بريطانيا تطمح لاستثمارات «على النطاق الأميركي» وتفكر في الـ«بريتكوين»

هانت: أريد خفض الضرائب لكن من الجنون فعل ذلك حالياً

وزير المالية البريطاني جيرمي هانت متحدثاً في اجتماع مغلق خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر (أ.ف.ب)
وزير المالية البريطاني جيرمي هانت متحدثاً في اجتماع مغلق خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تطمح لاستثمارات «على النطاق الأميركي» وتفكر في الـ«بريتكوين»

وزير المالية البريطاني جيرمي هانت متحدثاً في اجتماع مغلق خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر (أ.ف.ب)
وزير المالية البريطاني جيرمي هانت متحدثاً في اجتماع مغلق خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر (أ.ف.ب)

قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، يوم الثلاثاء، إنه يريد استغلال تحديث الميزانية الشهر المقبل لإظهار كيف يمكن لبريطانيا زيادة الاستثمار التجاري إلى «المستويات الأميركية».

وخلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر، قال هانت عن خطط تعزيز الاستثمار: «يمكنكم أن تتوقعوا منّا أن نتحدث عن المزيد من هذه الأمور، هذا هو هدفي في بيان الخريف. أريد أن أوضح كيف سنرفع استثماراتنا التجارية إلى المستويات الأميركية».

وسيتم إعلان التحديث المالي المقبل للحكومة البريطانية، أو ما يُعرف بـ«بيان الخريف» في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وحول مسألة أخرى، قال هانت إن بنك إنجلترا «سيحتاج على الأرجح» إلى إصدار عملة رقمية، على الرغم من أن القضية لا تزال قيد المناقشة مع البنك المركزي. ورداً على سؤال حول فكرة الجنيه الرقمي «بريتكوين Britcoin»، قال هانت: «هذا شيء نفكر فيه جميعاً أنا ومحافظ بنك إنجلترا... شعوري يقول إننا ربما نحتاج إلى عملة رقمية للبنك المركزي».

وفي نقطة حساسة جداً، قال هانت إنه «يودّ» خفض الضرائب قبل الانتخابات العامة المتوقَّعة العام المقبل، لكنه أضاف أن أي خفض ضريبي في الوقت الحالي سيكون بمثابة دعم للتضخم. وقال هانت في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم في مانشستر: «من الواضح في الفترة التي تسبق الانتخابات، أني أودّ إجراء تخفيض ضريبي يشعر به الناس العاديون». ولكنه أضاف: «في الوقت الحالي لسنا في وضع يسمح لنا بإجراء تلك المناقشة... لأن أي خفض ضريبي سيكون تضخمياً».

وسجلت بريطانيا أعلى معدل سنوي لتضخم أسعار المستهلكين بين الاقتصادات المتقدمة الكبرى بنسبة 6.7 في المائة في أغسطس (آب) الماضي. وقال هانت: «سيكون من الجنون تماماً إعطاء الناس أموالاً مع تخفيض الضرائب في ذات الوقت، ثم يرون التضخم يرتفع مرة أخرى بعد كل هذه الإجراءات التي تم اتخاذها»، وأضاف: «وهذا أيضاً غير ممكن لأن مدفوعات فوائد الديون لدينا ارتفعت كثيراً في الأشهر الستة الماضية، وأعتقد أنه من غير المرجح أن يكون لدينا أي مجال لفعل أي شيء من هذا القبيل».

وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن الحكومة البريطانية جمعت 102 مليار جنيه إسترليني (123 مليار دولار) من الفوائد المستحقة على الديون خلال العام حتى أغسطس 2023، معظمها ناتج عن سندات حكومية مرتبطة بالتضخم.

لكن بالتزامن مع تصريحات هانت المتحفظة بشأن التضخم، قال اتحاد تجار التجزئة في بريطانيا، يوم الثلاثاء، إن أسعار المواد الغذائية بالتجزئة تراجعت إلى 9.9 في المائة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، انخفاضاً من 11.5 في المائة في أغسطس السابق عليه، وذلك لأول مرة منذ أكثر من عامين. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» أن هذا هو أدنى مستوى لأسعار المواد الغذائية منذ أغسطس 2021.

وقال اتحاد تجار التجزئة إن المنافسة «الشرسة» بين تجار التجزئة، إضافةً إلى تخفيف ضغوط التكلفة، كانت وراء هذا التراجع في الأسعار. وشهد المستهلكون الذين اشتروا منتجات الألبان والسمن النباتي والأسماك والخضراوات تراجعاً في الأسعار مقارنةً بشهر أغسطس الماضي، كما شهدت الأسر تراجعاً في أسعار الزيّ المدرسيّ وغير ذلك من مستلزمات الفصول الدراسية.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية الطازجة الآن بنسبة 9.6 في المائة عمّا كانت عليه قبل عام، انخفاضاً من 11.6 في المائة في أغسطس الماضي، وهو أدنى معدل لها منذ يوليو (تموز) الماضي.

وتباطأ معدل التضخم السنوي الإجمالي للأسعار بالمتاجر إلى 6.2 في المائة خلال سبتمبر الماضي، انخفاضاً من 6.9 في المائة في أغسطس الماضي، وهو أدنى معدل له منذ سبتمبر عام 2022.

وقالت الرئيسة التنفيذية لاتحاد التجزئة، هيلين ديكنسون: «نتوقع أن يستمر معدل تضخم أسعار المتاجر في الانخفاض خلال بقية العام. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاطر كثيرة مثل ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع أسعار النفط، ونقص السكر في العالم، فضلاً عن تعطل سلاسل التوريد بسبب الحرب في أوكرانيا».

وأضافت ديكنسون: «سيواصل تجار التجزئة بذل كل ما في وسعهم لدعم عملائهم وخفض الأسعار، خصوصاً أن الأسر تواجه ضغوطاً بسبب ارتفاع فواتير الطاقة والرهن العقاري».


مقالات ذات صلة

اقتصاد البرازيل ينمو 3.8 % في 2024 رغم التباطؤ بالربع الأخير

الاقتصاد صورة جوية تُظهر مبنى البنك المركزي خلال غروب الشمس في برازيليا (رويترز)

اقتصاد البرازيل ينمو 3.8 % في 2024 رغم التباطؤ بالربع الأخير

نما الاقتصاد البرازيلي بنسبة 3.8 % في عام 2024، ممّا يعكس استمرار نمو أقوى من المتوقع، رغم فقدان الزخم في الأشهر الأخيرة نتيجة للتشدّد النقدي.

«الشرق الأوسط» (برازيليا )
الاقتصاد شاشة عملاقة على واجهة أحد الأبراج السكنية في العاصمة الصينية بكين تعرض جانباً من اجتماع الرئيس شي جينبينغ مع قادة الأعمال يوم الاثنين (رويترز)

الرئيس الصيني يدعو مجتمع الأعمال إلى «تعزيز الثقة»

عقد الرئيس الصيني اجتماعاً نادراً، يوم الاثنين، مع بعض أكبر الأسماء في قطاع التكنولوجيا في الصين، وحثهم على «إظهار مواهبهم» والثقة بقوة نموذج الصين وسوقها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مقر انعقاد المؤتمر في «قاعة مرايا» (مؤتمر العلا)

«جاكسون هول العُلا» يؤسس لمنصة ترفع صوت الاقتصادات الناشئة دولياً

جاء انعقاد مؤتمر «العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة» في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد العالم والمنطقة تحولات اقتصادية وتكنولوجية وجيوسياسية كبيرة.

هلا صغبيني (العُلا)
الاقتصاد عرض جوي للحاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)

«المركزي الألماني» يحذر: الرسوم الجمركية الأميركية تهدد النمو في البلاد

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الاثنين، إن ألمانيا معرَّضة بشكل خاص للرسوم الجمركية الأميركية التي قد تحدّ من النمو لسنوات مقبلة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد زحام في شارع تجاري بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

الناتج المحلي الياباني يفوق التوقعات مع انتعاش الاستهلاك وإنفاق الشركات

نما اقتصاد اليابان بوتيرة أسرع من المتوقع بفضل تحسن إنفاق الشركات وزيادة مفاجئة بالاستهلاك، ما يدعم حجة البنك المركزي لمزيد من رفع أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

مصر وقبرص توقِّعان اتفاقيتين للتعاون في قطاع الغاز

الرئيس السيسي ونظيره القبرصي كريستودوليديس يشهدان توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين في قطاع الغاز (أ.ش.أ)
الرئيس السيسي ونظيره القبرصي كريستودوليديس يشهدان توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين في قطاع الغاز (أ.ش.أ)
TT

مصر وقبرص توقِّعان اتفاقيتين للتعاون في قطاع الغاز

الرئيس السيسي ونظيره القبرصي كريستودوليديس يشهدان توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين في قطاع الغاز (أ.ش.أ)
الرئيس السيسي ونظيره القبرصي كريستودوليديس يشهدان توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين في قطاع الغاز (أ.ش.أ)

وقَّعت مصر وقبرص، يوم الاثنين، اتفاقيتين لبدء تنمية الاكتشافات القبرصية للغاز الطبيعي، وذلك باستخدام البنية التحتية المصرية.

وشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس، في القاهرة، توقيع أول اتفاقيتين بين البلدين في مجال الغاز. وذلك على هامش افتتاح مؤتمر مصر الدولي للطاقة «إيجبس 2025».

تأتى الاتفاقيتان في إطار استراتيجية وزارة البترول المصرية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، من خلال استقبال الغاز المنتج من اكتشافات شرق المتوسط وتوجيهه إلى السوق المحلية وإعادة تصديره إلى أوروبا.

وقَّع الاتفاقية الأولى كريم بدوي، وزير البترول المصري، وجورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، وكلاوديو ديسكالزى رئيس شركة «إيني» الإيطالية، أما الاتفاقية الثانية فوقعها كلاي نيف رئيس شركة «شيفرون» العالمية لأنشطة الاستكشاف والإنتاج.

وتعد الاتفاقيتان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين مصر وقبرص في مجال الطاقة، وتمثلان بدايةً لتطوير الاكتشافات القبرصية باستخدام التسهيلات المصرية، في حين تستمر المفاوضات لجلب مزيد من الغاز القبرصي إلى مصر.

كان الرئيسان المصري والقبرصي قد شهدا افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة «إيجبس 2025» في القاهرة، الذي انطلق (الاثنين) ويستمر يومين.

وقال رئيس شركة «إيني» الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، خلال افتتاح المؤتمر: «نشهد اليوم خطوة للتعاون في قطاع الطاقة مع مصر وقبرص، وهي توقيع اتفاق لتنمية وتطوير حقل (كرونوس) القبرصي للغاز الطبيعي باستغلال البنية التحتية في مصر لتعظيم الاستفادة منها». موضحاً أنه «سيتم نقل الغاز ومعالجته في تسهيلات حقل (ظُهر) المصري، ومن ثم تسييله في مصنع دمياط للغاز الطبيعي المسال للتصدير إلى الأسواق الأوروبية».

وأضاف أن «الاتفاقية تعكس الشراكة الناجحة بين مصر وقبرص في إطارٍ للتعاون يتخطى الطاقة، حيث تعمل على مد جسور التعاون ودعم النمو الاقتصادي والاستدامة وإطلاق الفرص الاقتصادية».

وفي بيان صحافي لشركة «شيفرون» العالمية، أوضحت أن توقيع الاتفاقية بين مصر وقبرص «يمثل إنجازاً مهماً لتنفيذ الاتفاقيات التجارية الرئيسية الخاصة بمشروع غاز أفروديت (حقل أفروديت قبالة سواحل قبرص) ودعم نجاح هذا الحقل المهم».

وقال فرانك كاسولو، نائب رئيس «شيفرون» للاستكشاف والإنتاج الدولي: «ترحب (شيفرون) بالتوقيع على مذكرة التفاهم اليوم، التي تمثل أساساً قوياً للمضيّ قدماً في إتمام الترتيبات التجارية التي تتضمنها المذكرة. إنّ (شيفرون) وشركاءها في هذا المشروع المشترك يؤكدون التزامهم بتطوير مشروع (أفروديت) للغاز الطبيعي، الذي يمثل مورداً مهماً لدولة قبرص، وجزءاً أساسياً من محفظة مشروعات (شيفرون) في منطقة شرق المتوسط، بالإضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز إمدادات الغاز الطبيعي لمصر، وتمكينها من تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد».

وتتضمن خطة التطوير والإنتاج (DPP) المعتمدة، وحدة إنتاج عائمة (تُعرف أيضاً بمنشأة معالجة الغاز) داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) القبرصية، بالإضافة إلى خط أنابيب لتصدير الغاز إلى مصر.

تجدر الإشارة إلى أن «شيفرون» تمتلك قاعدة موارد غازية كبيرة في منطقة شرق المتوسط (بموارد إجمالية تصل إلى 45 تريليون قدم مكعبة من الغاز)، مع وجود فرص توسع بارزة لتلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي خلال العقود القادمة.

وبمرور الوقت، من المتوقع أن يصبح مشروع «أفروديت» جزءاً رئيسياً من شبكة «شيفرون» الإقليمية للأصول عالية الاعتمادية، إذ يسهم تطوير المشروعات العالمية للشركة في دفع النمو الاقتصادي، وتحسين أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي.