أوباما وإردوغان يشددان على ضرورة رقابة مشددة على الحدود السورية

«الإرهاب» و«حكم انتقالي في سوريا» سيطرا على اللقاء الثنائي على هامش «العشرين»

الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان و الرئيس الأميركي باراك أوباما في صورة تذكارية قبل بدء أعمال العشرين أمس (رويترز)
الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان و الرئيس الأميركي باراك أوباما في صورة تذكارية قبل بدء أعمال العشرين أمس (رويترز)
TT

أوباما وإردوغان يشددان على ضرورة رقابة مشددة على الحدود السورية

الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان و الرئيس الأميركي باراك أوباما في صورة تذكارية قبل بدء أعمال العشرين أمس (رويترز)
الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان و الرئيس الأميركي باراك أوباما في صورة تذكارية قبل بدء أعمال العشرين أمس (رويترز)

التقى الرئيسان الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب إردوغان في أنطاليا أمس على هامش قمة العشرين المنعقدة حاليا في تركيا، والتي بدأت أعمالها أمس. وسيطرت قضايا الحرب على الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش المتطرف على أجندة اللقاء، إلى جانب مناقشة موضوع الرقابة على الحدود السورية ومنع تسلل المتطرفين من وإلى سوريا، في الوقت الذي فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من الشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب على الحدود التركية - السورية مما أدى إلى إصابة خمسة شرطيين بجروح.
وقال إردوغان عقب اللقاء إن قادة الدول وحكومات العشرين دولة الأكبر اقتصاديا في العالم سيوجهون رسالة قوية وصارمة حول مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات الدامية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي، وأوقعت 132 قتيلا ومئات الجرحى. وأضاف: «ردنا على الإرهاب سيكون قويا وصارما، وسيكون عبر قمة العشرين».
إلى ذلك، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس بـ«مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم داعش، متحدثا على هامش قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في أنطاليا بتركيا بعد يومين على اعتداءات باريس الدامية.
وقال أوباما للصحافيين بعد لقاء مع نظيره التركي: «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف ضد جماعة داعش الإرهابية لضمان انتقال سلمي في سوريا، والقضاء على (داعش) كقوة يمكنها أن تتسبب في كثير من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة وأنحاء أخرى من العالم».
واتفق أوباما وإردوغان على تقديم الدعم لفرنسا في تعقب مرتكبي اعتداءات باريس وتعزيز حملة «القضاء» على تنظيم داعش، وأدان الرئيس الأميركي إطلاق النار والتفجيرات في باريس التي وقعت ليل الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، كما أدان التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في أنقرة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) وأودى بحياة 102 شخص.
وأضاف أوباما: «قتل الأبرياء على أساس آيديولوجية مشوهة ليس اعتداء على فرنسا أو تركيا فقط، بل هو هجوم على العالم المتحضر»، مشيرًا إلى أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستعمل على زيادة الضغط على تنظيم داعش، وسيسعون إلى حلّ القضية السورية بالطرق السياسية، مفصحًا في هذا السياق عن أنّه بحث مع إردوغان التطورات الحاصلة في اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بالقضية السورية، أول من أمس في فيينا.
كما تطرّق أوباما إلى أزمة اللاجئين، موضحًا أنّ الولايات المتحدة الأميركية قدّمت مساعدات إنسانية كبيرة للاجئين السوريين، وأنّ بلاده ستقدم مزيدا من المساعدات إلى تركيا ودول القارة الأوروبية، وأنها ستعمل على تخفيف عدد اللاجئين.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعتذر عن المشاركة في قمة مجموعة العشرين، وقرر البقاء في باريس للتعامل مع تداعيات الاعتداءات التي ضربت بلاده. وحول ذلك قال أوباما: «أنا متأكد أنه كما قلنا جميعا للرئيس هولاند والشعب الفرنسي، نحن ندعمهم في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.