الأنبار: القوات العراقية تمشط مركز الرمادي.. و«داعش» يحاصر 10 آلاف مدني

مقتل 4 من مساعدي البغدادي في ضربات جوية كندية

الأنبار: القوات العراقية تمشط مركز الرمادي.. و«داعش» يحاصر 10 آلاف مدني
TT

الأنبار: القوات العراقية تمشط مركز الرمادي.. و«داعش» يحاصر 10 آلاف مدني

الأنبار: القوات العراقية تمشط مركز الرمادي.. و«داعش» يحاصر 10 آلاف مدني

واصلت القوات الأمنية العراقية المشتركة، أمس، تقدمها في عمليات تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وتمكنت من عبور نهر الفرات الذي يشطر المدينة نصفين، وتحرير مبنى مجلس المحافظة، ووصلت إلى مواقع فقدتها منذ أشهر عدة في المحورين الشمالي والغربي، فيما سيطرت على مواقع رسمية مهمة على رأسها مقار محكمة استئناف الأنبار، وقيادة العمليات، والمباني الجديدة للحكومة المحلية، ومجمع القصر العدلي، وناظم الورار، وجسر عمر بن الخطاب، وأصبحت على بعد مائة متر من سد الرمادي.
جاء ذلك بعد أربعة أيام من القصف الجوي المكثف للطيران العراقي والتحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش في عمق المدينة.
وبينما تتواصل العمليات، تعاني مئات العائلات المحاصرة داخل المدينة من منع المسلحين لهم من مغادرة مناطقهم، وتهديدهم الأهالي بـ«القتل». وأشار مسؤول محلي إلى أن عدد المدنيين المحاصرين بلغ نحو 10 آلاف شخص، ودعا القوات الأمنية إلى إيجاد ممرات آمنة لخروج تلك العائلات.
وأعلن رئيس مجلس المحافظة، صباح الكرحوت، دخول القوات الأمنية ومقاتلي العشائر مبنى مجلس المحافظة، لافتا إلى أن العمليات العسكرية ما زالت مستمرة. وقال إن «القوات المشتركة تمكنت من دخول مبنى مجلس المحافظة بعد معارك واسعة مع عصابات (داعش) الإجرامية»، مبينا أن «العمليات العسكرية ما زالت مستمرة لتطهير المبنى بالكامل».
وأضاف أن «القوات الأمنية تجري الآن حملة دهم وتفتيش للمباني القريبة من المنطقة»، لافتا إلى أن «هناك أنباء عن مقتل العشرات من المسلحين».
وأشار الكرحوت إلى أن «تلك القوات تمكنت من إعادة فتح الطريق الرابط بين بغداد وناظم التقسيم، وإعادة فتح الطريق الواصل بين بغداد والثرثار، والعمليات العسكرية تجري بمساندة طائرات التحالف الدولي والطيران الحربي العراقي».
إلى ذلك، قال الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وارن في حديث صحافي لعدد من وسائل الإعلام إن «50 في المائة من ضرباتنا الجوية تتركز في الرمادي، وأسفرت عن مقتل ألف عنصر من (داعش) في عموم العراق»، موضحا أن تحرير الأنبار له أولوية لدى التحالف، ثم الرقة السورية، لافتا إلى «تزويد العراق بـ10 آلاف بندقية ومثلها من الخوذ، فضلا عن سترات واقية، وأكثر من مليون قطعة ذخيرة، و3 آلاف شاحنة لإزالة العبوات».
وأكد أن طيران التحالف نفذ حتى الآن 4 آلاف و583 ضربة جوية على مواقع التنظيم، مبينا أن الطيران الأميركي نفذ 3 آلاف و500 منها، ودعمت واشنطن القوات العراقية بمبلغ 2.3 مليار دولار.
في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني في المحافظة أن «طائرات مقاتلة كندية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في أطراف قضاء حديثة، غرب الأنبار، مما أسفر عن مقتل أربعة من المقربين من زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي؛ أبرزهم المدعو أبو طلحة الشامي، وعبد الله الأنباري، واثنان آخران يحملان جنسية عربية»، موضحا أن «التنظيم تكتم على الضربات الجوية».
وعن أوضاع المدنيين داخل مدينة الرمادي، قال نائب مجلس المحافظة فالح العيساوي، إن «تنظيم داعش منع أهالي الرمادي المحاصرين داخل المدينة من الخروج من منازلهم ومناطقهم، وهدد بقتل كل من يحاول الخروج من منزله، ومنعهم من رفع الرايات البيضاء، في حين تمكنت عائلات أخرى من الهرب والاتجاه صوب مواقع القوات العراقية».
وأضاف العيساوي أن «عدد المدنيين المحاصرين في الرمادي بلغ الآن ما يقارب 10 آلاف مدني، بينما تمكن عدد كبير منهم من الهروب من حصار المسلحين بعد انسحابهم إثر الضربات المركزة من قبل طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي، إضافة إلى تقدم قطعاتنا المسلحة من 3 محاور رئيسية للمدينة، كما أن هناك أعدادًا هائلة تقدر بـ30 ألفا من المدنيين تمكنوا من الخروج من المدينة خلال الأشهر الماضية، لكنهم منعوا من عبور جسر بزيبز وعادوا إلى الرمادي لأنهم تعرضوا لظروف إنسانية وصحية صعبة في العراء لعدة أيام، مما أدى إلى ارتفاع عدد المدنيين داخل مركز الرمادي، الذي أعاق كثيرًا تقدم القوات الأمنية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».