أرقام الوظائف الأميركية تحبط الأسواق

سوق العمل القوية تؤجج احتمالات مزيد من التشديد

لافتة تعلن عن وجود وظائف شاغرة على واجهة أحد المطاعم بمدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
لافتة تعلن عن وجود وظائف شاغرة على واجهة أحد المطاعم بمدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

أرقام الوظائف الأميركية تحبط الأسواق

لافتة تعلن عن وجود وظائف شاغرة على واجهة أحد المطاعم بمدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
لافتة تعلن عن وجود وظائف شاغرة على واجهة أحد المطاعم بمدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

أحبط تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع في يونيو (حزيران) الماضي، الأسواق، التي كانت تترقب تباطؤاً أعلى بعد زيادة كبيرة في الشهر السابق. لكن نقص العمالة في السوق لا يزال مستمراً مع نزول معدل البطالة من أعلى مستوى في 7 أشهر في ظل استمرار الزيادات الكبيرة نسبياً في الأجور.

وقالت وزارة العمل، يوم الجمعة، في تقرير الوظائف الذي يحظى بمتابعة كبيرة، إن وظائف القطاع الخاص غير الزراعي زادت بواقع 209 آلاف وظيفة الشهر الماضي، أي أقل من توقعات «رويترز» حول زيادة بـ225 ألفاً في استطلاع أجرته مع اقتصاديين. ويحتاج الاقتصاد إلى توفير 70 إلى 100 ألف وظيفة شهرياً لمواكبة الزيادة في عدد السكان في سن العمل بالولايات المتحدة.

وجرى تعديل البيانات لشهر مايو (أيار) الماضي، لتظهر ارتفاع عدد الوظائف 306 آلاف وظيفة انخفاضاً من 339 ألفاً كما ورد سابقاً.

وبالتزامن، انخفض معدل البطالة إلى 3.6 في المائة، من 3.7 في المائة في مايو (أيار).

وتراجعت أسهم «وول ستريت» يوم الجمعة بعد صدور البيانات، نظراً لأن هذه النتائج قد تدعم مضي «الفيدرالي» في مزيد من رفع الفائدة، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي في وول ستريت بنسبة 0.2 في المائة في التعاملات المبكرة.

وأظهرت البيانات تباطؤ نمو الوظائف بوتيرة أسرع من المتوقع في يونيو، بعد زيادة كبيرة في الشهر السابق، لكن النقص لا يزال مستمراً في العمالة مع تراجع معدل البطالة من أعلى مستوياته في 7 أشهر واستمرار الزيادات الكبيرة نسبياً في الأجور.

وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 85.19 نقطة أو 0.25 في المائة إلى 33837.07 نقطة، ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 7.05 نقطة أو 0.16 في المائة إلى 4404.54 نقطة، في حين انخفض المؤشر ناسداك المجمع 10.98 نقطة أو 0.08 في المائة إلى 13668.07 نقطة عند الفتح.

بدورها، انخفضت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة؛ لتواصل الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الجلسة السابقة. وبحلول الساعة 0710 بتوقيت غرينتش، تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 في المائة ليتجه نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ منتصف مارس (آذار). وقاد قطاع المرافق الخسائر إذ سجل هبوطاً بلغ 1.2 في المائة، كما هبط مؤشر فايننشال تايمز 100 بنسبة 0.6 في المائة.

وانخفضت الأسهم الأوروبية يوم الخميس، بعد أن أظهرت بيانات زيادة الوظائف في القطاع الخاص بالولايات المتحدة أكثر بكثير من المتوقع في يونيو، ما يشير إلى استمرار قوة سوق العمل رغم تزايد مخاطر الركود.

وأدت البيانات أيضاً إلى زيادة عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى أعلى مستوى في 16 عاماً، كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات في بريطانيا إلى أعلى مستوى منذ عام 2008.

وتراجع سهم شل 0.2 في المائة بعد أن قالت أكبر شركة للنفط والغاز في أوروبا يوم الجمعة إنها تتوقع أن تكون تعاملات الربع الثاني من العام في وحدتها للغاز «أقل بكثير» مقارنة بالربع السابق.

كما انخفض المؤشر نيكي الياباني للجلسة الرابعة على التوالي، وأنهى الجلسة منخفضاً 1.17 في المائة إلى 32388.42 نقطة، إذ تسارعت وتيرة التراجع في نصف الساعة الأخيرة من الجلسة. وانخفضت جميع القطاعات على نيكي، وفي مقدمتها قطاع العقارات الذي هبط اثنين في المائة تقريباً. وكان قطاع الطاقة هو الأقل خسارة بانخفاضه 0.77 في المائة.

ومن بين 225 سهماً على المؤشر، انخفض 180، بينما ارتفع 42 سهماً وأغلقت 3 أسهم دون تغيير يذكر. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.97 في المائة إلى 2254.90 نقطة.

وانخفض نيكي 2.41 في المائة منذ بداية الأسبوع، وذلك بعدما أغلق عند أعلى مستوى في 33 عاماً يوم الاثنين. ومنذ منتصف مارس (آذار)، صعد المؤشر بنحو 27 في المائة.


مقالات ذات صلة

«أرامكو» تنهي إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار وسط إقبال واسع

الاقتصاد شعار «أرامكو السعودية» في معرض «هايفوليوشن» في باريس (رويترز)

«أرامكو» تنهي إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار وسط إقبال واسع

أعلنت «أرامكو السعودية»، يوم الخميس، إكمال إصدار صكوك دولية بقيمة 3 مليارات دولار، وهو مؤلف من شريحتين من الصكوك المقوّمة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «كوميرتس بنك» أمام بطاقات ائتمان خاصة بـ«يونيكريديت» (رويترز)

6 أعضاء من «المركزي الأوروبي» يؤيدون «بالمبدأ» صفقة «يونيكريديت» - «كوميرتس بنك»

قال 6 من صنّاع القرار في البنك المركزي الأوروبي إنهم يؤيدون بشكل عام اندماج بنك «يونيكريديت» الإيطالي مع «كوميرتس بنك» الألماني.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت - برلين - روما)
الولايات المتحدة​ سيارة «تسلا» كهربائية تشحن بطارياتها في برلين 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

واشنطن تريد حظر بيع السيارات بتكنولوجيا صينية وروسية في أسواقها

تريد الحكومة الأميركية أن تحظر في أسواقها بيع السيارات التي تدخل في صناعتها التكنولوجيا الصينية والروسية باسم الأمن القومي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صورة مركّبة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

خطاب شعبوي يطغى على خطط ترمب وهاريس لمعالجة الاقتصاد

مع اقتراب موعد أول مناظرة بين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، يدخل الاقتصاد في خطاباتهما الشعبوية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد متخصص في التحكم في آبار النفط ومحامية في النفط والغاز يفحصان مضخة حفر بها غلاف سطحي متسرب في تكساس (رويترز)

أسعار النفط ترتفع بفضل آمال خفض الفائدة الأميركية لتعزيز الطلب على الوقود

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بدعم من التفاؤل بأن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة سيعزز النشاط الاقتصادي واستهلاك الوقود.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الإمارات وصربيا تتبادلان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
TT

الإمارات وصربيا تتبادلان اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين (وام)

أعلنت الإمارات وصربيا توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية الشاملة بين البلدين، تهدف إلى تحفيز التدفقات التجارية والاستثمارية، وتعزيز التعاون وبناء الشراكات بين القطاع الخاص لدى الجانبين.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وألكسندر فوتشيتش، رئيس صربيا، مراسم التوقيع؛ إذ أكد الشيخ محمد بن زايد أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة تعد محطة مهمة في علاقات دولة الإمارات وصربيا؛ ذات الاقتصاد الصاعد في منطقة متنامية الأهمية من أوروبا.

وقال على هامش التوقيع: «إنها خطوة متقدمة في مسار شراكاتنا الاقتصادية، التي تمكن مجتمعات الأعمال وتعزز الاستثمار والفرص عبر المشروعات التنموية المشتركة في القطاعات المهمة، مثل الخدمات اللوجستية والأمن الغذائي»، مشيراً إلى أن صربيا شريك مهم ضمن برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة، وأن الاتفاقية تلبي الطموح المشترك لكلٍّ من البلدين من أجل حقبة جديدة من التعاون والنمو المستدام لاقتصاد البلدين.

من جانبه، أكد الرئيس الصربي أهمية الاتفاقية، معرباً عن تطلعه لأن تسهم في فتح آفاق جديدة من التعاون، بما يخدم التنمية والازدهار الاقتصادي المستدام في البلدين.

وتبادل الاتفاقية الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، وتوميسلاف موميروفيتش وزير التجارة الداخلية والخارجية الصربي، لتنضم صربيا إلى شبكة الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، تحت مظلة برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه الدولة الخليجية منذ شهر سبتمبر (أيلول) 2021.

وستسهم الاتفاقية في إزالة أو تخفيض الرسوم بخطوط التعريفات الجمركية والحواجز غير الضرورية أمام التجارة، وحماية حقوق الملكية الفكرية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، بجانب تسهيل التدفقات الاستثمارية المتبادلة، فيما تعد الإمارات ثالث أكبر سوق للصادرات الصربية في منطقة الشرق الأوسط، في حين توجهت زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو القطاعات ذات الأولوية العالية، التي تشمل الطاقة المتجددة والزراعة والأمن الغذائي والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.

ويشكل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تواصل دولة الإمارات تنفيذه منذ نهاية عام 2021، ركيزة أساسية لاستراتيجية الدولة للنمو، التي تستهدف مضاعفة إجمالي قيمة التجارة الخارجية إلى 4 تريليونات درهم (1.08 تريليون دولار) بحلول عام 2031، وتغطي الاتفاقيات المبرمة حتى الآن، ضمن البرنامج مناطق أميركا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا وجنوب شرقها وأوروبا الشرقية.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد بحث مع ألكسندر فوتشيتش رئيس صربيا مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين، والفرص الطموحة لتنميتها وتطويرها، بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

جاءت تلك المباحثات خلال استقبال ألكسندر فوتشيتش، في العاصمة بلغراد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والوفد المرافق، والذي يقوم بزيارة عمل إلى صربيا.

واستعرض الطرفان -وفق «وكالة أنباء الإمارات» (وام)- خلال اللقاء تطور الشراكة الاستراتيجية، خصوصاً في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى التكنولوجيا والأمن الغذائي والطاقة المتجددة وغيرها من فرص التعاون المتنوعة لدى البلدين.

كما تناول الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين في هذا السياق ضرورة العمل على إيجاد حلول سلمية لمختلف الأزمات التي يشهدها عدد من مناطق العالم، وتعوق تحقيق التنمية والازدهار على المستويين الإقليمي والعالمي.

وقال رئيس الإمارات إن بلاده تؤمن بأهمية التعاون والحوار لحل الخلافات بالطرق السلمية لمصلحة جميع شعوب العالم، مشدداً على أن دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في منطقة البلقان، وتولي أهمية كبيرة للعلاقة مع دولها، وفي مقدمتها صربيا، مضيفاً أن العلاقات «الإماراتية - الصربية» متنامية، وشهدت نقلة نوعية كبيرة، إثر التوقيع على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وأكد أن دولة الإمارات تؤمن بالارتباط الوثيق بين التنمية وتحقيق السلام والاستقرار والتعاون في دول العالم، وأن التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين الدول هو المسار الطبيعي؛ الذي من المهم السير فيه من أجل مستقبل أفضل للشعوب في كل أنحاء العالم.

وقال الشيخ محمد بن زايد إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة تُمثل خطوة كبيرة ونوعية تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين، سواء على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص، وتزيد من معدلات التجارة والاستثمار بينهما، مشيراً إلى أن انضمام صربيا إلى برنامج الشراكات الاقتصادية الإماراتي يُعبر عن الإدراك المتبادل للفرص الكثيرة التي يمكن لبلدينا استثمارها من أجل مستقبل أفضل للشعبين.