تونس: إيقاف رجلي أعمال بتهمة التآمر على أمن الدولة

اتهام «مافيا المال» بتمويل محتجين لإطالة أمد مظاهرات تطاوين

آلاف المحتجين أمام منزل القتيل الذي توفي خلال الاحتجاجات في مدينة تطاوين (رويترز)
آلاف المحتجين أمام منزل القتيل الذي توفي خلال الاحتجاجات في مدينة تطاوين (رويترز)
TT

تونس: إيقاف رجلي أعمال بتهمة التآمر على أمن الدولة

آلاف المحتجين أمام منزل القتيل الذي توفي خلال الاحتجاجات في مدينة تطاوين (رويترز)
آلاف المحتجين أمام منزل القتيل الذي توفي خلال الاحتجاجات في مدينة تطاوين (رويترز)

أوقفت السلطات التونسية ياسين الشنوفي، رجل الأعمال والمرشح لانتخابات الرئاسة سنة 2014، ورجل الأعمال المعروف شفيق جراية على خلفية تصريحات عماد الطرابلسي، صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي حول مافيا الفساد في العهد السابق، أثناء تسجيل اعترافاته لهيئة الحقيقة والكرامة (هيئة دستورية مكلفة ملف العدالة الانتقالية)، وأيضاً بناء على الاتهامات التي وجَّهَها عماد الحمامي، وزير التكوين المهني والتشغيل في حكومة الشاهد، إلى مافيا المال في تونس، وتأكيده على مدها جموع المحتجين في تطاوين بمبلغ 12 ألف دينار (نحو 5 آلاف دولار) وسيارة رباعية الدفع لمواصلة الاحتجاجات وإطالة أمدها.
ووجَّهَت السلطات لياسين الشنوفي وشفيق جراية تهمة الفساد والتآمر على أمن الدولة، وبناء عليه، تم وضعهما رهن الإقامة الجبرية في مكان رفضت المصادر القضائية والأمنية الإفصاح عنه.
وأكد سفيان السليطي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، عدم علم النيابة العامة بقرار إيقاف رجلَي الأعمال التونسيين، وهو ما عزَّز احتمال لجوء الشاهد إلى قانون الطوارئ، الذي يخوِّل للسلطات اتخاذ إجراءات استثنائية ضد الأشخاص والمنظمات في حال تقديرها وجود أخطار محتملة على أمن البلاد.
ويواجه الشنوفي ثلاث تهم فساد، أبرزها قضية تعود إلى بضع سنوات، وذلك حينما كان من أبرز المسؤولين في ميناء رادس، الذي يعد أكبر الموانئ التونسية، ومن المنتظر فتح تحقيق قضائي بشأن الأموال التي تلقاها إبان الانتخابات الرئاسية الماضية.
أما بالنسبة لشفيق جراية، المعروف بتوريد الموز خلال العهد السابق، فقد وُجِّهت إليه تهم باستغلال النفوذ واعتماده على عماد الطرابلسي، صهر بن علي، للسيطرة على هذا القطاع المهم، والاستفادة من علاقاته مع الجمارك لتنفيذ عمليات التوريد المختلفة، إضافة إلى تأثيره على المحتجين في منطقة تطاوين.
في غضون ذلك، قام رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير العدل غازي الجريبي أمس بزيارة إلى القطب القضائي المالي وسط العاصمة، واطلعا على سير العمل، وشواغل القضاة، وهذا القطب القضائي والمالي هو الذي ستعهد له مهمة البت في ملفات الفساد المالي.
ومن جهته، أكد مبروك كرشيد، وزير الدولة المكلف أملاك الدولة والشؤون العقارية، بداية إعلان حكومة الوحدة الوطنية الحرب على الفساد، مؤكداً أنها «ستتصدى للفاسدين الذين يريدون سرقة خيرات الشعب التونسي، وستحاربهم إلى آخر رمق في حياتها».
واتهم كرشيد «كبار الفاسدين الذين تعرفهم الدولة»، بالركوب على احتجاجات منطقة تطاوين ومحاولة تأجيجها والاستفادة منها في مجالات التهريب.
من جانبه، أكد الحزب الجمهوري أن القرار الذي اتخذه رئيس الحكومة بوضع عدد من المتورطين في قضايا الفساد رهن الإقامة الجبرية بموجب الفصلين 50 و51 من القانون المنظم لحالة الطوارئ، يعد «خطوة إيجابية نحو تجسيم إحدى الأولويات التي نصت عليها وثيقة قرطاج والمتمثلة في مقاومة الفساد».
من جهته، دعا ياسين إبراهيم، رئيس حزب آفاق تونس، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، إلى «حشد كل الطاقات والإمكانيات للمضي قدماً في الحرب ضد الفساد والمفسدين»، فيما طالَبَ عماد الخميري القيادي في حركة النهضة، بضرورة فهم السياق السياسي والإطار القانوني الذي اعتمدت عليه الحكومة الحالية لاتخاذ قرار إيقاف رجلي الأعمال، وتساءل إن كانت هناك إرادة حقيقية لمحاربة الفساد في إطار خطة وطنية واضحة المعالم.
أما محمد عبو، القيادي في حزب التيار الديمقراطي المعارض، فقد طالب رئيس الحكومة بضرورة العمل على سحب قانون المصالحة الاقتصادية والمالية مع رموز النظام السابق حتى لا يقع في تناقض بين محاربة الفساد من ناحية، وترك المجال لتمرير قانون يكرس الفساد على الجانب الآخر.
على صعيد آخر، أكد محمد علي البرهومي، والي تطاوين التي عرفت احتجاجات دامية خلال الفترة الماضية، استقالته من منصبه، وقال إنه قدم الاستقالة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد لأسباب شخصية وخاصة. ولم يمضِ على تكليف البرهومي في هذا المنصب الحكومي سوى 25 يوماً، حيث كُلِّف رسمياً يوم 29 أبريل (نيسان) الماضي.
وتأتي هذه الاستقالة على خلفية حالة الاحتقان التي شهدتها ولاية (محافظة) تطاوين، والمواجهات العنيفة بين قوات الأمن والمحتجين، مما أسفر عن وقوع قتيل واحد وعدد من الإصابات الخطيرة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.