«الأسهم السعودية» تسجل أعلى نقطة إغلاق منذ 5 أشهر

وزارة التجارة تشدد على عدم مخالفة نظام الشركات وتنزل مجلس إدارة «اتحاد الصالحية»

«الأسهم السعودية» تسجل أعلى نقطة إغلاق منذ 5 أشهر
TT

«الأسهم السعودية» تسجل أعلى نقطة إغلاق منذ 5 أشهر

«الأسهم السعودية» تسجل أعلى نقطة إغلاق منذ 5 أشهر

سجّل مؤشر سوق الأسهم السعودية مع مطلع تعاملات الأسبوع أمس الأحد، أعلى نقطة إغلاق منذ نحو خمسة أشهر متتالية، وسط تداولات شهدت ارتفاعات إيجابية في قطاعي «الصناعات البتروكيماوية»، و«المصارف والخدمات المالية»، مما يعني أن تعاملات السوق تستبق موعد دخول المؤسسات المالية الأجنبية بشكل فعلي للاستثمار في السوق المحلية.
وتأتي هذه التطورات في وقت شددت فيه وزارة التجارة والصناعة السعودية على جميع أعضاء مجالس الإدارات بالشركات المساهمة عدم مخالفة نصوص نظام الشركات وسرعة التجاوب معها، حتى لا يكون أعضاء المجلس عرضة للمساءلة وإيقاع العقوبات المنصوص عليها في المادة «229» من نظام الشركات.
وتأتي تصريحات وزارة التجارة والصناعة السعودية أمس، بعد قرارها بعزل مجلس إدارة شركة «اتحاد الصالحية»، ودعت الوزارة مساهمي شركة «اتحاد الصالحية» لحضور اجتماع الجمعية العامة العادية للمرة الثانية، نظرًا لعدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لصحة الاجتماع الأول.
وقالت وزارة التجارة والصناعة السعودية: «الجمعية أقرت الموافقة على انتخاب أعضاء مجلس إدارة جديد تبدأ دورته من تاريخ انعقاد الجمعية العامة العادية، وعزل مجلس الإدارة السابق، نظرًا لعدم استجابة أعضائه لخطابات الوزارة ومخالفته للمادة 87 من نظام الشركات بعدم الاستجابة لطلبات مساهمي الشركة».
ولفتت وزارة التجارة والصناعة السعودية في الوقت ذاته إلى أن هذا الإجراء جاء انطلاقًا من حرص واهتمام الوزارة بالحفاظ على استمرارية الكيانات الاقتصادية ونموها، بالإضافة إلى حفظ حقوق المساهمين وتفعيل أدوارها الرقابية.
وفي هذا السياق، أنهى مؤشر السوق السعودية جلسة أمس الأحد على ارتفاع بنسبة 1.2 في المائة، مغلقًا عند 9725 نقطة، بمكاسب بلغ حجمها 110 نقاط، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 9.5 مليار ريال (2.5 مليار دولار)، فيما قاد قطاع البتروكيماويات ارتفاع السوق، بقيادة سهم شركة «سابك» الذي يقفز بنسبة 3.4 في المائة.
من جهة أخرى، أكد فيصل العقاب، الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن مؤشر سوق الأسهم السعودية مُطالب باختراق منطقة الـ9745 نقطة اليوم، وقال: «إن لم ينجح مؤشر السوق في ذلك، فإنه من المرشح أن تمر تعاملات السوق ببعض عمليات جني الأرباح الطبيعية التي لن تقود إلى بيوع جماعية».
ولفت العقاب إلى أن سوق الأسهم السعودية تعيش - حاليا - أفضل مراحلها من حيث تدفق السيولة النقدية، ومكاسب المؤشر العام، مضيفًا: «هنالك فرصة للعودة فوق حاجز 10 آلاف نقطة خلال أيام قليلة، لكن الأمر مشروط باختراق نقطة المقاومة الفنية عند حاجز 9745 نقطة تحديدًا».
وتأتي هذه التصريحات الرسمية في وقت باتت فيه سوق الأسهم السعودية تعيش - حاليًا - مرحلة مستقرة من حيث الأداء، حيث نجح المؤشر العام في التماسك فوق مستويات 9500 نقطة، عقب سلسلة من التداولات التي شهدت خلال الأشهر الستة الماضية تذبذبًا كبيرًا، بعد التراجع الحاد لأسعار البترول.
وفي هذا الإطار، أكد محمد الجدعان، رئيس مجلس هيئة السوق المالية السعودية، الأربعاء الماضي، أن هناك أهدافا عدة ترمي المملكة لتحقيقها عبر السماح للمؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة بالاستثمار في الأسهم المدرجة بالسوق المالية السعودية، أهمها استقطاب مستثمرين متخصصين لتعزيز الاستثمار المؤسسي ورفع مستوى البحوث والدراسات عن السوق المالية السعودية.
وأضاف الجدعان: «هيئة السوق تسعى منذ إنشائها إلى تطوير السوق المالية السعودية، وقرار السماح للمستثمرين الأجانب سيسهم في تحقيق ذلك من خلال أهداف عدة على المدى القريب والبعيد، تشمل إضافة خبرات المستثمرين الدوليين المتخصصين للسوق المحلية، وتعزيز مساعي الهيئة نحو زيادة الاستثمار المؤسسي في السوق»، لافتًا النظر إلى أن المستثمرين الأجانب المتخصصين يتوقع أن يسهموا في الحد من التذبذب الكبير في الأسعار، كما سيعملون على تعزيز كفاءة السوق وتحفيز الشركات المدرجة نحو تحسين مستوى الشفافية والإفصاح وممارسات الحوكمة.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».