بينما شكك التحالف الدولي الذي يقود الحرب ضد «داعش» في سوريا والعراق في تقارير دولية عن قتل آلاف المدنيين خلال سنوات الحرب، اعترف، في تقرير جديد، أنه قتل 898 مدنيا منذ بداية الحرب ضد «داعش» عام 2014.
وقالت صحيفة «هيل»، التي تصدر في واشنطن العاصمة، وتركز على أخبار الكونغرس والإدارة الأميركية أمس (الجمعة)، أن تقرير التحالف أشار إلى قتل 9 مدنيين خلال الأسابيع القليلة الماضية. وجاء في التقرير: «رغم اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة، ورغم أن قرارات الضرب تلتزم بقانون الحروب، لكن، أسفا، تقع إصابات مدنية غير مقصودة».
في الأسبوع الماضي، كررت منظمة «ايروورز» (الحروب الجوية) قولها بأن التحالف، منذ سنوات، يظل يخفض عدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب ضد «داعش». وقدرت المنظمة عددهم بأكثر من 6 آلاف شخص.
وقال تقرير التحالف الأخير بأن التحالف راجع 159 تقريرا أصدرته منظمات وجماعات مختلفة عن سقوط ضحايا مدنيين منذ أن بدأت الحرب ضد «داعش» في عام 2014. وأن 149 تقريرا منها «غير موثوق» بها. وعلق التحالف على العشرة تقارير الباقية. وقال بأن 5 تقارير نشرت أرقاما مكررة. وبالنسبة للتقارير الخمسة الأخيرة، علق عليها التحالف كالآتي: في يناير (كانون الثاني) عام 2017. وقع هجوم بالقرب من الموصل، في العراق، ودمر سيارة مفخخة لـ«داعش»، وقتل داعشيين، وشخصين مدنيين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، وقع هجوم بالقرب من دير الزور، في سوريا، وتسبب في إصابة اثنين من المدنيين، وقتل ثلاثة «عندما دخلوا منطقة القتال». وفي نفس الشهر، وقع هجوم بالقرب من الشدادي، في سوريا، على مبنى كانت تسيطر عليه «داعش»، وتسبب في إصابة اثنين من المدنيين. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، وقع هجوم بالقرب من الريحانية، في سوريا، وتسبب في إصابة اثنين من المدنيين، وقتل ثلاثة آخرين «عندما عبروا إلى منطقة القتال». وفي يناير (كانون الثاني) عام 2018. وقع هجوم بالقرب من أبو كمال، في سوريا، على مبنى كانت تسيطر عليه «داعش»، وتسبب ذلك في قتل مدني «عندما دخل بدراجة نارية إلى منطقة القتال، قبل لحظات من انفجار فيها». وقبل عام، أعلن البنتاغون أن عدد المدنيين الذين قتلوا، منذ بداية الحرب ضد «داعش»، بلغ 352 مدنيا «على أقل تقدير». وأضاف: «نأسف للخسائر غير المتعمدة في أرواح المدنيين، ونعبر عن خالص تعاطفنا مع العائلات والمتضررين الآخرين بسبب هذه الضربات». لكن، في ذلك الوقت، قالت منظمات دولية، تتابع الحروب ضد الإرهاب والإرهابيين، أن العدد أكبر من ذلك كثيرا.
وحسب إحصائية نشرتها في ذلك الوقت صحيفة «واشنطن بوست»، كانت بيانات أصدرها «البنتاغون» أعلنت، مرة، قتل 45 مدنيا بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 ومارس 2017. وأعلنت مرة أخرى قتل 26 مدنيا في 3 ضربات منفصلة في مارس (آذار) عام 2017. ثم أعلنت، في منتصف نصف العام، أن 80 قتيلا مدنيا سقطوا في الفترة من عام 2014 إلى عام 2017. في كل واحد من تلك التقارير، تكررت عبارة «نواصل التحقيق في أرقام أخرى». خلال حرب استعادة الموصل، أشارت تقارير منظمات دولية إلى أن المئات من مدنيي الموصل قتلوا بسبب قصف طائرات التحالف الدولي. ومرة، اعترف التحالف الدولي بقتل مدنيين بعد توجيهه ضربة جوية إلى منطقة سكنية في «حي الموصل الجديدة» في المدينة. فيما ذكرت مصادر عسكرية وسياسية في العراق، بالإضافة إلى شهود عيان كثيرين، في أوقات متعددة، قتل مدنيين في ضربات جوية. منها قتل 260 مدنيا في غارة «حي الموصل الجديد»، وكان من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
في ذلك الوقت، قالت وكالة الصحافة الفرنسية أن الولايات المتحدة «لا تعترف بسقوط ضحايا مدنيين في الغارات التي تنفذها طائراتها إلا بعد تحقيقات مطولة». وأضافت الوكالة: «على غرار بقية الدول في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن ضد الجهاديين في سوريا والعراق، تميل الولايات المتحدة نحو التقليل من عدد الضحايا المدنيين الذين يسقطون من جراء ضربات التحالف». في ذلك الوقت، نقلت الوكالة أرقام منظمة «ايروورز» (الحروب الجوية) غير الحكومية، ومقرها لندن، بأن غارات التحالف في سوريا والعراق قتلت 1787 مدنيا منذ أن بدأت عام 2014.
«التحالف الدولي ضد داعش» يعترف بمقتل 892 مدنياً
«التحالف الدولي ضد داعش» يعترف بمقتل 892 مدنياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة