قلق حول نشر روسيا منظومة صواريخ «أس 400» الدفاعية باللاذقية

النائب السابق لرئيس أركان الجيش الأميركي: خطوة الكرملين محفوفة بالمخاطر.. وستؤثر على فعالية ضربات التحالف

قلق حول نشر روسيا منظومة صواريخ «أس 400» الدفاعية باللاذقية
TT

قلق حول نشر روسيا منظومة صواريخ «أس 400» الدفاعية باللاذقية

قلق حول نشر روسيا منظومة صواريخ «أس 400» الدفاعية باللاذقية

في خضم التصعيد بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية من طراز ساخوي 24 اخترقت المجال الجوي التركي بحسب رواية أنقرة، وهو ما نفته موسكو، شرعت روسيا باتخاذ تدابير دفاعية احترازية مثل نشر منظومات لصواريخ S-400 في اللاذقية.
وكشف شبكة اخبار السي ان ان الأميركية على موقعها، نقلا عن وكالة سبوتنيك الروسية التابعة للحكومة أن "رادار هذه الصواريخ يقوم بتغطية أراضي سوريا وكشف كل شيء يطير، كما يغطي المناطق الغربية من العراق، وإسرائيل والأردن كلها، وشمال سيناء في مصر، وجزء كبير من المجال الجوي التركي بما في ذلك أنقرة، والجزء الشرقي للبحر المتوسط".
وأكد الموقع أنه، "يصل المدى العملياتي لهذا النوع من الصواريخ إلى 250 ميلا (402 كيلومتر) وهو موجود في مدينة اللاذقية السورية، وقادر على اعتراض الأهداف الجوية سواء كانت طائرات أو طائرات بدون طيار أو حتى الصواريخ البالستية على ارتفاعات تصل إلى 30 ألف قدم".
وكان رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكي أعلن الثلاثاء الماضي، أن طراد "موسكو" المجهز بمنظومة دفاع صاروخية "فورت" المشابهة لـ"اس 300" سيرابط بالقرب من اللاذقية. قائلا "سيتم اتخاذ إجراءات لتعزيز الدفاع الجوي. ولهذا الغرض سيقوم طراد "موسكو" المجهز بمنظومة "فورت" للدفاع الجوي، المشابهة لمنظومة "اس 300" بالمرابطة مقابل سواحل اللاذقية. محذرا "من أن جميع الأهداف التي ستشكل خطرا علينا ستدمر".
ومنظومة اس 400، حسب تصنيف الناتو لها ( SA-N 6 )، هي للاستخدام من البحر بوضعية إطلاق أفقية، ومجهزة لمهاجمة الأهداف العالية السرعة والمتميزة بمناورة عالية.
وقد تم في أعوام التسعينات تحديث المنظومة وأطلق عليها اسم "سي 300 ف إم" وتميزت كصواريخ بعيدة المدى.
كما تمتلك صواريخ "إس – 400" المحمولة بحرا والتى وضعت على متن الطراد بدلاً من صواريخ "إس – 300" وسينتهي من تجهيزها بنهاية العام الحالي.
تعتبر مهمة الطراد الروسي "موسكو" الأساسية هى مهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبرى ولهذا لقب بـ "قاتل حاملات الطائرات"، وأساس قوة الطراد "موسكو" هي الصواريخ كروز المضادة للسفن من نوع P-500 والتى يبلغ مداها 550كم أو 700كم، وسرعتها 3000كم في الساعة، ورأسها الحربي يبلغ وزنه 950 كغم. ويحمل 16 صاروخا من نوع ss-n-12، و84 صاروخا مضادا للجو من نوع إس — 300، ولكن سيحل محل هذه الصواريخ 64 صاروخا من طراز "إس — 400".
وفي رد فعلها على هذه التطورات، أبدت الولايات المتحدة قلقها إزاء توظيف صواريخ إس 400 من قبل روسيا.
وقال سيدريك لايتون النائب السابق لرئيس الأركان المشتركة بالجيش الأميركي، إن خطوة روسيا الأخيرة بإرسال منظومة S-400 الصاروخية إلى روسيا تشكل تهديدا كبيرا.
جاء ذلك في مقابلة للايتون على شبكة اخبار "سي ان ان" الاسبوع الماضي، حيث قال "من الراجح جدا أن تُسقط هذه المنظومة أي طائرة، والمخاطرة الآن لا تقتصر فقط على احتمال اسقاط طائرة تركية وحسب، بل يمكن أن تسقط طائرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم داعش".وتابع قائلا "الوضع خطير للغاية الآن بوجود هذه المنظومة حيث سيتوجب على المقاتلات الأميركية وطائرات التحالف تفعيل آلياتها الدفاعية مثل منظومات التشويش الإلكتروني الأمر الذي سيصعب تأدية المهام".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.