أطاحت المقاومة الشعبية في مأرب وصرواح، شمال اليمن، بعدد من ضباط الحرس الجمهوري، المتورطين في زرع الألغام بكميات كبيرة في مناطق المواجهات العسكرية التي تراجعت منها ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، وكشفت التحقيقات التي أجرتها المقاومة الشعبية، أن الضباط المتورطين في زراعة الألغام، يتبعون إداريا «معسكر النور» في صنعاء، وقدموا إلى الجبهات العسكرية بطلب من القيادات الميدانية، لنشر الألغام في المواقع التي ينسحبون منها، بهدف منع تقدم الجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، فيما عثر مع الضباط على خرائط جغرافيا، وصناديق محملة في عربات نقل معبأة بالألغام وجاهزة للاستخدام.
وبحسب اعترافات الضباط، فإن كميات من هذه الألغام وصلت من خارج اليمن، لدعم ميليشيا الحوثيين في حربهم ضد الشرعية، وأنهم حصلوا على معلومات متعددة حول آليات نشر هذه الألغام بشكل يمكن الميليشيا من حجز المقاومة الشعبية ووقف تقدمها نحو المدن التي تسيطر عليها.
وفي حين لم تتضح الجهة التي قامت بتزويد الميليشيا بهذه الكميات من الألغام، أكد مصدر عسكري، أن إيران هي الجهة الداعمة لميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح منذ أن اندلعت الحرب، من خلال عمليات التهريب التي تمكنت قوات التحالف العربي من ضبط كثير منها، لافتًا إلى أن هذه الكميات من الألغام لم تكن موجودة لدى الجيش قبل الانقلاب على الشرعية.
وأشار المصدر إلى أن الحوثيين أدركوا في الآونة الأخيرة أهمية نشر الألغام من أكثر الموانع فاعلية، الذي ينعكس على تأخر تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني، خصوصًا أن هذه الألغام أقل تكلفة من الموانع العسكرية الأخرى، ويسهل نشرها بحسب الخرائط الجغرافية، التي حصلت الميليشيا عليها من قبل جهات أخرى لتنفذها في مناطق النزاع العسكري أو تلك التي تتراجع عنها الميليشيا.
ولفت المصدر، إلى أنه خلال الفترة الماضية، تبين للمقاومة الشعبية وخبراء نزع الألغام، أن الميليشيا تقوم بزرع الألغام بطريقة عشوائية يصعب تحديد مساراتها، وليس كما هو معمول في الحروب العسكرية التي تجرى بين الجيوش النظامية، وتنشر بكميات كبيرة يصعب استخلاصها في وقت سريع، الأمر الذي يساعد ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح على استهداف المقاومة الشعبية، وهذه الاستراتيجية لا بد أن يكون أفراد الميليشيا أو ضباط الحرس الجمهوري قد تدربوا عليها في وقت سابق قبل عملية التنفيذ.
وفي سياق متصل، تجددت المعارك في صرواح، بين المقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف العربي، وميليشيا الحوثي، التي حاولت أن تدخل للمدينة من الجهة الشرقية، بعد أن سيطرت المقاومة على 80 في المائة منها، وتمكنت المقاومة من صد الهجوم وتكبيد الحوثيين خسائر كبيرة، فيما شهدت مديرية «الجراحي» في إقليم تهامة، مواجهات مباشرة بين المقاومة الشعبية وعناصر ميليشيا الحوثيين، ونجحت المقاومة في قتل عدد كبير من الميليشيا.
وقال عبد العزيز كوير، مسؤول الجيش الوطني في مأرب القديمة لـ«الشرق الأوسط»: «إن المقاومة الشعبية والجيش الوطني نجحت خلال الساعات الماضية الهجوم بالتنسيق مع طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في صد هجوم لميليشيا الحوثي على المدنية، التي تسعى من خلاله للسيطرة على أجزاء من المدينة بعد انسحابها، خصوصًا أن غالبية المدينة أصبحت خاضعة للمقاومة الشعبية».
وحول الإطاحة بضباط الحرس الجمهوري المتورطين في زرع الألغام، قال كوير: «إن المقاومة الشعبية نجحت في عمل كمين عسكري للإطاحة بضباط الحرس الجمهوري في مواقع متفرقة، وتبين أن الضباط هم المسؤولون عن زرع الألغام في جميع المدن، قبل عملية انسحاب الميليشيا، كما ضبط بحوزتهم على كميات كبيرة من الألغام وخرائط جغرافية وأخرى عسكرية لضواحي عدد من المدن التي كان من المقرر أن تكون هدفا لزرع الألغام».
من جهته، قال عبد الحفيظ الخطامي، صحافي وناشط اجتماعي «إن ميليشيا الحوثي اقتحمت صباح أمس، المدارس في الحديدة (بنين، وبنات) وأرغموا الطلاب في طابور الصباح على ترديد (الصرخة)، ترافقهم قناة المسيرة الذراع الإعلامية لميليشيا الحوثيين، وبثها لإيهام المجتمع الداخلي والخارجي أن تهامة تقف مع الميليشيا، وقد شهدت هذه المحاولة رفض الطلاب ترديد ما يطلب منهم، رغم تهديد السلاح، الذي دفع بالطلاب للخروج من المدرسة.
المقاومة تلقي القبض على ضباط الحرس الجمهوري المتورطين في زرع الألغام
اشتداد المعارك في «صرواح».. والانقلابيون يلاحقون أعيان الإقليم
المقاومة تلقي القبض على ضباط الحرس الجمهوري المتورطين في زرع الألغام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة