الداخلية اليمنية تؤكد تلاشي المظاهر المسلحة في عدن

قرقاش: الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي

إحدى نقاط التفتيش في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (رويترز)
إحدى نقاط التفتيش في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (رويترز)
TT

الداخلية اليمنية تؤكد تلاشي المظاهر المسلحة في عدن

إحدى نقاط التفتيش في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (رويترز)
إحدى نقاط التفتيش في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس (رويترز)

جددت وزارة الداخلية اليمنية أمس، التأكيد على أن المظاهر المسلحة تلاشت من شوارع مدينة عدن، وأن الحياة عادت إلى طبيعتها، في وقت اتهم فيه «المجلس الانتقالي الجنوبي» الحكومة الشرعية بأنها «تحاول التصعيد لخرق التهدئة»، وذلك رداً على بيان لوزارة الخارجية وصف المواجهات المسلحة التي اندلعت الأحد، بأنها «محاولة انقلابية على الشرعية».
في غضون ذلك، أشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بطريقة معالجة تحالف دعم الشرعية لأزمة عدن ووصفها بـ«الحصيفة»، مؤكداً أن «الأولوية لهزيمة الحوثي ومشروعه» في اليمن.
وكان وفد رفيع مشترك لقوات التحالف يضم مسؤولين سعوديين وإماراتيين وصل إلى مدينة عدن في سياق مساعي التحالف التي تمكنت من وضع حد للتوتر المسلح وأعادت الهدوء إلى المدينة بعد أيام عصيبة من المواجهات المسلحة التي أدت إلى مقتل 29 عسكرياً ومدنياً وجرح أكثر 300 آخرين، طبقاً لآخر إحصاء لوزارة الصحة.
وغرد قرقاش على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أمس (الجمعة)، بأن «معالجة التحالف الحصيفة لأزمة عدن تفادت فتنة سببها غياب الحكمة من كل الأطراف، الأولوية لهزيمة الحوثي ومشروعه»، مطالباً الأطراف اليمنية بالتشاور بشأن أزمة عدن.
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن «الحوار اليمني الجدي مطلوب للتعامل مع قضايا حقيقية تراكمت سلبياً». وتابع: «نحن مطالبون بالدعوة إلى حسن تدبير الأمور وتقديم الأولويات دون تناسي المطالب، فنحن أيضاً مطالبون بالمبادرة سياسياً على ضوء التصدعات الكبيرة في موقف التمرد الحوثي وشرعيته».
وأضاف بالقول: «من الضروري التأكيد لأصحاب الفتن ولمحبي التصيد في المياه العكرة على أن الموقف الإماراتي مرآة للتوجه السعودي، نبني شراكة استراتيجية تشمل أزمة اليمن وتتجاوزها».
وأعرب قرقاش عن سعادته حيال تأكيد «سياسي يمني مهم قوله إن موقف الإمارات في اليمن نبيل، وسيكتب التاريخ بحروف من ذهب عن فزعتها لجيرانها وتضحيات أبنائها وشفافية موقفها».
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية اليمنية أمس، على لسان مصدر مسؤول إن «الأمن والأمان بات مستتباً في العاصمة المؤقتة عدن، وإن المظاهر المسلحة تلاشت من شوارع عدن امتثالاً لتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وقادة التحالف العربي».
وأثنت الوزارة في البيان الذي نقله موقعها الإلكتروني «على جهود منتسبي وزارة الداخلية وحرصهم على أمن واستقرار عدن، وسعيهم للحفاظ على سلامة وتأمين المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة». وأعربت عن شكرها «لقيادة التحالف العربي على سعيها المتواصل لإعادة الحياة إلى طبيعتها في عدن خاصة واليمن عامة».
ونفى البيان وجود أي حساب لوزير الداخلية أحمد الميسري على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن كل ما يتعلق بالوزير ينشر في الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الداخلية، ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وصحيفة «14 أكتوبر».
إلى ذلك، حذّر رئيس الدائرة السياسية في «المجلس الانتقالي الجنوبي» ناصر الخبجي، من خطورة استمرار حكومة بن دغر في «استفزاز الجنوبيين» على حد قوله، وذلك في منشور على صفحته الرسمية على «فيسبوك».
وحمل القيادي الجنوبي الحكومة الشرعية مسؤولية أي تصعيد واتهمها بمحاولة «خرق التهدئة التي فرضها التحالف العربي» وبـ«الدفع بالأمور للمواجهة، بغية إفشال مساعي التحالف في التهدئة والعمل على تحقيق مطالب الشعب الجنوبي بآلية مناسبة يتوافق عليها الجميع».
وجاءت تصريحات «الانتقالي الجنوبي» غداة بيان لوزارة الخارجية اليمنية عدت فيه المواجهات الأخيرة في عدن «محاولة انقلابية على الشرعية لإعاقة عمل الحكومة وتعطيل مهامها والقيام بإنشاء وتوجيه ميليشيات عسكرية خارج إطار القيادة العسكرية للقوات المسلحة اليمنية».
كما اعتبرت ذلك «انتهاكاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 وتهديداً لأمن المنطقة وخروجاً عن الهدف الذي من أجله أنشئ تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتقويضاً لجهود إنهاء الانقلاب الحوثي وخدمة لأجندات أخرى تتعارض مع وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وإضراراً بالمصلحة العليا للجمهورية اليمنية».
واتهم الخبجي حكومة بن دغر بأنها «تعمل على تلبية لرغبات ونزوات سياسية طائشة تحاول إعادة المواجهات لعدن بتلك الاستفزازات»، بحسب وصفه، في إشارة إلى بيان الخارجية سالف الذكر، وقال إن «هناك واقعاً جديداً أفرزته المواجهات لا يمكن تجاهله»، على حد قوله.
وقام القادة العسكريون للجنة التهدئة، وهم قادة الجيش في جبهة الساحل الغربي، مساء أول من أمس، بتسليم معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية لقيادته السابقة، ونشر أمس ناشطون على مواقع التواصل صوراً لقائد اللواء العميد إبراهيم حيدان وهو يتجول في مقر المعسكر الواقع في منطقة جبل حديد، وقالوا إن حيدان «استدعى أفراد اللواء وأمر بنشر آليات عسكرية داخل اللواء».
وفي سياق حكومي آخر، وجه رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمس، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ووزير المالية ورئيس هيئة الأركان العامة بصرف مرتب شهر لكل منتسبي الجيش والأمن في جميع الوحدات العسكرية والأمنية ودون استثناء، ابتداءً من يوم الأحد المقبل بالتعاون مع البنك المركزي اليمني، بناءً على توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
وذكرت وكالة «سبأ» في نسختها الرسمية، أن بن دغر «وجه وزارة المالية بسرعة استكمال صرف مرتبات الموظفين المدنيين والمتقاعدين لشهر يناير (كانون الثاني) التي توقفت بسبب الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن»، مشدداً على الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية ضرورة الانتظام والالتزام بالعمل والدوام الرسمي ابتداء من غد (الأحد) الموافق 4 فبراير (شباط) الحالي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».