السعودية تحدد 3 مسارات لتحقيق التكامل الصناعي العربي الصيني 

المهندس أسامة الزامل متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)
المهندس أسامة الزامل متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحدد 3 مسارات لتحقيق التكامل الصناعي العربي الصيني 

المهندس أسامة الزامل متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)
المهندس أسامة الزامل متحدثاً للحضور (الشرق الأوسط)

تعمل الحكومة السعودية على 3 مسارات لتحقيق تكامل الاقتصاد الصناعي بالشراكة مع الدول العربية والصين، وتكمن في السياسات والتشريعات، وسلاسل القيمة، بالإضافة إلى التصنيع والإنتاج المتقدم وبناء مصانع المستقبل.

وبدأت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية العمل على تلك المسارات للوصول إلى التكامل عقب زيارة شي جينبينغ، الرئيس الصيني، للمملكة، مع نهاية العام المنصرم، لخلق التكامل الصناعي في الكثير من القطاعات مع بكين.

الثروات الطبيعية

وتطرق المهندس أسامة الزامل، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية، إلى البدء في مشروع المسح الجيولوجي، خصوصاً «الدرع العربية» بالشراكة مع المنظمة الجيولوجية الصينية، بهدف تحديد الثروات الطبيعية والمعدنية فيها مما عزز من تحفيز الكثير من المستثمرين للدخول في عمليات التنقيب في البلاد.

وأوضح الزامل خلال جلسة حوارية على هامش أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، أن الثروة المعدنية تُعد الركيزة الثالثة للصناعة في المملكة بعد البتروكيماويات، وصولاً إلى الركيزة الأولى النفط والغاز والمواد الهيدروكربونية.

الأنظمة والتشريعات

وتابع المهندس الزامل في الجلسة الحوارية التي تطرقت إلى صناعات التعدين قطاعاً رئيسياً يواكب متطلبات المستقبل، أن الوزارة تركز مُنذ تأسيسها على كيفية تطوير القطاعات المعدنية من ناحية الأنظمة والتشريعات، وتهيئة الفرص للمستثمرين في القطاع.

وزاد أن الوزارة تهدف من خلال استراتيجيتها إلى تحفيز النمو في التعدين والصناعة من خلال بناء قدرات المحتوى المحلي والصادرات، وتحسين البيئة الاستثمارية في القطاع الصناعي.

جانب من أعمال المؤتمر العربي الصيني المنعقد في الرياض (الشرق الأوسط)

التقنيات المتقدمة

وشارك في الجلسة عبد الله فخرو، وزير الصناعة والتجارة البحريني، وعلي البقالي، الرئيس التنفيذي لشركة «ألبا» البحرينية، وكذلك خالد نوح، الرئيس التنفيذي لشركة «طاقة» السعودية، وزونغ منغزنغ، رئيس مؤسسة «ميتا لورجيكال أوف تشاينا» المحدودة، وريان غوو، المدير المالي لشركة «هونغكيوا» الصينية، وأحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «السويدي إلكتريك».

وقال وزير الصناعة والتجارة البحريني، إن الألمنيوم يسهم بنسبة 13 في المائة من الناتج الإجمالي للمنامة مما يعزز جذب الاستثمارات، مفيداً بأن الصين تعد من الدول الرائدة عالمياً في مجال التصنيع والتقنيات المتقدمة في خطوة نحو إيجاد العديد من فرص التعاون.

وزير الصناعة والتجارة البحريني يتحدث للحضور خلال المؤتمر (الشرق الأوسط)

بناء الشراكات

وتناول المشاركون خلال الجلسة الحوارية سبل التعاون المشترك بين السعودية والصين والدول العربية في مجال الصناعة والتعدين والمعادن، إضافة إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخراً والمشروعات المزمع إنشاؤها في المملكة، مؤكدين أن هذا المؤتمر سيستمر في بناء الشراكات بين بكين والبلدان العربية في مختلف المجالات.

وفي جلسة مفتوحة أخرى، تناولت مع حمدي الطباع، رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب، الشراكات الاستراتيجية، وأهمية تعزيز تحالفات قوية بين مجتمعات الأعمال العربية والصينية.

تنويع الاستثمارات

ومن ضمن الجلسات أيضاً، حوار مع نيكولاس أجوزين، الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ، الذي شدد على أهمية أن تعي كل الدول تنويع الاستثمارات في مناطق مختلفة من العالم، وأن المؤتمر الحالي المقام في الرياض يمنح الأسواق الكبيرة وأصحاب الأعمال فرصة للتعرف على الأنشطة الاقتصادية وبناء جسور استثمارية قوية.

الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ متحدثاً للحضور خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، اصطحب نبيل خوجة، أمين عام هيئة ⁦‪المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، المستثمرين والمشاركين في المؤتمر للتعرف على أربع من المناطق الاقتصادية، التي تساهم في تسارع النمو بالقطاعات الرئيسية.


مقالات ذات صلة

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد انضم البنك المركزي السعودي إلى مشروع «إم بريدج» بصفته «مشاركاً كاملاً» (البنك المركزي)

«المركزي» السعودي يستكشف إمكانات العملات الرقمية لتسهيل المدفوعات عالمياً

بدأ البنك المركزي السعودي باستكشاف إمكانات «العملات الرقمية» في الوقت الذي تعمل فيه الدول على تطوير عملات رقمية لها.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة السعودي خلال لقائه بالشركات والمستثمرين في البرازيل (واس)

الاستعانة بخبرات البرازيل لتوطين صناعة اللقاحات والأدوية في السعودية

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس لجنة صناعة اللقاحات والأدوية الحيوية، بندر الخريف، أن جمهورية البرازيل مهيأة للشراكة مع المملكة في جميع الصناعات.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
TT

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة، قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

وقال نائب رئيس البنك، جودت أكتشاي، إن دورة خفض أسعار الفائدة لا يتم تقييمها في الوقت الحالي، وإن الشرط الرئيسي لتقييم دورة الاسترخاء في السياسة النقدية هو الانخفاض الكبير والدائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكتشاي قوله، في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نراقب عن كثب توقعات التضخم في السوق والشركات والأسر، التوقعات بدأت للتو في التقارب مع توقعاتنا لنهاية العام، نحن نقدر أن التعديلات في الضرائب والأسعار المدارة ستضيف 1.5 نقطة إلى التضخم الشهري في يوليو (تموز) الحالي».

وأكد أن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه «بالصبر والتصميم»، مضيفاً: «تخفيض سعر الفائدة ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي، ولن يكون خفض سعر الفائدة على جدول الأعمال حتى تتم ملاحظة انخفاض دائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وترافق ذلك مع المؤشرات الأخرى التي نتابعها عن كثب».

ولفت أكتشاي إلى أن المصارف المركزية تميل إلى البقاء في الجانب الحذر، ولا تتخلى عن احتياطاتها و«تفضل ارتكاب الأخطاء من خلال البقاء في الجانب الحذر».

وأوضح أنه سيكون هناك خطر عودة التضخم بسبب التخفيض المبكر لأسعار الفائدة، أو في الوضع الذي تؤدي فيه فترة التشديد المفرطة أو الطويلة، دون داعٍ، إلى هبوط حاد».

وأضاف المسؤول المصرفي التركي أنه «على الرغم من عدم تقييم دورة خفض أسعار الفائدة حالياً، فإنه ستتم إدارة هذه العملية من خلال إعطاء إشارة، لا لبس فيها، بأن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه عندما تبدأ التخفيضات».

ورداً على سؤال بشأن مراقبة المشاركين في السوق، عن كثب، توقعات التضخم للشركات والأسر، قال أكتشاي: «لسوء الحظ، فقط توقعات المشاركين في السوق هي التي بدأت تتقارب مع توقعاتنا لنهاية العام الحالي، الأسر أقل حساسية نسبياً لتوقعات المصرف المركزي».

وأظهر آخر استطلاع للمشاركين في السوق من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، أعلن «المركزي» التركي نتائجه منذ أيام، أن التضخم سيتراجع في نهاية العام إلى 43 في المائة، وإلى 30 في المائة بعد 12 شهراً، بينما أظهر أن توقعات الأسر للتضخم في يوليو تبلغ 72 في المائة، وتوقعات الشركات 55 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من توقعات السوق.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس «المركزي» التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيستمر في موقفه النقدي المتشدد حتى نرى انخفاضاً كبيراً ومستداماً في التضخم الشهري، وتقترب توقعات التضخم من توقعاتنا.

وثبت «المركزي» التركي، الثلاثاء الماضي، سعر الفائدة الرئيسي عند 50 في المائة للشهر الرابع على التوالي، متعهداً بالاستمرار في مراقبة الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتشديد السياسة النقدية إذا دعت الضرورة لذلك.

وقال كاراهان إن «المركزي» التركي يستهدف خفض التضخم لا تحديد سعر صرف الليرة، موضحاً أن الأخير هو نتيجة للأول.

مركز الغاز الروسي

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قريبة من إنجاز مركز الغاز الروسي، وإن البنية التحتية اللازمة للمشروع متوافرة.

وأضاف بيرقدار، في مقابلة تلفزيونية الجمعة: «لقد أنشأنا بالفعل البنية التحتية اللازمة وبحلول عام 2028، سنضاعف حجم مرافق تخزين الغاز، كما نناقش مع بلغاريا زيادة قدرة الربط البيني».

وقال رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي لشؤون الطاقة، بافيل زافالني، بعد زيارة عمل إلى تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، إن القرارات بشأن بناء مشروع «مركز للغاز» في تركيا ستتخذ هذا العام، في ظل زيادة الاهتمام به، مؤكداً أن المشروع «موثوق وآمن ولن يتعرض للعقوبات».

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن المركز، الذي كان اتخذ القرار بتنفيذه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ نحو عامين، سيقام في تراقيا، شمال غربي تركيا.

وتأمل تركيا في أن يسمح لها مركز الغاز، الذي سيعمل على نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بأن تصبح مركزاً لتحديد أسعار الغاز.

وقال بيرقدار إنه «من خلال الاستثمارات في البنية التحتية، ستتمكن تركيا من زيادة واردات الغاز الطبيعي إلى حجم 70 - 80 مليار متر مكعب قياساً بـ50 ملياراً حالياً».

ولفت إلى أن العمل سينطلق في المستقبل القريب بين شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) وشركة «غازبروم» الروسية بشأن إنشاء مركز الغاز.