هجوم واسع لـ«داعش» على 4 مطارات عسكرية للنظام

بعد انتكاساته بالشمال

طفلة سورية أصيبت أثناء قصف النظام لمنطقة دوما شرق دمشق حيث تعالج في مستشفى ميداني أمس (غيتي)
طفلة سورية أصيبت أثناء قصف النظام لمنطقة دوما شرق دمشق حيث تعالج في مستشفى ميداني أمس (غيتي)
TT

هجوم واسع لـ«داعش» على 4 مطارات عسكرية للنظام

طفلة سورية أصيبت أثناء قصف النظام لمنطقة دوما شرق دمشق حيث تعالج في مستشفى ميداني أمس (غيتي)
طفلة سورية أصيبت أثناء قصف النظام لمنطقة دوما شرق دمشق حيث تعالج في مستشفى ميداني أمس (غيتي)

يقاتل تنظيم داعش الإرهابي المتطرف على 4 جبهات عسكرية واسعة في سوريا، مستهدفًا دفعة واحدة 4 مطارات عسكرية لقوات النظام. وتشير آخر التقارير أمس إلى أنه حقق تقدمًا في هجومه على أحد المطارات، بينما أوقفه في مطارين، ويستمر قصف التنظيم مطارًا رابعًا في ريف محافظة حلب الشرقي من مواقع تمركزه على بعد 5 كيلومترات.
مصدر سوري معارض مطلع رأى، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «داعش» يسعى عبر هجومه الحالي إلى كسب مساحات شاسعة تتضمن تحصينات جراء سيطرته على تلك المطارات العسكرية، فضلاً عن التزود بالأسلحة والذخائر التي يحتاج إليها بنتيجة تلك الهجمات، إلى جانب «كسب معنويات كبيرة في أوساط مؤيديه بالنظر إلى أنه قادر، رغم كل المعارك التي يخوضها، على تحقيق انتصارات عسكرية».
وأضاف المصدر أن التنظيم «يخوض المعارك فعليًا على 8 جبهات، بهدف إثبات أنه لا يزال قادرًا على شن الهجمات، بعدما بات محور الصراع بين الأطراف المحلية والدولية في سوريا إثر الاصطفافات الأخيرة، والتعرض لهزائم كبيرة، خصوصًا في الشمال». فهو يخوض معارك في سهل حوران بجنوب سوريا ضد فصائل المعارضة السورية، ومعارك في البادية الشرقية، حيث يهاجم مطار السين العسكري (بشرق محافظة ريف دمشق)، إضافة إلى مناوشات ضد «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقًا) في القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق. كذلك يهاجم التنظيم مواقع قوات النظام في ريف محافظة حمص الشرقي قرب مطار التي فور العسكري قرب مدينة تدمر، ومواقع النظام بريف محافظة حماة الشرقي، بجانب معركته قرب مطار دير الزور العسكري، ومعاركه في محافظة الرقة ضد ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية، وفي مدينة الباب بريف محافظة حلب الشرقي ضد قوات النظام من جهة وقوات الجيش السوري الحر العاملة ضمن عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا من جهة ثانية.
ورغم مساعي التنظيم المتطرف لإثبات قوة عسكرية، تعرض لانتكاسات كبيرة خلال الأشهر الستة الماضية. وهو يحاول التعويض عنها في «جبهات رخوة وسهلة» تتمثل في المواقع العسكرية لقوات النظام، كما يقول الخبير العسكري السوري العميد أحمد رحال لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن مهاجمة مطارات النظام في ريفي دمشق وحمص وحلب ومدينة دير الزور «هو لتحسين مواقعه العسكرية في ظل اقتراب خسارته لمدينة الباب» بريف حلب الشرقي.
ويضيف رحال: «بعد هزائمه في الباب، فإنه يسعى لتحسين موقعه تجاه الطرف الأضعف، وهو النظام»، لافتًا إلى أن «داعش» يعاني الآن من ضائقة مادية «دفعته للتوجه نحو آبار الغاز بهدف ضخ الغاز باتجاه مناطق النظام مقابل الحصول على ثمن هذا الغاز» الذي تعتبر منطقة ريف محافظة حمص الشرقي غنية به.
ويرى رحال أن النظام «مستميت لمنع (داعش) من التمدد في هذه المنطقة، كونه يعاني أيضًا من ضائقة مادية، بحيث يصبح عاجزًا عن دفع البدل المالي للغاز الذي سيضخه التنظيم نحوه، كما أنه لا يمتلك أي ذريعة لإظهار نفسه ضعيفًا أمام التنظيم، بالنظر إلى أن كل الجبهات متوقفة باستثناء جبهاته ضد (داعش)، وهو ما يسوق له بذريعة الحرب ضد الإرهاب».
ويشير رحال إلى أن التنظيم «يحاول مهاجمة مطار التيفور بريف حمص الشرقي، كونه نقطة ارتكاز يستند إليها النظام في البادية وريف حمص الشمالي الشرقي، فضلاً عن أنه قاعدة عسكرية تحوي كثيرًا من الأسلحة، وفي حال سيطر عليها التنظيم، ستصعب استعادتها منه».
وفي حين استطاع النظام وحلفاؤه الهجوم على مطار التيفور، فإنه واصل هجومه على 3 مطارات أخرى، بينها مطار السين العسكري بشرق محافظة ريف دمشق ومطار دير الزور العسكري، حيث أوقف النظام الهجوم عليه من غير أن يستطيع استعادة النقاط التي خسرها، فضلاً عن مطار كويرس بريف حلب الشرقي الذي يقصفه «داعش» من مناطق سيطرته في بلدة دير حافر ومحيطها ونقاط أخرى تبعد نحو 5 كيلومترات.
على جبهة «مطار السين» عند أطراف منطقة القلمون الشرقي بالقرب من مدينة الضمير بريف دمشق الشرقي، تواصلت المعارك أمس لليوم السادس على التوالي، كما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار «المرصد» إلى أن التنظيم هاجم المنطقة بعد تخطيط مسبق، وتمكن من تحقيق تقدم على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث سيطر على محطة واستراحة الصفا والكتيبة 559 دبابات وكتيبة الكيمياء ومواقع أخرى قريبة من المطار تقع على الطريق الواصل بين العاصمة دمشق ومعبر التنف الحدودي مع العراق، مرورًا بمنطقة الضمير. وفي المقابل، تقدمت قوات النظام واستعادت السيطرة على قرية أم الرمان على الطريق ذاته.
وذكر «المرصد» أيضًا أن الاشتباكات والمعارك المتفاوتة في العنف ترافقت مع قصف مدفعية وصاروخي من قوات النظام وحلفائها على مواقع «داعش» ومحاور الاشتباك، وسط غارات مكثفة للطائرات الحربية على مناطق الاشتباك، ولقد استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المطار، لمنع وصول عناصر التنظيم للمطار أو اقترابهم منه أكثر.
الجدير بالذكر أن منطقة مطار السين العسكري ومعمل إسمنت البادية والمعمل الصيني وكتيبة الكيمياء ومواقع أخرى لقوات النظام كانت قد تعرضت خلال شهر أبريل (نيسان) 2016، لهجوم عنيف من قبل «داعش»، تمكن خلاله التنظيم المتطرف من التقدم في كثير من المواقع والسيطرة عليها، وخطف أكثر من 170 من عمال المعامل التي هاجمها قرب المطار العسكري، بينما فر عشرات آخرون قبل وصول مسلحيه.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.