قوات سعودية ترفع درجة الجاهزية لمواجهة الإرهاب في المناطق الجبلية

الأمير محمد بن نايف يرعى فعاليات تمرين قوات الطوارئ الخاصة «صولة الحق 7»

الأمير محمد بن نايف يؤدي التحية لجنود قوات الطوارئ الخاصة حيث رعى التمرين المشترك «صولة الحق 7» أمس (تصوير: خالد الخميس)
الأمير محمد بن نايف يؤدي التحية لجنود قوات الطوارئ الخاصة حيث رعى التمرين المشترك «صولة الحق 7» أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

قوات سعودية ترفع درجة الجاهزية لمواجهة الإرهاب في المناطق الجبلية

الأمير محمد بن نايف يؤدي التحية لجنود قوات الطوارئ الخاصة حيث رعى التمرين المشترك «صولة الحق 7» أمس (تصوير: خالد الخميس)
الأمير محمد بن نايف يؤدي التحية لجنود قوات الطوارئ الخاصة حيث رعى التمرين المشترك «صولة الحق 7» أمس (تصوير: خالد الخميس)

بدأت قوات عسكرية سعودية متخصصة، بأعلى درجات الجاهزية، تنفيذ فرضيات عسكرية على مدار 4 ساعات متواصلة أمس، تحاكي فيها محاربة التنظيمات الإرهابية في المناطق الجبلية.
وأمام الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، استعرضت قوات الطوارئ الخاصة مهارة الرماية التكتيكية، وعددا من عروض مهارات القوات الخاصة في التدريب وقوة التحمل، وعروض المهارات الميدانية القتالية، وعروض مهارات خريجي دورة مكافحة الإرهاب التأسيسية للضباط الخريجين، كما شاهد فرضية اقتحام مزرعة محاطة بمنطقة جبلية تتحصن بها مجموعة من الإرهابيين، وفرضية اقتحام حي سكني تتحصن به مجموعة من المطلوبين أمنيًا، بالإضافة إلى عرض مرئي لشيلة «صوت الحق 7» لقوات الطوارئ الخاصة، تبعه نشيد «شهداء الواجب» مع «أبناء الشهداء».
ورعى الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، بمحافظة ضرما أمس، فعاليات التمرين التعبوي لقوات الطوارئ الخاصة «صولة الحق 7» بعنوان: «جنود مخلصون للوطن محبون».
وقال الفريق عثمان بن ناصر المحرج، مدير الأمن العام، في كلمته، إن التمرين درس عسكري أمني ميداني، في أهدافه وفرضياته يجسد ما وصلت إليه قوات الطوارئ الخاصة من تقدم في مهاراتها المختلفة.
حضر الحفل الأمير خالد بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير الدكتور بندر بن عبد الله بن مشاري مساعد وزير الداخلية للشؤون التقنية، والأمير منصور بن محمد بن سعد وكيل الوزارة لشؤون المناطق، والأمير يزيد بن سعود بن عبد العزيز مدير الشؤون الإعلامية، والشيخ فهد بن محمد آل عبد الله رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام، وعبد الله بن صالح الحماد مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية، وعبد الله بن عبد الكريم العيسى وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية، والدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية، وصالح بن منيع الخليوي مدير عام الجمارك، والدكتور جمعان بن رشيد رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم الحصين رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، والدكتور خالد بن عبد المحسن المحيسن رئيس هيئة مكافحة الفساد، وناصر بن عبد الله العبد الوهاب وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية، والفريق أول سعيد بن عبد الله القحطاني مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات، والفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي نائب رئيس الاستخبارات العامة، والفريق ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان العامة، وعدد من قادة الأمن العرب من دول؛ الإمارات العربية المتحدة، وعمان، والأردن، ومصر، والسودان، والبحرين، وقطر، والكويت، وفلسطين، وعدد من القادة من الدول الإسلامية، وكبار المسؤولين.



مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
TT

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

لم يصدف في التاريخ أن كانت الحرب معزولة عن السياسة. فالحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى، حسب كارل فون كلوزفيتز. والحرب تُخاض لأهداف سياسية بحتة، شرط أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق. والعكس قد يعني أن استراتيجيّة الحرب المرسومة سوف تناقض طبيعتها. فاستراتيجيّة الحرب بشكل عام، هي تلك الطريقة (الكيف في التنفيذ) التي تربط الأهداف بالوسائل، شرط التوازن بين الاثنتين.
أن تدخل الحرب بثقة زائدة، متجاهلاً الكثير والكثير من متطلّبات النجاح، لهو أمر قاتل. وأن تدخل الحرب ومفتاح نجاحها بيد الأعداء، لهو أمر يعكس السطحيّة الاستراتيجيّة للمخطّطين. لكن المصيبة تكمن، بالثمن المدفوع لأي تعثّر. فمن يرِدْ أن يكون قوّة عظمى فعليه تجميع عناصر القوّة لمشروعه.
وإذا تعذّر ذلك، فعليه ابتكار استراتيجيّة فريدة من نوعها، تجمع «القوّة الطريّة» مع القوّة الصلبة، بهدف التعويض عن أيّ نقص من عناصر القوّة.

فشل منظومة بوتين
لردع الغرب!
لم يستطع الرئيس بوتين وبعد سنة على عمليته العسكريّة في أوكرانيا، تركيب منظومة ردعيّة فاعلة وقادرة على تسهيل حربه. بكلام آخر، لم تنفع استراتيجيّته والمُسمّاة استراتيجيّة الرجل المجنون (Mad Man Theory)، في ردع الغرب. فهو أراد حماية حربه التقليديّة بمظلّته النوويّة، مُظهراً نفسه لاعباً غير عقلانيّ (Irrational). فمن التهديد النوويّ المتكرّر من قبله، ومن قبل الرئيس الروسي السابق ميدفيديف، إلى وزير الخارجيّة سيرغي لافروف. كان ردّ الغرب عبر اتباع استراتيجيّة القضم المُتدرّج لخطوط بوتين الحمراء.
وللتذكير فقط، استعمل الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، وبالتعاون والتنسيق مع هنري كيسنجر، استراتيجيّة الرجل المجنون في حربه على فيتنام. فصوّر نيكسون نفسه آنذاك على أنه لاعب غير عقلاني قد يذهب إلى استعمال النووي في حال لم تلبَّ مطالبه، وذلك مقابل حركيّة كيسنجر العقلانيّة لإيجاد مخرج من مستنقع فيتنام.

من يريد كلّ شيء، قد
لا يحصل على شيء
وضع الرئيس بوتين لنفسه أهدافاً تعجيزيّة. من طلبه عودة وضع حلف «الناتو» إلى منتصف التسعينات، إلى إلغاء الدولة الأوكرانيّة، وضمّها إلى روسيا على أنها جزء لا يتجزّأ من مناطق النفوذ الروسيّ، إلى قيادة الانتفاضة العالميّة ضد الإمبرياليّة الأميركيّة، إلى رسم نظام عالميّ جديد تكون فيه روسيا لاعباً كونيّاً وقوّة عظمى على غرار أميركا والصين. كلّ ذلك، باقتصاد ودخل قوميّ يوازي الدخل القومي لمدينة نيويورك. كل ذلك مع تصنيع حربيّ متواضع، يعود أغلبه إلى أيام الاتحاد السوفياتيّ، ودون تصنيع محلّي للشرائح الذكيّة، التي تعد حيويّة لتشغيل أسلحة القرن الحادي والعشرين. كل ذلك مع جيش أغلبه من الأقليات التي تعيش في المناطق النائية وعلى هامش حياة الشعب الروسي في المدن الرئيسّية. جيش لا يحسن القتال المشترك للأسلحة (Combined). جيش مؤلّف من عدّة جيوش، منها الجيش الروسيّ الرسمي، إلى الفرق الشيشانيّة، وحتى شركة «فاغنر» الخاصة. حتى إن هذه الجيوش لا يقاتل بعضها مع بعض، وهي ليست على وفاق، لا بل تتصارع علناً، إن كان حول الاستراتيجيات العسكريّة، أو حتى في طريقة إدارة الحرب. جيش لم يخطط للسيناريو السيّئ، فوقع في فخ الرضا المسبق عن الذات.
بوتين الحائر
بين الاستراتيجيّة والتكتيك
في المرحلة الأولى للحرب حول كييف، خسر بوتين في الاستراتيجيّة والتكتيك. غيّر الاستراتيجيّة وتوجّه نحو إقليم الدونباس فحقق نجاحات تكتيكيّة، لكنها لم تُصَب وتتراكم لتؤمّن النجاحات الاستراتيجيّة.
بعد الدونباس، خسر الرئيس بوتين التكتيك في إقليم خاركيف، كما أجبر على الانسحاب من مدينة خيرسون. وبذلك، تراكمت الخسائر التكتيكيّة والاستراتيجيّة على كتف الرئيس بوتين لتعيده إلى مربّع الخسارة الأول حول العاصمة كييف.

التقييدات على سلوك بوتين
في المرحلة المقبلة
• لا يمكن للرئيس بوتين أن يخسر مرّتين متتاليتين في أوكرانيا.
• فالخسارة تعني بالحدّ الأدنى الإطاحة به سياسياً، حتى ولو لم تتظهّر معارضة داخلية حتى الآن.
• تاريخيّاً، لا مكان للضعفاء في الكرملين. فكلمة الكرملين وهي من أصل تتريّ، تعني القلعة المُحصّنة. وكلّما كان هناك تعثّر عسكريّ روسي في الخارج، كان التغيير السياسي في الداخل النمط المعتاد.
• لا بد للرئيس بوتين من تقديم نصر عسكريّ للداخل الروسي، حتى لو كان محدوداً. وقد يكون هذا النصر في إقليم الدونباس أولاً، وفي إقليم زابوريجيا ثانياً. فهو قد ضمّ هذين الإقليمين إلى جانب إقليم خيرسون.
• لكن السيطرة على الأقاليم الثلاثة: الدونباس وزابوريجيا وخيرسون، بأكملها، ليس بالأمر السهل، وذلك استناداً إلى التجارب السابقة مع الجيش الروسيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يستطع الجيش الروسي، و«فاغنر» إسقاط مدينة بخموت حتى الآن، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على العمليّة العسكريّة حولها.

المنتظر من بوتين
• بدل النوعيّة أغرق الرئيس بوتين الجبهات بالكميّة، خصوصاً من العسكر الجديد. ألم يقل الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين: «إن للكميّة نوعيّة بحد ذاتها؟»، وبذلك يحاول بوتين اختبار جاهزيّة الانتشار الأوكراني على طول الجبهة لرصد نقاط الضعف.
• تقول المعلومات إن الجيش الروسي قد حشد كثيراً من الطائرات الحربيّة والطوافات على حدود أوكرانيا استعداداً لاستعمالها في المعركة المقبلة، خصوصاً أن جاهزيّة السلاح الجويّ الروسي تتجاوز نسبة 80 في المائة.
• كما تقول المعلومات إن التجمعات العسكريّة بدأت تظهر داخل الأراضي الروسيّة خصوصاً في مدينة كورسك، التي تقع خارج مدى راجمات «الهايمرس».
• يحاول الرئيس بوتين استرداد زمام المبادرة من يد الجيش الأوكراني، وذلك استباقاً لوصول المساعدات الغربيّة، خصوصاً الدفاعات الجويّة ودبابات القتال الرئيسيّة.
• وأخيراً وليس آخراً، قد يحاول الرئيس بوتين زرع الفوضى في المحيط الجغرافي لأوكرانيا، إن كان في مولدوفا، أو انطلاقاً من إقليم كاليننغراد الروسي والواقع على بحر البلطيق. هذا عدا إمكانيّة ضرب خطوط الإمداد لأوكرانيا على ثلاثة ممرات بريّة؛ تمرّ عبر كل من: سلوفاكيا ورومانيا وبولندا.
في الختام، هذه هي صورة الجبهّة الروسيّة. لكن رقصة «التانغو» بحاجة إلى شخصين كي تكتمل. فكيف ستكون عليه الجاهزيّة الأوكرانيّة؟ خصوصاً أننا عاينّا في هذه الحرب نماذج الحرب من العصر الزراعي، كما من العصر الصناعي، ودون شكّ من العصر التكنولوجيّ.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن