بيروت تستضيف مهرجان «مسكون 2» لأفلام الرعب والإثارة

يتضمن تحية لأبرز مخرجين إيطاليين لهذا النوع

ملصق فيلم «ذي نايل هيلتون إنسدنت» للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح
ملصق فيلم «ذي نايل هيلتون إنسدنت» للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح
TT

بيروت تستضيف مهرجان «مسكون 2» لأفلام الرعب والإثارة

ملصق فيلم «ذي نايل هيلتون إنسدنت» للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح
ملصق فيلم «ذي نايل هيلتون إنسدنت» للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح

تستضيف بيروت النسخة الثانية من مهرجان «مسكون» لأفلام الرعب والإثارة والفانتازيا من 13 حتى 17 الحالي. هذا المهرجان الذي يعدّ الأول من نوعه في لبنان والمنطقة، سيعرض 10 أفلام سينمائية طويلة بينها 8 جديدة، تتمحور مواضيع بعضها حول قضايا مرتبطة بالعالم العربي كالربيع العربي والتطرّف الديني ومسألة النازحين، بأسلوب خيالي حيناً وفي قالبي «thriller» الإثارة والـ«فانتازيا» حينا آخر.
تقضي أهمية المهرجان كونه يشجّع على إنتاج هذا النوع من الأعمال السينمائية محلياً، من خلال تنظيمه مسابقة «مسكون» للأفلام اللبنانية القصيرة التي تصبّ في فئة الرعب والإثارة. وسيُدرَج الفيلم الفائز في المسابقة ضمن مهرجان «سيتجس» Sitges الدولي لسينما الفانتازيا والرعب في إقليم كاتالونيا الإسباني الذي يعدّ أهم مهرجان في العالم لهذا النوع من الأفلام. وسيتلقى مخرج الفيلم الفائز دعوة لحضور المهرجان الذي يقام من 5 إلى 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال أنطوان واكد المدير الفني للمهرجان: «لمسنا إقبالاً كبيراً العام الماضي من قبل هواة هذا النوع من الأفلام. وهو الأمر الذي دفعنا لإثراء النسخة الثانية منه بنشاطات كثيرة، لا سيما وأنّ هناك مخرجين برازيليين طلبا الحضور شخصيا للمشاركة بـ(مسكون) وهو أمر أسعدنا». مضيفاً: «لقد تقدّم إلى المسابقة نحو 40 فيلماً قصيراً (تتراوح مدته ما بين 5 و10 دقائق)، وقد اخترنا 12 بينها لتشارك رسميا فيها، وقد صوّرها مخرجون صاعدون يهوون هذا النوع من الأفلام. وقد صُوّر نصفها خصيصاً لهذا الهدف».
تجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان تنظّمه شركة «أبوت برودكشنز (Abbout Productions)» للسنة الثانية، بالتعاون مع جمعية متروبوليس (Metropolis Association) والأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة - جامعة البلمند ALBA) وموقع «سينموز» Cinemoz الإلكتروني.
وسيفتتح «مسكون» بفيلم The Nile Hilton Incident، للسويدي من أصل مصري طارق صالح الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مسابقة سينما الدراما العالمية في «صندانس». وهذا الفيلم من نوع «الإثارة» أسود تدور حوادثه في مصر خلال بداية الثورة. ويتولى الدور الرئيسي فيه الممثل السويدي من أصل لبناني فارس فارس. واختير هذا الفيلم ليكون بمثابة رسالة من المهرجان مفادها أنّ هذا النوع من الأفلام يمكن أن يكون باللغة العربيّة وأن يعالج مواضيع مرتبطة مباشرة بقضايا المنطقة».
ويتمحور فيلمان آخران حول مواضيع مرتبطة بالعالم العربي. أحدهما من النمسا «cold hell»، للمخرج الفائز بجائزة أوسكار ستيفان روزوفيتسكي، وهو أيضا من فئة أفلام الإثارة، نسوي اجتماعي يحكي عن التطرف الديني، وتتألق فيه بأدائها القوي الممثلة فيوليتا شوراولو التي ستحضر إلى بيروت لتقدّم فيلمها لجمهور «مسكون». ومن هنغاريا سيعرض فيلم Jupiter›s Moon للمخرج كورنيل موندروتشو الذي شارك في المسابقة الرسميّة لمهرجان «كان» السينمائي العام الفائت، وهو يتناول موضوع أزمة اللاجئين من زاوية الفانتازيا والإثارة.
وتتنوع الأفلام الأخرى في مهرجان هذه السنة بحيث ترضي مختلف الأذواق وبينها «The Villainess» للمخرج الكوري جونغ بيونغ جيل، الذي عُرض هو الآخر في مهرجان «كان» هذه السنة، ويتضمن بعض مشاهد الأكشن الأكثر إدهاشاً، ويبدأ بمشهد من ثماني دقائق صورت بلقطة واحدة. أما فيلم «Dave made a maze» للمخرج الأميركي بيل واترسون، فهو من نوع الكوميديا المبتكرة، وقد أنتج بموازنة منخفضة، في حين أن «A Dark Son»، للمخرج الآيرلندي ليام غافين فيلم رعب يتناول موضوع الحداد.
وفي البرنامج أيضاً «Good Manners» الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان لوكارنو السينمائي، وهو فيلم للمخرجين ماركو دوترا وجوليانا روخاس عن رواية خرافية اجتماعيّة برازيليّة في أجواء القوى الخارقة للطبيعة. وسيكون المخرجان موجودَين خلال المهرجان مع المنتج الفرنسي للفيلم كليمان دوبوانويل للقاء الجمهور.
كذلك يحضر المهرجان ضيف آخر هو المخرج الفرنسي إيريك فاليت الذي سيقدّم فيلمهLe Serpent Aux Mille Coupure من نوع «الإثارة».
وبالتعاون مع السفارة الإيطاليّة والمركز الثقافي الإيطالي و«نادي لكل الناس»، يخصص «مسكون» تحية لمخرجين إيطاليّين من الأبرز في حقبتهما في هذا النوع من الأفلام هما داريو أرجينتو ولوتشيو فولتشي. وفي قسم الكلاسيكيات، يحتفي المهرجان بالعيد الـ40 لفيلم الرعب المميّز Suspiria من إخراج أرجينتو.
ومن المفاجآت التي سيتضمنها مهرجان «مسكون»، حفلة موسيقية سينمائية (cine concert)، هي الأولى من نوعها في لبنان، تُعرض خلالها رائعة لوتشيو فولتشي السرياليّة The Beyond» مترافقة مع عزف حي لمؤلّف موسيقى الفيلم فابيو فريتزي وفرقته.
وسيُقدّم فريتزي كذلك ورشة عمل عن التأليف الموسيقي خلال المهرجان، علماً أنّه يُعتَبَر أحد أبرز المؤلّفين الموسيقيّين في إيطاليا، وقد استخدم المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو موسيقاه في فيلمه (kill bill 2).
كذلك يستضيف المهرجان مصمّم ملصقات الأفلام الشهير الفنان البلجيكي لوران دوريو الذي سيُعرّف المهتمين بفن ملصقات الأفلام البديلة من خلال ورشة عمل يحييها، علماً أنّ أعماله الفريدة تناولت بطريقة جديدة ومبتكرة أفلام ألفريد هيتشكوك وفريتز لانغ وفرانسيس فورد كوبولا وكوينتن تارانتينو وستيفن سبيلبرغ وآخرين.
وخلال المهرجان، سيُكشف عن الإنتاجات الجديدة لموقع «سينموز» الإلكتروني، وهو الشريك الأساسي لمهرجان «مسكون» وأبرز مشجّعي ومنتجي هذا النوع من الأفلام في المنطقة.
وعلى غرار العام الفائت، ستزدان سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» بديكور مستوحى من أفلام الفانتازيا، كما سيتولى رسامون لبنانيون عرض أعمالهم المستوحاة من هذه الأجواء، أو سيعدّون رسوماً حية من الأجواء نفسها، إضافة إلى عرض (Lebanese Otaku)، لأزياء شخصيات من الأفلام المعروضة. وستنظّم ورش عمل، بينها للمكتبة العامة (ألفباء) عن دمى الطين، وGame Cooks التي ستعرض لعبة الواقع الافتراضي اللبنانيّة (فانديكتا).
كذلك سيقدم أول معرض للسلع المتصلة بموضوع المهرجان، من قمصان الـ«تي شيرت» التي صمّمها فنانون لبنانيّون، والدمى المصنوعة يدوياً والشموع المخيفة ودفاتر الملاحظات وغيرها.


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.