مصر تحبط «مخطط الإخوان» للتخريب في ذكرى 25 يناير

وزير الداخلية: تعليماتنا كانت التعامل بأقصى درجات الحذر لحماية المواطنين

مصر تحبط «مخطط الإخوان» للتخريب في ذكرى 25 يناير
TT

مصر تحبط «مخطط الإخوان» للتخريب في ذكرى 25 يناير

مصر تحبط «مخطط الإخوان» للتخريب في ذكرى 25 يناير

أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري، أنه تم وضع خطة أمنية مُحكمة لإحباط مخططات "تنظيم الإخوان الإرهابي" للقيام بـ"أعمال تخريبية سعياً لتعكير صفو احتفالات الشعب المصرى بذكرى ثورة 25 يناير وإثارة الفوضى بالبلاد"، حيث تم تشديد الحراسة على المرافق الحيوية والمنشآت المهمة ونشر الدوريات الأمنية والقوات السرية والنظامية بالشوارع والميادين بكافة المحافظات، لرصد ومتابعة الحالة الأمنية والتعامل الفوري مع ما يطرأ من أحداث.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر، اليوم (الاثنين)، استعرض خلاله الأحداث التي شهدتها البلاد أمس، إن التعليمات كانت واضحة وصريحة للقوات بالتعامل مع ذلك الموقف بأقصى درجات الحذر وحماية المواطنين من مخططات الجماعة الإرهابية. موضحا أن مجندا توفي، وأصيب أربعة ضباط واثنان من أمناء الشرطة ومجند بإصابات مختلفة، ناجمة عن أعيرة نارية وخرطوش خلال المواجهات مع "العناصر الإرهابية".
وأشار إبراهيم إلى أن "محاور المخطط الإرهابي وفقاً لمعلومات الأجهزة الأمنية كانت تعتمد على تخريب وتعطيل مرافق الدولة. وأيضا استهداف رجال الشرطة واستغلال التجمعات للقتل وارتكاب أعمال عنف تستهدف الوقيعة وبث الفتنة". مؤكدا "أن رجال الشرطة بالتنسيق مع القوات المسلحة سيتصدون لتلك المخططات الإرهابية، وبالرغم من شراسة المعركة مع الإرهاب، إلا أننا ملتزمون بالقانون في تلك المواجهات الحاسمة".
وأوضح اللواء إبراهيم في كلمته ان "تنظيم الإخوان الإرهابي والموالين له، أطلقوا منذ فترة دعوات للحشد والعنف في ذكرى ثورة 25 يناير لتعكير صفو احتفالات الشعب المصري وإثارة الفوضى بالبلاد. وأعدوا بعض المخططات خلال الفترة الماضية لإثارة سخط المواطنين ودفعهم للنزول للشوارع والانضمام إليهم، واستهداف المنشآت الحيوية عن طريق إلقاء العديد من العبوات في غالبياتها محدثة للصوت وهيكلية، وبعضها شديد الانفجار، لإحداث خسائر في الأرواح وإصابات سواء في المواطنين أو رجال الشرطة". وأكد أنه تم وضع خطة أمنية مُحكمة لإحباط تلك المخططات، حيث تم تشديد الحراسة على المرافق الحيوية والمنشآت المهمة ونشر والدوريات الأمنية والقوات السرية والنظامية بالشوارع والميادين بكافة المحافظات. مشيدا بوعي المواطنين وتعاونهم، والذي كان له بالغ الأثر في إحباط العديد من مخططات الإخوان "الإرهابية".
وأشار إبراهيم إلى "فشل الجماعة الإرهابية في الحشد"، ومحاولتهم استدراج قوات الشرطة للشوارع الجانبية والضيقة حتى يحدثوا أكبر قدر من الخسائر في الأرواح، سواء بين الأهالي أو الشرطة. موضحا أن عناصر الإخوان قاموا بإطلاق الأعيرة النارية والخراطيش صوب القوات والأهالي، ما نتج عنه وفيات وإصابات بين عدد من المواطنين ورجال الشرطة.
كما أوضح الوزير أنه تم التعامل مع العبوات التفجيرية في عدة مناطق على مستوى الجمهورية وتفكيكها وإبطال مفعولها. مؤكدا أن القوات تمكنت من ضبط 516 من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بمختلف المحافظات من المتورطين في وقائع إطلاق النار وزرع وتفجير العبوات المتفجرة والاعتداء على بعض المنشآت العامة والخاصة والمواطنين.
وشدد اللواء إبراهيم على أن "ما جرى أمس 25 يناير من أحداث عنف وشغب وإرهاب، يؤكد بالدليل القاطع أن الذين وجدوا بالشارع المصري أمس هم عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وحدهم، فلأول مرة تشهد ذكرى ثورة 25 يناير أعمال عنف وإطلاق أعيرة نارية وخراطيش وزرع عبوات تستهدف أرواح المواطنين الأبرياء، لتؤكد الجماعة الإرهابية يوماً بعد يوم مسؤوليتها القاطعة عن الحوادث الإرهابية التي تحاول من خلالها النيل من أمن واستقرار الوطن ونشر الفوضى.. ولكني أؤكد أن رجال الشرطة بالتنسيق مع القوات المسلحة سيتصدون لتلك المخططات الإرهابية. وبالرغم من شراسة المعركة مع الإرهاب، إلا أننا ملتزمون بالقانون في تلك المواجهات الحاسمة".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.