متعة استكشاف الطبيعة في «البندقية الخضراء»

متعة استكشاف الطبيعة في «البندقية الخضراء»
TT

متعة استكشاف الطبيعة في «البندقية الخضراء»

متعة استكشاف الطبيعة في «البندقية الخضراء»

خيم الهدوء بشكل لا يصدق على القناة الصغيرة. ويقف، إلى اليمين، طائر البلشون بلا حراك في أحد الحقول. ويحدق أحد فئران المسك الضخمة بنظرات مستكشفة عبر النباتات الكثيفة على ضفاف النهر.
تلتقي أفرع الشجر على الضفتين فوق المياه، لتُكسب أهوار ماري بويتفن ألقابًا رفيعة نوعًا ما، مثل «كاتدرائية الطبيعة» و«البندقية الخضراء».
ويعد اللقبان منطقيين لأي شخص يأتي هنا من أجل جولة بالزورق. والزوارق هي أشهر وسيلة لاستكشاف ماري بويتفن. وكانت تصنع في الماضي من خشب البلوط، أما اليوم فكثير منها يصنع من اللدائن المدعمة بألياف زجاجية. وحتى عام 1960 كان لا يمكن الوصول إلى كثير من الأماكن سوى بالزوارق، حتى إن الحيوانات والقش ومواد البناء كانت تنقل بنفس الطريقة.
وتوفر الشركات السياحية كثيرًا من الجولات بالزوارق. وأشهر المناطق لزيارتها هي أومباركادير كاردينو في مانيه القريبة من شرق كولون، التي تفتخر بكثير من الفنادق والمطاعم الحميمية والمريحة وعدد كبير من القنوات.
ويمكنك استكشاف ماري بويتفن بمفردك باتباع الممرات المائية المزودة بلافتات، أو في إطار جولة مع ما يصل إلى 10 ركاب محشورين في مقاعد ضيقة.
وهذه المنطقة تعج بالحيوانات البرية. وتعتبر فئران المسك - التي تسمى راجوندا بالفرنسية - ذات قيمة في المنطقة بسبب لحومها. ويجب اصطيادها للتحكم في أعدادها. وتعتبر لحوم الراجوندا المفرومة من الأكلات الخاصة وتباع في برطمانات في كثير من الأماكن.
وتعيش في ماريه بوتيفن أيضًا الغزلان والدببة البرية والخفافيش. وبالطبع يعد الأنقليس (ثعبان البحر) وجبة تقليدية أخرى.
ويكسر خوار البقر من حين لآخر الصمت الذي يخيم على ممرات الغابات الضيقة، خلال استكشاف المنطقة بالدراجة.
وفي ممرات الدراجات تسير بمفردك لكيلومترات في بعض الأوقات. وعند مرحلة ما سوف تضطر إلى النزول من الدراجة لعبور جسر خشبي منحدر ضيق فوق إحدى القنوات، التي تبدو مياهها البنية المائلة للرمادي تتدفق بالكاد.
وأحيانًا أخرى سوف تشاهد طائر التدرج وهو يتمايل عبر مسارات الغابة.



التّغير المُناخي يُهدّد وجهات سياحية عالمية بحلول 2034

ارتفاع درجة الحرارة ومستويات البحار يهدّد الطبيعة (غيتي)
ارتفاع درجة الحرارة ومستويات البحار يهدّد الطبيعة (غيتي)
TT

التّغير المُناخي يُهدّد وجهات سياحية عالمية بحلول 2034

ارتفاع درجة الحرارة ومستويات البحار يهدّد الطبيعة (غيتي)
ارتفاع درجة الحرارة ومستويات البحار يهدّد الطبيعة (غيتي)

يؤثر التّغير المناخي على نحو كبيرٍ بالفعل على كثير من مناطق العالم. وإذا استمر الاتجاه الحالي، فقد لا يمكن الوصول إلى بعض وجهات العطلات والسفر الشهيرة، أو ربما تتغير على نحو جذري بحلول 2034.

يُهدّد ارتفاع درجة الحرارة وارتفاع مستويات البحار والأحداث الجوية المتطرفة سكان تلك المناطق والبنية التحتية السياحية والجمال الطبيعي.

«فلوريدا كيز» في ولاية فلوريدا الأميركية (غيتي)

من بين هذه الوجهات المعرَّضة للخطر، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن «موقع توريزم ريفيو»، فإن أرخبيل «فلوريدا كيز»، الواقع في ولاية فلوريدا الأميركية، يواجه تهديدات كبيرة من ارتفاع مستوى البحر والأعاصير المتكرّرة. وبحلول 2034، يمكن أن يخسر كثيرٌ من الجزر المسطّحة أجزاء من كتلتها الأرضية، مما سيؤثّر بشكل كبير على السياحة. كما أن الشِّعاب المرجانية وهي عامل جذب رئيسي للغواصين، تضرّرت من ارتفاع درجة حرارة المحيطات وزيادة تحمض المياه.

«جزر غالاباغوس» أكثر حساسية بسبب موقعها المعزول (غيتي)

وتُعدّ «جزر غالاباغوس» أيضاً بنظامها البيئي الفريد، وهي مُدرجة على قائمة «اليونيسكو لمواقع التراث العالمي»، أكثر حساسية للتغير المناخي بسبب موقعها المعزول. ويُهدّد ارتفاع درجة حرارة المحيط النظام البيئي البحري، ويؤدي إلى ابيضاض الشّعاب، في حين يُؤثّر تغيّر أنماط الطقس على الحياة البرّية فيها. وقد تتعرض أنواع الحيوانات الفريدة التي تشكل جاذبية الجزر، للخطر على نحوٍ متزايد، ويمكن أن يضطرب توازن الجزر بشكل لا رجعة فيه.

مستقبل «فينيسيا» غامض (غيتي)

بدورها تواجه «فينيسيا»، المعروفة بأنها مدينة القنوات، مستقبلاً غامضاً؛ إذ تتأثر البلدة بانتظامٍ بالفيضانات، وهي مهدّدة من ارتفاع مستوى البحر على نحو متزايد. ومن المتوقع بحلول 2034 أن يصبح دخولها مسموحاً به للسياح فقط، أو قد يكون غير مسموحٍ به على الإطلاق.

و«المالديف»، هذه الجنة الاستوائية بشواطئها الناصعة البياض ومياهها الصافية، تدخل قائمة أكثر المقاصد المهدَّدة. وتقع الدولة الجزيرة فوق مستوى البحر، وقد يعني ارتفاعُ مستوى البحر أن تغمر المياه كثيراً من الجزر جزئياً في 2034.

ويحذّر الخبراء من أنه قد تصبح أجزاء كبيرة من المالديف غير صالحة للسكن إلا في ظل إدخال تدابير ضخمة للحماية من المناخ، خلال العقود القليلة المقبلة. وتستثمر المالديف في مشروعات الإنشاء المبتكرة للتّصدي لتهديد ارتفاع مستويات البحار.