تعليق التداول على أسهم «مترو بنك» البريطاني بعد خسائر تفوق 29 %

عقب إعلان المصرف عن مباحثات لتمويلات من أجل الإصلاح

مشاة يسيرون أمام أحد فروع «مترو بنك» وسط العاصمة البريطانية لندن (إ.ب.أ)
مشاة يسيرون أمام أحد فروع «مترو بنك» وسط العاصمة البريطانية لندن (إ.ب.أ)
TT

تعليق التداول على أسهم «مترو بنك» البريطاني بعد خسائر تفوق 29 %

مشاة يسيرون أمام أحد فروع «مترو بنك» وسط العاصمة البريطانية لندن (إ.ب.أ)
مشاة يسيرون أمام أحد فروع «مترو بنك» وسط العاصمة البريطانية لندن (إ.ب.أ)

علقت بورصة لندن التداول على أسهم «مترو بنك» مرتين خلال تعاملات الخميس، بعدما انخفضت بما يصل إلى 29.4 في المائة، وذلك عقب تقارير عن أن البنك البريطاني يستكشف خيارات لجمع ما يصل إلى 600 مليون جنيه إسترليني (728 مليون دولار) من الديون والأسهم لتعزيز موارده المالية.

وفقدت أسهم البنك نحو ثلثي قيمتها منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي. وحتى إغلاق يوم الأربعاء، بلغت قيمة البنك نحو 87 مليون جنيه إسترليني فقط، رغم إعلانه عن حيازة ودائع بحوالي 15.5 مليار جنيه في 30 يونيو (حزيران).

وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» نقلاً عن مصادر لم تحددها أنه تم استدعاء رئيس البنك ومديره التنفيذي لإجراء محادثات عاجلة مع مسؤولين من أكبر الهيئات التنظيمية المالية في بريطانيا، بما يشمل هيئة التنظيم التابعة لبنك إنجلترا، وهيئة السلوك المالي.

ورفضت الهيئتان التعليق لـ«رويترز» على التطورات، ولم يرد البنك على الفور على طلب للتعليق.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ«رويترز» يوم الأربعاء إن جمع الأموال لـ«مترو بنك» قد يشمل أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني من بيع أسهم لتعزيز رأس المال.

وقال البنك في بيان يوم الخميس إنه يدرس خياراته، مضيفا أنه استوفى الحد الأدنى من متطلبات رأس المال ولم يتخذ قرارا بشأن خطط جمع الأموال. وأوضح أنه يقوم «بتقييم مزايا مجموعة من الخيارات، بما في ذلك مزيج من إصدار الأسهم وإصدار الديون و/ أو إعادة التمويل وبيع الأصول».

وواصلت سندات البنك الانخفاض بشكل حاد، لتصل إلى مستويات «التعثر العميق». وانخفضت سندات مستحقة في عام 2025 قيمتها نحو 350 مليون دولار، بأكثر من 14 بنساً لكل جنيه، يوم الخميس الساعة 10:04 بتوقيت غرينيتش، وفقا لأداة «ماركت أكسيس». وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات من «تريد ويب» أن السندات البالغة قيمتها 250 مليون جنيه والمستحقة في 2028، انخفضت بمقدار 18 بنساً للجنيه.

وقالت المصادر إن «مترو بنك» عيّن «مورغان ستانلي» مؤخرا مستشاراً. وأشار شخص مطلع على هذه الخطوة إلى أن بنك «جيفريز» تنحى مؤخراً عن منصبه بوصفه وسيطا للصفقة. ولم يكن لدى المتحدث باسم «جيفريز» تعليق فوري.

وقال غاري غرينوود، المحلل المصرفي في «شور كابيتال»، في مذكرة: «من وجهة نظرنا فإن دعم زيادة رأس المال الإضافية لهذا البنك المتعثر سيكون بمثابة ضخ أموال جيدة بعد أموال سيئة»، لكنه أضاف أنه يعتقد أن مشكلات البنك تخص المؤسسة بشكل فردي.

ونما «مترو بنك» بسرعة بعد إطلاقه في بريطانيا في عام 2010، ومع ذلك واجه تحديات من هيمنة كبار المقرضين في بريطانيا منذ إدراجه في سوق الأسهم عام 2016.

واضطر البنك إلى زيادة حقوق المساهمين في عام 2019 بعد أن أدى خطأ محاسبي إلى الإبلاغ بشكل خاطئ عن أصوله المرجحة بالمخاطر، مما أثار مخاوف المستثمرين والمنظمين، ومحا مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من قيمته السوقية... وأدت التداعيات التي تلت ذلك أيضاً في النهاية إلى رحيل فريق الإدارة العليا للبنك، بما في ذلك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي.

وانخفضت أسهم البنك أيضاً الشهر الماضي بعد أن أشار تقييم المخاطر إلى أنه من غير المرجح أن يسمح للمقرض باستخدام نماذج المخاطر الداخلية الخاصة به لبعض القروض العقارية.


مقالات ذات صلة

بـ6 مليارات ريال... «الأهلي» السعودي يعلن انتهاء طرح صكوك إضافية

الاقتصاد مقر بنك «الأهلي» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

بـ6 مليارات ريال... «الأهلي» السعودي يعلن انتهاء طرح صكوك إضافية

أعلن «البنك الأهلي السعودي»، الخميس، الانتهاء من طرح صكوك إضافية من الفئة 1 بقيمة 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى البنك السعودي للاستثمار (الشرق الأوسط)

البنك السعودي للاستثمار يصدر صكوكاً بقيمة 750 مليون دولار

جمع البنك السعودي للاستثمار 750 مليون دولار من إصدار صكوك مستدامة مقوّمة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تكسب 18 نقطة بدعم من البنوك

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الاثنين، بنسبة 0.16 في المائة، وبمقدار 18 نقطة، ليصل إلى مستويات 11830.38 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووفد المكتب السياسي لحركة «حماس» في أكتوبر الماضي (الخارجية التركية)

تركيا: الأنباء عن استضافة قيادة «حماس» لا تعكس الحقيقة

نفت تركيا ما يتردد عن انتقال أعضاء المكتب السياسي لحركة «حماس» إلى أراضيها عقب تقارير عن طلب قطر منهم مغادرة الدوحة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية تحاصر الاحتيالات المالية للمرة الثالثة

للمرة الثالثة تطلق لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية، حملةً توعوية ضخمة ضد الاحتيال المالي؛ إذ تأتي بمخرجات متعددة تهدف إلى الوصول لشريحة أكبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب في إطار تخفيضات ضريبية دائمة فعالة تصل قيمتها إلى 51 مليار دولار، وهي الخطوة التي قد تساعد أيضاً في تخفيف القيود المفروضة على العاملين بدوام جزئي وسط تفاقم نقص العمالة.

وتأتي خطة الحكومة، التي وردت في حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 39 تريليون ين (253 مليار دولار) أُعلن عنها يوم الجمعة، بعد أن رضخت الحكومة الائتلافية لضغط من جانب حزب معارض رئيسي يعتبر تعاونه حاسماً لبقاء الحكومة الائتلافية في السلطة.

وإذا تم رفع عتبة ضريبة الدخل من 1.03 مليون ين (6674 دولاراً) سنوياً إلى 1.78 مليون ين كما طالب حزب المعارضة الديمقراطي من أجل الشعب، فإن عائدات الضرائب ستنخفض بمقدار 7 تريليونات ين (45.36 مليار دولار) إلى 8 تريليونات ين، وفقاً لتقديرات الحكومة. وبينما لم تتم مناقشة مستوى العتبة الجديد بعد، يقول صناع السياسات إن الزيادة الكاملة إلى 1.78 مليون ين غير مرجحة.

ويزعم حزب الشعب الديمقراطي أن 1.03 مليون ين كانت أيضاً بمثابة تقييد للعاملين بدوام جزئي من الطلاب؛ حيث يفقد آباؤهم معاملة خصم الضرائب إذا كان أطفالهم القاصرون المعالون يكسبون أكثر من المستوى... ويقدر معهد «دايوا» للأبحاث أن نحو 610 آلاف طالب يحدون حالياً طواعية من ساعات عملهم لتجنب الوصول إلى العتبة.

وبحسب تقديرات «دايوا»، فإن زيادة عتبة الاستقطاع إلى 1.8 مليون ين من شأنها أن تعزز المعروض من العمالة بنحو 330 مليون ساعة، وتعويضات العمال بنحو 456 مليار ين، وزيادة الاستهلاك الخاص بنحو 319 مليار ين.

لكن المنتقدين متشككون في التأثير على المعروض من العمالة، مشيرين إلى وجود حواجز دخل أخرى تمنع العاملين بدوام جزئي من العمل لفترة أطول. كما أن رفع عتبة ضريبة الدخل من شأنه أن يجعل اليابان حالة شاذة بين الدول المتقدمة التي ألغت في الغالب التحفيز.

وقال سايسوكي ساكاي، كبير الاقتصاديين في شركة ميزوهو للأبحاث والتكنولوجيا: «هذه في الواقع سياسة توزيع متخفية في هيئة قضية عمالية». وأضاف أن «هدف اليابان المتمثل في تحقيق فائض في الميزانية الأولية في السنة المالية المقبلة سيكون مستحيلاً تماماً. وفي ظل عدم اهتمام أي شخص بالانضباط المالي، فإن المخاوف بشأن ديون اليابان قد تشتد بين المستثمرين».

وفي حزمة التحفيز، ستنفق الحكومة 13.9 تريليون ين من حسابها العام لتمويل التدابير الرامية إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر. وسيتحول التركيز الآن إلى كيفية تمويل الميزانية.

وقال بنك «جي بي مورغان» في تقرير للعملاء، إنه يتوقع نحو 10 تريليونات ين في سندات حكومية جديدة إضافية لأحدث حزمة تمويل.

ومع ذلك، فإن التوقعات بشأن الميزانية للسنة المالية المقبلة اعتباراً من أبريل (نيسان) أصبحت غير واضحة؛ حيث ستؤثر نتائج المناقشات حول مراجعة الضرائب على عائدات الضرائب لهذا العام.

وفي مؤتمر صحافي، رفض وزير المالية كاتسونوبو كاتو التعليق على ما إذا كان هدف الحكومة المتمثل في تحقيق فائض الميزانية الأولية العام المقبل يمكن تحقيقه، قائلاً إنه ستكون هناك عوامل متعددة في الحسبان.

وبرز إصلاح المالية العامة الممزقة بوصفه مهمة أكثر إلحاحاً بالنسبة لليابان مع تحرك بنكها المركزي للخروج من سنوات من السياسة النقدية شديدة التيسير، التي أبقت تكاليف الاقتراض منخفضة للغاية... ويبلغ الدين العام لليابان أكثر من ضعف حجم اقتصادها، وهو الأكبر بين الاقتصادات الصناعية.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني مرتفعاً، يوم الجمعة، بعد خسائر لجلستين متتاليتين، إذ صعدت أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية مقتفية أثر شركة «إنفيديا» العملاقة لرقائق الذكاء الاصطناعي.

وارتفع المؤشر «نيكي» 0.68 في المائة ليغلق عند 38283.85 نقطة، لكنه انخفض 1.6 في المائة خلال الأسبوع. وتقدم المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.51 في المائة إلى 2696.53 نقطة، لكنه تكبّد خسارة أسبوعية 1.06 في المائة.

وقال ناوكي فوجيوارا، المدير العام في شركة «شينكين» لإدارة الأصول: «رفعت مكاسب (إنفيديا) المعنويات وأعاد المستثمرون شراء الأسهم اليابانية».