* خمول مرضى الربو الشعبي
تشهد أقسام الطوارئ بالمستشفيات خلال هذه الأيام استقبال حالات زائدة عن المعتاد من مرضى الربو سببها التغيرات المفاجئة في الطقس خصوصا العواصف الرملية وهطول الأمطار والانخفاض في درجات الحرارة، مما أدى إلى استثارة نوبات الربو الحادة لديهم.
أوضح الدكتور أيمن بدر كريّم استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بجدة أن هناك قريبا من (344) مليون شخص حول العالم يعانون من الربو الشُّعبي بوصفه من الأمراض المزمنة التي ترتبط بالقصور الصحي والنفسي، والتغيّب المتكرر عن العمل، نتيجة التهاب مزمن في الشعب الهوائية، وذلك بسب التقرير الدولي لعبء المرض (عام 2014).
وتطرق الدكتور كريّم إلى مضاعفات نوبات الربو وتأثيرها على حياة المصابين، حيث أظهرت دراسة حديثة طُـبّقت على عينة من أفراد المجتمع الأميركي، ارتفاع نسبة الإصابة بالأرق المزمن والشعور بالخمول والنعاس أثناء النهار، لدى الـمرضى الذين يصعب لديهم التحكّم في أعراض الربو الشعبي، ففي عددها الصادر في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016 نشرت المجلة الطبية للكلية الأميركية لأطباء الصدر (CHEST) دراسة لتحديد نسبة المعاناة من أعراض الأرق المزمن لدى مرضى الربو، وأثر تلك الأعراض على جودة الحياة، حيث تبيّن انتشار الأرق المزمن لدى (714) من مرضى الربو الشُّعبي وصلت إلى (37 في المائة) بحسب مؤشر شدة الأرق (Insomnia Severity Index)، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإصابة بأعراض الاكتئاب والتوتّر مقارنة بغيرهم، كما ارتفع احتمال عدم التحكّم الجيد في أعراض الربو الشعبي لدى هؤلاء المرضى تحديدا إلى (2.4) ضعف، ومنها أعراض السُّعال الـمُزمن وضيق التنفّس وصفير الصدر.
وأضاف الدكتور أيمن كريّم أن من المهم ملاحظة مضاعفات الأرق المزمن لدى مرضى الربو، فإنها لا تقف عند حد المضاعفات الصحية والنفسية السابقة، بل تتجاوزها - بحسب هذه الدراسة - إلى ارتفاع تكلفة استخدام مصادر الرعاية الصحية بشكل يزيد من الضغط الاقتصادي على القطاع الطبي. وهذه الحالات تستدعي علاجات ناجعة متوفرة يتم تناولها بشكل منتظم لتثبيط الالتهاب، وتحتاج لإشراف الطبيب المختص للتحّكم في الأعراض وطبيعة المرض التي تظهر في كثير من الأحيان على شكل نوبات حادة من انقباض مجاري الهواء، تتسبب في ضيق التنفس الذي قد يؤدي إلى الوفاة.
وننصح مرضى الربو خلال هذه الأيام والأيام المقبلة التي تستمر فيها تغيرات الطقس المفاجئة بعدم التعرض للغبار أثناء هبوب العواصف الرملية والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة. وأن يتم ارتداء الكمامات الطبية الوقائية أو على الأقل استخدام منديل أو فوطة مبللة أثناء هبوب العواصف الرملية عند الوجود خارج المنزل مع ارتداء النظارة لحماية العينين. وأن يتم إغلاق الأبواب والنوافذ بطريقة محكمة لمنع دخول الغبار وتلويث هواء المنزل.
* مسكنات الألم وتعاطي المخدرات
من الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها الأطباء والعاملون في الرعاية الصحية تساهل البعض منهم في وصف مسكنات الألم وعدم البحث والتحري ما إذا تم وصف تلك المسكنات نفسها بواسطة طبيب أو أطباء آخرين في الفترة الزمنية نفسها، لما لذلك من نتائج سلبية تتيح فرصة الوقوع في الإدمان.
هذه الظاهرة الخطيرة دعت مجموعة من الباحثين الأميركيين في جامعة جورجيا في أثينا، للقيام بدراسة تم فيها تحليل معلومات أكثر من 13000 رد (استجابة) على أسئلة المسح الوطني الذي أجري حول تعاطي المخدرات والصحة. وكان هذا المسح السنوي يجمع بيانات للناس حول استخدام التبغ والكحول، الأدوية غير المشروعة، الأدوية التي تصرف بوصفة طبية، ومشاكل الصحة العقلية بين الأفراد في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 سنة وما فوق من كبار السن.
وقد وجد الباحثون في نتائج هذه الدراسة التي نشرت في مجلة السلوك الإدماني (Addictive Behaviors) في شهر يوليو (تموز) من عام 2015 أن سوء استخدام مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية غالبا ما يترافق مع وجود تاريخ حديث لتعاطي المخدرات بطريقة غير مشروعة في الآونة الأخيرة.
وعلق على هذه النتائج رئيس فريق البحث الدكتور أوريون موبراي Orion Mowbray أن الشيء الوحيد الذي عثروا عليه في دراستهم بين الناس المشاركين سواء كانوا ذكورا أو إناثا، من السود أو البيض، أغنياء أو فقراء، هو أن من كان منهم من مستخدمي المخدرات غير المشروعة، كان أيضا مسيئا لمرات كثيرة باستخدامه لمسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية.
كما وجدوا أن الناس البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 سنة وأكثر كانوا أكثر عرضة للحصول على مسكنات الألم من خلال أكثر من طبيب، بينما كان الأفراد الأصغر سنا يحصلون على المسكنات من أصدقاء أو أقارب أو تجار المخدرات.
وتأتي أهمية هذه الدراسة في أنها أثبتت إمكانية سوء استخدام المسكنات من قبل البعض، وتدعو العاملين في مجال الرعاية الصحية ومقدمي الرعاية الطبية إلى مزيد من التنسيق بينهم للحد من إمكانية الإفراط في كتابة الوصفات الطبية للأدوية المسكنة وضرورة العمل على خفض فرص إساءة استخدام مسكنات الألم التي تنتهي بهم إلى الإدمان.
وما دام أننا عرفنا كيف يتمكن هؤلاء الناس من امتلاك مسكنات الألم التي يسيئون استخدامها، فسوف يمكننا بالتالي تصميم سبل أفضل لخفض فرص حصولهم عليها.
* استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]
بين الخطأ والصواب
بين الخطأ والصواب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة