لبنان: إجراءات أمنية جديدة في المخيمات الفلسطينية وتدقيق الوافدين من سوريا

على خلفية التفجير الانتحاري المزدوج في الضاحية

لبنان: إجراءات أمنية جديدة في المخيمات الفلسطينية وتدقيق الوافدين من سوريا
TT

لبنان: إجراءات أمنية جديدة في المخيمات الفلسطينية وتدقيق الوافدين من سوريا

لبنان: إجراءات أمنية جديدة في المخيمات الفلسطينية وتدقيق الوافدين من سوريا

تنكب الفصائل الفلسطينية بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والأجهزة الحزبية، على تعزيز الإجراءات المتخذة داخل مخيمات اللاجئين في معظم المناطق اللبنانية، مع تركيز الجهود على مخيمي برج البراجنة وشاتيلا في العاصمة بيروت، وذلك بعيد التفجير الانتحاري المزدوج الذي هزّ أحد معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية المتاخم لمخيم البرج للاجئين الفلسطينيين الأسبوع الماضي.
ونجحت القيادات الفلسطينية ونظيرتها اللبنانية، بالقفز فوق الألغام التي أعدها المخططون للتفجير والذين سعوا ومباشرة بعد إتمام العملية، لتعميم أسماء 3 انتحاريين لفلسطينيين وسوري، معولين على فتنة سنية – شيعية، فلسطينية – لبنانية – سورية، لم تجد أرضا خصبة بعد مسارعة الجهات المعنية على دحض المعلومات المتناقلة والتأكيد على أن الأسماء المتداولة هي لأشخاص سبق أن قضوا في سوريا.
وسارع مستشفى حيفا التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وفور وقوع التفجير، لإعلان حالة الطوارئ والمشاركة في عمليات الإنقاذ، واستنفر عناصره وممرضيه وأطباءه، بينما توجه العشرات من اللاجئين للتبرع بالدم، علما أن 3 فلسطينيين كانوا في عداد قتلى التفجير الذي ذهب ضحيته ما يزيد على 43 شخصا.
وعلى الرغم من كشف التحقيقات عدم تورط أي من اللاجئين الفلسطينيين بالتفجير الأخير، فإن الاستنفار الذي حصل في صفوف عناصر حزبية تابعة لحزب الله وحركة أمل من جهة، مقابل استنفار عناصر فلسطينية متعددة الانتماءات مباشرة بعد وقوع الانفجار، دفع القيادات الفلسطينية لتعزيز إجراءاتها في إطار عملية استباقية لتفادي ضلوع أي لاجئ فلسطيني أو استخدام المخيمات في أي عمل تخريبي، خاصة وأن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق نبّه مؤخرا من تفجيرات جديدة قد تستهدف مناطق لبنانية.
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله دخلا على خط تهدئة النفوس، فرفضا تحميل اللاجئين السوريين والفلسطينيين مسؤولية تفجير برج البراجنة، وحذر الأخير من أن هناك من يحاول إحداث فتنة بين أهل الضاحية ومخيم برج البراجنة.
وتشمل الخطط الأمنية الجديدة التي وضعتها الفصائل الفلسطينية بالتنسيق مع الجهات اللبنانية المعنية كل المخيمات، إلا أنها تركّز بشكل خاص على مخيم برج البراجنة باعتباره متداخلا مع منطقة الضاحية الجنوبية حيث معقل حزب الله في بيروت.
وعُقد أكثر من اجتماع في الأيام القليلة الماضية داخل المخيم المذكور بهدف التوافق على خطوات تنفيذية سريعة للخطط التي تم اقتراحها. وقد تمت المباشرة بتعزيز القوة الأمنية المنتشرة في برج البراجنة (المخيم) على غرار ما حصل قبل نحو عام في مخيم عين الحلوة الواقع جنوبي البلاد، وهو ما أشار إليه أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، الذي تحدث أيضا عن إجراءات جديدة تمثلت بتفعيل دور اللجنة المشتركة مع الجهات المعنية في الضاحية الجنوبية (بإشارة إلى حزب الله)، كما عمليات التنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية.
ولفت أبو العردات في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّه تم أيضا تفعيل لجنة إحصاء الوافدين إلى المخيم والتي يتركز عملها على التأكد من هويات وانتماءات من يقصدون المخيم للسكن فيه، وقال: «معلوماتنا تؤكد ألا وجود لقواعد أو مراكز لتنظيم داعش في أي من المخيمات.. ونحن حريصون كل الحرص على عدم السماح لهؤلاء باستخدام المخيمات كمنطلق لأي عمل تخريبي».
وأشار ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، الذي أشار إلى سلسلة إجراءات يتم اتخاذها للحفاظ على أمن المخيمات وجوارها، تشمل تكثيف الدوريات وإحصاء النازحين الذين جاءوا من سوريا والتثبت من هويات كل الذين نزحوا من سوريا إلى المخيمات اللبنانية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.