يأتي قرار الولايات المتحدة بوضع قوة مكونة من 50 مستشارا عسكريا في سوريا، بعد أسابيع على إلقائها ذخيرة للجماعات المتمردة في شمال سوريا. وتغيرت استراتيجية واشنطن في سوريا من محاولة تدريب المقاتلين خارج البلاد إلى تزويد الجماعات التي يقودها القادة الأميركيون بالأسلحة. وفي الوقت ذاته، صعدت الولايات المتحدة من دعمها للمعارضة، يوم السبت، بتعهدها بتقديم مبلغ 100 مليون دولار على هيئة مساعدات جديدة. وأعلن نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، عن مساعدة إضافية بقيمة 100 مليون دولار للمعارضة السورية، وذلك خلال مؤتمر «حوار المنامة» للأمن الدولي.
وسوف تدعم الأموال الأميركية الجديدة المجالس المحلية ومجالس المحافظات ونشطاء المجتمع المدني وخدمات الطوارئ، وغيرها من الاحتياجات على أرض الواقع داخل سوريا.
ويتزامن وعد الولايات المتحدة بتقديم الأموال – التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها ترفع المبلغ الذي تعهدت به واشنطن للمعارضة منذ عام 2012 إلى 500 مليون دولار – مع إتمام المحادثات الدولية لمتابعة جهود السلام الجديدة التي تشمل الحكومة المدعومة من إيران وجماعات المعارضة. واجتمعت القوى العالمية والمتنافسون الإقليميون، في فيينا، للتوصل إلى حل للصراع في سوريا المستمر منذ أكثر من أربع سنوات ونصف السنة، والذي تفاقم من جراء التدخل الروسي الشهر الماضي بحملة جوية مكثفة.
وتركت المفاوضات السؤال الشائك المتعلق بموعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، ولم يكن من الواضح إذا ما كان هو أو الجماعات المعارضة المختلفة التي تقاتل من أجل الإطاحة به، سوف يوقعون على أي اقتراح سلام. ومن المتوقع انعقاد جولة جديدة من محادثات السلام في غضون أسبوعين. وتوقع بلينكن أن التدخل العسكري الروسي في سوريا – رغم أنه يعتبر على نطاق واسع بمثابة إشارة قوية لدعم الأسد – يمكن أن ينتهي بتحفيز موسكو على العمل نحو التحول السياسي الذي يطيح بالأسد من السلطة.
وأضاف بلينكن: «لا تستطيع روسيا أن تواصل هجومها العسكري ضد كل شخص يعارض حكم الأسد الوحشي. لكن هذا في أحسن أحواله يمنع الأسد من السقوط». وتوقع أن «المستنقع» جلب روسيا بعمق إلى الصراع، إلى جانب حلفاء سوريا، إيران وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، وهذا ينفر المسلمين السنة في المنطقة وفي روسيا نفسها على حد سواء.
ويأتي قرار إرسال قوات أميركية إلى سوريا بعد شهر من بدء روسيا شن غارات جوية ضد المعارضة في البلاد. وتعرضت روسيا لانتقادات لأن الغارات تستهدف فيها يبدو أي معارضة لنظام الأسد بشكل عشوائي.
وفي يوم السبت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في لندن، إن ما لا يقل عن 64 شخصا – من بينهم 28 طفلا – قُتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية على أيدي الجيش السوري والغارات الجوية الروسية في محافظة حلب الواقعة شمال البلاد. وأضاف المرصد أن القوات الحكومية السورية المدعومة بغطاء جوي روسي كثفت عمليات القصف ضد المعارضة في جميع أنحاء البلاد.
*خدمة {واشنطن بوست}
خاص بـ {الشرق الأوسط}
أميركا تتعهد بـ100 مليون دولار إضافية لدعم المعارضة السورية
تدعم الأموال الجديدة المجالس المحلية ونشطاء المجتمع المدني وخدمات الطوارئ
أميركا تتعهد بـ100 مليون دولار إضافية لدعم المعارضة السورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة