الجيش على مشارف القصر الجمهوري في تعز

الانقلابيون يقصفون الأحياء السكنية بالمدفعية

الجيش على مشارف القصر الجمهوري في تعز
TT

الجيش على مشارف القصر الجمهوري في تعز

الجيش على مشارف القصر الجمهوري في تعز

يستعد الجيش الوطني اليمني لمحور تعز، خلال الساعات القليلة المقبلة لاقتحام محيط القصر الجمهوري في المحافظة، وذلك بعد أن نجح الجيش في السيطرة على المنشآت الحيوية لمؤسسات الدولة، الأمر الذي يمهد وفقاً لمصادر عسكرية لتحرير جميع القطاعات الرئيسية في مدينة تعز.
وقال العقيد ركن منصور الحساني، الناطق الرسمي لمحور تعز في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن الجيش نجح في التقدم بشكل متسارع في المدينة بعد معارك عنيفة خلال الثلاثة أيام الماضية، وهذا التقدم مَكَّن الجيش في محور تعز ليصبح على مشارف القصر الجمهوري الذي يمثل تحريره من قبضة الميليشيات، إعادة لهيبة الدولة وموقعها السيادي المتمثل في القصر.
وأضاف الحساني، أن الميليشيات الحوثية، وصالح، تقوم بتكثيف ضرباتها على المواقع السكنية بشكل كبير من خلال المدفعية الثقيلة، التي نتج عنه مقتل كثير من المدنيين، خصوصاً من الجهة الشرقية للمدينة التي تُعدّ مصدر قوة لهم لقربها من خط صنعاء، أب، الذي يعد الممر الرئيسي للميليشيات في إرسال الدعم العسكري والأفراد لمقاتليه في تعز، كما أن هناك بعض مخازن الأسلحة على هذا الطريق التي تعتمد عليها الميليشيات في تزويد مقاتليها.
واستطرد العقيد الحساني أن الجيش الوطني في القطاع الأول لمحور تعز، نفذ هجوماً على عدد من مواقع الميليشيات في محيط مدرسة محمد علي عثمان، وتمكَّنَ من السيطرة على جميع العمارات المحيطة بالمدرسة ومحاصرة المدرسة من جميع الاتجاهات، موضحاً أن الجيش الوطني في القطاع الثاني وأثناء عملية التقدم، تصدى لهجوم في محيط مدرسة عمار بن ياسر حاول من خلاله العدو استعادة المواقع التي فقدها في المعارك السابقة واستخراج جثث بعض عناصره.
ونجح الجيش الوطني، وفقاً للعقيد الحساني، من كسر هجوم لجيوب الميليشيات وتحرير 4 مبانٍ رئيسية شمال مدرسة عمار، كما تمكن الجيش من تطهير مدرسة عمار ابن ياسر، وهذا التقدم للجيش سيفتح كثيراً من المواقع، رغم القصف المدفعي المكثف للعدو على مواقع الجيش الوطني وأحياء المدينة المختلفة.
ولفت إلى أن هذا القصف للمدينة، خَلَّف 23 جريحاً من المدنيين في حيي الجمهوري والمحافظة، كما قصفت الدبابات موقع «سوفتيل» بأكثر من 40 قذيفة نتج عن إحداها «استشهاد» 3 صحافيين وجرح 2 آخرين، وقد تكبد العدو أكثر من 18 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى كما تمكنت مدفعية الجيش الوطني من تدمير طقم مدرع، مرجحاً أن أعداد القتلى في صفوف الميليشيات مرشحة للزيادة مع تقدم الجيش.
وتطرق العقيد الحساني، لواقع العمليات في جبهة الكدحة، التي تمكن فيها الجيش الوطني من استعادة جبل القرون بعد معارك عنيفة استخدم فيها العدو القصف المتواصل بمختلف الأسلحة وتدور المعارك حالياً في منطقة الدرب والميهال وجبل علقة، فيما تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد، وأعداد منهم فروا من جبهة القتال باتجاهات مختلفة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.