وزير الخزانة والمالية التركي يكشف عن تعافٍ سريع لاحتياطيات النقد الأجنبي

يزور السعودية برفقة محافِظة المصرف المركزي

وزير الخزانة والمالية التركي (رويترز)
وزير الخزانة والمالية التركي (رويترز)
TT

وزير الخزانة والمالية التركي يكشف عن تعافٍ سريع لاحتياطيات النقد الأجنبي

وزير الخزانة والمالية التركي (رويترز)
وزير الخزانة والمالية التركي (رويترز)

كشف وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، عن تعافٍ سريع لاحتياطيات المصرف المركزي من العملات الأجنبية؛ حيث ارتفعت إلى 108.6 مليار دولار في 30 يونيو (حزيران)، من 98.5 مليار دولار في 26 مايو (أيار) من العام نفسه.

وذكر شيمشك، عبر حسابه على «تويتر» الثلاثاء، أن صافي الاحتياطيات ارتفع بواقع 14.2 مليار دولار في الفترة المذكورة.

وأكد استمرار العمل من أجل زيادة الاحتياطيات، مجدداً تأكيده اعتماد «السياسة العقلانية» في الاقتصاد التركي، بما يحقق معيار التنبؤ.

وقال إن «أحد الأهداف المهمة لبرنامجنا الاقتصادي يتمثل في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي بالقدر الذي تسمح به ظروف السوق». وأضاف شيمشك أن «هذه الزيادة السريعة في الاحتياطيات التي لوحظت مؤخراً، هي أمر مشجع، وبالإضافة إلى الاستمرار في تطبيق السياسات التي ستسهم في زيادة احتياطيات المصرف المركزي، فإن جهودنا لتوفير موارد خارجية إضافية لبلدنا تتواصل بسرعة... سنواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لمواصلة الانتعاش».

وكان شيمشك قد كشف الأسبوع الماضي عن ملامح برنامج اقتصادي للحكومة، يهدف إعادة الاقتصاد إلى «مساره الصحيح»، وذلك بعد تصاعد الانتقادات في الفترة الأخيرة، بشأن عدم الإعلان عن برنامج واضح لعمل الفريق الاقتصادي في الحكومة الجديدة التي شكلها الرئيس رجب طيب إردوغان، عقب فوزه بالرئاسة في انتخابات مايو الماضي.

وحدّد شيمشك المبادئ الأساسية للبرنامج الاقتصادي في 3 مكونات، وهي: الانضباط المالي، والتشديد النقدي، والإصلاحات الهيكلية.

وقال الوزير التركي إن البرنامج يتضمن إعادة تأسيس الانضباط المالي، أي خفض عجز الموازنة إلى مستوى يتوافق مع معايير ماستريخت الأوروبية، باستثناء تأثير كارثة الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد في 6 فبراير (شباط) الماضي.

وحسب معايير ماستريخت، يجب خفض معدل التضخم إلى مستوى لا يتجاوز متوسط معدلات التضخم المسجلة في بلدان الاتحاد الأوروبي الثلاثة، الأقل تضخماً بأكثر من 1.5 نقطة، وعدم تجاوز عجز الموازنة نسبة أكثر من 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وأوضح شيمشك أن التشديد النقدي التدريجي يهدف إلى خفض معدل التضخم في البلاد إلى ما دون 10 في المائة على المدى المتوسط؛ مشيراً إلى أن الإصلاحات الهيكلية ستجعل من الاستقرار المالي الكلي في تركيا، وجميع المكاسب الأخرى، مستدامة.

وجدد الوزير التركي العزم على اتخاذ التدابير اللازمة، من أجل منع التراجع الدائم في مؤشرات المالية العامة.

وقال عبر «تويتر»، الأحد الماضي، إن المرحلة القادمة سيتم فيها إعادة تأسيس الانضباط المالي، من خلال التحكم في العجز التجاري، وزيادة تعزيز التوافق بين السياستين النقدية والمالية، ودعم المصرف المركزي في مكافحة التضخم.

وأكد أن الحكومة ستعمل على زيادة رفاهة المتقاعدين وموظفي الدولة، من خلال زيادة معاشاتهم فوق نسب التضخم؛ مشيراً إلى أن زيادة المعاشات لأدنى راتب موظف عام مقارنة بنهاية 2022، بلغت 141.8 في المائة، وأدنى معاش تقاعد بنسبة 114.3 في المائة.

وأعلن المصرف المركزي التركي، الثلاثاء، أن العجز في ميزان المعاملات الجارية زاد إلى 7.933 مليار دولار في مايو، من 5.422 مليار دولار في أبريل (نيسان).

وبلغ إجمالي العجز في ميزان المعاملات الجارية في تركيا، العام الماضي، 48.769 مليار دولار.

ويواصل شيمشك جولته في عدد من دول الخليج، في إطار مساعي جذب استثمارات جديدة إلى البلاد، والتحضير لجولة الرئيس رجب طيب إردوغان التي تشمل زيارات لكل من السعودية وقطر والإمارات من 17 إلى 19 يوليو (تموز) الحالي.

وفي هذا الإطار، يقوم شيمشك بزيارة إلى السعودية، الأربعاء، برفقة محافِظة مصرف تركيا المركزي، حفيظة غايا إركان، في أول زيارة خارجية لها، تتضمن سلسلة من اللقاءات.

وحسب وكالة «الأناضول» التركية، سيعقد شيمشك وغايا إركان اجتماعات مع عدد من المسؤولين والمستثمرين السعوديين. ويلتقي شيمشك وزير المالية السعودي محمد الجدعان، قبل العودة إلى تركيا، الخميس، بعد استكمال اللقاءات.

في غضون ذلك، أجرى وزير التجارة التركي، عمر بولاط، مباحثات مع وزير الشؤون البلدية والريفية والإسكان السعودي، ماجد بن عبد الله بن حمد الحقيل، في أنقرة، الثلاثاء، تناولت أوجه التعاون بين البلدين.

وكان الصندوق السعودي للتنمية قد أعلن في 6 مارس (آذار) الماضي، إيداع 5 مليارات دولار في المصرف المركزي التركي، لتعزيز اقتصاد تركيا.

وكان بولاط قد ذكر في بيان، الاثنين، أن الإمارات تدرس استثمار 30 مليار دولار في 5 مجالات مختلفة في تركيا.

وتستهدف جولة إردوغان الخليجية العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وجذب الاستثمارات في كثير من القطاعات، منها الدفاع والطاقة والزراعة والصناعة والخدمات اللوجستية.

وسبق الجولة زيارات تحضيرية، قام بها نائب الرئيس التركي جودت يلماظ، برفقة وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، إلى كل من الإمارات (الشهر الماضي) وقطر (السبت الماضي). ويزور شيمشك ومحافِظة المصرف المركزي، السعودية، الأربعاء، في الإطار ذاته.


مقالات ذات صلة

تفاؤل الأسواق يدعم الجنيه الإسترليني في يوم الانتخابات

الاقتصاد تظهر أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

تفاؤل الأسواق يدعم الجنيه الإسترليني في يوم الانتخابات

دخل الجنيه الإسترليني يوم انتخابات مجلس العموم البريطاني باعتباره العملة الأفضل أداءً في مجموعة العشرة منذ بداية العام حتى الآن بعد الدولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئات الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)

اليورو يصعد بعد الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية.. والين يتخبط

ارتفع اليورو اليوم الاثنين بعد تصدر تحالف ينتمي لليمين المتطرف الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)

الدولار يضغط على الين واليوان

واصل الدولار الضغط على كل من الين واليوان الأربعاء مع ترقب المتعاملين صدور بيانات أسعار المستهلكين الأميركية في نهاية الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي والجنيه الإستراليني (أ.ف.ب)

الدولار يصعد.. والإسترليني يتراجع قبيل إعلان بيانات التضخم

حقق الدولار بعض المكاسب خلال تعاملات جلسة الأربعاء بعد أن عززت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة رهانات على خفض وشيك للفائدة من قِبل البنك المركزي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عملة ورقية فئة مائة يورو وعملات ورقية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار مستقر واليورو يتأثر بعدم اليقين السياسي

استقر الدولار خلال جلسة الاثنين في وقت يحوم فيه اليورو بالقرب من أدنى مستوى له بأكثر من شهر بعدما أدت اضطرابات سياسية بأوروبا إلى حالة من عدم اليقين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أسبوع رابع من المكاسب في أسواق النفط

شعار شركة «شل» البريطانية على إحدى مضخات الوقود في مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
شعار شركة «شل» البريطانية على إحدى مضخات الوقود في مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

أسبوع رابع من المكاسب في أسواق النفط

شعار شركة «شل» البريطانية على إحدى مضخات الوقود في مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
شعار شركة «شل» البريطانية على إحدى مضخات الوقود في مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

تذبذبت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة، لكنها لا تزال قرب أعلى مستوياتها منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي، واتجهت نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، بفضل آمال في طلب قوي على الوقود خلال الصيف، وبعض المخاوف بشأن الإمدادات.

وبحلول الساعة 1402 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 11 سنتاً أو 0.13 بالمائة إلى 87.54 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 12 سنتاً أو 0.14 بالمائة إلى 84.00 دولار.

ومع إغلاق السوق الأميركية، يوم الخميس، بمناسبة عطلة يوم الاستقلال، كانت التعاملات ضعيفة، ولم يجرِ التوصل إلى تسوية لخام غرب تكساس الوسيط، لكن الأسعار ارتفعت هذا الأسبوع بفضل توقعات الطلب القوية في الصيف في الولايات المتحدة.

وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن انخفاض كبير بلغ 12.2 مليون برميل في المخزونات الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين بسحب 700 ألف برميل.

وأظهرت بيانات أميركية، يوم الأربعاء، أن عدد من تقدموا للحصول على إعانة البطالة زاد الأسبوع الماضي، في حين ارتفع عدد العاطلين أيضاً، وهو ما قال محللون إنه قد يدفع المجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أبكر من المتوقع.

وبالنسبة للإمدادات، ذكرت «رويترز» يوم الخميس، أن شركتي إنتاج النفط الروسيتين «روسنفت» و«لوك أويل» ستخفضان بشكل حاد صادرات النفط من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود في يوليو (تموز) الحالي.

وقالت وزارة الطاقة الروسية، يوم الجمعة، إنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج البنزين الروسي بما يتراوح بين 15 و20 ألف طن في الثلث الأخير من يوليو، مع استئناف مصفاتين لعملياتهما... وقال محللون إن المتعاملين يتابعون أيضاً الحرب في غزة والانتخابات في فرنسا وبريطانيا.

وفي شأن منفصل، راجعت شركة «شل» البريطانية للنفط والغاز، توقعاتها للربع الثاني، مساء الخميس. وتتوقع الشركة أن يتراوح إنتاج الغاز المتكامل بين 940 و980 ألف مكافئ برميل نفط يومياً، في الربع الثاني.

ومن المتوقع أن تتماشى نتائج التداول والتحسين مع الربع الثاني من عام 2023، لكن أقل، مقارنة بالربع الأول من عام 2024، بسبب المتغيرات الموسمية.

ومن المتوقع أن يكون الإنتاج الفصلي، في اتجاه تصاعدي، يتراوح بين 1720 و1820 ألف مكافئ برميل نفط يومياً. وفي مجال التسويق، تتوقع الشركة أن يتراوح حجم المبيعات الفصلية بين 2700 و3100 ألف مكافئ برميل نفط يومياً.