الدولار وبتكوين يفقدان قوتهما مع ترقب الأسواق بيانات التضخم الأميركية

عملات بتكوين على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
عملات بتكوين على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT
20

الدولار وبتكوين يفقدان قوتهما مع ترقب الأسواق بيانات التضخم الأميركية

عملات بتكوين على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
عملات بتكوين على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

ظل الدولار، الأربعاء، قريباً من أعلى مستوى في الأشهر الستة والنصف الماضية مقابل العملات الرئيسية، بينما انخفضت عملة بتكوين المشفرة مجدداً عن مستويات قياسية مرتفعة، وذلك وسط توقف بالأسواق عما يُعرف بالتداولات المراهنة على سياسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

يأتي ذلك قُبيل صدور بيانات التضخم الرئيسية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم.

ويستفيد الدولار حالياً من فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع الماضي، إذ يستقر قرب أعلى مستوى سجله الثلاثاء عند 106.17، وهو الأكبر منذ الأول من مايو (أيار).

ويتوقع المستثمرون من الإدارة الجديدة اتباع سياسة خفض الضرائب، وفرض تعريفات جمركية على الواردات، وهي سياسات يُعتقد بأنها قد تؤدي لزيادة التضخم.

وفي الوقت ذاته، اقترب الجمهوريون أكثر من تحقيق سيطرة كاملة على الكونغرس، مما سيمنح الرئيس المنتخب صلاحية تمرير أجندته السياسية.

وأسهمت التداولات المراهنة على سياسة ترمب في رفع عوائد سندات الخزانة الأميركية، فيما تتوقع الأسواق أن يقلص مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) مدى خفض أسعار الفائدة في المستقبل.

ومع ذلك، فقد الدولار قوته قليلاً الأربعاء في ظل ترقب الأسواق قراءة جديدة للتضخم في الولايات المتحدة، مع صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر (تشرين الأول) في وقت لاحق من اليوم.

ومن المقرر أن يتحدث جيروم باول رئيس المركزي الأميركي هذا الأسبوع قُبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الخميس، ومبيعات التجزئة يوم الجمعة.

ووفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تتوقع الأسواق احتمالاً بنسبة 60 في المائة تقريباً لخفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، بانخفاض من نحو 84 في المائة قبل شهر.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، 0.04 في المائة إلى 106.03.

وتوقفت عملة البتكوين عن ارتفاعها القياسي، وتراجعت نحو واحد في المائة إلى 87450 دولاراً، بعد أن سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 89998 دولاراً الثلاثاء. وتعهد ترمب بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة على الكوكب».

وارتفع الدولار 0.12 في المائة مقابل الين ليصل إلى 154.80 بعد بلوغه 154.934، وهو أعلى مستوى له مقابل العملة اليابانية منذ 30 يوليو (تموز).

وواجه اليورو صعوبة في تلقي الدعم، وسط حالة من الضبابية السياسية، إذ من المقرر أن تجري ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انتخابات يوم 23 فبراير (شباط)، بعد أسابيع من انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار أولاف شولتس.

وفي الوقت نفسه، تدرس الأسواق الرسوم الجمركية التي قد يفرضها ترمب على كل من أوروبا والصين.

وظل اليورو قرب أدنى مستوى في عام عند 1.0595 دولار الذي سجله الثلاثاء، وانخفض 0.09 في المائة في أحدث تعاملات إلى 1.0615 دولار.

واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.27475 دولار، متأثراً بقوة العملة الأميركية.

وارتفع اليوان الصيني في الأسواق الخارجية نحو 0.14 في المائة مقابل الدولار، ليصل إلى 7.2354 يوان لكل دولار.


مقالات ذات صلة

الرئيس التنفيذي لـ«غولدمان ساكس»: ضبابية الحرب التجارية ترفع احتمالات الركود في 2025

الاقتصاد ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» يتحدث خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك - ديسمبر 2024 (رويترز)

الرئيس التنفيذي لـ«غولدمان ساكس»: ضبابية الحرب التجارية ترفع احتمالات الركود في 2025

ازدادت احتمالات الركود الاقتصادي، وفقاً للرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» ديفيد سولومون، الذي حذّر من دخول الربع الثاني من عام 2025 في ظل بيئة تشغيلية مختلفة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد محمد جاد الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد مصر (الثاني من اليسار) وعلى يمينه كارلا سليم مسؤولة منطقة الشرق الأوسط ووسيم بن خضراء رئيس الاتصال المؤسسي بالبنك خلال المائدة المستديرة مع الصحافيين (الشرق الأوسط)

«ستاندرد تشارترد» يتوقع تراجع اقتصاد أميركا 0.5 % مع ارتفاع التضخم بسبب الرسوم

توقع بنك «ستاندرد تشارترد» البريطاني تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي بنحو 0.5 في المائة خلال العام الجاري بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

الدولار يتراجع وسط شكوك المستثمرين بمكانته كعملة احتياطية

تراجع الدولار الأميركي يوم الاثنين بعد مكاسب مبكرة من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، في ظل استمرار تشكك المستثمرين في مكانته كعملة احتياطية عالمية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«إتش سي» تتوقع تخفيض سعر الفائدة في مصر 150 نقطة الخميس المقبل

توقعت إدارة البحوث المالية بشركة «إتش سي» للأوراق المالية أن يخفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة بنحو 150 نقطة أساس في اجتماعه المقرر الخميس المقبل

الاقتصاد مقر بنك إنجلترا المركزي في لندن (رويترز)

مسؤولة ببنك إنجلترا: تأثير رسوم ترمب الجمركية على التضخم في بريطانيا غير واضح

قالت مسؤولة تحديد الفائدة في بنك إنجلترا المركزي، إن تأثير رسوم ترمب الجمركية على التضخم في بريطانيا غير واضح، في حين أن تحركات الدولار تزيد الأمر صعوبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

زلزال كريبتو... عملة «أوم» التابعة لـ«مانترا» تنهار 90 % وتخسر 5 مليارات دولار في ساعة

صورة تُظهر إطلاق «مانترا» صندوق «إم إي إف» بقيمة 108 ملايين دولار لدعم ابتكار وتبني الأصول الحقيقية (من صفحة «لينكدإن»)
صورة تُظهر إطلاق «مانترا» صندوق «إم إي إف» بقيمة 108 ملايين دولار لدعم ابتكار وتبني الأصول الحقيقية (من صفحة «لينكدإن»)
TT
20

زلزال كريبتو... عملة «أوم» التابعة لـ«مانترا» تنهار 90 % وتخسر 5 مليارات دولار في ساعة

صورة تُظهر إطلاق «مانترا» صندوق «إم إي إف» بقيمة 108 ملايين دولار لدعم ابتكار وتبني الأصول الحقيقية (من صفحة «لينكدإن»)
صورة تُظهر إطلاق «مانترا» صندوق «إم إي إف» بقيمة 108 ملايين دولار لدعم ابتكار وتبني الأصول الحقيقية (من صفحة «لينكدإن»)

في مشهد دراماتيكي وصفه البعض بـ«أكبر الكوارث الرقمية» منذ انهيار «لونا»، شهدت عملة «مانترا» (OM) المشفّرة، في 13 أبريل (نيسان) 2025، انهياراً صادماً بنسبة 90 في المائة خلال ساعة واحدة فقط، لتسجّل واحدة من أسرع الانهيارات في تاريخ سوق العملات الرقمية. وقد محا هذا التراجع الحاد أكثر من 6 مليارات دولار من رأس المال السوقي للعملة، بعد أن انخفض سعرها من نحو 5 دولارات إلى 0.57 دولار.

وكانت «مانترا» قد دخلت مؤخراً قائمة أفضل 24 عملة مشفّرة من حيث القيمة السوقية، لكن التراجع المفاجئ أعاد إلى الأذهان انهيار عملة «لونا» الشهير عام 2022، لا سيما أن بعض المتداولين وصفوا ما حدث بأنه «عملية احتيال» واضحة.

وخلال 24 ساعة فقط، تكبّدت السوق تصفية مراكز بقيمة 68.86 مليون دولار، منها 49.68 مليون دولار للمراكز الطويلة، و19.18 مليون دولار للمراكز القصيرة، وفقاً لبيانات منصة «كوينغلاس». وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انفجرت مشاعر الغضب واليأس، حيث نشر مستثمرون قصصاً مؤلمة عن خسائر بملايين الدولارات، بينهم من قال: «لقد فقدت كل أموالي»، معبراً عن حال آلاف المستثمرين الأفراد الذين فُوجئوا بالانهيار.

وفي خضم الأزمة، أثار سلوك مؤسس مشروع «مانترا» مزيداً من الجدل، بعدما نشر تغريدات تتحدث عن السفر الفاخر ومشكلات الاتصال، ما عدّه كثيرون تجاهلاً مستفزاً لمعاناة المستثمرين.

الانهيار لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد سلسلة من الهزات العنيفة في سوق الكريبتو خلال عام 2025، شملت انفجار عملة «ليبرا»، واختراق بورصة «بايبت» بخسائر تجاوزت 1.4 مليار دولار، مما شكّل بيئة مشبعة بالتوتر والمخاوف.

من جانبه، أشار فريق التحقيق في منصة «سبوت أون تشين» إلى تحركات مشبوهة لكميات كبيرة من عملة «OM» إلى منصة «أو كيه إكس» قبل ثلاثة أيام من الانهيار.

وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة «أو كيه إكس»، ستار شو، على الحادثة، قائلاً إنها تمثّل «فضيحة ضخمة للصناعة بأكملها»، مؤكداً أن بيانات «بلوكتشين» متاحة للجميع للتدقيق.

تساؤلات واتهامات

بدأت الشكوك تتصاعد داخل مجتمع الكريبتو حول ما إذا كان فريق «مانترا» نفسه يسيطر على 90 في المائة من إجمالي المعروض من العملة، مما يطرح فرضية البيع المنسق أو التلاعب بالسوق. وأورد تقرير «سبوت أون تشين» أن 14.27 مليون «OM»، أي ما يعادل 91 مليون دولار، تم تحويلها إلى منصة «أو كيه إكس» قبل الانهيار بثلاثة أيام، في حين سبق أن اشترت الجهات نفسها 84.15 مليون «OM» بقيمة 564.7 مليون دولار على منصة «بينانس» في مارس (آذار).

ورغم أن هذه الحيتان لا تزال تمتلك 69.08 مليون «OM» تُقدّر قيمتها بعد الانهيار بـ62.2 مليون دولار، فإن التقرير يُلمّح إلى إمكانية تحوّطهم في أماكن أخرى، وربما كان لهم دور في تسريع الهبوط الحاد.

فريق «مانترا» يرد

في محاولة لتفسير ما حدث، أصدر فريق «مانترا» بياناً يؤكد فيه أن المشروع «قوي من الناحية الأساسية»، مشيراً إلى أن الانهيار نجم عن «تصفيات متهورة»، ليس لفريق الإدارة أي دور فيها. واعداً بإجراء تحقيق شامل ونشر نتائج أوّلية قريباً.

وحتى الآن، لا تزال أسباب الانهيار غامضة، في ظل بيئة سوقية مرتبكة تتأثر بالحرب التجارية المتواصلة. وتشير التحليلات إلى أن ضعف الهيكل التنظيمي، بالإضافة إلى السيطرة المركزية المحتملة للفريق على المعروض، إلى جانب ودائع ضخمة في المنصات وصفقات «أو تي سي» (سوق التداول خارج البورصة)؛ كلها عوامل قد تكون أسهمت في الانهيار.

نفي للاتهامات وتوضيح

في خضم الشائعات، نفت شركة «ليزر ديجيتال» السويسرية، التابعة لمجموعة «نومورا»، أي علاقة لها بالانهيار، مؤكدة عبر منصة «إكس» أن الاتهامات المتداولة على وسائل التواصل غير دقيقة ومضللة. كما نشرت عناوين المحافظ التابعة لها التي لم يظهر فيها أي نشاط بيع أو تحويل للعملة نحو منصات تداول.

وقالت منصة «أو كيه إكس» إن تقلبات الأسعار بدأت خارج منصتها، قبل أن تنتقل إلى السوق ككل، موضحة أن زيادة مفاجئة في حجم التداول، إلى جانب تراجع مبدئي في السعر، أسهما في توسّع دائرة الهبوط.

وقد كشفت البيانات عن أن 17 محفظة أودعت نحو 43.6 مليون «OM» (ما يعادل 227 مليون دولار) قبيل الانهيار، مما عمّق ذعر المستثمرين، خصوصاً في ظل سيطرة فريق «مانترا» على النسبة الأكبر من المعروض.