العبادي يرفع العلم العراقي في تكريت.. والقوات الأمنية تعالج آخر جيوب «داعش» فيها

وزير الدفاع وقادة سياسيون يخالفونه: تحرير الموصل له الأولوية قبل الأنبار

جنود عراقيون وعناصر في الحشد الشعبي خلال مواجهة لتطهير مبنى في تكريت من مسلحي «داعش» أمس (إ.ب.أ)
جنود عراقيون وعناصر في الحشد الشعبي خلال مواجهة لتطهير مبنى في تكريت من مسلحي «داعش» أمس (إ.ب.أ)
TT

العبادي يرفع العلم العراقي في تكريت.. والقوات الأمنية تعالج آخر جيوب «داعش» فيها

جنود عراقيون وعناصر في الحشد الشعبي خلال مواجهة لتطهير مبنى في تكريت من مسلحي «داعش» أمس (إ.ب.أ)
جنود عراقيون وعناصر في الحشد الشعبي خلال مواجهة لتطهير مبنى في تكريت من مسلحي «داعش» أمس (إ.ب.أ)

رفع رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين بعد تحرير مدينة تكريت، مركز المحافظة، بالكامل. وقال بيان للمكتب الإعلامي للعبادي إن الأخير «تجول في شوارع المحافظة وقرب مجلس المحافظة والقصور الرئاسية».
وأضاف البيان أن «العبادي التقى القيادات العسكرية وقوات العمليات الخاصة التي أرسلها القائد العام قبل يومين لإحكام السيطرة على تكريت، وكذلك التقى مع قائد شرطة صلاح الدين لتسليم الأمن للشرطة المحلية، كما التقى المحافظ ورئيس مجلس المحافظة للبحث في إعادة الخدمات الأساسية بسرعة بعد تطهير المدينة من الألغام وعودة المواطنين». وشدد العبادي على أن «الانتصارات التي تحققت كانت بسواعد وأياد عراقية، وسنمضي ولدينا العزم على تحرير كل شبر من أرض العراق».
وكان وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان، أعلن من جانبه أن «معظم مناطق مدينة تكريت تحررت من عناصر تنظيم داعش، ولم يتبق إلا شيء قليل وسنزف بشرى تحرير كامل المدينة خلال الساعات المقبلة بالقضاء على الجيوب المتبقية في هذه المدينة»، مبينا أن «العدو اندحر وفقد كل قدراته ومعنوياته». وأضاف الغبان أن «قطعاتنا الموجودة ستطهر هذه المناطق، وهناك جيوب وخلايا نائمة نتصدى لها، وسنلاحق هذه الزمر الإرهابية سواء ما تبقى منها في صلاح الدين أو في الأنبار»، مشيرا إلى أن «الدفاع المدني دخل إلى تكريت لتطهير المناطق من المقذوفات غير المنفلقة والمفخخات، والعدو فخخ الكثير من المنازل والطرق وبعد تطهير المناطق من العبوات والمفخخات سنفتتح مراكز الشرطة لإعادة الحياة إلى المدينة، ونعمل على تشكيل اللجان لعودة المهجرين والنازحين إلى مناطق سكناهم». وأشار الغبان إلى أن «قوات الشرطة الاتحادية شاركت بالدرجة الأولى في تحرير هذه المحافظة، وحتى الإسناد الناري كان من هذه القوة ومن قواتنا المسلحة، وكذلك هناك إسناد من القوة الجوية وطيران الجيش»، لافتا إلى أن «التحالف الدولي قام قبل بدء المعركة بتسديد ضربات لمقار العدو وتحصيناته». وتابع الغبان أن «الشرطة الاتحادية اليوم هي العمود الفقري والقوة الضاربة في هذه المعركة، وكانت رأس الرمح في معركتنا ضد الإرهاب، وستستمر باستكمال الخطط، ولتحرير ما تبقى من تكريت، واليوم المعركة دائرة باتجاه منطقة القادسية لاستكمال تحرير الأراضي، والعمليات المقبلة ستكون حسب المعطيات العسكرية وما تحدده القيادة العامة للقوات المسلحة».
وافتتح محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، المجمع الحكومي وسط تكريت بشكل رسمي برفع العلم العراقي فوق المبنى. وقال الجبوري لـ«الشرق الأوسط»: «سنعمل منذ الآن على إعادة الأسر النازحة وإطلاق حملة إعمار لتأهيل المباني الحكومية والبنى التحتية للمدينة وإعمار باقي المناطق المتضررة».
من جهة أخرى، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط» مقتل 150 مسلحا من «داعش»، أغلبهم من جنسيات عربية وأجنبية، وتفكيك 520 عبوة ناسفة، وضبط 13 معملا لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة. وأضاف جودت تم رفع العلم العراقي على أغلب المباني الحكومية وفوق منطقة القصور الرئاسية.
من جهته، أكد المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية اللواء الركن عبد الكريم خلف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تحرير تكريت عملية نوعية في سياق الحرب ضد الإرهاب لأسباب متعددة، منها الطبيعة الجغرافية لها، فضلا عن رمزيتها لدى الدواعش، وهو ما يعطي النصر في هذه المعركة طعما خاصا». وأضاف خلف أنه «كان متوقعا أن تحصل خلال المعركة عمليات انتقامية، لكن الجانب الإنساني كان حاضرا فيها». وأشار إلى أن «المعركة كانت معقدة بكل صفحاتها مثل عمليات التفخيخ وحفر الخنادق والعبوات الناسفة واستعمال المباني، فضلا عن وجود أسلحة متطورة لدى الدواعش».
من ناحية ثانية، وبينما كان العبادي أعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الاثنين الماضي أن الأولوية بعد تكريت سوف تكون البدء بعملية تحرير محافظة الأنبار فإن وزارة الدفاع وقيادات سياسية بارزة خالفت رؤية العبادي أكدت على أهمية تحرير محافظة نينوى بعد تكريت. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع أن وزيرها عقد مؤتمرا موسعا لمناقشة التحضيرات العسكرية لتحرير محافظة نينوى من عصابات «داعش». وقالت الوزارة في بيان إن «ما تحقق من نصر في مدينة تكريت هو نقطة لانطلاق عملية تحرير نينوى وما تبقى من محافظة الأنبار».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».