بينما تتواصل العمليات العسكرية لتحرير مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من سيطرة تنظيم داعش، بدأت القيادات العسكرية العليا في إعطاء الأوامر عبر إرسال تعزيزات كبيرة من القوات العراقية المشتركة أمس.
وتقدمت القوات المحررة في مناطق داخل الرمادي بعد أن عبرت النهر وصولا إلى مركز المدينة، من أجل مسك الأرض في المناطق التي تمت استعادتها من سيطرة التنظيم المتطرف، وأهمها حي التأميم، المنطقة الاستراتيجية المهمة في داخل المدينة.
وأكدت قيادة عمليات الأنبار وصول التعزيزات. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «تعزيزات عسكرية من الجيش والقوات المشتركة وصلت إلى منطقة التأميم لمسك الأرض بعد استعادتها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف المحلاوي أن «القوات التي ستمسك الأرض مدربة جيدا ومجهزة بالسلاح والعتاد والآليات اللازمة». وأشار المحلاوي إلى أن «عملية تحرير مركز الرمادي ستكون من مهام الشرطة ومقاتلي العشائر من أبناء الأنبار المنضوين في الحشد العشائري، وجهاز مكافحة الإرهاب، وقواته على استعداد لتحرير مناطق جزيرة الرمادي بالكامل».
وبينما تستمر القوات العراقية في عمليات التقدم من المحور الغربي للرمادي، قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن بلاده «مستعدة لإرسال مستشارين وطائرات هجومية لمساعدة الحكومة العراقية في استعادة مدينة الرمادي»، في مؤشر على احتمال زيادة المشاركة الأميركية. وأضاف كارتر للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أن «الولايات المتحدة مستعدة لإمداد الجيش العراقي بمزيد من القدرات الفريدة لمساعدته في إنجاز المهمة المتمثلة في استعادة الرمادي، بما في ذلك إرسال طائرات هليكوبتر هجومية ومستشارين مرافقين إذا أملت الظروف ذلك، وإذا طلب ذلك رئيس الوزراء حيدر العبادي».
وأكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى العراق بيرت ماكيرك على مساعدة القوات العراقية في تحرير محافظة الأنبار، ومساعدة العراق لبناء مؤسساته بكل اﻻختصاصات. وأكد ماكيرك، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الأميركية في بغداد: «قررنا مساعدة القوات العراقية في تحرير محافظة الأنبار، وسنساعد العراق لبناء مؤسساته بكل اﻻختصاصات»، مبينا أنه «تم تخصيص مبلغ 10 ملايين دولار لإعادة إعمار الرمادي، كما تم تخصيص 1.2 مليار دوﻻر كقرض للعراق من قبل صندوق النقد الدولي من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة». وأضاف ماكيرك: «إننا نعمل بشكل جدي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحقيق الإصلاح والقضاء على الإرهاب»، موضحا أن «التوتر الحاصل بين العراق وتركيا يجب أن يحل بطريقة دبلوماسية».
وبين ماكيرك أن «عملياتنا ضد تنظيم داعش تأتي ضمن اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية»، داعيا «القوات العراقية إلى مراعاة وضع المدنيين الذين يستخدمهم (داعش) كدروع بشرية». وأوضح أن «العراق يحارب تنظيم داعش نيابة عن جميع دول العالم، لأنه سرطان يهدد جميع البلدان العربية والأوروبية»، مبينا: «إننا سنجهز القوات العراقية بمختلف أنواع الأسلحة».
ومن جانب آخر، قال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج إن «الوحدات العسكرية التي ستتحرك لاستعادة المزيد من المناطق تمهيدا لاقتحام المدينة واستعادتها، لا بد من وجود قوات أخرى بديلة لها لمسك الأرض بعد تقدمها، لذا تحرك أحد أفواج طوارئ شرطة الأنبار من قاعدة الحبانية العسكرية لمسك منطقة التأميم بعد أن تم تحريرها بالكامل من عناصر التنظيم».
وأضاف رزيج أن «الفوج مجهز بالسلاح والعتاد والآليات، وتلقى تدريبات مسبقة في قاعدة الحبانية على القتال ومسك المناطق المحررة من (داعش) في الرمادي».
ميدانيا، أعلن مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار عن مقتل 65 عنصرا من تنظيم داعش في قصف لطيران التحالف الدولي شمال مدينة الرمادي. وقال المصدر إن «الطيران الحربي للتحالف الدولي وبمساندة القوات الأمنية العراقية على الأرض تمكن من قصف عدد من الأهداف والتجمعات لعناصر تنظيم داعش في مناطق البوفراج والبوذياب والبوعثية شمال الرمادي». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «القصف أدى إلى مقتل 65 عنصرا من مسلحي التنظيم الإرهابي، فضلا عن إلحاق خسائر مادية كبيرة بالتنظيم».
من جانب آخر، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، عن مقتل 10 من مسلحي تنظيم «داعش» بعملية عسكرية شرق الرمادي. وقال جودت، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات من كتيبة الصواريخ التابعة لقيادة الشرطة الاتحادية تمكنت من تنفيذ عملية عسكرية بمنطقة حصيبة الشرقية شرق مدينة الرمادي، أسفرت عن مقتل 10 من إرهابيي تنظيم داعش». وأضاف جودت أن «العملية أسفرت أيضا عن تطهير العديد من المنازل والأبنية من سيطرة التنظيم شرق مدينة الرمادي».
بغداد تعزز مواقعها في الرمادي
وزير الدفاع الأميركي يؤكد مساعدة واشنطن لتحرير المدينة
بغداد تعزز مواقعها في الرمادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة