مساعٍ كويتية ودولية تنعش مشاورات السلام.. ووفد الشرعية يطالب بسقف زمني

الفريق الأحمر: الانقلاب جرى بالتنسيق مع إيران.. والحوثيون «رأس الانفصال»

نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى اجتماعه أمس في الرياض بعدد من الشخصيات السياسية وقادة المقاومة وأعضاء المجلس الأعلى لإسناد المقاومة في إقليم تهامة (سبأ)
نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى اجتماعه أمس في الرياض بعدد من الشخصيات السياسية وقادة المقاومة وأعضاء المجلس الأعلى لإسناد المقاومة في إقليم تهامة (سبأ)
TT

مساعٍ كويتية ودولية تنعش مشاورات السلام.. ووفد الشرعية يطالب بسقف زمني

نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى اجتماعه أمس في الرياض بعدد من الشخصيات السياسية وقادة المقاومة وأعضاء المجلس الأعلى لإسناد المقاومة في إقليم تهامة (سبأ)
نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى اجتماعه أمس في الرياض بعدد من الشخصيات السياسية وقادة المقاومة وأعضاء المجلس الأعلى لإسناد المقاومة في إقليم تهامة (سبأ)

بعد قرابة يومين على تعليق المشاورات اليمنية - اليمنية للسلام في دولة الكويت، برعاية الأمم المتحدة، استأنفت اللجان الثلاث التي انبثقت عن المشاورات، عملها، مساء أمس، بعد جهود وساطة كويتية وعربية ودولية، بذلت على مدى الساعات الـ48 الماضية، لاستئناف جلسات المشاورات وعمل اللجان، بعد أن تراجع وفد الانقلابيين، أول من أمس، عن الاتفاقيات السابقة كافة بخصوص المضي في تطبيق القرار الأممي 2216.
وبحسب مصادر يمنية حكومية في الكويت لـ«الشرق الأوسط»، فقد استؤنف عمل اللجان، بعد لقاء عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس وفد الحكومة الشرعية، بالمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ونقلت المصادر عن المخلافي تأكيده على «ضرورة تثبيت الخطوات والنقاط والأطر التي يتم الاتفاق بشأنها لضمان عدم الانقلاب عليها والتراجع عنها»، وكذا «أهمية تحديد إطار وسقف زمني للمشاورات».
وأشارت المصادر إلى أنه جرى التشديد على ضرورة «التقدم في إجراءات بناء الثقة وبخاصة إطلاق المعتقلين وتثبيت حقيقي لوقف إطلاق النار عبر تفعيل لجان التهدئة المحلية، بما في ذلك ما جاء في بيان المبعوث بشأن لواء العمالقة ومحافظة تعز».
وعقد المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد اجتماعات منفردة مع الوفدين، لتقريب وجهات النظر بخصوص القضايا الخلافية، ودعا ولد الشيخ الطرفين إلى «تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى حل سلمي شامل». وقال عبد العزيز جباري، نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخدمة المدنية، عضو وفد الحكومة الشرعية إلى المشاورات إنهم يتعاطون بمرونة في المشاورات منذ انطلاقها وحتى اللحظة، وإن لدى وفد الانقلابيين «مشروعا واحدا وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كلما تحدثنا في المشاورات، عن تسليم السلاح أو الانسحابات من المدن والمؤسسات، يقولون (الانقلابيون) نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية»، مؤكدا أنه كانت توجد في اليمن «حكومة كفاءات، تم تشكيلها بناء على اتفاق وانقلبوا عليها»، وذكر جباري أن «القضية ليست في أننا لا نريد شراكة، نحن مستعدون للشراكة ولا يهمنا عدد الوزارات لأي طرف من الأطراف، ولكن ما يهمنا أن تتم الشراكة بعد استعادة الدولة والمؤسسات وتسليم الأسلحة، حينها يمكن الحديث عن الشراكة وانتخابات وغيرها في ظل الدولة»، مؤكدا أن «الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الانقلاب وسيطرته، كلام لم تقبل به القوى السياسية اليمنية مع بداية الانقلاب، أي ما بعد الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014. (تاريخ توقيع اتفاق السلم والشراكة واقتحام صنعاء)».
وأشار المسؤول اليمني إلى أن هناك بعض الانتقادات توجه إلى وفد الشرعية لعدم انسحابه من المشاورات بسبب عدم التزام وفد الميليشيات بما تم الاتفاق عليه، وأكد أن الوفد «يتعامل مع القضية بمسؤولية عالية، وندرك مدى خطورة أن نعود من الكويت من دون اتفاق ولدينا الراغبة والإرادة الكاملتين للوصول إلى سلام حقيقي ودائم وعادل، من خلال عودة المؤسسات المنهوبة والعمل في إطار كنف الدولة الضامنة للجميع، ودون التفريط في الثوابت».
إلى ذلك، قال نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن على محسن الأحمر إن الانقلاب الذي جرى في اليمن، جرى التنسيق فيما بين أطرافه (الحوثي - صالح) وإيران، وذلك بعد انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا شرعيا لليمن (21 فبراير (شباط) - نيسان 2012)، مشددا على الشرعية الواسعة المحلية والإقليمية والدولية التي يتمتع بها هادي، مؤكدا أن الانقلابيين «خطر على اليمن والمنطقة عموما»، وردا على بعض الأصوات التي اتهمت بعض الأطراف الجنوبية بـ«الانفصالية»، قال الفريق الأحمر إن «الانفصال هو في صعدة، وليس كل صعدة، والحوثي هو رأس الانفصال».
وتطرق الأحمر، خلال لقائه أمس بممثلين عن أبناء إقليم تهامة، حضرته «الشرق الأوسط»، إلى المشاورات الجارية في دولة الكويت، مشيرا إلى مماطلة وفد الانقلابيين وعدم رغبتهم في تطبيق القرار الأممي 2216. وأشاد الأحمر بموقف وأداء وفد الحكومة الشرعية وتناغمه داخل المشاورات، مؤكدا تمسك الحكومة الشرعية بالثوابت والمرجعيات «ولا تنازل عنها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».