التحالف يستهدف معسكر قوات الأمن الخاصة بصنعاء.. ويواصل دك معاقل «الحرس الجمهوري»

المعسكر كان مخزنًا لكميات هائلة من الأسلحة والذخائر

دخان يتصاعد من معسكر قوات الأمن الخاصة في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من معسكر قوات الأمن الخاصة في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (أ.ف.ب)
TT

التحالف يستهدف معسكر قوات الأمن الخاصة بصنعاء.. ويواصل دك معاقل «الحرس الجمهوري»

دخان يتصاعد من معسكر قوات الأمن الخاصة في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من معسكر قوات الأمن الخاصة في صنعاء بعد استهدافه من قبل قوات التحالف أمس (أ.ف.ب)

لقي العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، أمس، مصرعهم في سلسلة غارات نفذتها طائرات التحالف واستهدفت عددا من المواقع في العاصمة صنعاء، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغارات المكثفة استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي - سابقا) في «ميدان السبعين يوما»، في جنوب العاصمة، وإن انفجارات مدوية سمعت في أرجاء المكان، إضافة إلى استمرار اشتعال النيران لساعات طويلة، وقدرت معلومات أولية عدد القتلى في صفوف قوات الأمن الخاصة والميليشيات الحوثية جراء الضربات، بأكثر من 50 قتيلا ونحو 200 مصاب، وأشارت المعلومات إلى أن حجم الانفجارات كان مدويا، بما يوحي بوجود كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت مخزنة هناك، وتعد قوات الأمن الخاصة واحدة من المعسكرات والمؤسسات الأمنية والعسكرية في اليمن التي لعبت دورا في دعم تمرد الحوثيين، فقد كانت هي من أشعلت فتيل المواجهات المسلحة في محافظة عدن، عندما تمرد قائدها في عدن العميد عبد الحافظ السقاف على قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، قبل أن تتدخل قوات الجيش الموالية للشرعية وتسيطر على المعسكر، ثم اندلعت مواجهات شاملة، كما تعد فروع قوات الأمن الخاصة واحدة من الركائز الأساسية في الصراع المسلح الجاري في اليمن، والذي يتمثل في الانقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية برئاسة خالد محفوظ بحاح، ودوت انفجارات عنيفة أخرى في معسكرات الحرس الجمهوري (سابقا) في جبل «فج عطان» بجنوب صنعاء، وهو الجبل الذي تواصل طائرات التحالف استهدافه منذ أسابيع وفي كل مرة يغير عليه الطيران، تحدث انفجارات عنيفة ومدوية.
وشن طيران التحالف، أمس، غارات كثيرة على مواقع المسلحين الحوثيين في عدد من المحافظات، وسقط العشرات من القتلى والجرحى في قصف مماثل استهدف محافظة حجة الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وعلمت «الشرق الأوسط» أن المواقع التي استهدفها الطيران، في حجة، كانت عبارة عن معسكرات مصغرة يجمع فيها الحوثيون المقاتلين الجدد الذين يتم تجميعهم من مديريات المحافظة التي تنقسم بين جبلية وسهلية تهامية، وجاء تكثيف الضربات الجوية على مواقع المتمردين، بالتزامن مع المواجهات العسكرية المسلحة التي على أشدها في عدد من الجبهات، وتشير مصادر محلية إلى أن جبهة محافظة مأرب، في شرقي البلاد، تشهد أشرس المواجهات بين القوات الموالية لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، من جهة أخرى، وحسب مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط»، فإن المقاومة الشعبية في مأرب تحقق تقدما ملحوظا لليوم الثالث على التوالي في المواجهات، وأشاد المصدر بتكاتف قبائل مأرب في صد ما وصفه بـ«العدوان والغزو لقوات الحوثي وصالح للسيطرة على المحافظة وإخضاعها بقوة السلاح لسيطرتهم وجعلها حديقة إيرانية خلفية في اليمن»، بحسب تعبير المصدر، الذي سخر من تعيين محافظ جديد لمحافظة مأرب، بدلا عن الشيخ سلطان العرادة، المؤيدة للشرعية الدستورية.
على صعيد آخر، رد الحوثيون على قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي بتعيينات في الجيش والأمن والسلك الدبلوماسي وغيرها، بإجراء تعيينات لعدد من المحافظين في عدد من المحافظات، وأصدرت القرارات ما تسمى بـ«اللجنة الثورية العليا»، وهي اللجنة التي شكلها الحوثيون عقب السيطرة على صنعاء في سبتمبر (أيلول) المنصرم وتعمل وفقا لما سمي الإعلان الدستوري، غير المعترف به داخليا وخارجيا، ونصت تلك القرارات على تعيين محافظين من الموالين لهم وللرئيس المخلوع علي صالح، وتوقعت مصادر في صنعاء أن يمضي الحوثيون في إجراء تعيينات بالتزامن مع التعيينات التي يجريها الرئيس هادي.
من ناحية ثانية، شيعت جماهير غفيرة في محافظة ذمار، جنوب صنعاء، أمس، جثماني الصحافيين عبد الله قابل ويوسف العيزري واللذين قتلا في القصف بعدما وضعتهما ميليشيات الحوثيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وما زالت كثير من المنظمات الحقوقية تبحث في تفاصيل هذه الجريمة التي جرى التنديد بها على نطاق واسع، وفي السياق ذاته، كشفت أسر عدد من المعتقلين من قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي أن ذويهم جرى وضعهم في معتقلات بجبل نقم الذي يعد أحد أهم المواقع الاستراتيجية والعسكرية في صنعاء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».