«المركزي» التركي يتخلى عن نظام ودائع الليرة المحمية من تقلبات سعر الصرف

أنقرة معرضة لخطر أزمة عملة خلال 12 شهراً

مقر المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)
مقر المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)
TT

«المركزي» التركي يتخلى عن نظام ودائع الليرة المحمية من تقلبات سعر الصرف

مقر المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)
مقر المصرف المركزي التركي في أنقرة (رويترز)

أعلن المصرف المركزي التركي التخلي عن نظام ودائع الليرة التركية المحمية من تقلبات سعر الصرف الذي تم تطبيقه في أواخر العام 2021 لتغطية العجز الشديد في احتياطيات النقد الأجنبي. فيما كشف بنك نومورا الياباني أن تركيا معرضة لخطر أزمة العملة في الأشهر الـ12 المقبلة مع 3 دول أخرى.

وبحسب مرسوم نشر بالجريدة الرسمية التركية، الأحد، قرر المصرف المركزي التركي وقف العمل بنظام ودائع الليرة التركية المحمية من تقلبات سعر الصرف، وهو برنامج مكلف كبّد الخزينة والمصرف المركزي مليارات الدولارات لتعويض فروق سعر الصرف للمودعين.

ويعد الإجراء خطوة جديدة من المركزي التركي في إطار العودة لاتباع سياسات أكثر تقليدية في أعقاب التحول لسياسة رفع أسعار الفائدة، وتطبيق إجراءات التبسيط والتشديد الكمي من أجل مكافحة التضخم المرتفع وتقليص عجز الحساب الجاري.

وتضمن قرار «المركزي» التركي أنه تم وقف الأهداف المطبقة على المصارف والمتعلقة بتحويل قدر معين من الودائع بالعملات الأجنبية إلى ودائع بالليرة تتمتع بالحماية من تقلبات سعر الصرف.

ويسعى المصرف من وراء هذه الخطوة إلى أن تحدد المصارف هدفاً جديداً يتمثل في تحويل الودائع بالليرة المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى ودائع عادية بالعملة المحلية.

وتشكل الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف نحو ربع إجمالي الودائع المصرفية في تركيا، وتعاظم حجمها بعد تراجع الليرة بنحو 70 في المائة خلال العامين الماضيين.

ومن أجل تغطية تكاليف انخفاض قيمة الودائع المحمية، دفع المصرف المركزي التركي نحو 300 مليار ليرة (11 مليار دولار) في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، بسبب تراجع الليرة مجددا إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 27.12 ليرة للدولار عند إغلاق تعاملات الأسبوع يوم الجمعة الماضي.

وقدّر المحلل الاقتصادي التركي علاء الدين أكطاش المبلغ الذي سيتحمله المصرف المركزي في أغسطس (آب) الحالي بـ181 مليار ليرة لتغطية الفرق في سعر الصرف للودائع المحمية.

وكانت الفروق تدفع مناصفة بين وزارة الخزانة والمالية والمصرف المركزي، إلى أن صدر قرار في 15 يوليو نصر على أن يتحمل المصرف وحده دفع فروق سعر الصرف.

وجاء في مرسوم آخر نشر في الجريدة الرسمية، الأحد، أن المصرف المركزي رفع نسب الاحتياطات التي ينبغي على المصارف الاحتفاظ بها من أجل الودائع بالعملات الأجنبية، وهو إجراء قد يدفع العملاء بقدر أكبر نحو التحول إلى الودائع العادية بالليرة التركية.

ولجأت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان السابقة إلى نظام ودائع الليرة المحمية من تقلبات سعر الصرف في أواخر عام 2021 لوقف التدهور التاريخي في قيمة الليرة، الذي نتج عن تمسك إردوغان بسياسة غير تقليدية بنيت على أن الفائدة المرتفعة هي سبب والتضخم المرتفع هو نتيجة، خلافا للنظريات الاقتصادية التقليدية الراسخة.

ووصلت الودائع المحمية، منذ بدء تطبيق النظام، إلى نحو 117 مليار دولار، أو ما يساوي 3.1 تريليون ليرة تركية.

وفقدت الليرة التركية نحو 30 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الحالي، وتراجعت بأكثر من 20 في المائة في شهر يونيو وحده، بعد أن قبل إردوغان خطة فريقه الاقتصادي الجديد بعد انتخابات مايو (أيار) الماضي، بالتحول إلى سياسات اقتصادية أكثر تقليدية بما في ذلك رفع أسعار الفائدة.

ورفع المصرف المركزي التركي سعر الفائدة 900 نقطة أساس في يونيو ويوليو ليصل إلى 17.5 في المائة، ارتفاعا من 8.5 في المائة في مايو.

ومع بقاء وتيرة التشديد النقدي أقل من توقعات السوق، تعهد وزير الخزانة والمالية محمد شيشمك ومحافظة المصرف المركزي الجديدة حفيظة غايا إركان، الاستمرار في تشديد السياسات النقدية بالتدريج مع خطوات التبسيط من أجل مكافحة التضخم وضبط العجز في الحساب الجاري وتحقيق معايير تحقق الشفافية والقدرة على التنبؤ.

وارتفع التضخم إلى 47.83 في المائة في يوليو، بعد تراجعه إلى 38.21 في المائة في يونيو لينهي سلسلة تراجع استمرت 9 أشهر، بعد أن فرضت الحكومة العديد من الضرائب، بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة وضريبة الشركات وضريبة الاستهلاك الخاص على الوقود.

وتوقع شيشمك أن يستمر ارتفاع التضخم في الأشهر المقبلة، وأن ترى تركيا ثمار السياسة الجديدة في منتصف العام 2024 بعد انتهاء الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) المقبل.

وأكد أن الزيادة الضريبية الأخيرة، كانت زيادات تضخمية، لكنه أوضح أنها كانت إجراء لمرة واحدة لن تتكرر.

في غضون ذلك، كشف بنك الاستثمار الياباني «نومورا» أن تركيا معرضة لخطر أزمة عملة في الأشهر الـ12 المقبلة.

وأظهر مؤشر تم إعداده بواسطة المصرف أن تركيا وجمهورية التشيك وسريلانكا ورومانيا ستتعرض لخطر أزمات العملة في الأشهر الـ12 المقبلة.

وبحسب الحسابات التي تم إجراؤها باستخدام مؤشر «داموكليس»، الذي وضعه المصرف، حصلت الدول الأربع على أكثر من 100 نقطة، ما يشير إلى أنها غير محصنة ضد تدهور العملة.

ويجمع «داموكليس» بين 8 مؤشرات ساهمت في توقع 64 في المائة من أزمات العملات في الأسواق الناشئة منذ عام 1996.

وأظهر المؤشر أن تشيلي والمجر والبرازيل لديها نقاط قريبة من حد الأزمة. وقال الاقتصاديان في «نومورا»، روبرت سوبارامان وسي يينغ توه، في تقرير، إن نماذج «داموكليس» تشير إلى أن تركيا وسريلانكا لم تجتازا المخاطر بعد.


مقالات ذات صلة

انتقادات لاذعة في دمشق لقرار «شيكات» المائة دولار

المشرق العربي صورة نشرتها «الخطوط الجوية السورية» في «فيسبوك» لمسافرين بمطار دمشق

انتقادات لاذعة في دمشق لقرار «شيكات» المائة دولار

أثار قرار الحكومة السورية بأن يحصل المواطن العائد عبر مطار دمشق الدولي على «شيك» ورقي بقيمة 100 دولار ملزم بتصريفها قبل دخوله إلى البلاد بانتقادات عارمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)

نشاط التصنيع بالصين في أدنى مستوياته منذ 6 أشهر

هبط نشاط التصنيع في الصين إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في أغسطس مع تراجع أسعار المصانع وصعوبة حصول أصحاب المصانع على الطلبات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي من اجتماع سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووفد من جمعية المصارف (الوكالة الوطنية)

مقاربة حكومية لبنانية تمدّد أزمة الودائع المصرفية لـ20 عاماً

تكشف التسريبات المتوالية لمضمون الخطة الحكومية لإصلاح المصارف في لبنان، أن أزمة المودعين ستظل مقيمة لأمد يزيد على عِقد كامل لبعض الحسابات وعشرين عاماً لأخرى...

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد سيدتان تمران أمام مقر بنك الشعب الصيني المركزي وسط العاصمة بكين (رويترز)

«المركزي» الصيني يكشف أول عملية شراء سندات بقيمة 14 مليار دولار

قال البنك المركزي الصيني يوم الجمعة إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 100 مليار يوان في أغسطس.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الجزائر تحصل على تفويض للانضمام إلى بنك التنمية التابع لـ«بريكس»

جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)
جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر تحصل على تفويض للانضمام إلى بنك التنمية التابع لـ«بريكس»

جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)
جانب من الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد المنعقد بمدينة كيب تاون (الشرق الأوسط)

قالت رئيسة بنك التنمية التابع لمجموعة «بريكس»، ديلما روسيف، السبت، إن الجزائر حصلت على تفويض للانضمام إلى البنك.

وكانت مجموعة «بريكس» قد أسست البنك التنموي متعدد الأطراف في عام 2015. وأنشأت الدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) «بنك التنمية الجديد». وضمّت مجموعة «بريكس» السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا إلى عضويتها بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.

ووافق البنك على ضم بنغلادش ومصر والإمارات والأوروجواي في 2021 في إطار حملة للتوسع.

وذكرت ديلما روسيف لصحافيين على هامش الاجتماع السنوي التاسع للبنك، في كيب تاون: «نجري عملية للسماح بضم أعضاء جدد إلى البنك... وحصلت الجزائر على تفويض لتصبح عضواً في البنك».