صناعة السيارات تواجه «منعرجات» اقتصادية وتقنية جديدة

وسط توقعات بدخول «ثوري» لشركات مثل «غوغل» و«آبل»

هنالك أكثر من سباق يجري لإنتاج سيارة المستقبل (أ.ف.ب)
هنالك أكثر من سباق يجري لإنتاج سيارة المستقبل (أ.ف.ب)
TT

صناعة السيارات تواجه «منعرجات» اقتصادية وتقنية جديدة

هنالك أكثر من سباق يجري لإنتاج سيارة المستقبل (أ.ف.ب)
هنالك أكثر من سباق يجري لإنتاج سيارة المستقبل (أ.ف.ب)

من جنيف إلى فرانكفورت ثم دبي، استعرضت صناعة السيارات العالمية العام الماضي الكثير من أفكار التصميم والتقنية والقيادة الذاتية. ولكنها خلف الأضواء البراقة عانت أيضا من فضائح وتحديات قلما مرت عليها في السنوات الماضية - من فضيحة بث العادم من سيارات الديزل التي تنتجها مجموعة فولكس فاغن إلى تحدي المنافسة من شركات جديدة بتقنيات متفوقة، مثل السيارات الكهربائية من شركة تيسلا واحتمال دخول شركات مثل «غوغل» و«آبل» مجال صناعة السيارات ذاتية القيادة قريبا.
ولكن الصناعة التي عبرت أكبر أزمة في تاريخها في عام 2008، تضع هذه المتاعب خلفها وتتعامل معها بهدوء بينما تقدم للمستهلك في مطلع عام 2016 خيارات غير مسبوقة بين سيارات توفر له القوة المطلقة والانفرادية، ونماذج تبهره بجمال تصميمها وأخرى توفر له الفخامة والاعتمادية في قوالب عملية.
من بين النماذج التي عرضت في معارض هذا العام، تمثل هذه النخبة أفضل ما قدمته الصناعة، ومن بينها تظهر خمس سيارات فريدة توضح فيما بينها معالم المستقبل للصناعة في مجالات التقنية والتصميم. وهي تنتمي إلى ثلاثة قطاعات مختلفة هي القطاع السوبر، وقطاع تقنيات المستقبل وقطاع السيارات العملية الفاخرة.
ولكل من هذه القطاعات خصائصه التي تختلف عن غيره من القطاعات. فالقطاع السوبر ينتج بأعداد محدودة لفئات النخبة وبأسعار لا تقل عن مليون دولار للسيارة الواحدة. أما تقنيات المستقبل فهي تظهر هذا العام في صيغة سيارات كهربائية وعدت الشركات بإنتاجها من الآن وحتى عام 2020، وهي تقدم لمحة من عالم سيارات نظيف صامت يعمل بطاقة متجددة، يتحول فيه استهلاك البترول إلى مجالات أخرى مثل توليد الكهرباء.
ولعل القطاع العملي الفاخر هو أهم هذه القطاعات على الإطلاق بالنسبة إلى المستهلك الخليجي الذي يبحث عن سيارة عائلية أو رباعية متفوقة يستخدمها في أعماله وفي رحلاته الترفيهية. ومن هذه الفئة التي تتنافس فيها معظم الشركات تتفوق ثلاث سيارات جديدة.
* القطاع السوبر
تتألق فيه السيارة ماكلارين «بي 1 جي تي آر»، وهي سيارة سوبر جاهزة للسباق على المضمار بقدرة 986 حصانا. ويحتاج من يشتريها بثمن 3.3 مليون دولار إلى التأقلم على قيادتها على مضمار الشركة قبل تسلمها، وذلك حفاظا على حياته. ويتكون التصميم العام لجسم السيارة من خلائط الكربون بقطعة واحدة مسبوكة تطلق عليها الشركة اسم «مونو كيج». وهي تعتمد على محرك في موقع متوسط من السيارة وجناح خلفي يعزز الانسيابية والثبات على سرعات عالية.
وهي ليست الوحيدة في هذا القطاع، حيث تنافسها سيارات لا تقل عنها مقدرة وقد تزيد في قوة المحرك مثل أستون مارتن فولكان وبوغاتي شيرون. وفي القطاع نفسه أيضا تتألق فيراري 488 سبايدر ولامبورغيني أوراكان. وجميع هذه السيارات السوبر ظهرت في معارض عام 2015، وبعضها لم يدخل الإنتاج بعد.
وتعد السيارة فولكان من النماذج المرموقة، حيث تعتمد على محرك جبار سعته سبعة لترات مكون من 12 أسطوانة ويوفر لها قدرة 800 حصان. واستعارت الشركة اسم قاذفة بريطانية من الحرب العالمية الثانية لهذه السيارة. وكشفت الشركة عن فولكان في معرض جنيف 2015. وهي تباع بسعر 1.8 مليون دولار.
أما فيراري 488 سبايدر فهي تنطلق بقدرة 660 حصانا وتصل إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في ثلاث ثوان فقط، وهي أقوى سيارة مكشوفة تنتجها فيراري وأكثرها انسيابية. وتحقق لامبورغيني أوراكان سبايدر سرعة قصوى تزيد على 200 ميل في الساعة، وهي تنطق بمحرك سعته 5.2 لتر مكون من عشر أسطوانات يدفعها إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 3.4 ثانية.
وفي هذا القطاع تتألق ماكلارين «بي 1 جي تي آر» بالقوة المجردة والتصميم الفريد.
* تقنيات المستقبل
في هذا المجال تتألق السيارة «ميشن إي» الكهربائية من بورشه.
وهنالك أكثر من سباق يجري لإنتاج سيارة المستقبل، التي سوف تكون في الغالب سيارة كهربائية. وفي هذا المجال قدمت شركات مثل «مرسيدس بنز» و«أودي» و«بورشه» نماذج كهربائية كسيارات تجريبية تعتزم إجراء المزيد من الأبحاث عليها لإنتاجها في المستقبل.
تقدم «مرسيدس بنز» السيارة «اي إيه إيه» بمعامل انسيابية غير مسبوق لا يزيد عن 0.19 درجة. وهي من النوع الكبير بطول خمسة أمتار ومحرك هايبرد كهربائي لا يبث أكثر من 28 غراما من عادم الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة. وهي تعد واحدة من أنظف السيارات الهايبرد في العالم. ويمكن لهذه السيارة أن تقطع مسافة 20 ميلا بالطاقة الكهربائية وحدها.
أما بورشه «ميشن إي» فقد حصلت مؤخرا على موافقة مجلس إدارة الشركة لكي تدخل مجال الإنتاج قبل عام 2020، وهي توفر تقنيات غير مسبوقة مثل الشحن اللاسلكي الذي يوفر للسيارة 80 في المائة من الطاقة في غضون 15 دقيقة فقط. وهي تنافس السيارة الكهربائية «موديل إس» التي تنتجها شركة تيسلا.
وتبني الشركة جسم هذه السيارة من الكربون والألومنيوم، مع عجلات من الكربون بحجم 21 بوصة أماما و22 بوصة خلفا. وهي تتميز بأضواء أمامية من أربع نقاط من نوع ماتريكس. وهي تعتمد على نظام دفع كهربائي بقدرة 800 فولت مكون من محركين وبطارية تبلغ طاقتها ضعف أقوى بطارية متاحة في الأسواق اليوم. وتدفع المحركات العجلات الأربع بما يعادل قدرة 582 حصانا. وتقول الشركة إن هذه السيارة تستطيع الانطلاق من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.5 ثانية وإلى سرعة قصوى تصل إلى 124 ميلا في الساعة. ويصل مدى السيارة قبل الحاجة إلى إعادة شحنها إلى 500 كيلومتر.
وهي المرشحة الأقوى كسيارة محورية في هذا القطاع نظرا للتقنيات التي توفرها وتأكيد الشركة على إنتاجها قريبا.
* القطاع العملي
تتألق فيه ثلاث سيارات هي لنكولن كونتننتال كونسبت وكاديلاك «إكس تي 5» وبنتلي بنتايغا.
ربما كانت السيارات التي عرضت في معرض دبي، وهو آخر المعارض الدولية في عام 2015، هي أبرز ممثل للقطاع العملي الفاخر الذي تأمل الشركات أن تبيعه في المنطقة. وتألقت عدة معروضات هذا العام بحيث كان من الصعب اختيار نموذج واحد يمثل أفضل ما يقدمه القطاع العملي الفاخر.
من أهم تطورات هذا القطاع عودة السيارة لنكولن كونتننتال إلى الأسواق في عام 2016، وهي سيارة كلاسيكية أميركية ذات تاريخ حافل حيث امتلك نسخ منها في الماضي الكثير من المشاهير مثل ألفيس بريسلي وفرانك سيناترا وإليزابيث تيلور.
وعرضت الشركة نموذجا تجريبيا من السيارة في دبي. وسوف يعتمد النموذج العملي على محرك من نوع ايكوبوست سعة ثلاثة لترات وست أسطوانات. ويرتبط المحرك بناقل أوتوماتيكي بست سرعات.
وهي تتمتع بجلسات وثيرة توفر مستويات متفوقة من الراحة حيث حصلت الشركة على 50 براءة اختراع خاصة بمقاعد السيارة التي يمكن ضبطها من 30 زاوية، وبها إطار يمكن ضغطه وتفريغه هوائيا لتوفير درجة الراحة المطلوبة. ووجهت الشركة الكثير من العناية للتصميم الداخلي الذي جاء باللون الأزرق القاتم والكروم المعدني.
وفي معرض دبي كشفت شركة كاديلاك عن سيارة محورية من نوع كروس أوفر ضمن علامة «إكس تي». وتحمل السيارة الجديدة اسم «إكس تي 5» وهي أول سيارة في هذا القطاع، وتصل إلى الأسواق في عام 2017.
وتفتح هذه السيارة المجال للشركة لاستغلال أفضل القطاعات نموا في السوق، وهي تعتزم تقديم أربع سيارات كروس أوفر ضمن استراتيجية النمو للشركة. وتعتمد سيارة كاديلاك الجديدة على محركات بست اسطوانات وقدرة 3.6 لتر، توفر قدرة 340 حصانا. وأفضل تقنيات السيارة كاميرات خلفية توضح صورة بانورامية لخلفية الطريق أمام السائق. ويمكن شحن الهاتف الجوال لاسلكيا في السيارة.
تعتمد بنتلي بنتايغا على محرك بنتلي الشهير المكون من 12 أسطوانة على شكل W يحقق لها انطلاقة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون أربع ثوان وإلى سرعة قصوى تصل إلى 187 ميلا في الساعة. وتصف الشركة السيارة بنتايغا بأنها الأسرع والأكثر فخامة في القطاع الرباعي الرياضي.
وتوفر السيارة تقنيات عرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية مع نظام الرؤية الليلية والتعرف على السرعات القانونية للطرق. وهي توفر أيضا نظام كروز كونترول الفعال ونظام المساعدة على صف السيارة. ويمكن لركاب المقاعد الخلفية الحصول على شاشات تسلية بحجم 10.2 بوصة يمكن خلعها من مواقعها واستخدامها للتواصل عبر شبكة الإنترنت التي توفرها السيارة. وسوف تطرح السيارة في الأسواق في بدايات عام 2016،
من السيارات العملية المرموقة التي ظهرت في معرض دبي أيضا كانت لكزس «آر إكس» في جيلها الجديد. وهي تأتي بمحركات ذات ست أسطوانات سعة 3.5 لتر مع ناقل حركة أوتوماتيكي بثماني سرعات. وهي تتميز بالتصميم الجريء وأفضل أنواعها نموذج هايبرد تقدمه الشركة بسعر مماثل للسيارة العادية وبمواصفات وإنجاز مماثل أيضا ولكن باستهلاك أقل للوقود وبث منخفض للعادم.



الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

الاقتصاد البريطاني ينكمش بشكل غير متوقع بـ0.1 % في أكتوبر

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)
ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، في الفترة التي سبقت أول موازنة للحكومة الجديدة، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، مما يؤكد حجم التحدي الذي يواجهه حزب العمال لتحفيز الاقتصاد على النمو.

فقد أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الانخفاض غير المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعاً بتراجعات في البناء والإنتاج، في حين ظلَّ قطاع الخدمات المهيمن راكداً.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقَّعون نمو الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. ويأتي ذلك بعد انخفاض بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر (أيلول) ونمو بطيء بنسبة 0.1 في المائة في الرُّبع الثالث من العام، وفقاً لأرقام الشهر الماضي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأسبوع الماضي، إن «هدف الحكومة هو جعل المملكة المتحدة أسرع اقتصاد نمواً بين دول مجموعة السبع، مع التعهد بتحقيق دخل حقيقي أعلى للأسر بحلول عام 2029».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (إ.ب.أ)

لكن مجموعة من الشركات قالت إنها تخطِّط لإبطاء الإنفاق والتوظيف بعد موازنة حزب العمال في أكتوبر، التي تضمَّنت زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني.

وقال خبراء اقتصاديون إن الانكماش الشهري الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يعني أن الاقتصاد نما لمدة شهر واحد فقط من الأشهر الخمسة حتى أكتوبر، وقد يعني ذلك أن الاقتصاد انكمش في الرُّبع الرابع ككل.

وقالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز، إن الأرقام «مخيبة للآمال»، لكنها أصرَّت على أن حزب العمال يعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح للنمو.

أضافت: «في حين أن الأرقام هذا الشهر مخيبة للآمال، فقد وضعنا سياسات لتحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ونحن عازمون على تحقيق النمو الاقتصادي؛ لأنَّ النمو الأعلى يعني زيادة مستويات المعيشة للجميع في كل مكان».

واشتكت مجموعات الأعمال من أن التدابير المعلنة في الموازنة، بما في ذلك زيادة مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، تزيد من تكاليفها وتثبط الاستثمار.

وانخفض الناتج الإنتاجي بنسبة 0.6 في المائة في أكتوبر؛ بسبب الانخفاض في التصنيع والتعدين والمحاجر، في حين انخفض البناء بنسبة 0.4 في المائة.

وقالت مديرة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاءات الوطنية، ليز ماكيون: «انكمش الاقتصاد قليلاً في أكتوبر، حيث لم تظهر الخدمات أي نمو بشكل عام، وانخفض الإنتاج والبناء على حد سواء. شهدت قطاعات استخراج النفط والغاز والحانات والمطاعم والتجزئة أشهراً ضعيفة، وتم تعويض ذلك جزئياً بالنمو في شركات الاتصالات والخدمات اللوجيستية والشركات القانونية».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة لدى «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز، إنه «من الصعب تحديد مقدار الانخفاض المؤقت، حيث تم تعليق النشاط قبل الموازنة».

وأضاف مستشهداً ببيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة: «الخطر الواضح هو إلغاء أو تأجيل مزيد من النشاط بعد الميزانية... هناك كل فرصة لتراجع الاقتصاد في الرُّبع الرابع ككل».

وأظهرت الأرقام، الأسبوع الماضي، أن النمو في قطاع الخدمات المهيمن في المملكة المتحدة تباطأ إلى أدنى معدل له في أكثر من عام في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث استوعبت الشركات زيادات ضريبة الأعمال في الموازنة.

ريفز في مركز التحكم خلال جولة في مستشفى مايدستون جنوب شرقي إنجلترا (أ.ف.ب)

وسجَّل مؤشر مديري المشتريات للخدمات في المملكة المتحدة الذي يراقبه من كثب «ستاندرد آند بورز غلوبال» 50.8 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من 52.0 نقطة في أكتوبر.

وفي الشهر الماضي، خفَض «بنك إنجلترا» توقعاته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقَّع نمواً أقوى في عام 2025 بنسبة 1.5 في المائة، مما يعكس دفعة قصيرة الأجل للاقتصاد من خطط موازنة الإنفاق الكبير لريفز.