واشنطن تدعم مايلي في محادثاته مع صندوق النقد الدولي وتطوير الليثيوم

حثّت الأرجنتين على التوصل إلى اتفاق بناء معه

الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير مايلي يقف على شرفة قصر سان مارتن بمقر وزارة الخارجية الأرجنتينية في بوينس آيرس بالأرجنتين في 09 ديسمبر 2023 (وكالة حماية البيئة)
الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير مايلي يقف على شرفة قصر سان مارتن بمقر وزارة الخارجية الأرجنتينية في بوينس آيرس بالأرجنتين في 09 ديسمبر 2023 (وكالة حماية البيئة)
TT

واشنطن تدعم مايلي في محادثاته مع صندوق النقد الدولي وتطوير الليثيوم

الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير مايلي يقف على شرفة قصر سان مارتن بمقر وزارة الخارجية الأرجنتينية في بوينس آيرس بالأرجنتين في 09 ديسمبر 2023 (وكالة حماية البيئة)
الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير مايلي يقف على شرفة قصر سان مارتن بمقر وزارة الخارجية الأرجنتينية في بوينس آيرس بالأرجنتين في 09 ديسمبر 2023 (وكالة حماية البيئة)

أعلن مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، والمدير الأول لمجلس الأمن القومي في نصف الكرة الغربي، خوان غونزاليس، أن وفداً أميركياً قدم دعمه للرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير مايلي، بشأن المحادثات مع صندوق النقد الدولي وتطوير قطاع الليثيوم، خلال اجتماع في بوينس آيرس يوم السبت.

وقال غونزاليس لوكالة «رويترز»، بعد ساعات من لقائه مع مايلي، إن المحادثات التي جرت قبل يوم واحد من تنصيب مايلي، كانت «إيجابية للغاية» وركزت على اقتصاد البلاد المحاصر.

وأضاف: «أعتقد أن الأولوية الأولى هي التحديات الاقتصادية التي تواجهها الأرجنتين»، مضيفاً أن البلاد بحاجة إلى المساحة والوقت لترتيب شؤونها الداخلية.

وتابع: «الأرجنتين بحاجة إلى حل هذه التحديات»، مضيفاً أن الدولة المنتجة للحبوب تحتاج أيضاً إلى التوصل إلى اتفاق بشأن خطتها الاقتصادية مع موظفي صندوق النقد الدولي. «كنا نحاول فقط تشجيع الحوار... وتشجيع التوصل إلى نتيجة بناءة بين الأرجنتين وصندوق النقد الدولي».

وقال غونزاليس إن الوفد ناقش أيضاً مسألة الليثيوم مع مايلي، بما في ذلك أمل البلاد في الاستفادة من قانون خفض التضخم الأميركي، الذي لا تستفيد منه حالياً، لأنها ليست شريكاً في اتفاقية التجارة الحرة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الأرجنتين، رابع منتج لليثيوم في العالم، والتوسع إلى ما هو أبعد من إنتاج معدن البطاريات الكهربائية الرئيسي.

وقال: «الأرجنتين هي بالتأكيد مصدر لليثيوم، ولكن لا يوجد سبب يمنعها من تكرير الليثيوم والارتقاء في سلسلة قيمة الليثيوم، ونحن نريد المساعدة».

ورداً على سؤال حول صفقة محتملة لتسهيل شراء الأرجنتين لطائرات «إف - 16» الأميركية المستعملة، قال إن الجانبين «يجريان مناقشات»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ومن المقرر أن يؤدي مايلي، الذي تعهد بانتهاج سياسة خارجية مؤيدة للولايات المتحدة وانتقدت الصين، اليمين الدستورية يوم الأحد، مع شخصيات بارزة من بينها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وسيطرح مايلي سلسلة من الإجراءات لكبح جماح الإنفاق الحكومي بعد تنصيبه، وهي خطة علاج «صادمة» يأمل مؤيدوه في أن تؤدي إلى استقرار الاقتصاد، لكنها من المرجح أن تكون مؤلمة للأرجنتينيين على الأقل على المدى القصير.

وأشار غونزاليس إلى أنه لم يتم تأكيد أي اجتماع مع زيلينسكي، الذي يريد تعزيز الدعم لحرب أوكرانيا المستمرة منذ 21 شهراً ضد روسيا، لكن من المرجح إجراء مناقشة غير رسمية مع رئيسة الوفد الأميركي، وزيرة الطاقة جنيفر غرانهولم. وقال: «أعتقد أنه خلال حفل التنصيب ستكون هناك فرصة للحديث. أنا متأكد من أنها ستتطلع إليها».

وتعاني الأرجنتين من تضخم يقترب من 150 في المائة، في حين يعاني أكثر من خمسي السكان من الفقر. فبرنامج صندوق النقد الدولي الذي تبلغ قيمته 44 مليار دولار خرج عن المسار الصحيح، وصافي احتياطات البنك المركزي انخفض إلى مستوى عميق، والركود يلوح في الأفق.

وقد تذبذب برنامج صندوق النقد الدولي الحالي، الذي حل محل صفقة فاشلة في عام 2018، بشكل مزداد مع تعمق الأزمة الاقتصادية في الأرجنتين، وهو الاتجاه الذي أدى إلى صعود مايلي، وهو خبير اقتصادي ليبرالي ومحلل تلفزيوني سابق.


مقالات ذات صلة

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

شمال افريقيا مصريون يسيرون أمام مكتب صرافة في القاهرة (أ.ب)

الدولار… صداع مزمن يقض مضاجع المصريين

تنعكس أي زيادة في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بصورة مباشرة على زيادة أسعار السلع والخدمات، في ظل اعتماد مصر على مواد مستورَدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي السيسي ومديرة صندوق النقد الدولي الأحد في القاهرة (الرئاسة المصرية)

«دواء مر»... مخاوف عميقة وشراكة قلقة تجمع مصريين بـ«النقد الدولي»

تجمع شراكة «قلقة» مصريين بصندوق النقد الدولي، وسط مخاوف عميقة من تبعات الالتزام بشروطه وتأثيرها في قدرتهم على تلبية احتياجاتهم اليومية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا چورچييفا والوفد المرافق (رئاسة الجمهورية)

مصر تؤكد تفهم «صندوق النقد» للتحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها

تضغط مصر لإعادة النظر في شروط برنامج قرض اتفقت عليه البلاد مع صندوق النقد الدولي، استناداً لما تمر به المنطقة من توترات سياسية وأمنية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا والوفد المرافق (رئاسة الجمهورية)

مصر: المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد تبدأ الثلاثاء

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم (الأحد)، إن المراجعة الرابعة لبرنامج صندوق النقد الدولي مع البلاد ستبدأ يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد (أرشيفية - رويترز)

السيسي يدعو مديرة صندوق النقد إلى «مراعاة التحديات»

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلع بلاده لاستكمال التعاون مع صندوق النقد الدولي، والبناء على ما تَحقَّق «بهدف تعزيز استقرار الأوضاع الاقتصادية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«المركزي» التركي يكشف عن توقعات محبطة للتضخم ويتمسك بالتشديد النقدي

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان خلال مؤتمر صحافي لإعلان تقرير التضخم الرابع للعام الحالي الجمعة (من البث المباشر للمؤتمر الصحافي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان خلال مؤتمر صحافي لإعلان تقرير التضخم الرابع للعام الحالي الجمعة (من البث المباشر للمؤتمر الصحافي)
TT

«المركزي» التركي يكشف عن توقعات محبطة للتضخم ويتمسك بالتشديد النقدي

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان خلال مؤتمر صحافي لإعلان تقرير التضخم الرابع للعام الحالي الجمعة (من البث المباشر للمؤتمر الصحافي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان خلال مؤتمر صحافي لإعلان تقرير التضخم الرابع للعام الحالي الجمعة (من البث المباشر للمؤتمر الصحافي)

كشف البنك المركزي التركي عن توقعات محبطة ومخيبة للآمال في تقريره الفصلي الرابع والأخير للتضخم هذا العام رافعاً التوقعات بنهاية العام بواقع 6 نقاط مئوية إلى 44 في المائة.

وجاء في التقرير، الذي أعلنه رئيس البنك المركزي، فاتح كارهان، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أن البنك يتوقع ارتفاع توقعات التضخم بنهاية العام الحالي إلى 44 في المائة، والعام المقبل إلى 21 في المائة، وعام 2026 إلى 12 في المائة.

وكان التقرير السابق للبنك المركزي التركي، الذي صدر في أغسطس (آب)، توقع أن يصل معدل التضخم إلى 38 في المائة بنهاية العام الحالي، و14 في المائة في نهاية العام المقبل، و9 في المائة في نهاية عام 2026.

وشدّد كاراهان، على عزم «المركزي» التركي الاستمرار في تطبيق سياسة نقدية متشددة بهدف تسريع عملية خفض التضخم وتحقيق الأهداف، رافضاً الإفصاح عن موعد متوقع لخفض سعر الفائدة عن المعدل الحالي عند 50 في المائة.

رئيس البنك المركزي التركي خلال مؤتمر صحافي لإعلان التقرير الفصلي للتضخم الجمعة (إعلام تركي)

ولفت كاراهان، في الوقت ذاته، إلى تحسن في الاتجاهات الأساسية للتضخم، رغم أن أسعار الخدمات تتراجع بوتيرة أبطأ من المتوقع، قائلاً: «سنحافظ بشكل حاسم على موقفنا الصارم في السياسة النقدية حتى يتحقق استقرار الأسعار، ومع تراجع التضخم في قطاع الخدمات، من المتوقع أن يواصل الاتجاه الأساسي للتضخم انخفاضه بشكل أكبر في عام 2025».

استمرار التشديد النقدي

وتراجع التضخم السنوي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأقل من المتوقع، ووصل إلى 48.58 في المائة سنوياً بفعل الحفاظ على السياسة المتشددة، وما يسمى بالتأثيرات الأساسية، انخفاضاً من ذروة تجاوزت 75 في المائة في مايو (أيار) الماضي، لكنه لم يصل إلى المستوى الذي يمكّن صانعي السياسة من اتخاذ قرار بتخفيف التشديد النقدي.

وسجّل التضخم الشهري، الذي يعوّل عليه البنك المركزي في تحديد التوقيت المناسب لخفض الفائدة، زيادة في أكتوبر بنسبة 2.88 في المائة، نتيجة ارتفاع أسعار الملابس والغذاء.

وحذّر البنك المركزي التركي، الشهر الماضي، من أن الارتفاعات الأخيرة في بعض مؤشرات التضخم قد أدت إلى زيادة حالة عدم اليقين، ما دفع المحللين إلى تأجيل توقعاتهم بشأن أول خفض لأسعار الفائدة إلى ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني) المقبلين.

أسواق تركيا تعاني كساداً في ظل استمرار الأسعار المرتفعة رغم التراجع في التضخم (إعلام تركي)

وقال كاراهان إن التوقعات الجديدة للتضخم تعتمد على الاستمرار في السياسة النقدية المتشددة، وإن البنك المركزي سيقوم «بكل ما هو ضروري» للحدّ من التضخم، مع الإشارة إلى التراجع الكبير في المعدل السنوي للتضخم منذ مايو الماضي.

وقال إننا نقدر أن الطلب المحلي يواصل التباطؤ، ويصل إلى مستويات تدعم تراجع التضخم، ومع تأثير هذا التباطؤ، يستمر عجز الحساب الجاري في الانخفاض، لكن تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم أبطأ مما توقعنا، وهو ما يمنع مواكبتنا للبنوك العالمية التي بدأت عملية خفض أسعار الفائدة.

وأضاف كارهان أن فجوة الإنتاج تقلصت في الربع الثالث من العام، ومع تراجع ظروف الطلب، يضعف الانتشار العام لارتفاع الأسعار، وسوف تشكل فجوة الإنتاج عنصراً مهماً في مكافحة التضخم، ونتوقع أن ينخفض ​​العجز التراكمي في الحساب الجاري، وأن يستمر الاتجاه الإيجابي في رصيد الحساب الجاري في الربع الثالث.

وتابع أننا نتوقع تراجع التضخم في الإيجارات، وعلى الجانب الصناعي، نرى تحسناً واضحاً في السلوك التسعيري للشركات، وبشكل عام، لا يزال تضخم السلع الأساسية منخفضاً.

إردوغان يدعم الإجراءات الاقتصادية

وقال كاراهان إننا نتوقع أن يتراجع التضخم السنوي بشكل مطرد خلال الفترة المقبلة من خلال الحفاظ على الموقف الحذر في السياسة النقدية، وليس من الصواب النظر إلى تعديل التوقعات بالارتفاع باعتباره تغييراً في السياسة النقدية.

وبالنسبة للحدّ الأدنى للأجور، والجدل المثار حول الزيادة الجديدة، قال كاراهان إن البنك المركزي لا يقدم أي توصيات رسمية أو غير رسمية فيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور، وليس من الممكن بالنسبة لنا إجراء تقييم، كما تدعى بعض الجهات، فنحن لسنا صناع القرار.

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: «أعتقد أننا سنزيل التضخم من جدول أعمالنا العام المقبل، ونركز على الاستثمارات الجديدة والكبيرة، ولا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك، وسنرى جميعاً هذه الانخفاضات في التضخم في الشهرين المقبلين».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن تأييده استمرار التشديد الاقتصادي (الرئاسة التركية)

وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من بودابست، نشرت الجمعة: «الإجراءات الاقتصادية ستستمر بثبات وعزم ودون تردد لتخفيف ضغوط الأسعار، مع الأخذ في الاعتبار جميع المخاطر».

من ناحية أخرى، قال وزير التجارة التركي، عمر بولاط، إن تركيا تستضيف حالياً أكثر من 83 ألف شركة متعددة الجنسيات، باستثمارات إجمالية تبلغ 270 مليار دولار، وتهدف إلى زيادة حصتها في الاستثمارات الأجنبية المباشرة العالمية إلى 1.5 بالمائة.

وزير التجارة التركي متحدثاً خلال قمة البسفور الـ15 في إسطنبول الجمعة (من حسابه في «إكس»)

وأضاف بولاط، في كلمة أمام قمة البسفور الـ15 في إسطنبول، الجمعة، أن تركيا لديها فرص للشركات الأجنبية، ويمكن لهذه الشركات العمل بشكل وثيق مع شركات البناء التركية لإقامة شراكات واستكشاف فرص استثمارية إضافية في تركيا أو أسواق ثالثة.