اعتماد اليابان على نفط الشرق الأوسط يرتفع إلى 95.1 % في 2023

روسيا ترى أسعار النفط الحالية مناسبة

صهاريج تخزين النفط في أحد المواقع باليابان (رويترز)
صهاريج تخزين النفط في أحد المواقع باليابان (رويترز)
TT

اعتماد اليابان على نفط الشرق الأوسط يرتفع إلى 95.1 % في 2023

صهاريج تخزين النفط في أحد المواقع باليابان (رويترز)
صهاريج تخزين النفط في أحد المواقع باليابان (رويترز)

أظهرت بيانات صادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، الأربعاء، أن اعتماد الدولة على النفط الخام القادم من الشرق الأوسط زاد نقطة مئوية ليصل إلى 95.1 في المائة، العام الماضي.

وإجمالاً، استوردت اليابان 147.7 مليون كيلولتر من النفط، العام الماضي، (2.5 مليون برميل يومياً)، بانخفاض 7 في المائة عن العام السابق، مع ارتفاع حصة السعودية والإمارات إلى 40.4 في المائة و39 في المائة، من 38.1 في المائة و37.9 في المائة، على الترتيب.

وانخفضت حصة واردات النفط من روسيا بشكل أكبر إلى 0.1 في المائة فقط من إجمالي واردات اليابان من النفط الخام، انخفاضاً من 1.3 في المائة في عام 2022، و4 في المائة في عام 2021، أي قبل عام من غزو موسكو لأوكرانيا الذي أدى إلى فرض عقوبات غربية.

في الأثناء، تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الأربعاء، تحت وطأة النشاط الاقتصادي الضعيف في الصين، أكبر مستورد للخام، لكن مكاسبها الشهرية الأولى منذ سبتمبر (أيلول) ما زالت تلوح في الأفق مع تأجيج التوتر في الشرق الأوسط المخاوفَ بشأن الإمدادات.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مارس (آذار)، والتي ينتهي أجلها الأربعاء، 87 سنتاً أو نحو 1.1 في المائة إلى 82 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 11:03 (بتوقيت غرينتش). وانخفض عقد أبريل (نيسان) الأكثر تداولاً بمقدار 80 سنتاً أو نحو 1 في المائة إلى 81.70 دولار. وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 82 سنتاً أو ما يقرب من 1.1 في المائة إلى 77 دولاراً للبرميل.

وأظهر مسح رسمي للمصانع أن نشاط التصنيع في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، انكمش للشهر الرابع على التوالي في يناير (كانون الثاني).

وقال تاماس فارجا، من (بي في إم) للوساطة النفطية، وفق وكالة «رويترز»: «بيانات المصانع تؤكد وجهة نظرنا بأن الصين، على الأقل في الوقت الحالي، تشكل عائقاً أمام نمو الطلب العالمي على النفط».

في الوقت ذاته، اتسعت الحرب بين إسرائيل و«حماس»، إلى صراع في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة والمسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران. وبينما أدى ذلك إلى تعطيل في شحن ناقلات النفط والغاز الطبيعي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف التسليم، وبدأ يؤثر على إمدادات النفط، أشار استطلاع أجرته «رويترز» إلى أن الإنتاج القياسي في الغرب والنمو الاقتصادي البطيء سيكبحان الأسعار ويحدّان من أي علاوة مخاطر جيوسياسية.

في غضون ذلك، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن أسعار النفط الحالية تعكس بالشكل المناسب الوضع الحالي للسوق، في حين من المتوقع على نطاق واسع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنحو مليوني برميل يومياً.

ورفض نوفاك التطرق لمزيد من التفاصيل قبل يوم واحد فقط من اجتماع مهم لأهم الوزراء من منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها بقيادة روسيا في إطار مجموعة «أوبك بلس»، عن بعد.

ويمكن أن يدعو الوزراء، والذين يشكلون لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، لاجتماع «أوبك بلس» بالكامل أو تقديم توصيات بشأن السياسة.

وقالت مصادر بـ«أوبك بلس»، الأسبوع الماضي، إن المجموعة ستقرر على الأرجح مستويات إنتاجها النفطي لأبريل وما بعده في الأسابيع المقبلة، بينما من السابق لأوانه أن يتخذ اجتماع الخميس قرارات بشأن سياسات إنتاج أخرى.

وقال نوفاك لصحافيين: «السوق تحتاج إلى الصمت... أي تعليق يؤثر بطريقة أو بأخرى على السوق. أريد أن أقول إن السعر الحالي في السوق يعكس الوضع الحالي بالشكل المناسب».


مقالات ذات صلة

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري دعم الوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)
الاقتصاد منصة غاز في عرض البحر (رويترز)

«قطر للطاقة» تعزز حصصها البحرية بحوض «أورانج» في ناميبيا

أعلنت شركة «قطر للطاقة»، الأحد، أنها أبرمت اتفاقية مع شركة «توتال إنرجيز» لشراء حصص استكشاف بحرية إضافية في حوض «أورانج» قبالة سواحل ناميبيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مصانع تابع لشركة «أوكيو»... (أونا)

«أوكيو للصناعات الأساسية» العمانية تتلقّى تعهداً من 4 مستثمرين بشراء 30 % من الأسهم

تلقّت «أوكيو للصناعات الأساسية» العمانية تعهداً باكتتاب بـ30 في المائة من الأسهم المطروحة للاكتتاب العام من 4 مستثمرين رئيسيين بإجمالي نحو 146.6 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».