مباحثات صينية ـ سودانية لجدولة ديون بكين على الخرطوم

تجاوزت قيمتها 4 مليارات دولار

قطع نقدية ورقية صينية من فئة المائة يوان  (أ. ف. ب)
قطع نقدية ورقية صينية من فئة المائة يوان (أ. ف. ب)
TT

مباحثات صينية ـ سودانية لجدولة ديون بكين على الخرطوم

قطع نقدية ورقية صينية من فئة المائة يوان  (أ. ف. ب)
قطع نقدية ورقية صينية من فئة المائة يوان (أ. ف. ب)

تشهد العاصمة الصينية بكين الأسبوع المقبل اجتماعًا مهمًا للنظر في جدولة أو إعفاء السودان من ديونها المستحقة للصين، والبالغة نحو أربعة مليارات دولار. وكان البلدان شكلا لجنة عليا للنظر في الصعوبات التي تواجه الصينيين بالسودان، وإيجاد صيغة دائمة للشراكة عقب ترفيع العلاقة بين البلدين إلى الاستراتيجية في مايو (أيار) الماضي.
كما تنظر اللجنة رفيعة المستوى، التي يرأسها من الجانب السوداني الدكتور عوض أحمد الجاز وزير المالية والطاقة الأسبق، في نحو 100 مشروع مشترك في مجالات استثمارية مختلفة، وكيفية تسيرها بعد توقيعها وتنفيذها، خاصة مشاريع النفط والزراعة والتعدين ومنطقة التجارة الحرة المشتركة التي اختير لها ساحل البحر الأحمر.
ووفقًا لمصادر «الشرق الأوسط»، تبلغ ديون شركات النفط الصينية فقط نحو ملياري دولار، استثمرتها في إنتاج واستخراج البترول السوداني على مدى الأعوام الماضية، واضطر بعضها للتوقف والعودة لبلادها بعد انفصال الجنوب الذي توجد فيه حقول النفط.
إلا أن الدكتور عوض أحمد الجاز رئيس اللجنة، نفى مغادرة الشركات الصينية بشكل عام لبلاده، وقال إن 40 شركة صينية أوفدت خلال العام الماضي مندوبين للاستثمار في السودان بعد تشكيل اللجنة العليا بين البلدين، والتي ستنظر في مسألة الديون خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي. وأشار إلى أن اللجنة المشتركة ستنظر في التصور الجديد لتنفيذ الشراكة بين البلدين والقائم على مصلحة ومنافع الطرفين.
أما حول مسألة الديون المستحقة للصين، فقال الجاز: «اقترحنا على الصينيين جدولتها وإعطاء فترة سماح حد أدنى خمس سنوات، ويعطي ذلك فرصة للسودان لمواصلة مشاريع التنمية المختلفة»، مشيرًا إلى أن الصين تتفهم عدم استفادتها من برنامج إعفاء الديون العالمي للدول النامية، لكنهم حريصون على استمرار مشاريعهم التنموية في السودان، حيث تم الاتفاق معهم على الدخول في مشاريع استثمارية في مجالات الزراعة والطاقة والثروة الحيوانية والبنية التحتية، وتم إعطاء أولوية لمشروع مطار الخرطوم الجديد والمسالخ الكبرى. كما أن السودان وقع مع الصين اتفاقًا بأن يكون إحدى محطات سياحها الذين يتجاوز عددهم سنويًا 130 مليون سائح.
وكان وفد من رجال الأعمال الصينيين قد زاروا السودان نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لمدة خمسة أيام، ووقعوا عقب اجتماعات لمجلس أعمال البلدين على مشاريع زراعية وتعدينية وسياحية وصناعية وتجارية واتصالات وبنية تحتية، على رأسها إنشاء منطقة تجارية حرة على ساحل البحر الأحمر، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتعاون المشترك.
وبلغ عدد المشاريع التي وقعت خلال تلك الزيارة، وتم الاتفاق على تنفيذها فورا، نحو 24 مشروعًا، منها مشروع زراعي نموذجي بشمال السودان مساحته أكثر من 100 ألف فدان، خصصت لإنتاج أصناف جديدة من القمح والقطن والفواكه والخضراوات، بنظام البيوت المحمية الحديث.
ويبلغ حجم استثمارات الصين في السودان نحو 11 مليار دولار، وتتميز العلاقة بالخصوصية، ويسعى السودان ويجتهد لتطويرها في المجالات التجارية الدولية والمحلية، وبناء شراكات اقتصادية.
يذكر أن وفدًا صينيًا زار الخرطوم في الأسبوع الأخير من العام الماضي، وذلك لتفقد وتحديد المقاصد والأماكن والإجراءات السياحية في السودان، تمهيدًا لإحضار نحو مليون سائح صيني جرى الاتفاق على تفويجهم بداية العام، ضمن اتفاقيات وشراكات اقتصادية وقعت بين البلدين أخيرًا.



منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».