لندن هذه الأيام أشبه بحلبة مصارعة، غير بدنية، إنما مصارعة على الأفضلية في تقديم الطعام، وهذا واضح من خلال العدد الهائل للمطاعم الجديدة التي تتنافس على أفضل المواقع وأفضل الطهاة للتربع على عرش الطعام في العاصمة التي أثبتت أخيراً أنها من أهم مدن الأكل في العالم.
و«هايد» (Hide) هو من بين أجدد المطاعم التي افتتحت في لندن أخيراً، واختار المطعم منطقة «غرين بارك» موقعاً له على زاوية لافتة مطلة على حديقة غرين بارك بخضرتها الرائعة.
قبل التكلم عن المطعم وعن الطاهي الذي يقف وراءه، لا بد من الإشادة بالمبنى العملاق الذي يتوزع على طبقاته الثلاث المطعم بديكور لا يشبه سواه. هذا من ناحية الموقع وروعة الأثاث. أما من ناحية الطعام، فيكفي أن نقول إن الطاهي صاحب نجمة ميشلان أولي دبوس هو العبقري في المطبخ الذي يقدم فيه أطباقاً لا يمكن تذوقها إلا في مطاعمه.
عندما تدخل المطعم من خلال بابه الصغير تُفاجأ بالمساحة الشاسعة في الداخل، وأول ما تراه ويحبس أنفاسك هو السلم الحلزوني المصنوع من خشب الأرز والواجهات الزجاجية المطلة إلى الخارج.
تجد في الطابق الأرضي مخبزاً تحضر فيه الحلويات وكل ما يطيب لك فترة الصباح، فتجلس على مصطبات من الخشب مواجهة للفرن الذي يعمل على الخشب، ومنه تنبعث رائحة المخبوزات منذ ساعات الصباح الأولى، والروائح النفاثة لا تقتصر فقط على المخبز، إنما تطبق أيضاً في المطبخ الرئيسي التي تحضر فيه الأطباق على طريقة A la carte وتوزع الطاولات في الطابق العلوي لتبدأ مغامرة أكل حقيقية تعتمد على المنتجات المحلية وعلى خبرة طاهـٍ أشبه بالساحر يدرك كيف يحول بيضة بسيطة إلى طبق يدغدغ النظر قبل المعدة عندما يقدمها على قش على شكل عش للطيور ويخفق صفار البيض داخل القشرة مع الفطر والجبن الذائب، هذا نموذج مصغر لنوعية الطعام التي تترجم خيال الطاهي أولي دبوس في مطبخه. واللافت والجميل هو أن كل طاولة تضم منصة لشحن الهواتف الجوالة توضع بطريقة أنيقة جداً في درج مخفي، وهذا يدل على العناية الفائقة بالتفاصيل.
وإلى إحدى زوايا الطابق الخلفية اصطحبنا نادل ليرينا غرفة خاصة للطعام، تدخل إليها عبر باب كبير، وهي أشبه بغرف الطعام الأنيقة في المنازل الخاصة وما يميزها هو الباب السري الذي تفتحه لتجد نفسك في مصعد كبير الحجم مخصص لسيارة الزبائن المهمين الباحثين عن الخصوصية التامة.
وقد تكون هذه الغرفة الوحيدة التي تتميز بهذا القدر من الخصوصية فيمكن الوصول إليها من الجهة الخلفية من المبنى بداخل السيارة التي تصل إلى الغرفة دون الحاجة للترجل منها إلا عند الوصول إلى الأكل والجلوس على الطاولة.
الطابق السفلي يناسب محبي الأطباق الصغيرة والأجواء الشاعرية فترة المساء، وفيه طاولة منحوتة من الخشب والمكان مقسم إلى 3 غرف، لكل منها طابع مختلف، الأولى بطابع ياباني والثانية بطابع المكتبة وتزينها الكتب، والثالثة تعتمد على الموسيقى وتزينها النوتات.
من الممكن طلب المأكولات بحسب ما هو متوفر على اللائحة من سمك ولحوم وخضار، إنما أنصحكم بتجربة لائحة تذوق الأطباق Tasting Menu التي تضم تشكيلة من الأطباق التي تشبه اللوحات أكثر منها أطباق الطعام، من بينها السمك من كورنوول في إنجلترا والتونا تارتار والخضار.
ولا بد من ترك مساحة صغيرة في المعدة للتحلية لأن أطباق الحلوى رائعة بالفعل، ويشتهر الشيف أولي دبوس بطريقة تقديمه الطعام التي تشبه الرسم.
- من هو الشيف أولي دبوس؟
للشيف دبوس شراكات ناجحة كثيرة مثل شراكته مع رولس رويس ودار أزياء «بيربري»، وحصل على لقب طاهي الموسم من مقبل متاجر هارودس في لندن، وعمل إلى جانب شركة «أمبرساند إيفانتس» وصمم لهم الأطباق لبعض من أهم المطاعم في لندن. وعمل أيضاً في فندق ماندارين أورينتال في تابيه.
وكان دبوس يملك مطعماً يحمل اسمه في لندن، أقفل أبوابه بعد نجاح استمر 5 سنوات ليفتتح «هايد» ليكون جم تركيزه عليه.
«هايد» مغامرة طعام على 3 طوابق
ديكور يحبس الأنفاس وغرفة طعام تصل إليها بمصعد للسيارة
«هايد» مغامرة طعام على 3 طوابق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة