قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إنه لن يسمح بالانجرار إلى المربع الذي تريده إسرائيل في المواجهات الحالية في الأراضي الفلسطينية، وإنما عبر المقاومة الشعبية فقط.
وأضاف عباس في كلمة له في افتتاح أحد الأبراج في رام الله: «لن نستعمل العنف ولا القوة، نحن مؤمنون بالسلام وبالمقاومة الشعبية السلمية، فهي حقنا ويجب أن نستمر فيها ما دام هناك عدوان». وتابع: «نحن لا نعتدي على أحد، ولكن لا نريدهم أيضا أن يعتدوا علينا، نريدهم أيضا ألا يدخلوا المسجد الأقصى المبارك. ونحن نشد على أيدي إخواننا الذين يحمون الأقصى، والذين يعانون كثيرا في سبيل حمايته، ولكن نقول للحكومة الإسرائيلية ابتعدوا عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية. نحن نريد السلام وأيدينا ستبقى ممدودة للسلام رغم كل ما نعانيه منكم، لأننا في النهاية طلاب سلام، وإذا حصل السلام هنا فإنه سيشمل كل العالم».
وحمل عباس إسرائيل المسؤولية عن «الفوضى»، قائلا إن عدم تطبيقها للاتفاقات والالتزامات يجر إلى الفوضى التي تجري الآن وقد تجري لاحقا.
وجاءت تصريحات عباس ضد استخدام العنف، فيما نفذ فلسطينيون 3 عمليات طعن لإسرائيليين في القدس وتل أبيب والخليل مستهدفين جنودا إسرائيليين ومستوطنين في مؤشر على ازدياد العمليات من هذا النوع التي بلغت 8 في يومين.
وهاجم فلسطيني مجندة إسرائيلية في تل أبيب، قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، وطعنها بأداة حادة، وأصاب ثلاثة آخرين بجروح قبل أن يطلق الجيش الإسرائيلي النار عليه ويقتله. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شابا صغير السن طعن المجندة الإسرائيلية وأصابها بجراح خطرة وخطف سلاحها وطعن آخرين قبل أن تقتله القوات الإسرائيلية الموجودة في المكان. وقبل ذلك بساعات نفذ فلسطيني عملية طعن أخرى في القدس بالقرب من مقر الشرطة العام في الشيخ جراح وأصاب مستوطنا بجروح خطيرة.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشاب الفلسطيني صبحي إبراهيم أبو خليفة (18 عاما) من سكان مخيم شعفاط في القدس، وتم نقل المستوطن لمستشفى «تشعاري تصديق» في القدس لتلقي العلاج.
وقال قائد شرطة القدس الميجر جنرال موشيه إدري، إن أفراده نجحوا في السيطرة على الشاب بعد فترة قصيرة من مطاردته وإن قواته على أتم الجاهزية للتعامل مع جميع السيناريوهات. ووضعت الشرطة ستة أجهزة لفحص المعادن في البلدة القديمة في القدس وذلك للتعامل مع تدهور الأوضاع الأمنية وفي أماكن أخرى.
وفي الخليل نجح فلسطيني في طعن أحد حراس مستوطنة «كريات أربع» قبل أن يفر من المكان، ووصفت منظمة «نجمة داود الحمراء» الإسرائيلية حالته بالخطيرة بعد أن تلقى عدة طعنات في ظهره.
واستمرت أمس المواجهات العنيفة بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة في الضفة الغربية في رام الله وبيت لحم والخليل ونابلس.
وأعلن وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد، أن حصيلة قمع الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات السلمية الأخيرة بلغت حتى صباح الأمس، 5 «شهداء» بينهم طفل، ونحو 750 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى مئات الإصابات بالاختناق من قنابل الغاز، ويضاف إليهم الشاب الذي قتلته إسرائيل في تل أبيب ليصبح العدد 6.
وأضاف وزير الصحة في بيان «إن عدد الإصابات بالرصاص الحي بلغ 140 إصابة، فيما سجلت 360 إصابة بالرصاص المطاطي، بينما بلغ عدد المصابين الذين وصلوا مستشفى المقاصد 150 بالرصاص الحي والمطاطي».
وأشار عواد إلى أن عدد الإصابات بالضرب من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين بلغ 90 إصابة، فيما سجل 18 اعتداء على سيارات الإسعاف، وإصابة 20 مسعفا ومتطوعا في تقديم الإسعافات الأولية للمصابين في المسيرات السلمية.
وأضاف أن الأحداث الأخيرة شهدت اعتداء المستوطنين على طاقم طبي من مستشفى سلفيت مكون من طبيب وممرض واختصاصي تخدير أثناء توجهه لعمل، فيما اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى العربي التخصصي في نابلس، واختطفت المريض كرم رزق 23 عامًا وهو على سرير الشفاء. وعن الذخيرة المستخدمة في قمع المسيرات، قال وزير الصحة إن قوات الاحتلال استخدمت الرصاص الحي بأنواعه المختلفة، وقد وُجه إلى المناطق العلوية من أجساد المواطنين، ما يعني أن الرصاص أطلق بقصد القتل أو إحداث الإعاقة، حيث استخدم الاحتلال رصاص «التوتو»، ويُطلق من بندقية تسمى «روجر»، ويُعين قناص خاص لهذه المهمة.
ونددت الحكومة الفلسطينية أمس بـ«الجرائم» التي ترتكبها «قوات الاحتلال تحت سمع وبصر العالم الذي يرفض محاسبة إسرائيل، ويصر على معاملتها كدولة فوق القانون، ولم يحرك ساكنًا لمحاسبة الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها على قرارها بالتشريع لقوات الاحتلال بعمليات قتل واغتيال الأطفال والمواطنين العزل الذين أصبحوا هدفًا ثابتًا لعمليات الإعدام الميداني وللقتل بدم بارد التي نشهدها يوميًا بحجج واهية زائفة».
وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن الحكومة تدعم الهبة الشعبية السلمية، و«حق شعبنا في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وحقه المشروع في المقاومة بكافة الوسائل التي أقرتها الشرعية الدولية لشعب يقع تحت الاحتلال، ويتعرض للقتل والعدوان».
وفي هذا الوقت، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بـ«ضرورة تحرك الأمم المتحدة بشكل عاجل من أجل توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا المدنيين العزل، في ظل التصريحات والدعوات العلنية إلى التحريض على قتل أبناء الشعب الفلسطيني وتصفية قضيتهم، وأخرها تصريح رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة نير بركات الذي دعا فيه السكان المدنيين الإسرائيليين ممن يمتلكون ترخيصًا بالسلاح إلى حمله وحتمية استخدامه». وعد عريقات تصريح بركات دعوة صريحة ومفتوحة للقتل المباشر تحت ذريعة حماية النفس، وحذر من «تبعات هذه التصريحات على حياة وأرواح مئات الآلاف من أبناء شعبنا المدنيين العزل في مدينة القدس المحتلة وباقي أرض دولة فلسطين». وقال عريقات: «هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها سلطات الاحتلال بالدعوة إلى حمل السلاح، فإسرائيل كان لديها جيشان لدولتها المحتلة، ميليشيات مسلحة من المستوطنين ترعاها وتحتضنها دولة الاحتلال، بالإضافة إلى قوات جيش الاحتلال، ولكن سيصبح لديها الآن جيش ثالث من المدنيين الإسرائيليين المسلحين».
وكان بركات دعا سكان القدس من الإسرائيليين بحمل سلاحهم طوال الوقت من أجل زيادة الشعور بالأمن عند السكان.
وأضاف بركات خلال مقابلة مع موقع «والا» الإسرائيلي «نحن نرى خلال الأحداث الأخيرة، في القدس وفي جميع أنحاء البلاد، أن المواطنين حاملي السلاح وجنودا سابقين ذوي خبرة قتالية يعرفون كيفية التصرف» في حال وقوع هجوم.
مضيفا: «هذا مهم جدًا للأمن والشعور بالأمن».
عباس: لن ننجر إلى المربع الذي يريده الإسرائيليون
3 عمليات طعن لإسرائيليين في القدس وتل أبيب والخليل.. ورئيس بلدية القدس يدعو المستوطنين لحمل السلاح
عباس: لن ننجر إلى المربع الذي يريده الإسرائيليون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة