قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، 4 فلسطينيين في غضون أقل من 24 ساعة، وذلك بحجة «الاعتداء الإرهابي»، ووقعت 38 إصابة بالغاز و15 إصابة بالرصاص المغلف بالمطاط خلال سلسلة اشتباكات عنيفة شملت كل أنحاء الضفة الغربية المحتلة. في الوقت ذاته، كشف النقاب عن فضيحة أمنية وسياسية لدى جهاز المخابرات (الشاباك)، إذ تبين أنه كان على علم بأن خلية إرهابية يهودية تنوي تنفيذ عملية كبيرة ضد الفلسطينيين، فوضعتها تحت المراقبة ولم تعتقل أفرادها، خوفًا من كشف العميل الذي زرعته في صفوفه، فأقدمت هذه الخلية على تنفيذ العملية ضد عائلة دوابشة.
وقد سربت مصادر أمنية لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، أن الشاباك يحتجز حاليًا 3 مشتبهين بتنفيذ عملية دوابشة. ومن فحص أسمائهم، تبين أن هذه الأسماء نفسها، وردت في لائحة «المشبوهين الخطرين»، الذين يضعهم الشاباك تحت المراقبة. وتزداد المراقبة عليهم كلما اقتربوا من مناطق احتكاك مع الفلسطينيين. وكان يفترض أنهم مراقبون، عندما وصلوا إلى قرية دوما، ربما كان الشاباك سينجح في منع الجريمة، التي أحرقت فيها عائلة بأكملها، فقتل الطفل الرضيع ووالداه وبقي منها طفل لم يتجاوز السنتين.
ويتضح من هذا النشر أنه سبق عملية إحراق المنزل في دوما، تراكم معلومات استخبارية كثيرة لدى الشاباك بشأن «التمرد»، الذي يحركه مئير إيتنجر، الذي تصنفه الدائرة اليهودية في الشاباك على أنه هدفها الأول، للاستبدال بسلطة الدولة العبرية ما سماه «مملكة إسرائيل»، من خلال اللجوء إلى العنف ضد العرب.
ويتضح أيضًا أن الشاباك كان قد ضبط «وثيقة تعليمات» في بيت ناشط اليمين المتطرف موشي أورباخ، قبل العملية الإرهابية في دوما بأسابيع، تضمنت وصفًا دقيقًا لعملية إحراق منزل في القرية، وتقنيات زيادة احتمالات حرق مبانٍ بطريقة توقع ضحايا.
وشهدت مدن الضفة الغربية، أمس، اشتباكاتٍ في مختلف المناطق مع قوات الاحتلال. وقتل فلسطينيانِ بنيران الجيش الإسرائيلي، أمس، بعيد صلاة الجمعة، سقط الأول في قرية عابود والثاني في قرية سلواد، وكلتاهما في قضاء مدينة رام الله، فقد أطلقت قوات الاحتلال النار على سائق فلسطيني قرب قرية سلواد، بادعاء الاشتباه في أنه نفذ عملية دهس أسفرت عن إصابة جنديين بجروح طفيفة. وقتل السائق بعد وقت قصير متأثرًا بجراحه. أما الثاني، الشاب عبد الرحمن وجيه البرغوثي (26 عامًا)، فقد قتل جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه بادعاء قيامه بطعن مستوطن. وقالت مصادر طبية إسرائيلية إن المستوطن أصيب بجروح ما بين متوسطة وخطيرة في الجزء العلوي من جسده.
وكان قد قتل، الليلة قبل الماضية، الشاب طاهر فيصل فنون (19 عامًا) من جامعة الخليل، وابن عمه الفتى فيصل عبد المنعم فنون (15 عامًا)، إثر قيام قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص باتجاهه بادعاء محاولة تنفيذ عملية طعن. وبهذا، يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين الذي سقطوا منذ بداية الهبة الحالية في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 114.
وأصيب 14 شابًا خلال المواجهات التي اندلعت في مدينتي بيتونيا والبيرة، بين الشبان والفتية وقوات الاحتلال، في حين منعت قوى الأمن الفلسطينية المسيرة المركزية للقوى الوطنية من التوجه نحو المدخل الشمالي لمدينة البيرة. كذلك أصيب 9 فتية، 3 بالرصاص الحي، و6 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، قرب بيتونيا جنوب رام الله. وأصيب العشرات بالاختناق الشديد جراء إطلاق قنابل الغاز بكثافة. وإلى الشرق من مدينة البيرة، وفي حي جبل الطويل اندلعت مواجهات عنيفة بين الفتية وقوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغز بغزارة غير عادية. وقام جنود الاحتلال الذين كانوا متمركزين داخل مستوطنة «بسيغوت»، بمطاردة الشبان والفتية في أزقة البيرة وشوارعها، في محاولة لاعتقال الشبان، وأطلق الجنود قنابل الغاز نحو منازل المواطنين.
وإلى الشمال من مدينة البيرة، وفي حي البالوع، منعت القوى الأمنية، المسيرة المركزية التي دعت لها القوى الوطنية في المحافظة، من الوصول إلى حاجز مستوطنة «بيت إيل»، وأوقفت الشبان والفتية وحالت دون إكمال طريقهم نحو الحاجز.
من جهة ثانية، ألغى نائب المستشار النمساوي ووزير العلوم في حكومته، راينهولد ميترلهنر، زيارة مقررة إلى إسرائيل، لأن حكومتها حاولت أن تفرض عليه لقاء وزير إسرائيلي يقع مكتبه في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة. فقد رفض المسؤول النمساوي لقاء وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي، أوفير أكونيس، فألغى أكونيس اللقاء. ورد ميترلهنر بإلغاء الزيارة كلها لإسرائيل. وهذه هي المرة الثانية التي تلغى فيها زيارة كهذه. فقد سبق ذلك إلغاء زيارة وزير الخارجية البلجيكي، ديديه رايندرس، لإسرائيل، بعد أن أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يتولى حقيبة الخارجية أيضا، أنه يرفض استقبال رايندرس بسبب دوره في قرار الاتحاد الأوروبي بوسم منتجات المستوطنات في الأسواق الأوروبية.
الجيش الإسرائيلي يقتل 4 فلسطينيين في أقل من 24 ساعة
«الشاباك» تغاضى عن الإرهابيين اليهود الذين أحرقوا عائلة دوابشة
الجيش الإسرائيلي يقتل 4 فلسطينيين في أقل من 24 ساعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة