 32 نطاقاً ضمن برنامج تخصيص الأعمال بمبلغ قدره 71 مليون ريال عُماني، وتمكّن من تطوير 38 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بمبلغ 11 مليون ريال عُماني.

وقال عبد السلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، إن عام 2024 شهد استمرار الزخم الإيجابي في مسيرة الجهاز، «إذ جرى تجاوز المستهدفات في معظم مؤشرات الأداء، لا سيما في مجالات دعم المحتوى المحلي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص العمل للمواطنين».