المشاريع الكبرى... برهان الرياض على تنظيم «إكسبو» غير مسبوق

الحديث عن استحقاق العاصمة السعودية مع اقتراب الحسم… و«واحة الإعلام» تجذب الزوّار

«واحة الإعلام» تقام للمرة الثانية دوليّاً بعد إقامتها في الهند سبتمبر الماضي، والمرة الخامسة بشكل عام (واس)
«واحة الإعلام» تقام للمرة الثانية دوليّاً بعد إقامتها في الهند سبتمبر الماضي، والمرة الخامسة بشكل عام (واس)
TT

المشاريع الكبرى... برهان الرياض على تنظيم «إكسبو» غير مسبوق

«واحة الإعلام» تقام للمرة الثانية دوليّاً بعد إقامتها في الهند سبتمبر الماضي، والمرة الخامسة بشكل عام (واس)
«واحة الإعلام» تقام للمرة الثانية دوليّاً بعد إقامتها في الهند سبتمبر الماضي، والمرة الخامسة بشكل عام (واس)

لا يكاد أي نقاش يشارك فيه أحد من السعوديّين أو الكوريّين أو الإيطاليّين، وأحياناً غيرهم، في العاصمة الفرنسية باريس، يتجاوز الحديث عن المدن الثلاث المرشّحة لاستضافة معرض «إكسبو 2030» وحظوظ فوز كل منها.

يسود الحماس تارة، بينما يعمّ الترقّب المكان في تارةٍ أخرى، في الساعات الأخيرة قبل لحظة الحسم المنتظرة الثلاثاء، التي تستعد لأجلها «الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض» من أجل اختيار الفائز بتنظيم معرض «إكسبو 2030» عبر اقتراعٍ سرّي يشارك فيه مندوبو الدول لدى «المكتب الدولي للمعارض» في مقرّه بالعاصمة الفرنسية باريس.

استحقاق عالٍ

يميل الجميع إلى استحقاق عالٍ برهنت عنه السعودية من خلال المشاريع العملاقة التي باتت تعجّ بها البلاد بشكل عام، وعاصمتها على وجه الخصوص، ليصل صداها إلى أنحاء المعمورة، عبر تنامي عدد السيّاح الذي حقّقت من خلاله السعودية، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية، المركز الثاني عالمياً في نسبة نمو عدد السياح الدوليين للربع الأول من عام 2023، والأعلى في الأداء الربعي بنسبة نمو 64 في المائة، حيث استقبلت خلاله نحو 7.8 مليون سائح.

ولدى هذه المشاريع ميزة إضافية كُبرى، تتمثّل في أنها سترى النور قريباً في طريق العاصمة السعودية لأن تكون أحد أفضل 10 مدن على مستوى العالم في العام 2030، بغض النظر عن فوز الرياض من عدمه باستضافة معرض «إكسبو 2030».

الوعد السعودي

وفي النسخة الدولية الجديدة من «واحة الإعلام» التي تقيمها وزارة الإعلام السعودية، في العاصمة الفرنسية باريس، خلال الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالتزامن مع مشاركة السعودية في اجتماع الجمعية العمومية الـ173، لاختيار الدولة المستضيفة لمعرض «إكسبو 2030»، يتّفق الحاضرون في مداولاتهم على أن المشاريع السعودية الكبرى، وخصوصاً مشاريع الرياض التي تنتشر نماذجها على جوانب الواحة، تُثبت أن ملف الرياض سيكون عند الوعد الذي أطلقه السعوديّون، وفي مقدّمتهم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حين قال «نهدف لاستضافة معرض (إكسبو 2030) في الرياض وتقديم نسخة استثنائية غير مسبوقة تسهم في استشراف المستقبل».

«وجهة الحالمين والطامحين»

وتستعرض الرياض أمام العالم في عدد من العواصم الدولية، وهنا في باريس، نماذج مما تعِدهم به في حال فوزها باستضافة معرض «إكسبو الدولي 2030» عبر أكثر من أساليب دعائية أبهرت الكثير ورفعت مستوى الحماس لديهم، لتؤكِّد حضورها بصفتها «وجهة الحالمين والطامحين» عبر مشاريع مثل: الوجهة الاستثنائية في «حديقة الملك سلمان»، وأكبر متنزه طولي في العالم في «المسار الرياضي»، والبوابة إلى عالم آخر عبر «المربّع الجديد»، وأحد أكبر مشاريع التشجير الحضري في العالم «الرياض الخضراء»، علاوةً على المعرض الفني المفتوح في «الرياض أرت».

وعبر «هيئة تطوير بوابة الدرعية» تحضر «الدرعية» العاصمة السعودية التاريخية الأولى، لتوضّح ما جعلها أرض الملوك والأبطال، والكنز التاريخي الغني بالثقافة والجمال والطبيعة والفن، لتصبح وجهة العالم الاستثنائية لعشاق التاريخ والثقافة.

عنصر التنمية المتجذّر في الرياض

وفضلاً عن مشاريعها المستقبلية، فإن الرياض تقدّم للعالم نموذجاً للعاصمة التي ترتكز أيضاً على تاريخ تضرب جذوره في الثرى، من التحولات التنموية والنهضة الشاملة.

ووصف متابعون أن قدَر الرياض دائماً هو «التنمية المستمرة»، حيث عرفت العاصمة السعودية تطوراً لافتا في العقود الماضية عندما كان في سدّة إمارتها الملك سلمان بن عبد العزيز لنحو 5 عقود، قبل أن تحظى باهتمام خاص من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في ضوء «رؤية السعودية 2030» الهادفة لجعلها ضمن أفضل 10 مدن على مستوى العالم في العام 2030، عبر تحقيق نمو مدروس للمدينة من حيث الاقتصاد والتنافسية وجودة الحياة وجوانب أخرى كثيرة.


مقالات ذات صلة

1.8 مليون زائر و5 جوائز عالمية في الجناح السعودي بـ«إكسبو الدوحة» للبستنة

يوميات الشرق تصميم الجناح مُستوحى من جبل طويق الذي شبه به ولي العهد همة السعوديين (واس)

1.8 مليون زائر و5 جوائز عالمية في الجناح السعودي بـ«إكسبو الدوحة» للبستنة

اختتمت السعودية مشاركتها في «إكسبو الدوحة 2023» للبستنة بحصادها 5 جوائز وأرقاماً قياسية عالمية، وتفاعل 1.8 مليون زائر للجناح السعودي الذي يُعدّ الأكبر في الحدث.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق الوزير سلمان الدوسري يتحدث خلال لقاء «سحور الإعلام» الثاني بالرياض (واس)

الدوسري: شاشة الحلم السعودي ستبث خبر المستقبل

شدّد الوزير سلمان الدوسري على أن الإعلام السعودي «سيكون لاعباً أساسياً وليس متفرج»، مؤكداً أن «الفرص الكبيرة، ولا مجال للتقاعس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد السوق العقارية مرشحة للنمو في 2024 حتى بلوغ 100 مليار دولار في 2030 (واس)

3 أسباب أسهمت في تماسك السوق العقارية السعودية في 2023

حافظت السوق العقارية السعودية على مستوى صفقاتها السنوية في 2023 بتسجيلها قيمة إجمالية بنحو 277 مليار ريال (74 مليار دولار).

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد تتضمن حزمة الحوافز المالية الإعفاء من ضريبة الدخل (واس)

السعودية: حوافز ضريبية جديدة لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية

قالت السعودية، يوم الثلاثاء، إنها ستقدم «حزمة حوافز ضريبية جديدة لمدة 30 سنة» لدعم برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، تتضمن الإعفاء من ضريبة الدخل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تُظهر هذه الصورة شعار «إكسبو الرياض 2030» في قصر المؤتمرات في «إيسي ليه مولينو» بضاحية باريس، في 28 نوفمبر 2023، عقب إعلان الهيئة الملكية السعودية لمدينة الرياض فوزها باستضافة «إكسبو 2030» لعام 2030، الحدث العالمي الذي يُقام كل خمس سنوات (أ.ف.ب) play-circle 01:43

172 عاماً من معرض «إكسبو الدولي»... تعرّف على الدول التي استضافت الحدث العالمي

منذ انطلاقته عام 1851 وحتى يومنا هذا، ساعد «إكسبو» البشرية على رسم مستقبل أكثر تقدماً من خلال جمع الناس والأمم تحت شعار مشترك هو التعليم والابتكار والتعاون.

شادي عبد الساتر (بيروت)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.