انفراجة في أزمة حظر التحويلات البنكية للسودان

البنك المركزي يتوعد المضاربين ويقاضي 24 شركة دواء

انفراجة في أزمة حظر التحويلات البنكية للسودان
TT

انفراجة في أزمة حظر التحويلات البنكية للسودان

انفراجة في أزمة حظر التحويلات البنكية للسودان

من المنتظر حدوث انفراج جزئي في الحظر المفروض على دخول عملات حرة للسودان قرًيبا، بعد أن وافقت الإدارة الأميركية المسؤولة عن ملف العقوبات الاقتصادية على السماح للأفراد والمؤسسات الصحية والتعليمية بتسلم تحويلات من الخارج بالعملات الحرة.
ورغم الشكوك التي تساور عددا من المصرفيين وخبراء الاقتصاد في الخطوة الأميركية، يدعمها عدم تلقي بنوك إشعارات بذلك من بنك السودان المركزي، فإن بنوكا دولية لها أفرع في السودان شرعت في تنشيط عمليات انسياب التحويلات البنكية بالعملات الحرة لعملائها في الخارج أو العملاء أصحاب الحسابات الحرة بفروعها في السودان.
وأوضح مصدر مسؤول بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، أن موافقة إدارة العقوبات الاقتصادية على السماح ببعض التحويلات البنكية للأفراد والمؤسسات التعليمية والعلاجية يأتي ضمن تدابير وحوار سوداني أميركي لحل هذه الأزمة الممتدة منذ نهاية تسعينات القرن الماضي، حيث فرضت الولايات المتحدة الأميركية حظرا وحصارا اقتصاديا كبيرا نتج منه تدهور في مرافق الدولة كافة.
وأعلنت بنوك سودانية، أمس، عبر وسائل الإعلام استعدادها لفتح حسابات للشركات والأفراد بالعملات الحرة، بشرط توريد مبلغ من الدولارات يراوح من ألفين وعشرة آلاف دولار أميركي وفقا لرؤى البنك وطريقة جذبه العملاء، وبعض البنوك تفرض 100 دولار فقط لفئة محدودة من العملاء. ويستطيع الراغب في فتح حساب بالعملات الحرة تأجير دولارات من تجار السوق السوداء المنتشرين حول مباني البنوك في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، ليكمل به عملية فتح الحساب، ثم يعيده للتاجر بأرباح متفاوتة حسب حجم المبلغ المستأجر.
وكشفت جولة لـ«الشرق الأوسط» في الخرطوم أغسطس (آب) الماضي، لفتح حساب بالعملات الحرة بالبنوك السودانية، عن أن الحظر الأميركي لمنع أي تحويلات مالية إلى الخرطوم يطبق بالكامل، وأوقفت البنوك العربية والإسلامية، التي كانت تعمل في السابق وسيطا ماليا لتحويل الأموال، التعامل مع المصارف السودانية؛ ما يعني أن قرار رفع الحظر على تحويلات السودانيين بالخارج سيحدث انفراجة في أزمة التحويلات البنكية لملايين من المواطنين خارج البلاد والذين تقدر تحويلاتهم خارج منظومة البنك بمليارات من الجنيهات.
تجدر الإشارة إلى أن بعض البنوك السودانية الشهيرة المعروفة بقدراتها المالية العالية ولديها علاقات دولية، تتعامل حاليا مع وسطاء مصارف في منطقة الخليج، تتيح لها استقبال التحويلات المالية من خارج السودان، ثم تودعها لحسابات المستفيدين بالداخل.
من جهة أخرى، يعتزم بنك السودان المركزي اتخاذ إجراءات لمحاصرة تجار العملة الذين يتحكمون في سعر صرف الدولار في السوق الأسود، تشمل حصر الموردين كل في تخصصه، ومسح لأصحاب الحسابات الحرة الشخصية والفردية والتجارية، وإعفاءات واسعة للمغتربين المقدر عدد المستثمرين منهم في الخارج بنحو 40 ألف سوداني من إجمالي خمسة ملايين في الخارج، وتقدر تحويلاتهم السنوية خارج النظام المصرفي بنحو أربعة مليارات دولار.
وأوضح مصدر مسؤول في بنك السودان المركزي لـ«الشرق الأوسط»، أن الإجراءات التي سيفرضها المركزي السوداني لمحاصرة المضاربين بالدولار الذي بلغ سعره أمس 16 جنيها، بينما سعره في البنك لا يتجاوز ستة جنيهات، ستطال جميع من يتاجر في العملة دون مبررات، خصوصا الجهات والشركات التي تمنح لها تصديقًا للاستيراد بالعملات الحرة، لكنها تستخدمها في تجارة العملة، والشركات التي منحت تصاديق لاستيراد سلع استراتيجية وحصلت على عملات حرة، ثم استخدمتها في تجارة أخرى، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن الإدارة القانونية في البنك المركزي رفعت ملفا للقضاء بمخالفات من هذا النوع ارتكبتها أكثر من 24 شركة أدوية.
وأضاف المصدر، أن الإجراءات تتضمن ملاحقة ومطاردة سماسرة العملة المنتشرون داخل مكاتب وضيعة في قلب الخرطوم وأمام مباني البنوك، بجانب مراقبة شبكات التجارة الإلكترونية لتجار العملة عن طريق هيئة الاتصالات والمعلومات.



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.